موضوع أحببت أن أطرحه عليكم بخصوص سباق التسلح الذي ظهر فجأة بين دول الشرق الأوسط و أعتقد أنه إيجابي لنا كدول عربية ..
الكثير منا يستغرب و ربما يمتعض من التسليح اللا محدود من اميركا لحلفائها العرب مقابل تعقيد كثير من روسيا قبل تسليمها العقود الموقعة مع حلفائها ، و هنا أود أن أشير إلى خصوصية كل دولة و الأسس التي تتبعها روسيا في توقيع العقود مع أي دولة :
أولا :
# الأفضلية بشراء أي سلاح هي لدول الاتحاد الروسي او الاوفياء من زمن السوفييت " بيلاروسيا ، كازاخستان ، الشيشان ، أرمينيا "
# يليها الدول العظمى الحليفة " الصين و الهند " .
# يليها الدول التي تملك تاريخ و علاقات ممتازة مع روسيا " سوريا ، الجزائر ، كوريا ش ، كوبا "
و مؤخرا عادت مصر إلى الحضن الروسي و ستشهد العلاقة الروسية المصرية تطورا إيجابيا يخدم الجيش المصري الشقيق كثيرا ، و العراق بدرجة أقل يعود شيئا فشيئا .
و لكن و لأن لكل دولة خصائصها نرى الفرق في التعامل بين دولة و أخرى بنفس السلاح حسب ظروف البلد و موقعه الجيوسياسي و تحالفاته حيث :
# سوريا : البلد الذي يحوي القاعدة الوحيدة لروسيا خارج حدودها و قلعتها في المياه الدافئة و حليف قديم و وفي للسلاح الروسي .
تستلم سوريا أحدث الأسلحة و بأسعار رمزية بشرط أن تكون دفاعية لا هجومية " بانتسير ، بوك ام 2 ، ميغ 31 ، ياخونت " و كلها للدفاع عن سورية و ليس لمهاجمة إسرائيل حيث يملك رجال الأعمال اليهود عصب شركات السلاح الروسية و جزء كبير من اقتصاد بوتين و لاحظنا هذا جيدا بإلغاء عقد موقع رسميا عام 2008 كان سيزود سوريا ببطاريات صواريخ اسكندر .
# الجزائر : الحليف السياسي و الاقتصادي القوي شمال إفريقيا و الذي يعتبره الروس جزءا من المدرسة الشرقية و أحد حصونها المنيعة .
تستلم الجزائر أحدث الأسلحة بشرط أن تكون قد وصلت لحلفاء الصف الأول " ياخونت سيصل للجزائر بعد الصين و الهند و سوريا " و لا تورد إليها أي صفقات سلاح هجومي استراتيجي تجعل الكيان الصهيوني في مرمى صواريخها كون عقيدة الجيش الوطني الجزائري القتالية تضع إسرائيل عدو وحيد لها ، و تتاح للجزائر ميزة التعاقد على قطع بحرية و جوية و برية متنوعة دفاعية و هجومية ممنوع أن تملكها سوريا S-400 مثالا .
# تستلم العراق أسلحة لا يستطيع الغرب الاستفادة من أسرارها كون العراق اليوم مازال مباح للقوات الأمريكية للأسف و لهذا لن يصل إليه سلاح متطور يمكن أن يقع بيد المحور الغربي .
# تستلم مصر سلاح نوعي حديث و بأسعار مخفضة لجذبها للسوق الروسي و إبعادها عن أميركا قدر الإمكان ، و إن لعبها الأشقاء المصريون بذكاء يمكنهم الاستفادة من هذه الفرصة للتسلح بأسلحة استراتيجية خاصة و أن الفيتو اليهودي غير موجود بوجه مصر على طاولة بوتين .
# دول الخليج :
تعتمد الصفقات الروسية مع دول الخليج على العقود الخيالية التي تقوي الاقتصاد الروسي كما أن بعضها تستخدمه روسيا ك ورقة سياسية تلعب عليها .
# إيران :
تقتصر صفقات تسليح الروس لإيران على أسلحة دفاعية متوسطة الحداثة كون الإيرانيين منافس حقيقي للروس بتصدير و صناعة الأسلحة و النفوذ في المنطقة رغم تحالفهما المتين ضد الغرب .
و يبقى السلاح الروسي صديق العرب الوفي في كل حروبهم ضد أعداء الأمة ، حيث لم يشهد التاريخ مشاركة قطعة سلاح أمريكية في حرب ضد إسرائيل بل استخدمت لاحتلال العراق و تدمير سوريا و شرذمة ليبيا و تقسيم اليمن .
و في حادثة للتاريخ ، اعتذرت الشركة الأمريكية المصنعة لبنادق M-16 من إسرائيل رسميا بعد ثبوت إطلاق جنود الجيش اللبناني النار على الجنود الصهاينة من بنادق M-16 في حرب 2006 كانت قدمتها أميركا ك منحة إلى لبنان في وقت سابق ، فالرصاصة الواحدة ممنوعة ما بالكم بالاسلحة الحقيقية .. !