فجر الإعلان عن انتهاء العمل بقناة السويس الجديدة عاصفة من الهجوم والانتقادات التى وجهها الإسرائيليون لحكومتهم ورئيسها بنيامين نتنياهو بسبب الفساد وانعدام الإنجازات، وصلت إلى حد المطالبة بإقالته، ومناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يحكم الشعب الإسرائيلى بدلا منه.
وعبرت تعليقات الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعى عن حالة من الصدمة وعدم تصديق حقيقة أن مصر نفذت مشروع قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط، ودون أن تقترض دولارا واحدا من الخارج.
وعلى موقع «فيس بوك» كتب إسرائيلى، يعرف نفسه باسم «موشيه هجادول» (أى موسى العظيم)، ويقول إنه يعمل فى البرلمان الإسرائيلى (الكنيست): «إن السيسى لا يثرثر مثل نتنياهو، ببساطة إنه يعمل». وعندما عبر إسرائيلى آخر عن غضبه قائلا لموشيه: «لماذا لا تذهب لتعيش عند السيسى؟»، رد موشيه قائلا: «بالطبع لا، ولكننى ببساطة أحرص على أن يتم استبدال هذا الثرثار (نتنياهو) بمن هو قادر على تحريك إسرائيل ودفعها إلى مستقبل أفضل بكثير».
أما السينمائى الإسرائيلى جادى ليفى فكتب معلقا على خبر انتهاء مصر من حفر قناة السويس الجديدة: «رائع، إنه أفضل خبر سمعناه فى السنوات الأخيرة، وهذا إنجاز ممتاز للشعب المصرى، وللشرق الأوسط والعالم كله، وهذا أفضل رد على الإرهاب الإسلامى، إن المصريين يعملون وينتجون، فهناك حياة، إنهم يعيشون فى سلام! لأن الإسلام المتطرف يعنى الحرب والدمار والموت، فيا أبناء الشعوب العربية، الخيار بأيديكم، والقرار لكم».
كما تركزت التعليقات على توجيه التهنئة للمصريين، والإشادة بالسيسى، لدرجة أن إسرائيليا يطلق على نفسه اسم «جينجى» كتب تعليقا يقول فيه: «يا سيسى تعالى احكمنا بدلا من نتنياهو!».
وكتب آخر: «كل الاحترام للسيسى، فالنمو الاقتصادى هو ما يحقق السلام، فكل التقدير له، لأن السيسى يركز على شعبه ويريد أن يحقق لهم مكانة أفضل، وأن يوفر لهم فرص عمل وأن يعيشوا فى سلام». وكتب دان أرتسى: «نتمنى أن تكون مصر القوية جارة جيدة لإسرائيل».
وقال افوتفول: «نبارك لمصر ورئيسها، وعليكم الآن أن تطوروا التعليم والمجتمع». وكتب «ايال»: «السيسى راجل».
ونصح أحد الإسرائيليين السيسى بأن يصحب حراسة مشددة معه حتى لا يتعرض للاغتيال، كما حدث للرئيس محمد أنور السادات.
وكتب ايتسيك قائلا: «ليس مهما أن مصر تسير فى الطريق الصحيح، المهم أنهم يفكرون فى مستقبل الشعب المصرى.. وسوف ينجحون».
وكتب آخر أن إسرائيل فى حاجة إلى زعيم قوى يعمل مع الدول المجاورة كى يتحول الشرق الأوسط كله إلى منطقة مزدهرة ومستقلة. وأضاف: «أما نتنياهو فهو مصاب بالبارانويا ويؤسس سياسته وزعامته على الخوف والمخاوف والعزلة ولا توجد لديه أى رؤية للمنطقة كلها، وينبغى استبداله فورا، وإذا لم يحدث ذلك ستصبح إسرائيل مجرد ناموسة صغيرة لا أهمية لها».
وتطرقت إشادات الإسرائيليين أيضا بالتوقيت القياسى الذى نفذ المصريون المشروع فيه، فكتب أحدهم: «العار على إسرائيل، وكل الاحترام لمصر، فما تبنيه إسرائيل فى وقت ما، يبنيه المصريون فى ربع الوقت فقط». وكتب يوفال: «لا بد من الاستعانة بالمصريين فى تنفيذ مشاريع بإسرائيل بسبب قدرتهم الهائلة على الإنجاز السريع بهذا الشكل».
وكتب «جونى كريستو»: «هكذا ينبغى أن تنفذ المشروعات فورا، بدون لجان واجتماعات مديرين ووزراء كما يحدث فى إسرائيل حول قناة ربط البحر الميت بالبحر الأحمر، حيث سمعنا ضجيجا دون طحين (ضوضاء لم تسفر عن أى إنجاز)».
وكتب أحد الإسرائيليين: «العار على دولة إسرائيل التى تحدثت كثيرا عن مترو الأنفاق طوال 40 عاما، بينما شق المصريون قناة جديدة فى سنة واحدة فقط، وسيكون من المدهش أن تدشن مصر عاصمتها الجديدة والضخمة خلال عامين فقط!». وكتب آخر: «لا بد أن المصريين شربوا ريدبول حتى يتمكنوا من تحقيق ذلك».
وقال كيتس: «فى إسرائيل يستغرق تنفيذ مشروع القناة أكثر من 60 عاما بسبب الفساد»، فيما رد عليه آخر معتبرا أن 60 عاما يعد تقديرا متفائلا بالنسبة لإسرائيل.
وكتبت إسرائيلية: «عليكم أيها الإسرائيليون أن تتعلموا من المصريين، وأن تتوقفوا فورا عن ممارسة السياسة الرخيصة التى لا لزوم لها، تلك السياسة القذرة، وعليكم أن تبدأوا فى العمل والإنتاج». وكتب إسرائيلى: «المصريون أصبح لديهم قناة ثانية، ونحن لدينا فلافل».
وتوجه يوسى بار تسفاى بانتقاد لافت إلى شركة «جوجل» الأمريكية لأنها لا توفر صورا عن مشروع قناة السويس الجديدة من خلال برنامجها «جوجل إيرث».
فى المقابل، كانت هناك تعليقات مليئة بالكراهية، مثل ذلك الإسرائيلى الذى علق على خبر الانتهاء من شق القناة قائلا: «لن ننسى ما فعله فرعون بنا، علينا أن نرفع دعوى قضائية ضد مصر أمام المحكم الدولية فى هاج، لنطالب المصريين بدفع تعويضات عما فعله فرعون».
وقال آخر إن قناة السويس الجديدة تمثل عائقا ثانيا أمام الجيش الإسرائيلى حين يكون فى طريقه إلى القاهرة. وقال ثالث إن «الإسلام مسؤول عن كل مشاكل العالم». وتساءل رونى: «لماذا أعدنا القناة للمصريين؟». وقال آخر: «ستكون مصر تحت حكم داعش خلال عام أو اثنين».
وقال ثالث: «لقد بدأ الكابوس الإسرائيلى، فسوف تزحف مليارات قناديل البحر على شواطئ إسرائيل، ولن تكون هناك أسماك، ولن يعود البحر المتوسط إلى حالته السابقة». وقال رابع إن لحفر القناة «تأثير بيئى مدمر» على البحرين الأحمر والمتوسط.
http://www.almasryalyoum.com/news/details/781101