- منجاوي كتب:
- الحقيقى اخي النسر يبدو ان استخبارات الجيش العرافي وصلتها معلومات عن هذا الموضوع (جسب ما قال بعض قادتها). و لكن لا اتصور انه تم معرفة حجم القوات التي كان التحالف يحشدها و لم تقتنع القيادة السياسية بهذا الخطر. و بشكل عام كان الاستطلاع العراقي في العمق ضعيفا. مثلا لم يعرف العراقيون ان غرب مدينة الجفجي التي احتلوها كان هناك مستودعات سلاح للهجوم الامريكي المرتقب و كانت بدون حراسة. و لو تم تدميرها ﻷجل هذا الهجوم البري لشهور!
لكن بشكل عام كانت الخطة الدفاعية العراقية سيئة جدا من ناحية المبدأ. فلا يجوز للجيش العراقي ان يقبل ان تكون كل الكويت كساحة للمعركة (كما اشار الخبراء العراقيون بانفسهم). بل كان يجب القتال من مدينة الكويت و ليس من الحدود الكويتية.
أخي منجاوي ...
الإستخبارات العسكرية العراقية (زمر الإستطلاع العميق) كانت قوية جدا!
وكانت تقوم بعمليات شبه إنتحارية من ناحية التقرب القريب جدا عن الخطوط الأمامية لقوات التحالف والتي كانت تبعد بمسافة لا تقل عن 60 كم عن حافات القطعات الأمامية للقوات العراقية.
وكانت تعتمد عن طريق السمع والنظر المباشر لما يتحدث به من يشغل مسك تلك الحافات الأمامية من قوات التحالف وبأي لغة أو لهجة كانوا بها يتكلمون .
ومن أجل تحديد أي قوات دولة في ذلك القاطع وما هو نوع التسليح لتلك القوات !!!
وكان التشويش اللاسلكي من قبل قوات التحالف (الجيش الأمريكي حصرا) قويا جدا وبحيث لم تكن هنالك أي إتصالات عراقية لاسلكية لا عن UHF ولا VHF.
لا صحة بأنه لو قام الجيش العراقي بتدمير مستودعات الأسلحة للجيش الأمريكي في غرب مدينة الخفجي السعودية كان ليأخر ذلك الهجوم البري الأمريكي!!!
وبسبب أن القوات الأمريكية كانت مسلحة ومتدربة ومتهيئة بالكامل للهجوم البري على القوات العراقية . وهي لم تكن بأي حال من الأحزال منزوعة السلاح والعتاد ومعتمدة إعتمادا كليا على ذلك المستودع في غرب مدينة الخفجي .
وإنما كل ما في الأمر بأن أي جيش يجب أن يكون لديه مستودع قريب وليس بالبعيد لغرض سد النقص الحاصل في صرفيات الأعتدة فورا.
خاصة وان مدينة الخفجي تقع على مسافة لا تقل عن 30كم عن حافة القطعات الامامية للجيش العراقي .
فهل قام الجيش الأمريكي بخزن الأسلحة والأعتدة بمسافة تقع تحت تأثير القصف المدفعي المباشر للقوات العراقية والتي كانت تؤمن الى حد 60كم بواسطة صواريخ كتائب الراجمات فقط؟
ولم تكن الخطة العراقية الدفاعية سيئة جدا بأي حال من الاحوال!!!
ففي السياقات العسكرية الحربية يجب أن يتم الدفاع المحلي عن المنطقة المدافع عنها ولغرض حمايتها من الهجوم المعادي فيجب الدفاع عنها من جميع الجهات . خاصة وأن قاطع عمليات الكويت المحاذي
للمملكة العربية السعودية كان ذات عمق بعيد عن الحدود العراقية - الكويتية بأكثر من 200كم!!!
والصحراء المفتوحة خلف القعات العراقية في قاطع عمليات الكويت تمتد الى العراق من مدينة الجهراء الكويتية - مدينة صفوان العراقية بحدود 120كم !!!
أي عملية الإنزال لقوات التحالف ستكون مثالية لغرض الإحاطة من الخلف للقوات العراقي في الكويت. وهذا ما حصل بالضبط وكما توقعته القيادة العسكرية العراقية المغلوبة على أمرها تحت امرة القيادة
السياسية العراقية !
ونفذت القوات الأمريكية إنزالها في منطقة الزريجي جنوب مدينة البصرة العراقية لغرض قطع طريق الإنسحاب على القوات العراقية ومن اجل الإحاطة من الخلف ومن بعد القصف المدمر والكارثي على
القطعات العراقية الماسكة لتلك المنطقة .
ولذلك أعطى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أمره المفاجئ تماما بالإنسحاب والمتناقض مع ما أكده قبل بدء الحرب من ان لا إنسحاب من الكويت إطلاقا وحتى لو صدر الأمر منه شخصيا بذلك فعلى جميع
القادة عدم تنفيذ ذلك الأمر ولأنه سيكون إلعوبة من امريكا !!!
أخي النسر ...
العراقيون لم يتعرضوا الى أي مخادعة تذكر في تلك الحرب .
فقط تم توقع أن يستمر القصف الجوي التمهيدي قبل الهجوم البري لقوات التحالف سيكون لمدة أقصاها من إسبوع الى أسبوعين ولكن قد تبين بعدها بان القصف الجوي إستمر لمدة 45 يوما!!!
وعدا ذلك لم يكن هنالك أية مخادعة في تلك الحرب أبدا.
بل على العكس فإن العراق هو من قام بخطط رائعة من حيث المباغتة ضد قوات التحالف الدولي !
فالعراق قام بتنفيذ قصف مباغت لقوات التحالف عن طريق إخراج مدافعا وراجمات صوارخا جوالة (متحركه) تتقدم خلسة الى ما يؤمن المدى المطلوب ومن ثم قصف قوات التحالف الدوالي قصفا مدفعيا مؤثرا ومن ثم الإنسحاب بسلام
الى مواضعها تحت الأرض .
وكانت قوات التحالف قد توقعت بان مدة القصف ل 45 يوما ستدمر ما نسبته 90% من أسلحة ومعدات وجنود الجيش العراقي .
وفي حين ان حجم القصف الجوي قد دمر الى حد يوم الإنسحاب من الكويت ما نسبته 20% من الأسلحة والمعدات لاأكث وبنسبة أقل من الخسائر في صفوف الجنود !
وكذلك قيام العراق بعملية إحتلال مدينة الخفجي السعودية وسط ذهول ومفاجأة القوات الامريكية ومن بعد قتل وأسر عدد من جنودها رغم التفوق الجوي الساحق لقوات التحالف ومن عملية صد للقوات
المهاجمة لغرض إستعادة مدينة الخفجي السعودية من يد القوات العراقية ولمرتين متتاليتين !
وكذلك تم قصف قوات التحالف بعدد كبير من الصواريخ العراقية وبمديات في العمق بلغت حتى 700كم!
وكما اكدت اعلاه بأن وجود لأي جهد لاسلكي عراقي . ومن ان الجيش العراقي كان يعتمد على الإتصالات السلكية فقط وأيضا كانت مشفرة ويتم تغيير الشفرة بمعدل كل 24ساعة لا أكثر .وكانت أسلاك
الهواتف الميدانية رغم طمرها تحت الرمال بالكامل تتعرض الى عمليات قطع مستمر وعلى طوال اليوم الواحد بسبب القصف الهائل جدا من قوات التحالف وخاصة من القنابل العنقودية . ومع هذا كان فرق
عناصر المخابرة تقوم بإصلاح الأسلاك فوريا ومن دون تاخير وعلى طوال اليوم بسبب أهمية الإتصالات إثناء الحرب. ولم تكن تلك الإتصالات مخترقة من قبل قوات التحالف إطلاقا!
تقييم مستحق للأح منجاوي مع التحيات.