في ظل أنباء عن توفيره لدبابات النظام
نظــــــام الحمايـــــة الكهروبصــــري Shtora-1 لدبابــــات T-72 السوريــــــة
رغم عدم وجود دلائل مؤكدة حتى الآن تثبت تجهيز الدبابات السورية بهذا النظام ، إلا أن العديد من المصادر الروسية تتحدث عن البدء في تزويد دبابات النظام السوري من نوع T-72 بمنظومة الحماية الكهروبصرية النشيطة المعروفة بأسم "شتورا" Shtora-1 . توفير هذا التجهيز للدبابات السورية بات في نظر القيادات العسكرية الروسية (وبالتأكيد السورية) حاجة ملحمة في ظل تزايد خسائر الدبابات بفعل الضربات الموجعة التي توجهها صواريخ المعارضة الموجهه سلكيا ، في الغالب مع صواريخ TOW الأمريكية . هذه المنظومة الروسية طورت في العام 1988 ، وقدمت أولاً على الدبابة الروسية T-90 في العام 1993 . النظام شتورا هو أحد أنظمة القتل الناعم soft-kill المتوفرة لدى الروس ويعرضونها للبيع مع نماذج دباباتهم الحديثة من أمثال T-80 وT-90 وغيرها من الدبابات . النظام صمم لعرقلة الصواريخ المضادة للدبابات ذات القيادة نصف الآلية إلى خط البصر SACLOS . بما في ذلك الصواريخ الموجهة ليزرياً التي تستعين بمنظومة تعيين ليزريه للتحكم وقيادة الصاروخ حتى مداها النهائي . وكذلك محددات المدى الليزريه LRF التي يمكن استخدامها من قبل الصواريخ الموجهة سلكياً أو غيرها لتحديد مدى الهدف المراد مهاجمته . وبالنتيجة فهو كما يدعي الروس قادر على إرباك الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة سلكياً مثل TOW وHOT وMILAN وغيرها وتخفيض احتمالات ضربها للدبابة المستهدفة لنحو 3 مرات ، والصواريخ والمقذوفات الموجهة ليزرياً مثل Hellfire وCopperhead لنحو 4-5 مرات .
يشتمل النظام شتورا على أربعة مكونات رئيسة هي :
· حاسوب إدارة النظام ولوحة التحكم والسيطرة .
· وحدتي تشويش كهروبصريه على جانبي مقدمة البرج .
· عدد 2-4 مجسات تحذير ليزريه على قمة البرج .
· رفوف أو مطلقات قنابل الدخان على جانبي البرج .
بالنسبة لحاسوب النظام ، فهو العقل المسيطر على عمل النظام ككل وهو الذي يتولي تحديد نوع الخطر ومستواه بناء على المعلومات الواصلة إليه من المجسات المثبتة فوق البرج ، حيث يشتمل النظام على معالج دقيق micro processor وشاشة عرض ولوحة سيطرة وتحكم تشتمل على وحدات تحذير صوتية ومرئية .. أما وحدتي التشويش الكهروبصريه OTShU-1-7 التي تبلغ طاقة كل منهما 1100 وات فهما مثبتتان في مقدمة البرج على جانبي السلاح الرئيس ويتم تشغيلهما بشكل دائم مع وصول الدبابة لساحة المعركة . تعمل هذه الوحدات بالأشعة تحت الحمراء infrared lights مع قطاع تغطية من 4 درجات في الارتفاع وحتى 20 درجة في زاوية السمت . ويتركز عملها على إرسال شعاع نبضي بطول موجي 0.7-2.5 مايكرو وبشكل مستمر تجاه مصدر التهديد القادم بقصد التشويش على وسيلة توجيهه . فكرة عمل النظام قائمة على إرسال شعاع تحت الأحمر باتجاه قطاع التهديد المحتمل الذي يتم تعيينه من قبل مجس التحذير الليزري LWR . هذا الشعاع الصادر عن وحدة التشويش الكهروبصريه تلتقطه عدسة القياس الزاوي للإشعاع تحت الأحمر في منصة إطلاق الصاروخ الموجه سلكياً والتي يفترض أنها سترسل بالنتيجة معلومات توجيه خاطئة للصاروخ . بمعنى آخر ، إرباك جهاز استقبال الأشعة تحت الحمراء في هذه المنصة وتضليله بمعلومات خاطئة عن موقع الصاروخ .
مجسات أو مستقبلات التحذير الليزريه LWR المثبتة فوق سقف البرج تضطلع بأهم دور في النظام وهو تفعيل عمل النظام ككل ، وتوزيع أدوار ما يمكن تسميته "بالاستجابة" response نحو الأخطار المصوبة باتجاه الدبابة (التحذير من أن الدبابة المستهدفة أصبحت في وضع الإضاءة المعادية أو الإنارة illuminated) . هذه المجسات تعمل في الطول الموجي 0.65-1.6 مايكرو ، بحيث تكون قابلة للاستثارة والتنشيط activates بمجرد تسليط شعاع اليزر الخارجي على الدبابة حاملة للنظام ، سواء أكان هذا الشعاع صادر عن منظومة تعيين ليزري أو محددة مدى ليزريه . في هذه الحالة تقوم المجسات بإرسال التحذير للمنظومة المركزية والحاسب الآلي لمواجهة التهديد القادم وتفعيل وسائل الاعتراض المضادة . هذه المجسات يمكنها أن تحدد للطاقم مكان النقطة التي انطلق منها التهديد ، وبالتالي توجيه البرج وسلاح الدبابة الرئيس نحوه .. مطلقات الدخان على جانبي البرج ومجمل عددها 12 مطلقه هي من عيار 81 ملم ، وتضطلع هذه بمهمة تشكيل غيمه أو ستارة دخانيه فورية screening aerosol حتى مدى 75-90 م من الدبابة وقطاع عمل 2×45 درجة أمام العربة . الغيمة تستغرق ثلاثة ثوان فقط لتتشكل بالكامل ، وتستمر بعد ذلك لنحو 20 ثانيه قبل اضمحلالها وضمورها .
في الحقيقة للنظام شتورا عدداً من النواقص التي تقيد فعلياً من قدراته العملياتية ، أهمها أن عمل النظام مرتبط بتحفيز الكاشفات والمجسات الليزرية ، فإذا لم يستخدم المهاجم منظومة تعين أو محددة مدى ليزرية ، فإن النظام لن يتمكن من رصد المقذوف المهاجم أو تحذير الطاقم . لذا ، قابلية النظام تجاه الصواريخ الموجهة سلكياً (هو في الأساس معد لمواجهتها) مقيدة ومحدودة ، لأن هذه مرتبطة في توجيهها بسلك السيطرة وليس بشعاع ليزري كمثال . وفي الحقيقة أغلب رماة الصواريخ مهيئون الآن لتقدير مدى الهدف بصرياً وذلك لتقليل فرص رصدهم وكشف مواضعهم . أيضاً النظام غير مهيأ للتعامل مع المقذوفات المضادة للدروع غير الموجهة ، كما هو الحال مع مقذوفات الأسلحة الكتفية ، وما أكثرها في ساحة معركة اليوم . قطاع التغطية للمشوشات محدود ولا يشمل جميع جهات الدبابة ، وهذا الأمر يحدد من قدراته الفعلية .
المصدر ..
http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.ae/
.