عصرسعيد باشا -( 24 يوليو 1854 إلى 18 يناير 1863 )-
الصورة لسعيد باشا بزي ناظر البحرية قبل ان يتولي باشاوية مصر
بعد مقتل عباس باشا انتقل الحكم لاكبر افراد اسرة محمد علي و هو ابنه الرابع محمد سعيد و كان يشغل قبل توليه الحكم منصب ناظر البحرية و كان للبحرية كباقي مؤسسات مصر قيادتان واحدة لاصحاب الثقة وهي الاعلي و واحدة لاصحاب الكفاءة و هي اقل رتبة من السابقة و كان منصب اصحاب الثقة في البحرية هو ناظر البحرية -( يعادل وزير البحرية لكن وزارة البحرية ملغاة في مصر منذ عهد الخديوي اسماعيل و تم تحويلها لجزء من وزارة الحربية )- و يطلق عليه ايضا اميرال الاسطول او ناظر السفائن وكان يشغله سعيد باشا منذ اواخر محمد علي اما منصب اهل الكفاءة هو باش بوغ الدونامة -( تعني بالتركية رئيس الاسطول )- ويطلق عليه ايضا الفيس ادميرال او امير البحر و يشغله منذ اواخر محمد علي الفريق حسن باشا الإسكندراني
وكان وصول سعيد باشا للحكم بادرة امل لعودة البجرية لسابق عهدها من المجد فبعد وصوله للحكم كان من المتوقع ان يتولي القائد الفذ حسن باشا الاسكندراني نظارة البحرية بعد عودته من الحرب و لكن القدر لم يمهله فجيوش التحالف بقيادة المرشال الفرنسي جاك لروي كانت بدأت هجوم شامل بري و بحري علي مواقع الروس في القرم فحشد كل القوات الممكنة لذلك و خص المرشال بالذكر القوات المصرية و اراد اكبر عدد ممكن منها و كان سعيد باشا قد بدأ بالفعل في ارسال المزيد من القوات المصرية ليرفع من قيمة القوات المصرية و يتخلص من رجال سابقه عباس باشا
فاجعة البحرية المصرية
صورة غرق الغليون مفتاح جهاد في الصفحة الاولي من جريدة (ذا اللستريد لندن نيوز) بعددها الصادر بتاريخ ٢ ديسمبر1854
فكان علي البحرية نقل الوف الرجال من الاسكندرية للقرم و تامين سفرهم من السفن الروسية و القراصنة اليونانيين في مهمة خاضتها البحرية المصرية من قبل في حروب اليونان وهذه المهمة الشاقة تولها حسن باشا الاسكندراني بكفاءة ثم كان عليه بعد ذلك مشاركة اساطيل التحالف في مطاردة الاسطول الروسي في البحر الاسود و حصاره في سفاستوبول و لكن في ليلة 30 اكتوبر 1854 وعند عودة حسن باشا بقسم من الاسطول للاستانة لترميمه و بالقرب من شواطئ البحر الاسود الغربية فجع السكان بفاجعة تروع القلوب فقد ضربت عاصفة من اروع ما يذكر سكان تلك المنطقة و قد وقعت حوادث مربعة غرق فيها الكثير من السفن ولكن ليس منها ما هو افظع من ما اصاب البحرية المصرية فقد غرق الغليون مفتاح جهاد بقيادة القائم مقام طاهر بك و كان عليه حسن باشا الاسكندراني و الفرقاطة البحيرة بقيادة البكباشي حجازي احمد قبطان و كان عليها وكيله محمد شنن بك و غرق حوالي 1920 بجارو لم ينج من طواقمهم سوي 130 بحار ليس منهم اي من القادة الكبار فخسرت مصر امهر بحرييها
وقد ورد نبأ هذه الفاجعة الأليمة في جريدة (ذا اللستريد لندن نيوز) بعددها الصادر بتاريخ ٢ ديسمبر سنة ١٨٥٤ و ترجمه الامير عمر طوسون في كتابه الجيش المصري في حرب القرم ص117 من النسخة المرفقة بالموضوع
وانقدت حرب القرم و انطوي معها اخر صفحة مجيدة للبحرية المصرية في القرن ال19 و قد حصدت فيها الجيوش المصرية جنود و ضباط اعلي درجات المديح و ارفع الاوسمة من دول التحالف و لكن فقدت فيها مصر 4 سفن و الاهم من ذلك
طواقم تلك السفن بالاضافة للفريق حسن الاسكندراني و وكيلة شنن بك اما السفن المفقودة فهي
الفرقاطة دمياط
كان بها ٥٦ مدفعًا و ٥٠٠ بحار مصري، وقبطانها أحمد إبراهيم بك ففي معركة سينوب كانت تحارب بارجة روسية ذات ثلاث طبقات و ١٢٠ مدفعًا، وقد أتُلفت صواريها فلما و جد قبطانها انه لا مناص من الاسر اشعل مخزن البارود و نسفها بدل من الاستسلام.
الوبور براوز بحري
كان بها من 9 ال 12 مدفعًا و حولي 60 بحار مصري، وقبطانها الصاغقول اغاسي صالح قبدان و قد اسره الروس غدرا وغيرو اسمه لكرنيلوف فعندما كان الوبور يقترب من مياه سينوب اعترضته الفرقاطة البخارية الروسية فلادمير و كانت ترفع علم عثماني للتمويه و عندما اقترب منها الوبور فاجئته الفرقاطة الروسية بهجوم اصابها مباشرة في الاتها البخارية و تعطلت حركتها لكنها رفضت الاستسلام و دارت معركة غير متكافئة بينها و بين الفرقاطة البخارية فلاديمير و لكن بعد مقتل و اصابة 58 هم معظم او كل بحارتها سيطر عليها الروس و اسموها كورنلوف وهذه هي اول معركة في التاريخ بين باخرتين
الغليون مفتاح جهاد
كان بها حوالي 100 مدفعًا و 1000 بحار مصري، وقبطانها القائم مقام طاهر بك و كان عليه حسن باشا الاسكندراني و قد غرق في عاصفة
الفرقاطة البحيرة
و كان بها ٥٦ مدفعًا و ٥٠٠ بحار مصري و قبطانها البكباشي حجازي احمد قبودان وكان عليها محمد شنن بك
قد غرقت في عاصفة
وبعد عودة الاسطول و اجتماعه بما تبقي من السفن في مصر فسارعت برطانيا و الدولة العثمانية بالضغط علي سعيد باشا لمنع اصلاح و تجديد سفن الاسطول المتبقية و لكن سعيد باشا كان قد وجد بالفعل ان تجديد سفن الاسطول المتبقية لم يعد امر مجدي و ذلك لطول فترة انقطاعها عن الصيانة الدورية حوالي 6 سنوات اصبحت تكلفة صيانة و ترميم السفن المتبقية يفوق ثمنها فوجه همته لانشاء اسطول جديد فابقي فقط السفن البخارية و اختار من السفن الشراعية 3 فرقاطات اعتقد صلاحيتها للتحويل لسفن بخارية و امر الترسانة بتفكيك السفن الباقية و بيع قطعها في عمليات شايها الفساد المالي فكان علي الترسانة البحرية بالاسندرية ان تفكك بحزن الاسطول الذي بنته
اماالسفن الشراعية التي تم اختيارها للتحويل فتم ارسالها لانجلترا ليتم تحويلها و تدريعها بالحديد و هذه السفن هي
الفرقاطة شيرجهاد-(ناجية من معركة نوارين)-تحولت لفرقاطة بخارية مدرع و تم تغير اسمها للابراهيمبة نسبة لابراهيم باشا
و الفرقاطة الجعفرية تم تحويلها لناقلة بخارية و خفض تسليحها لاقل من 10 مدافع صغيرة للحماية الذاتية و الفرقاطة رشيد
وجدتها الشركة الانجليزية المسؤلة علي التحويل غير صالحة للتحويل فتم بيعها بثمن بخس في انجلترا
كما بني سعيد باشا في الولايات المتحدة باخرة حديدية سماها سياحة البحر لكنه ارسلها مباشرة لانجلترة لتحويلها لفرقاطة بخارية مدرعة وسماها محمد علي
الفرقاطة محمدعلي عندما كان باخرة اسمها سياحة البحر في ميناء بوسطن بالولايات المتحدة
و اشتري من اوروبا اربع بواخر مدرعة و لكن غير مسلحة و اسمائها هي الحجاز و نجد و القباري و جدة وضم اليها بواخر شركة النقل الحكومية المساه الكومبانية المصرية و كون شركة نقل بحري خاصة باسم الشركة المجيدية نسبة للسلطان عبد المجيد و بعد وفاته تم تغير الاسم للشركة العزيزية نسبة لخلفه السلطان عبد العزيز تمتلك الحطومة النسبة الاكبرمن اسهمها و طرح الباقي من الاسهم في السوق و الادارة مشتركة بين الحكومة و ملاك الاسهم وكلهم اوروبيين فكانت ارباح الحكومة من تلك الشركة وفيرة
كما انشئ هيئة للنقل النهري بنفس الطريقة و سماها مصلحة الانجرارية و كانت تلك المصلحة تملك 50 باخرة نهرية تختلف قوتة الواحدة منها بين40 و140 حصان بالاضافة ل61 صندل شراعي حمولة اصغرهم 150 اردب و حمولة اكبرهم1650اردب
و عين و في الشركتين البحرية و النهرية الاعداد الضخمة المتخرجة من المدرسة البحربة و الزائدة عن حاجة الاسطول بكثير
ميناء السويس بعد التجديد
كما عهد لشركة دوسو الفرنسية بتجديد ورش و ميناء السويس بعد ان غير اسم رصيفه الحربي و جعل اسمه رصيف ابراهيم نسبة لابراهيم باشا و امر كذلك بتجديد ورش و ميناء الاسكندرية و تزويده بونش بخاري لسحب السفن و لكنه عهد بالاعمال في الاسكندرية للانجليز لكن العمل في تجديد المواني لم ينتهي الا في عهد الخديوي اسماعيل
اما اهم الاعمال البحرية لسعيد باشا و هي قناة السويس فسياتي تفصيلها في الجزء القادم الخاص بعهد الخديوي اسماعيل
و الجدير بالذكر ان تلك التجديدات و ان لم تعد للبحرية المصرية و لو لربع قوتها السابقة الا انها كانت كافية للحفاظ علي الاستقلال المصري من اي تدخل انجليزي او عثماني كما حدث بعد ذلك في عهد الخديويين اسماعيل و توفيق كما سياتي ذكره