- منجاوي كتب:
- الاخ الكريم Arabian
كل الشكر على لطف اسلوبك و على نقاشك المحترم يا صديقي. ما اقدمه انما هو واجب و انا سعيد جدا انك ترى فيه بعض الفائدة.
بخصوص حرب 1973 فأنا صدقا اتهيب الدخول في هذه الحرب و الكتابة فيها بشكل كبير لعدة اسباب:
1- هذه الحرب قامت بين 3 دول. و ليس دولتين فقط. و المدهش ان الحلفاء العرب ايضا اختلفوا بمجرد بدء الحرب. و حتى تمت خديعة من حليف لحليف اخر حول خطط الحرب. يعني حاجة تقرأ عنها في مسرحية لشكسبير. و كأننا نتكلم عن حربين في نفس الوقت
2- بمجرد ان بدأت الحرب بشكل اقليمي انقلبت لحرب على المستوى الدولي بسبب تدخل امريكا و روسيا لمساعدة حلفائهم. و دخلت بعض الدول العربية بقوة على الخط.
3- نهاية الحرب تصلح لفيلم من جزأين. حيث انها نهاية مفتوحة. قبل الطرفان بوقف اطلاق النار. و كلا الطرفين كان له امور جيدة و امور سيئة.
4- الاداء العسكري المصري تأثر كثيرا بالاداء السياسي للرئيس. و هذا ما جعل الامور اكثر ارباكا. فقد تدخل الرئيس و اشرك سوريا في الحرب، و تدخل الرئيس و طلب تطوير الهجوم، و تدخل الرئيس في فرض وقف اطلاق النار.
5- الرئيسان المصري و السوري (و من ورائهم النظام و المؤسسة العسكري في البلدين) بنوا شرعيتهم على هذه الحرب. و بالتالي اي نقاش موضوعي فيها كان محارب. و الصوت الوحيد المسموح به (غالبا) هو التطبيل و التهليل للانجاز العبقري.
6- لأن الاعلام العربي و المؤسسات العلمية العربية في العادة لا تنتج شيئا ذي اضافة للموضوع، فلا نزال نكرر نفس الكلام الذي سمعناه في السبعينات - رغم تكشف حقائق كثيرة. فلم يتم الا مجهود قليل بعد كل تلك السنين لفتح ملفات تلك الحروب و دراستها بموضوعية. و كأن الجيوش و مراكز الدراسات العسكرية عندنا هي ﻷمور اخرى. و نزال نلقط تصريحا لجندي او مراسل اسرائيلي ثاني ايام الحرب و نعتبره الحكم النهائي على الحرب كلها او تعليقا يلوم الجيش على تفاجؤه بالحرب و نهمل ان الاسرائيليين و الغربيين يقولون هذا من باب معاجلة الاخطاء و ليس اقرارا بهزيمة. بينما نهمل المعلومات الجديدة التي تتكشف بفعل فتح ارشيف امريكا و ارشيف اسرائيل.
كما تلاحظ، فان كل نقطة مما سبق تصلح لموضوع يمتد لحلقات من التحليل و عرض وجهات النظر. خصوصا و الاعصاب مشدودة هذه الايام في مصر العزيزة بسبب الثورة و الثورة المضادة و الثورة المضادة للثورة المضادة. الخ.
عموما، هذا المنتدى استفاض في الكلام عن حرب اكتوبر حتى قبل ان اكون انا عضوا. و بدأت اتعلم و ادرس عن الحرب بمساعدة اعضاء افاضل مثل "علام" و "غزلان". و قد قرأت في الحرب الكثير من الكتب:
1- مذكرات الشاذلي عن حرب اكتوبر (صدرت في الثمانينات و عندي طبعة 2003 - الرابعة)
2- كتاب جمال حماد عن حرب اكتوبر (صدر في 1989)
3- كتاب ادجار اوبلانس عن الحرب (طبعة 1996)
4- كتاب بولاك عن الجيوش العربية في الفترة بين 1948 و 1995 تقريبا و قد صدر في 2004.
5- كتاب هيكل (اكتوبر 1973 سنوات السلاح و السياسة) و فيه وثق احداث الحرب باليوم تقريبا من موقعه قرب السادات (و قد صدر في 1993).
6- كتاب حرب رمضان لحسن البدري - الطبعة الرابعة صدرت في 1987.
و غير ذلك الكثير طبعا. لكن هذا ما يحضرني. و نلاحظ ان الكتب ال 5 متوفرة و مقتبسة بشكل او باخر. لكن كتاب بولاك (ربما لحداثته النسبية - او بسبب طبيعته العامة، او انتقاده الصريح جدا للجيوش العربية ) لم يصل لعلم القاريء الكريم في هذا المنتدى او غيره. بل انني اشك ان قرأه اي واحد ممن رد على (او حتى مجموعة المؤرخين الافاضل). لماذا؟ ﻷنه ببساطة لا ينقد الكتاب (و الكتاب فيه بعض التفاصيل الخطأ - رغم انها لا تؤثر في استنتاجاته). بل يتهم المؤلف بالتحيز و السلام ختام. بينما نجد ان الكتب المصرية تؤكد بعض المعلومات التي ذكرها بولاك. و ان كانت غائبة ضمن تفاصيل كثيرة. و ان الحرب - كما نتوقع - تحصل فيها مشاكل و تحصل فيها اخطاء، و اي كتاب "يتعامي" عن مشاكل يوم العبور مثلا او مشاكل تطوير الهجوم هو كتاب غير جاد. و يريد فقط ان يركز على النجاح.
و طبعا يوجد وثائقي الجزيرة (شاهد على العصر) و الحلقات المتميزة مع سعد الشاذلي عن تلك الحرب و غيرها.
و بالتالي حين اجلس امام حاسوبي ﻷكتب، فمن الواجب على ان اكتب بما يضيف للمعارف الموجودة. و يطرح اسئلة و يوضح تفاصيل. لا ان اعيد ما قيل. و اكرر ما ذكر. و في هذا انا لست قاضيا. بل انا اقرب للمحقق. يضع المعلومات التي يحصل عليها امامك. او يناقش الشاهد و الحكم بيننا التاريخ الموثق و المنطق.
من الوثائق الطيبة التي حصلت عليها مؤخرا كان ارشيف اجتماعات الاسرائيليين مع الامريكان اثناء الحرب. هذا ارشيف رسمي و بين حلفاء (ارجع لتوقيعي للوصول للموضوع). تجد نقاش واضح عن الحرب، و عن رؤية الاسرائيليين العسكرية للموضوع. فلا تجد جنرالات تبكي، و لا جولدا مائير تشق ثوبها. بل تجدهم واضحين في تقييمهم للاحداث ان امور المعركة في مصلحتهم الان (يوم 22 اكتوبر). بينما كان الوضع على غير ذلك بالنسبة للسادات و قيادة الاركان في الجيش المصري. فقد حصل صياح و اهانات في مركز 10 و كان السادات في حال صعبة جدا (كما ذكر هيكل) على المستوى النفسي. و لكن هل يعني هذا ان مصر انتصرت؟ او انها هزمت؟ الخيار لك ( و للقارئ الكريم). و انا اقبل عبارة مثل (هذه المعلومة صحيحة و لكن استنتاجك غير سليم بسبب كذا و كذا) و لكن ان ارى المعلومة امامي و ان اهملها. هنا ستكون المشكلة. فلو كنت تعتبر ان ضرب نظرية الامن الاسرائيلية و جرهم للمفوضات نصرا. فانت محق، و لكن يجب ان نكون صريحين. لو سألت اي واحد في مصر قبل حرب اكتوبر: هل تقبل ان تعود سيناء مقابل معاهدة سلام؟ فالجواب سيكون لا. و بالتالي لو اتى اسرائيلي و قال" خبيبي خرب اكتوبر كانت نصر لاسغائيل لان مصر وقعت اتفاق سلام خبيبي" فسيكون ايضا عنده وجهة نظر. انا رأي ان المنتصر الوحيد في الحرب بشكل واضح كان امريكا. اخرجت مصر من الحضن السوفياتي. و حلت اكبر جبهة في الصراع في الشرق الاوسط. المركز الثاني هو للسادات ﻷنه "حارب" و حصل على مايريد، و هو السلام و ارجاع سيناء. و هذه كانت بعيدة عنه بسبب فارق القدرات على الارض بين الجيش المصري و الجيش الاسرائيلي. و ربما تطلب الامر كمان حربين ثلاثة قبل الوصول لغزة. و اسرائيل كانت في المركز الثالث (او الثاني مكرر) بحصولها على السلام المطلوب. يعني ما لم تحصل عليه اسرائيل في حرب 1967 حصلت عليه في حرب 1973. و حتى سوريا حصلت على قبول شعبي بسبب الحرب المشرفة مقارنة بالحرب السابقة. و ارجعت القنيطرة. اما روسيا فلا بواكي لها.
بخصوص طلبك موضوع عن قدرة سلاح الجو المصري على مواجهة سلاح الجو الاسرائيلي. فانا سوف اسأل سؤال: ليه؟ انا اقدر احتمال الحرب بين مصر و اسرائيل بانه احتمال قليل جدا. و نحن لا نزال نفكر بعقلية الستينات رغم ان الزمن تجاوز هذا الكلام و حقبة الحرب الباردة، و حقبة النظام العالمي الجديد بقيادة امريكا، و نحن الان امام عهد جديد. لكننا كمجتمعات عربية اسرى للماضي و لا نفكر في الحاضر او المستقبل. و اسرائيل على سوئها و عنصريتها و قبح احتلالها، تعتبر صديقا للانظمة العربية المحيطة بها. و لم توجد لها مشاكل مع مصر منذ اواخر الثمانينات. و هذا الكلام لم يتغير ايام مبارك، او الاخوان، او المجلس العسكري او الرئيس الحالي او الرئيس القادم. الدول العربية المحاصرة بتحدياتها داخلية و البطالة المرتفعة و الفساد و مشاكل اخرى اسرائيل ليس من بينها. لكن كردع، مصر قادرة على جعل اي عدوان اسرائيلي مكلف و مكلف جدا. و لكن لا يكفي هذا لحماية مصر من مخاطر اخرى، و لنا في الاتحاد السوفياتي عبرة. اسف على الاطالة و شكرا.
شكرا جزيلا لك يا صديقى على هذا التوضيح المستفيض
الان يمكننى تفهم رائيك عن هذه القضيه من منظورك الخاص فى العرض
فانت تعرض كل المصادر المتاحه عن الحرب بغض النظر عن توجهاتها وتترك للقارىء
حق التحليل والفهم ليصل فى النهايه عن صوره عن الحرب طبقا لذلك وعلى هذا فان فكره الحرب والسلام
وابرام المعاهدات مع الكيان الصهيونى تلعب دور حاسم فى تلك النظره وعلى ذلك كل النقاش والنزاع على ما اذا كانت مصر قد انتصرت ام لا
لن يفيد بشىء اذا ما كانت العوامل التى تحكم النقاش متغيره بين المتحاورين
فالافضل الان ان نترك الماضى للماضى ونركز على الحاضر والمستقبل
اما بخصوص المقارنه او المناظره وربطها بالوضع مع الكيان فانا لا اراها كذللك فمهما كانت بيننا وبينهم من معاهدات او علاقات فهى بارده
لان الجميع يعرف ان احدا لن يقبل الاخر بجواره مهما امتد الزمن وميزان القوى هو الذى يحسم الوقت السانح للبدء بعد الموائمه مع الاوضاع العالميه
لذلك عندما نتحدث عن مقارنه ,فهى من منطلق التوازن وليس فرص النزاع
فى النهايه اود ان اوضح ان علاقه مصر مهما ظهرت بانها حميميه او جيده فهى شكليات لا اكثر فرضت علينا عام73 فى سبيل استرجاع سيناء ومهما تغيرت الانظمه فى مصر فلن يقرب احد من هذه الشكليات لانه يعلم ماذا سيترتب عليه
ولكن على المستوى الشعبى فلا حاجه للحديث لانه موضوع لا يقبل النقاش .
خالص تحياتى لك .