انزوي في غرفتك .. أقفل الأبواب والنوافذ واسدل الستائر .. أغلق كل الأجهزة واقطع اتصالها بالانترنت .. ضع عصبة على عينيك ..تمدد على سريرك .. اخرج سماعة اذن .. وانطلق في رحلة النشوة !!.
هذا هو الحال اليوم كما يزعمون مع نوع جديد من “المخدرات” يعرف بـ ” المخدرات الرقمية ” بدأ الاعلام العربي مؤخراً بتسليط الضوء عليها متأخراً خمس سنوات عن حديث الغرب عنها. فما هي تلك المخدرات؟ وكيف تعمل؟ وهل من آثار إدمانية تصحبها؟.
المخدرات الرقمية أو ما يُطلق عليه اسم "Digital Drugs" أو "iDoser" هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمني على سبيل المثال وترددات أقل إلى الاذن اليسرى. نشأت "المخدرات الرقمية"، على تقنية قديمة تسمى "النقر بالأذنين".لم يعد استهلاك المخدرات مقصوراً على ما كان يجرى سابقاً بحقنها فى الوريد أو بمضغها أو شمها أو تدخينها وإنما تطور الفكر الإنسانى ليحول نظم التعاطى إلى تعاطٍ إلكترونى أو تعاطٍ رقمى يحدث التأثير نفسه الذى تحدثه المخدرات الطبيعية أو التخليقية الأخرى.
وقد استخدمت موسيقى "المخدرات" في مستشفيات الصحة النفسية، نظرًا لأن هناك خللًا ونقصًا في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعد عدة ثوان، أو جزء من الثانية وألا تستخدم أكثر من مرتين يوميًا. وتوقف العلاج بهذه الطريقة - آنذاك – نظرًا لتكلفتها العالية.
كيف بدأت؟
في عام 1839 اكتشف العالم الفيزيائي Heinrich Wilhelm Dove أنه إذا سلطت ترددين مختلفين قليلاً عن بعضهما لكل اذن، فإن المستمع سيدرك صوت نبض سريع. سميت هذه الظاهرة بـ binaural beats. استخدمت هذه الآلية لأول مرة عام 1970 من أجل علاج بعض المرضى النفسيين لاسيما الاكتئاب الخفيف والقلق وذلك عند رفضهم العلاج الدوائي حيث كان يتم تعريض الدماغ إلى تذبذبات كهرومغناطيسية تؤدي لفرز مواد منشطة كالدوبامين و بيتا أندروفين بالتالي تسريع معدلات التعلم وتحسين دورة النوم وتخفيف الآلام وإعطاء احساس بالراحة والتحسن. واعتبر موقع Psychology Today أنه يمكن استخدام هذه التقنية لعلاج القلق.
كيف تعمل؟
باختصار شديد، المخدرات الرقمية هي ملفات صوتية وأحياناً تترافق مع مواد بصرية وأشكال و ألوان تتحرك وتتغير وفق معدل مدروس تمت هندستها لتخدع الدماغ عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد بشكل بسيط لكل اذن. ولأن هذه الأمواج الصوتية غير مألوفة يعمل الدماغ على توحيد الترددات من الأذنين للوصول إلى مستوى واحد بالتالي يصبح كهربائياً غير مستقر، وحسب نوع الاختلاف في كهربائية الدماغ يتم الوصول لإحساس معين يحاكي احساس أحد أنواع المخدرات أو المشاعر التي تود الوصول إليها كالنشوة.
مثلاً لو تعرضت الأذن اليمنى إلى موجة 325 هرتز واليسرى إلى موجة 315 هرتز فإن الدماغ سيعمل على معالجة الموجتين لتشكيل صوت و موجة جديدة لتكون موجة 10 هرتز وهي نفس الموجة التي ينتجها الدماغ أثناء الارتخاء والتأمل.
كل نوع من أنواع تلك المخدرات، أي كل نوع من الأمواج الصوتية والترددات تقوم باستهداف نمط معين من النشاط الدماغي، ويتعلق الأمر بمدة التعرض و الظروف المواتية له و أحياناً يتم الاستعانة بالبصر لزيادة تحفيز الدماغ.
وحسب المنظمة العربية للمعلومات والاتصالات فإن تلك المخدرات عبارة عن ذبذبات صوتية تتراوح أمواجها ما بين ألفا ثم بيتا و ثيتا وصولاً إلى دلتا. يؤدي الاستماع إليها لفترة طويلة عدة أحاسيس كالنعاس أو اليقظة الشديدة أو الدوخة أو الارتخاء أو الصرع والانزعاج.
كيف يتم الحصول عليها؟هناك مواقع متخصصة تقوم ببيع هذه النغمات على مواقع الانترنت، ولا توجد رقابة رسمية أو حظر لمثل هذه النغمات في الوقت الحالي، ويتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضا مقابل القليل من الدولارات، إلى جانب إمكانية الحصول عليها عبر موقع يوتيوب بشكل مجاني.
هل هي مضرة؟
نشرت الواشنطن بوست في عام 2010 دراسة للمعهد القومي الأمريكي لمكافحة المخدرات تؤكد عدم وجود أية بيانات علمية بشأن الظاهرة. وتكشف جامعة جنوب فلوريدا من خلال دراسة قامت بها لتعرف إن كانت ظاهرة binaural beats تؤدي لزيادة التركيز فيما يعرف بقصور الانتباه و فرط الحركة ADHD وتوصلت لنتيجة أن الظاهرة لا تؤدي إلى تغييرات كيميائية في الدماغ. إلا أن مكتب أوكلاهوما للمخدرات والعقاقير الخطرة يرى أن القلق الأكبر عندما يجربها الطفل وينتهي به الأمر لتدخين الماريغوانا مثلاً.
ونقلت العربية عن رئيس جمعية جاد للإقلاع عن المخدرات في لبنان جوزف حواط أنه واجه العام الماضي أول حالتي إدمان على المخدرات الرقمية في الجمعية. حيث لجأ إليه أهالي مراهقين قاما فجأة بالانعزال في غرفهم لساعات طويلة ويسمعان موسيقى غريبة وبدأ جسديهما بالارتجاف، ويعي الأهل أن ولديهما لا يتعاطيان المخدرات العادية.
ويفيد الدكتور Brian Fligor مدير قسم السمع التشخيصي في مشفى بوسطن للأطفال أنه وعلى حد علمه لا يوجد ما يدعم هذا الأمر، حيث أن مجرد العبث بإدراك الصوت ليس له تأثير على التصور الخاص بالمتعة أو أي شيء آخر. ويتابع بأن هذه المخدرات ليست جيدة ولا ضارة، إنها محايدة.
لكن مستشار اللجنة الطبية في الأمم المتحدة طبيب الأعصاب الدكتور راجي العمدة يرى أن هذه الذبذبات والأمواج الصوتية تؤدي إلى تأثير سيئ في المتعاطي على مستوى كهرباء المخ كونها لا تشعر المتلقي بالابتهاج فحسب، بل تسبب له ما يعرف بالشرود الذهني وهي من أخطر اللحظات التي يصل إليها الدماغ حيث تؤدي للانفصال عن الواقع وتقليل التركيز بشدة. ويحذر العمدة أن التعرض لهذا التغيير في اختلاف موجة الكهرباء في الدماغ وتكراره يؤدي إضافة للحظات الشرود إلى نوبات تشنج عند المرء. وهذا ما يمكن أن نؤكده لكم أيضاً من خلال مطالعة بعض مقاطع الفيديو القديمة – لن نعرضها – التي تظهر شباباً يتعاطونها كيف أنهم وبعد مرور فترة زمنية يبدأون بالهلوسة والارتجاف والتشنج وتسارع التنفس ونبض القلب.
يذكر أن البعض يربط بين هذا النوع من الموسيقى والأصوات بالموسيقى المهدئة، إلا أن هناك فروقات كونها محفزة وليست مهدئة, وبدأ العلاج بالموسيقى في أمريكا منذ 1944 عندما أنشئ أول برنامج في جامعتي ميتشيغن و كينساس لتدريسها.
خلاصة– المخدرات الرقمية هي ملفات صوتية تعمل على تذبذبات مختلفة لكل اذن لذا تحتاج لسماعة ستيريو وتؤدي إلى تغيير في كهربية الدماغ وتحفيزه في محاكاة للتغيرات التي تحدثها المخدرات الحقيقية.– ليس هناك دليل علمي على أنها تسبب الإدمان أو مضارها
– حالة الوفاة لم تؤكد بعد علاقتها بهذه المخدرات– تباع من خلال مواقع بأسعار تبدأ من 3 دولار وتصل إلى 30 دولار وأكثر تختلف حسب الجرعة ومدتها والإحساس الذي تود أن تحققه– انتشرت لدى الغرب قبل خمس سنوات و مؤخراً سلط الإعلام العربي الضوء عليها– هناك مقاطع فيديو تظهر شباب يتعاطونها تؤدي بهم بعد فترة ساعة من الزمن إلى تشنجات عضلية وسرعة في التنفس ونبض القلب– رد الفعل الحكومي العربي ضعيف في ظل ضعف انتشارها الذي يقتصر على السعودية والإمارات ولبنان.https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AE%D8%AF%D8%B1_%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A/
http://www.tech-wd.com/wd/2014/11/15/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A%D8%A9-digital-drugs-0/