نتوقف قليلا لنقل الاجواء من غرفة حرب شوارتزكوف. حيث توالت التقارير الممتازة صباح يوم الهجوم. القوات العربية الشرقية تتقدم بشكل جيد، الفرقة 101 وصلت اهداف اليوم الاول. و الفرقة الاولى و الثانية مارينز حققت اهداف اليوم الاول خلال الصباح! مما كان سيسبب مشكلة كبيرة لو تقدم المارينز شمالا بدون اسناد من الغرب. حيث سيكون جناحهم مكشوفا امام الفرقتين 10 و 6 المدرعتين العراقيتين الموجودتان غرب الكويت.
تأمل شوارتزكوف الخيارات الموجودة امامه:
1- القوات العربية الشمالية: تحوي المصريين الذين لن يكون من السهل اقناعهم تنفيذ الهجوم قبل الموعد المحدد (حيث كانت الخطة تقضي ان تهاجم القوات المصرية في اليوم التالي). و القوات السورية وافقت فقط على التقدم كخط دفاعي خلفي. و السعوديون لم يثيروا الرعب باللوائين الموجودين في ذلك القاطع.
2- ايقاف هجوم المارينز الناجح.
بعد مزيد من الدراسات و المشاورات كانت التوصية لشوارتزكوف: العراقيون لن يكونوا قادرين على عمل هجوم مضاد على مستوى اكثر من لواء متزامن.
اتصل قائد فيلق المارينز و قال لشوارتكوف ما كان يفكر فيه: المزيد من التقدم سيكشف جناح المارينز الغربي. سأله شوارتزكوف، هل سينفعك تقديم هجوم القوات العربية الشمالية و الفيلق السابع للجيش الامريكي؟ رد بالايجاب. فقال انه سيتصل به بالتعليمات الجديدة.
و الان نذكر القارئ ان الخطة الامريكي كانت بالتقدم من الكويت شرقا اولا. و اقناع العراقيين ان محور الهجوم سيكون من هناك بحيث يدفعون الاحتياطي المدرع للكويت بينما تتحرك القوات الامريكية الرئيسية من الغرب لقطع طريق الانسحاب امام العراقيين و تدمير الحرس الجمهوري. و قد تم وضع مسافة 26 ساعة بين هجوم المارينز و هجوم الفيلق السابع و القوات العربية الشمالية (بحيث تبدأ العمليات الساعة 6 صباحا يوم 25 فبراير) بحيث تسمح للقيادة العراقية ان تبتلع الطعم على مهلها. خصوصا مع ادراك مشاكل الاتصال و التحكم في الجيش العراقي بفعل القصف الجوي.
ان يتم تجاوز فلسفة الخطة، و شهور التخطيط لتقدم الفيلق الامريكي كان امرا مقلقا. و لكن الاتصال مع قادة الفيلقين السابع و الثامن عشر - حوالي 9 صباحا - شجع شوارتزكوف على التقدم. حيث قالوا له انهم يمكنهم التحرك خلال ساعتين من صدور الامر. و كان هناك فعلا خيار التقدم المبكر في بداية تخطيط حركة الفيلقين. لكن تم اهماله اثناء اعداد جداول الحركة. و كان المشكل الكبير هو توافر ضوء النهار بشكل كاف لفتح الالغام. و كان هناك الكثير من التحضير حتى يتقدم الفيلق المدرع كقوة واحدة (باسلوب القبضة) ليواجه الحرس الجمهوري، و تقديم الهجوم بهذا الشكل قد يشتت القوات.
و بعد اتصال قادة الفيالق بقادة الفرق، ابدى الجميع الجهوزي للتحرك عند الظهر. حتى الانجليز وافقوا رغم انهم سيضطروا ان يمشوا على سرف الدبابات حوالي 100 كم بسبب عدم نقلها للخط الامامي بعد.
جلس الجميع ينتظر اوامر شوارتزكوف، الذي تشاور مع الفريق خالد حول مدى جهوزية القوة العربية الشمالية ان تهاجم قبل الموعد الاصلي و احتج الجيش المصري بشدة، و وصل الامر ان طلب شواتزكوف من القاهرة ان تتصل بجيشها ان يتحرك، و اخيرا وافق الجيش المصري على التحرك المبكر. و وصلت اخبار ان العراقيين نسفوا محطة التحلية في مدينة الكويت، مما يشير الى نيتهم في الانسحاب. و في الساعة 12:30 ظهرا صدر القرار. تبدأ القوات البرية الهجوم الساعة 3:00 عصرا. كان هناك شكوك حتى من قيادة الاركان من ان تقديم هجوم قوات بهذا الحجم اكثر من 15 ساعة قد يؤدي لكوارث. و حتى تمرينات الحرب كانت تشير الى مشاكل جمة في تسريع الهجوم 2-3 ساعات. و لكن تمت المقامرة و تم اتخاذ القرار.
R. Atkinson - Crusade
K. Pollack - Arabs at War