يعاني العرب من فرقة شديدة و تخلف كبير في الميادين العسكرية و اسياسية...و كل عناصر القوة و بناء الدولة...و لفهم الواقع يلزم العودة الى التاريخ..وهذا ما يفعله الجميع و بكل بساطة يقولون كان للعرب دولتان قويتان الاموية و العباسية(دون احتساب الخلافة الراشدة لاسباب معروفة)...اذا فمن جاء بعد ذلك هو سبب ما نحن فيه اي الدولة العثمانية...فما صحة ذلك
من خلال الموضوع لن اتطرق للدولة العثمانية اطلاقا لانها و ببساطة ليست سبب ما نحن فيه و انما احدى اولى النتائج...و السبب يعود الى ما قبل ذلك و تحديدا الى الخلافة العباسية فكيف حدث ذلك
اولا الاستقرار السياسي و الوحدة العربية
من المعلوم أن أقصى اتساع للدولة الإسلامية كان في عهد بني أمية حيث امتدت من غرب الصين إلى جنوب فرنسا، كل هذا بسبب جهادهم. ثم لا تزال من بعدهم في نقص. فلما جاء بنو عباس، لم يقدروا أن يصلوا أصلاً إلى عُمان ولا إلى المغرب و الجزائر والأندلس ...نعم فمن اول يوم للخلافة العباسبة لم تتمكن هته الاخيرة من الحفاظ على وحدة اراضيها...فمهد هذا لقيام دويلات هنا و هناك...فاصبحت سنة و اصبح كل والي يسعى للاستقلال بما تحت يده من بلاد...خاصة في العصر العباسي الثاني
اهمال الجهاد و خدمة الاسلام
جاء في أطلس تاريخ الإسلام (ص51): «إن الدولة العباسية لو تنبهت إلى حقيقة وظيفتها كدولة إسلامية، وهي نشر الإسلام لا مجرد المحافظة عليه كما وجدته، لو أنها قامت برسالتها وأدخلت كل الترك والمغول في الإسلام، لأدت للإسلام والحضارة الإنسانية أجَلَّ الخدمات، ولغيّرت صفحات التاريخ. وهكذا تكون الدولة العباسية قد خذلت الإسلام في الشرق والغرب. العباسيون لم يضيفوا -رغم طول عمر دولتهم- إلى عالم الإسلام إلا القليل، ومعظمه في شرقي آسيا الصغرى»، أي شرق تركيا.
الانقلابات و المؤامرات
الدولة العباسية قامت اصلا بعد ثورة و حروب و مجازر حتى لقب مؤسسها بالسفاح الثورة العباسية هي إحدى أشد الثورات تنظيماً في التاريخ، وقد احتاج إعدادها إلى سنين طويلة من التخطيط البعيد والتآمر على الخلافة. ولتنفيذها قام العباسيون بمجازر رهيبة لم يعرفها العرب في كل تاريخهم إلى هذا اليوم، إلا ما حصل من قبل التتار
و مع استقرار الاوضاع لبني العباس في معضم البلاد و مع اهمالهم للجهاد و توحيد جميع بلاد الاسلام ما لبثوا ان بدات المؤمرات فقتل الخليفة اباه و خلع الخليفة اخاه وادى هذا الى نتيجة مهمة في موضوع تخلف العرب و هي الاستعانة بالاعجمي
تهميش العنصر العربي
اولا يجب الاشارة الى ان الخلافة العباسية بدات عربية خالصة ومن خير بيت فى العرب.. بيت آل النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم..و لكن
عدد الجوارى " ملك اليمين " فى قصور الخلفاء العباسيين زاد مع ازدياد الرفاهية.. وولدت الجوارى أبناء للخلفاء.. فكان عدد كبير من الخلفاء ابناء أمهات تركيات ...نعم تركيات
كما ان المؤمرات و تنافس الملك دفع بالخلفاء للاستعانة بكل من بامكانه ان يحقق الهدف عربيا كان ام اعجميا...بل اعجميا حصرا...فقد استعان الخلفاء العباسيون باخوالهم
فيكاد المؤرخون أن يجمعوا، وكذلك الباحثون في تاريخ الفكر الإسلامي على أن ما قام به الخليفة العباسي محمد بن هارون (المعتصم) من استجلاب عناصر من أجلاف الترك والديلم ومن بدوهم الرحل، كان له آثار سلبية على التحضر الإسلامي
اتخذ المعتصم هذا القرار لظنه أن هذه العساكر ستكوّن له عصبية داخلية يحمي بـها دولته، خاصة والصراع بين أخويه الأمين والمأمون كان واضحاً أمامه ولم يغب عن ذاكرته، والدول تبحث عن كتلة تؤيدها وتحميها وقد تكون هذه الحماية من القبائل والعشائر، وقد تكون أحزاباً ومؤسسات كما في بعض الدول المعاصرة، أما عصبية الدولة الإسلامية فهي قائمة على لحمة الدين والشرعية الإسلامية والطاعة بالمعروف، والدولة العباسية وإن احتفظت بالشرعية الإسلامية ولكنها لم تستطع صهر العناصر التي تتكون منها الأمة في بوتقة واحدة، وقد أدرك المعتصم متأخراً فشل خطته والخطأ الشنيع الذي ارتكبه، فقد ذكر ابن الأثير في تاريخه عن إسحاق بن إبراهيم أن المعتصم قال له: "نظرت إلى أخي المأمون وقد اصطنع (اتخذ وقرب إليه ولاة يثق بـهم) أربعة فأفلحوا: طاهر بن الحسين وابنه عبد الله، وأنت وأخوك، وأنا اصطنعت أربعة فلم يفلح أحد منهم: الأفشين وأشناس وأيتاخ ووصيف، فقلت: يا أمير المؤمنين: نظر أخوك إلى الأصول فاستعملها فأنجبت فروعها، واستعملت فروعاً فلم تنجب إذ لا أصول لها".
كما ان العباسيين حاربوا كل ما هو عربي و همشوه فما سبب ذلك
الدولة الأموية كانت دولة عربية قائمة في قيادتها على العرب، من غير ظلم لغيرهم. أما في الدولة العباسية، فقد قامت في أولها بمجازر رهيبة ضد العرب لم يحصل مثلها إلى عهد التتار
فالعباسيون كانوا عربا و خططوا لثورتهم ضد بني امية العرب فخططوا للاستعانة بغير العرب فكانت الثورة في أولها معتمدة على عصبية الفرس. وبالرغم من محاولات أبي جعفر التخلص من حلفاء الأمس بعد أن عظم خطرهم، فقد ظل نفوذهم قوياً جداً في الدولة، واستلموا المناصب الكبرى فيها. ومع ذلك انشغل العباسيون إلى عهد المعتصم بقمع ثورات الفرس المتوالية. وقام المهدي بمحاولة تخفيف النفوذ الفارسي عبر هيئة تتبع الزنادقة. لكنهم استطاعوا أن يحتفظوا بأنشطتهم بصورة سريّة، وتمكنوا من احتلال أغلب المناصب في دولة بني العباس، و بلغ أحدهم (الأفشين) قائد جيوش المعتصم. وهذا شيء لم يحصل قد في العهد الأموي.
وكان ولاء القادة للعباسيين قائماً على المال والعطايا من جهة، وعلى الخوف من البطش من جهة أخرى. ولم تكن هناك عصبية قوية تؤيدهم، بعكس حال الأمويين. ولذلك ضعفت الدولة وأصابها الضمور السريع منذ بدايتها. فحاول المعتصم استبدال الفرس بالترك، فلم يلبثوا أن استولوا على الدولة وأصبح الخليفة ألعوبة في أيديهم. على أنه حتى بعد انتقال الحكم إلى الجند الترك، فقد ظل تأثير الفرس الثقافي قوياً، سواء في المناصب التي شغلوها أم في تأثيرهم على ثقافة المجتمع ولغته وعاداته، وبالذات على ثقافة بني عباس أنفسهم.
ضعف الدولة المدنية و استقواء العسكر
اصبح الخليفة العباسي شيئا فشيئا مجرد صورة ليس له سلطة الا على بعض الجواري غير العربيات اما الجنود العجم الذين استعان بهم العباسيون فقد وصفهم الإمام الطبري فقال: "ذلك أنـهم كانوا عجماً جفاة"، ووصفهم الجاحظ بأعراب العجم "فحين لم تشغلهم الصناعات والتجارات والفلاحة والهندسة، ولا شق أنـهار، ولا جباية غلات، للم يهمهم غير الغزو والغارة والصيد وركوب الخيل"، والحقيقة أنـهم يجهلون أمور الدين وأمور الدولة، وليس لهم ذلك العقل الذي راضه الإسلام، ولا القلب الذي هذبه الدين، وقد تأذى منهم أهل بغداد لأنـهم يركضون الخيل في الشوارع فتطأ الشيوخ والأطفال والنساء، وكانت شكاوى الناس سبباً دفع المعتصم لبناء مدينة سامراء ونقل هؤلاء الجنود لها.ومنذ أن تسلط هؤلاء على أمور الدولة عاشوا على الانقلابات وعسكروا الدولة الإسلامية
من نتائج هذا الإبعاد للعرب:
كان من نتائج ابتعاد المسلمين في المنطقة العربية عن ممارسة السياسة بمعناها الصحيح، وبمعناها العلمي الحضاري، وبكل أبعادها التي تصب في مصلحة الفرد والمجتمع، أن فقدت هذه الشعوب الثقة بنفسها، وفقدت الحس التاريخي والاستراتيجي، وعاشت المدن كما يقول ابن خلدون: (عيالاً على غيرها في الحماية)، فالمجتمع الحضري بوجهيه المديني والريفي لم يعد يملك مصيره السياسي، وصارت المدن تستدعي الغريب أو العسكر لحمايتها، "وبعد أن اختل أمر مصر بعد كافور الأخشيدي (357 هـ) كتب جماعة من أعيانـها ورجال الدولة فيها إلى أبي تميم الملقب بـ (المعز الفاطمي) يطلبون منه عسكراً ليسلموا إليه إدارة البلاد المصرية"
بهذا يتضح ان الدولة العثمانية لم تكن الا نتيجة حتمية و انما بدا انحدار العرب قبل ذلك بكثير و سبب هم العرب انفسهم متمثلين
في الخلفاء العباسيين الاوائل...فقتلوا العرب ووضوعهم تحت اقدام العسكر الفرس ثم الاتراك
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?56140-الخلفاء-العباسيون-أبناء-الجوارى-التركيات
http://www.ibnamin.com/Tarikh/umayad_abbasi.htm