طبيعة العالم هي الصراع و التنافس. كان هناك تنافس اسلامي مسيحي (ايام الحروب الصليبية و التوسع الاسلامي) و بعدها صار التنافس بين البرتغال و العرب. و بعدها بين البرتغال و الاسبان و بعدها الفرنسيين و البريطانيين. و بعدها بدأ عصر الامبراطوريات و الصراع الكبير بين بريطانيا و روسيا (اللعبة الكبرى). و دخلت المانيا الخط و دخلت امريكا الخط. كله تخطيط و دبلوماسية و استراتيجية. دعم العدو الاصغر لضرب العدو الاكبر. و الحرب الباردة.

العالم الان بدأت تخف فيه حدة هذه الصراعات الثنائية بسبب غياب اي قطب بحجم امريكا.

هذا عن الدول الكبرى. اما نحن - ملطشة العالم - فلم نخرج بعد من صدمة الحرب العالمية الاولى. و لا نزال نكرر بروباغندا الامبراطورية الالمانية و الروس قبل هزيمتهم من وجود مؤامرة يهودية على العالم. طيب، و لماذا المؤامرة علينا نحن فقط؟ اليس افضل ان يتم التامر على امريكا الاكثر غنى؟ و ماذا عن الصين؟ مفيش مؤامرة؟ كثير من اغنى اغنياء العالم حصلوا ثرواتهم عبر جيل واحد. بيل غيتس، الملياردير المكسيكي من اصل لبناني كارلوس سليم و وارن بوفيت. اما عائلات روتشيلد و غيرهم فلا يوجد منهم من يملك "منفردا" هذه الثروة. بل ان ثرواتهم موزعة على مئات الافراد. يعني نحن لا نتكلم عن ثروة طائلة بيد شخص او اثنين. و لا تنس ان كل ازمة اقتصادية طاحنة تضربهم مثلما تضرب غيرهم.

كل الدول العربية اما نشأت او حصلت على "شبه" استقلال في تلك الفترة. و الطريف اننا لليوم لم نحدد بشكل جيد العلاقة بين المواطن و الحاكم. و بالكاد توجد ديمقراطية او نظام حكم مستقر لا تهزه تويته او مقالة صحفية او ناشط سياسي. و كل الشعوب على وشك الانفجار بسبب غياب التنمية و استفحال البطالة و غياب فكرة "ان الغد هو افضل من اليوم" و "مستقبل ابني سيكون افضل من حاضري".

متفرقون في عصر التكتلات و نستغرب استقواء الغير علينا! عجبي.

عندما كنا اطفال وشيخ الخلوة او المدرسة القرانية درسنا حلال وحرام تصور لنا اننا لن نستطيع ان نفعل الحرام وكان اي فعل يستعصي علينا نتركه بحجة انه حرام والغريب بعد ان مر علي تلك الفترة اكثر من خمسون عاما وتغيرة المناهج وتتطور العلم سمعت ابني الصغير ذو الست سنوات مع صديقه حينما حاولا القفز من جدار واستعصي عليهم الامر تركاه بحجة حرام

لماذا هذه القصة لانه واقع العرب والمتخلفون عن العالم رسموا كذبة وصدقهوا ، عاشوا بها، ورثوها لمن بعدهم، اصبحت تبريرا للفشل

اما الجزء الثاني فان المتهم به هم اليهود، الصليبيون، الغرب

وكما قال العرب سابقا عدو عاقل خير من صديق جاهل

فان كانوا بمثل هذا الذكاء والعقل والولاء لاهدافهم وعقيدتهم فاولي بنا صداقتهم

كيف يستطيعوا ان يستمروا ان يستمروا في هذه المؤامرة علي مر القرون وفي ذات النسق والمنهج ويحافظوا علي خط سيرهم ؟؟؟؟ كيف بالله اذا لم يستطيعوا ان يحافظوا علي توراتهم واجيلهم ؟؟؟؟

الامر بسيط اهم وهم قد يكونا هم من نشروها وسطنا رحمتا بنا اوجدوا لنا مبرر لعجزنا وتخلفنا

وقد نكون نحن من صنعها ليس مهم من صنع هذا الوهم بل المهم النتيجة

ان اليهود والغرب تفوقوا لانهم درسوا التاريخ كعبرة ونحن تخلفنا لاننا درسناه كقصة

التاريخ يعيد نفسه واحداثه تتجدد في المضمون هم عرفوها وتنباؤا بالقادم ونحن اخذناها قصص نرويها عند النوم

وهذا حال كل الشعوب المتخلفة ومايسمي بدول العالم الثالث يعشقون القصص والشعر والبطولات الزائفة

فلناخذ العرب مثلا بماذا يفتخرون؟؟؟ معلقات؟؟؟ ابيات شعر ؟؟؟ قصص تاريخية ؟؟؟ عنتر وعبلة؟ وغيرهم

الطريف انهم يقولون ليس الرجل من قال كان ابي بل قال ها انا ذا

وجميعهم يحكون ويقصون كنا وكنا ونحن اصلنا كذا وجدودنا فعلوا كذا وكذا انهم يعيشون في الماضي والماضي السحيق واذا تفاخروا فخرهم بما مضي

ايضا الامر انعدام ثقافة وضعفها وازمة هوية وانتماء حقيقي فلناخذ مثال بسيط

كل مجتمعانا ابنائه جل هدفهم الهجرة للغرب . جميل جدا يذهبون ويعودون بثقافة جديدة اجمل من ما يكون... انما ما هي حصيلتهم عادوا لنا باسواء ما في مجتمعهم والغريب ان مجتمعنا ياخذها ويتبناها كانها جزء اصيل من تكوينهم

هذا لاننا نعاني من ازمة هوية

الخص ما سبق

1- نعيش في الماضي ولا مستقبل
2- ازمة هوية وثقافة
3- امنا بهم ووضعناهم قدوة
4- صدقنا كذبنا وخدرنا عقولنا
5- لم نعتبر من تاريخنا وسفهناه
6- اهملنا البحث العلمي
7- عدم الاستقرار السياسي مع انعدام رؤيا ثابته للتطوير وتلاشي الاستراتجيات

طبعا السادة الاذكياء فعلوا عكسنا في كل شئ وبمنطق الغابة القوي يأكل الضعيف اكلوا هم وقادوا هم وما علي النعاج الا ان تؤكل او تساق خلف قائد وهذا الواقع قوة شوكة الالمان فتعلقنا بهم، اتي الامركيان والسوفيت فاصبحنا بينهم ، ذهب السوفيت وبقي الامركيان فتبعناهم، ظهر الروس ومعهم الصين فركضنا خلفهم ولن ننسي اننا نتحدث بلغة من استعمرنا ونتفاخر بها فهذا يتقن الانجليزية وادخلها مفردات مكان لغته وذاك نسي لغته خلف الفرنسية واخر ايطالي وغيرهم بل حتي اعتنقنا مذاهبهم السياسيةاي تركنا لهم القيادة في كل جانب من ضروب حياتنا والنعاج تتبع القادة وهم قادونا ونحن خلفهم

ملحوظة:

1- النعاج من برتكولات حكماء صهيون البرتكول الاول يعرفوا بالغويم وفي اللغة العبرية الغويم تعني البهائم او النعاج وهو مصطلح يقال لكل من سواهم من البشر وهنا اقصد بهم كل الشعوب المتاخرة عنهم وعن الغرب وتعيش في عصور مظلمة

2- العصور المظلمة فترة سيطرة الدين والجهل وقصدت اهمال هذه النقطة حتي لا ياتيني احدهم ويرميني بالكفر

والقائمة تطول
والله اعلم

شكرا للجميع على الحوار الراقى والذى هو دليل على خلقكم الراقى
سوف اجمع كل ما اريد كتابته فى مشاركه واحده
اخى  تونسى وافتخر
اتمنا لو هناك مصادر تطلعنا عليها
اخى most08
شكرا لك على الاطراء تقبل تحياتى
اخى منجاوي
نورت الموضوع بمشاركتك القيمه دائما  وهذا ليس غريب عليك
اخى imar088
سعيد جدا بوجودك  فى موضوعى  لان مشاركاتك تمتعنى فى الحقيقه
اخى  بالمشمش
ربما لم يكتشفوا القيلوله بعد

لدى سوال مفهوم ان نكون نحن فى الوطن العربى نظن ان هناك  متامرين ضدنا لاسبباب  كثيره لكن لا افهم لماذا يراى بعض الامريكين ان هناك من يحكم العالم بشكل سرى  وهكذا فكر اظن انى من اكثر من سنه طالعت فيلم لذلك (امريكى ) يتحدث عن المؤامره وبداء فى بدايته ان 20 % من الامريكين يعتقدون ان هناك جهه او جماعه خفيه تحكم العالم وامريكا واصلا قصته تقوم على مجموعة شباب يسعون للبحث من يحكم العالم ويصلوا فى النهايه ان منظمه غامضه تحكم العالم اين كان الفيلم ونهايته لكن لماذا  تجد المؤامره رواج فى دوله كامريكا بل كيف تخطر على بالهم اصلا

اخي احمد ساسميك المستفذ (ههههههه) فمواضيعك تستفذ العقل والفكر لك كل تقدير علي هذه المهارة النادرة

اخي ما يخص الامركيان فالامر بسيط خواء فكري وفي ذات الامر دولة تتدعي الديمقراطية وهي دولة بولسية تحكمها وكالات ومنظمات وجيش وعسكر يحيكون المؤامرات ويرسلون ابنائهم للموت لاجل شركات فوجب ايجاد شئ يشغلهم عن ما يدور داخل اروقة الدولة مستغلين الخواء الفكري والتبعية الاعلامية لشعبهم هذا الامر يتضح جليا عند المقارنة مع السوفيت مثلا فقد اشبعتهم الشيوعية كبديل للخواء الفكري فلم تصدر منهم نظريات مؤامرة قياسا بالامريكان وكذلك الالمان سابقا ايام هتلر وبعده ثم ناتي لبريطانيا التي ملاتها العقيدة الدينية واليابان والصين ليستا ببعيدتين عن الامر

وقياسا علي ذلك امريكا صنيعة مجرمين وشريعة الغابة واصل بلادهم ابادة بشر اي لا تاريخ يذكر ولا ثقافة ولا شئ يعتمد حتي اللغة لا لغة لهم

السوفيت الروسية
اليابان اليابانية
وهكذا للبقية
فيرجع الامر بما ان اللغة حامل ثقافي وليس محمول فمن امتلك لغته الخاصة امتلك ثقافته الخاصة اما من تحدث بلغة غيره تجده اخذ ثقافة مشوهة مسخ من الاصل ثم انها دولة مادية بحت خالية من الوازع الديني والاخلاقي الذي تمتعت به الدول الاخري نوعا ما وقس علي ذلك

هناك مسألة احب لفت النظر لها. امريكا فعلا ليست دولة واحدة الا من الخارج. بينما في الداخل هناك فارق كبير بين الولايات. و حتى بين المدن. نحن نأتي من مجتمعات بحكومة مركزية قوية و نسقط هذا على اي دولة. لكن امريكا لم تقم على هذا الاسلوب. لليوم مثلا لا يوجد في امريكا نظام تأمين صحي موحد حكومي للمواطنين! و لا يوجد نظام تعليمي موحد في امريكا. حتى مدارس الحكومة في كل ولاية لها مناهجها المنفصلة. بل انه يحق لك ان تدرس ابنائك في البيت مع تحقق بعض الشروط! و بالتالي حين يقول شخص ان 20% من الامريكان يؤمنون بكذا. فهو امر لا يعني شيئا اكثر من انه يوجد جهل و تنوع كبير في الاراء في ذلك البلد. و تجدهم اصحاب وظائف دنيا و لا يؤثرون في الدنيا الا قليلا و بالتالي رأيهم ليس ذو اثر. ﻷن الاعلام و الرأي العام و المجتمع العلمي يفلتر هذا الهراء باهماله. فلا يوجد حجر على أي رأي، لكن لا يعني ان برنامج او كتاب قد نشر ان الناس تقبل به. بل هي تختار ان تتجاهله ببساطة.

بل والبعض يرى ان تجمع الدول على اختلاف اتجاهتها تحت مظلة الامم المتحده يرسخ قصة الحكومه الخافيه والجمعه الحاكمه الخ ولكم ان تروا كوريا الشماليه وما ادرك لكن رغم انها تعيش عزله شبه كامله عن العالم لكنها منضمه للامم المتحده ولم تخرج هذا مثال  وجه استدلاله ان العالم اجتمع لاول مره تحت مظله واحده رغم كل الاختلاف
هذه ليست وجهت نظرى وجهت نظرى ساعرضها بعد لكن تلك بعض حجج الفريق الاخر
فان كان لديكم تفسير اقصج المعرضين