إخفـــــاق آخـــــر للميـــــلان ونجـــــاح مستحـــــق للجافليـــــن !!
من جديد يخفق الصاروخ الفرنسي الموجه المضاد للدبابات ميلان في إصابة هدف متحرك هو عبارة عن عجلة مفخخة لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تستهدف موقعا لقوات سوريا الديمقراطية SDF (قوات كردية وعربية مدعومة من الولايات المتحدة) على أطراف مدينة "الرقة" Raqqa (معقل التنظيم في سوريا) !! العجلة التي كان يقودها الإنتحاري تعرضت لسيل وافر من الإطلاقات بشتى أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والتي عجزت على ما يبدو في إيقاف تقدمها ، ليقرر المدافعين وبمساعدة مباشرة من القوات الفرنسية الخاصة إطلاق صاروخ ميلان Milan لضرب العجلة المفخخة وتدميرها !! الصاروخ الذي تم إطلاقه مر من جانب العجلة دون أن يصيبها (تكرر هذا الأداء المخزي لمنظومة الميلان في أكثر من مناسبة) وانفجر رأسه الحربي بعيدأ عن الهدف ، الأمر الذي تسبب بحالة من القلق والذعر لدى المدافعين مع إقتراب العجلة من مواقعهم . لذا هم قاموا بإطلاق صاروخ آخر موجه هذه المرة من نوع جافلين Javelin والذي أصاب العجلة بشكل مباشر بعد مسار هجوم عمودي ملفت للنظر !! وعلى خلاف منظومات الجيل الثاني التي ينتمي لها الميلان ، الصاروخ الأمريكي جافلين ينتمي لمنظومات الجيل الثالث العاملة وفق تقنية "أطلق وأنسى" fire-and-forget .. يعمل الصاروخ جافلين على تتبع صورة الهدف الحرارية المخزنة في ذاكرته إثناء مرحلة الإطباق قبل عملية إطلاقه ، لذلك هو مزود بباحث أشعة تحت الحمراء لالتقاط الصور imaging infrared seeker . السلاح محمول من قبل الأفراد ومصمم خصيصاً لاستبدال الصاروخ المتقادم الموجه سلكيا نوع M47 Dragon ، وهو قادر كما يدعي مصمميه على مشاغلة الأهداف المتحركة والثابتة . بدأت أعمال تطوير هذا الصاروخ في شهر أغسطس من العام 1986 ، حيث خاضت ثلاثة شركات منافسه الفوز بإنتاجه ، وأخيراً في شهر يونيو من العام 1989 فازت كل من شركتي Raytheon وLockheed-Martin بعقد إنتاجه ، وتمت مباشرة أعمال الإنتاج في العام 1994 ، وفي العام 1996 دخل الصاروخ الخدمة مع الوحدات المقاتلة الأمريكية .
صمم هذا السلاح كما ذكر أعلاه وفق تقنية أطلق وأنسى ، بمعني قدرة الصاروخ على الإقفال lock-on على الهدف قبل الإطلاق ثم يكون التوجيه تلقائياً . ويأخذ الصاروخ مسار الهجوم السقفي top-attack على الأهداف المدرعة ، حيث يضرب المنطقة الأقل سمكاً وتدريعاً . كما يمكن استخدام الصاروخ في نمط الهجوم المباشر direct-attack تجاه المباني والتحصينات ، بالإضافة لقدرات نسبية تجاه المروحيات .. يطلق الصاروخ بزاوية 18 درجة ، بعدها يستطيع جافلين في نمط الهجوم العمودي بلوغ ارتفاع 150 م ، حيث يرتفع الصاروخ بحدة للأعلى climb sharply ، ليطير بعدها بشكل مستقيم ، ثم يغطس للأسفل ليضرب هدفه بشكل قوسي نحو قمته الضعيفة (يجب تنشيط الباحث أولاً وتحفيزه activated) مع مسافة اشتباك دنيا تبلغ 150 م . وفي نمط الهجوم المباشر ينطلق الصاروخ بارتفاع منخفض lower altitude يصل إلى 50 م (يجب أن يبرد الرأس الحربي أولاً قبل الإطباق على الهدف) ثم ينحني ويميل في اتجاه طيرانه نحو الأسفل لينقض على هدفه بشكل مباشر في مقدمته أو مؤخرته أو الجوانب ، علماً أن مسافة الاشتباك الدنيا في هذا النمط من التوجيه تبلغ 65 م .. الصاروخ جافلين مزود برأس حربي ترادفي tandem warhead من الشحنات المشكلة ، تكفل له اختراق الدروع التفاعلية المتفجرة ERA أولاً والدروع الرئيسة لاحقاً لنحو 800 ملم ، حيث جرى تطوير بطانة معدنية من طبقتين لصالح مخروط الشحنة المشكلة الابتدائية من مادة molybdenum ، وبطانة نحاسية لمخروط الشحنة الرئيسة ، تكفل أداء مميز لعملية تشكيل النفاث والاختراق . ولحماية الشحنة الرئيسة من انفجار وموجة عصف الشحنة الابتدائية ، جرى تزويد المنطقة الفاصلة بين الشحنتين بحاجز وقائي لمنع تأثيرات الصدمة . هذا الحاجز مزود بثقب في منتصفه ، للسماح بمرور النفاث ومنع تشتته واستهلاك طاقته .
[size=32]فيديو للمشاهدة ..[/size]