بدأت المملكة العربية السعودية العمل على تشكيل تحالف عسكري جديد على غرار حلف شمال الأطلسي يهدف إلى مكافحة الإرهاب
من شأنه أن يجسّد بأفضل طريقة العقيدة الدفاعية الجديدة للسعودية ودول الخليج، مكلّفة الحكومة الباكستانية بوضع إطار قانوني
للتحالف الذي سيتشكّل من 34 دولة ذات أغلبية مسلمة.
وجاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، منتصف الشهر الجاري استناداً إلى مصادر باكستانية.
[rtl]وتأتي تلك المسألة بالتزامن مع عودة رئيس الوزراء نواز شريف إلى باكستان بعد زيارة رسمية للمملكة استمرت 3 أيام[/rtl]
[rtl] والتي شهد من خلالها اختتام مناورة "رعد الشمال" في حفر الباطن، من جهة، وبعد أن قطعت المملكة شوطاً كبيراً في تحقيق هدفها[/rtl]
[rtl]المتمثل في دعم الشرعية اليمنية باستعادة حكم البلاد من يد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح[/rtl]
[rtl] من جهة ثانية، وبعد أن برهنت المملكة قدرتها على إشراك جيوش من 21 دولة في تمرين "رعد الشمال".[/rtl]
[rtl]سبقت فكرة إنشاء هذا التحالف، إعلان الرياض في كانون الأول/ديسمبر الماضي عن تشكيل تحالف إسلامي واسع يهدف إلى[/rtl]
[rtl] مكافحة الإرهاب، لا يزال إطاره التنظيمي والعملي غير معلوم بالتحديد. فهل تعتبر فكرة إنشاء "الناتو الإسلامي"[/rtl]
[rtl]الخطوة العملياتية الأولى لتفعيل عمل التحالف الإسلامي على الأرض؟[/rtl]
[rtl]وتنسب الصحيفة البريطانية لمراقبين، أنّ من شأن تعاون السعودية وباكستان على إنشاء هيكل عسكري جديد، أن يشكّل عاملاً[/rtl]
[rtl]مساعداً على تحقيق ذلك الهدف اعتباراً لما للبلدين من وزن سياسي وعسكري في منطقتهما، فضلاً عن أنهما يواجهان تهديدات مشتركة[/rtl]
[rtl] إذ تواجه باكستان تبعات عدم استقرار جارتها أفغانستان، حيث ينشط متشدّدو جماعة طالبان، فيما دخل تنظيم داعش على الخط[/rtl]
[rtl] حديثاً وبدأ يحاول أخذ موقع تنظيم القاعدة الذي تراجع نشاطه هناك.[/rtl]
[rtl]فمن جهتها، تعمل السعودية مع باقي بلدان مجلس التعاون الخليجي على منع تسرّب التنظيم إلى منطقة الخليج المزدهرة والمستقرة[/rtl]
[rtl] قياساً بمحيطها الملتهب بالصراعات المسلّحة وبنشاط المنظمات الإرهابية، أما باكستان فتستند عسكرياً إلى جيش منظّم جيّد التسليح[/rtl]
[rtl] والتدريب قوامه أكثر من مليون جندي بين احتياطيين ومباشرين للخدمة، فضلاً عن امتلاكها السلاح النووي.[/rtl]
[rtl]هذا وشهدت المملكة تطوراً كبيراً في قدراتها العسكرية، بحيث باتت تمتلك خبرات وتقنيات عالية [/rtl]
[rtl]في مجالي التسليح والتدريب وخاصة سلاح الجو.[/rtl]
[rtl]ووفقاً لـ"الإندبندنت"، يعكس سعي السعودية لإنشاء مثل هذا الهيكل العسكري تغيّراً واضحاً في عقيدتها الدفاعية، وأيضاً في[/rtl]
[rtl]عقيدة جيرانها من بلدان مجلس التعاون الخليجي باتجاه التعويل على القدرات الذاتية وتجميع أقصى ما يمكن من القدرات الإقليمية[/rtl]
[rtl]لحماية المجال وحفظ الأمن والاستقرار، وتقليل التعويل على التحالف مع القوى الدولية وتحديداً الولايات المتحدة.[/rtl]
[rtl]وجاء ذلك نتيجة تجربة عملية عاشتها دول المنطقة خلال السنوات الماضية وما ميزها من توتّر ومن تصاعد للتهديدات[/rtl]
[rtl] والتي بدا في كثير من الأحيان أن الولايات المتحدة تميل إلى مراقبتها من بعيد والتصرّف إزاءها في ضوء ما يمكن أن تشكّله[/rtl]
[rtl]من تهديد لأمنها القومي، وليس لأمن حلفائها. ويجادل مراقبون، وفقاً للصحيفة نفسها، بأنّ انخراط الولايات المتحدة في الحرب[/rtl]
[rtl] ضدّ تنظيم داعش في سوريا والعراق كان بمقدار محسوب بدقّة لاعتبارات مصلحية أميركية، وأن دول المنطقة كانت أكثر تحمّسا[/rtl]
[rtl] في مواجهة التنظيم الذي يمكن أن يشكّل خطرا مباشرا عليها.[/rtl]
[rtl]وشرحت الصحيفة البريطانية نقلاً عن قناة تلفزيونية باكستانية، أن التحالف المقترح لن يستهدف دولة بعينها، وأن الغرض[/rtl]
[rtl] الأساسي من إنشائه هو التصدي للتهديدات الإرهابية المتصاعدة خلال المرحلة المقبلة، مشيرة بالاسم إلى تنظيم داعش الذي[/rtl]
[rtl] ينشط في عدد من دول المنطقة، وخصوصاً سوريا والعراق، بينما يحاول التمدد إلى ليبيا واليمن.[/rtl]
[rtl]من هنا يسجل للمملكة بقياداتها العسكرية الشابة طموحها بالشروع في هذا "الناتو الإسلامي"[/rtl]
[rtl] الذي يمثل ترجمة عملانية للعقيدة الدفاعية السعودية الجديدة. [/rtl]
http://sdarabia.com/preview_news.php?id=40212&cat=1#.VuqImdJ97IV