روسيا والصين متوجستان
حيال إسقاط القمر الأميركي
أعربت الصين، أمس، عن قلقها حيال خطة إسقاط قمر اصطناعي أميركي تجسسي
«خارج عن السيطرة»، مشيرة إلى أنها قد تتخذ «إجراءات وقائية» بهذا الشأن،
وذلك بعد يوم من تشكيك روسيا في العملية، مشيرة إلى أنها قد تكون غطاء
لاختبار «سلاح استراتيجي جديد».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ليو جيانشاو، إن «الحكومة
الصينية تراقب تطورات الموقف عن كثب وتدرس الإجراءات الوقائية، وتطالب
الجانب الاميركي بالوفاء بالتزاماته الدولية، وتفادي إلحاق الضرر بالأمن
في الفضاء الخارجي وبالدول الأخرى».
وكانت إدارة الإعلام في وزارة الدفاع الروسية أعربت ، أمس الأول، عن
شكوكها في أن تكون عملية إسقاط القمر الاميركي غطاء لـ»تجربة سلاح مضاد
للأقمار الاصطناعية، ومثل هذه التجارب تعني بالأساس صنع سلاح استراتيجي
جديد... ولا سيما أن الولايات المتحدة تتجنب، منذ زمن بعيد، إجراء محادثات
بشأن فرض قيود على سباق التسلح الفضائي».
من جهة أخرى، نفى قائد مكوك الفضاء الاميركي «أتلانتيس» ستيفن فريك،
أمس، أن تؤثر مهمة إسقاط «قمر 21» التجسسي الاميركي على عملية هبوط مكوكه
إلى الأرض الأربعاء المقبل، بعد انفصاله عن المحطة الفضائية الدولية. وكان
مسـؤولون أميركيون أوضحـوا، في وقت سابق، أنه لن تجري أية محاولات لإسقاط
القمر الاصطناعي، الذي يبلغ وزنه 2270 كيلوغراماً، إلا بعد الأربعاء.
وكان البيت الأبيض أعلن قبل أيام موافقته على عملية إسقاط «قمر 21»،
خشية «احتمال حدوث تسرب لكمية كبيرة من وقود الهيدرازين (وقود الصاروخ)
الذي تبلغ زنته 454 كيلوغراماً، على شكل غاز سام، أثناء دخول القمر
الصناعي الغلاف الجوي للارض»، تحاشياً لوقوع أي إصابات بشرية. وتقدر كلفة
هذه العملية بنحو 60 مليون دولار، وفق مسؤولين في البنتاغون، بينها 10
ملايين دولار كلفة صاروخ الاعتراض البالستي المزمع إطلاقه. وهذا يعني أن
أي صاروخ إضافي سيطلق، في حال فشل الأول في تدمير القمر، سيكلف 10 ملايين
دولار أخرى. وكان البنتاغون أعلن أنه تم تعديل ثلاثة صواريخ للمهمة، ما
يعني أن سلاح البحرية الاميركية سيقوم بثلاث محاولات لإصابة القمر
الاصطناعي، من حاملة صواريخ في شمالي المحيط الهادئ.
وعملية الإسقاط هي الأولى للولايات المتحدة منذ الثمانينيات. وكانت
الصين أطلقت صاروخاً من الأرض ليصيب قمراً اصطناعياً قديما للأرصاد الجوية
في مطلع العام ,2007 ما أثار انتقادات دولية، ومخاوف أميركية حيال قدرة
بكين على استهداف أقمار اصطناعية ذات أهمية عسكرية
حيوية.(أ ب، رويترز، يو بي أي)