توسيع مصنع “سيتال” عنابة لتركيب العربات واقتحام السوق الإفريقية كشفت، وحيدة شعب، مسؤولة مشروع لدى المؤسسة الفرنسية المتخصصة في صناعة القطارات “ألستوم”، من خلال هذا الحوار مع “الخبر”، عن تفاصيل عقد تزويد الجزائر بـ17 قطارا من نوع “كوراديا”، وأهم الخصائص التي تميز هذه القطارات، زيادة على تحويل موقع “سيتال” عنابة إلى قطب صناعي سيوجه لتغطية الطلب المحلي والسوق الإفريقية في مرحلة لاحقة.
متى ستتسلم الجزائر قطارات “كوراديا”؟
حسب العقد الموقّع بين “ألستوم” والسلطات الجزائرية، في شهر جويلية 2015، سنزود الجزائر بـ17 قطارا من نوع “كوراديا”، وستسلم القطارات الأولى في جانفي 2018، والأخير في جويلية 2018، وسيتم تصنيعها على مستوى مصنع المؤسسة بمنطقة “رايشوفان” الفرنسية، في انتظار انطلاق مشروع “98 كوراديا” بالشراكة مع “سيتال” الذي سيسمح بتركيب جزء من الإنتاج على مستوى مصنع عنابة، وهي الخطوة التي تندرج في إطار الاستثمار على أوسع نطاق في القطارات ونقل التكنولوجيا في هذا المجال، استكمالا لمشروع “سيتال 1” المخصصة لقاطرات الترامواي، وذلك عبر تكوين مهندسي وتقنيي “سيتال” على مختلف الأصعدة على مستوى المصنع الأم. وعلى هذا الأساس، فإنّ القطارات الأربعة الأولى ستصنع بـ “رايشوفان” بمشاركة التقنيين الجزائريين، بعدها تعود هذه الفرق إلى موقع عنابة لمباشرة العمل تحت اشراف المختصين الفرنسيين، وستوجه المواد المصنعة إلى السوق المحلية، ثم في مرحلة لاحقة نحو السوق الإفريقية، إذ أنّ الهدف جعل “سيتال” مستقلة وتمكينها من الحصول على صفقات في هذا المجال.
ما هي خصائص هذا القطار، وهل تضمن “ألستوم” الصيانة؟
تعرض قطارات “كوراديا” الجزائر على الزبائن، قسمين من الخدمات من الفئة الأولى والفئة الثانية، وتقدم في كل فئة مستوى عالٍ من الرفاهية للمسافرين، بالإضافة إلى سهولة الولوج والتنقل داخل القطار، كما جهزت “ألستوم” قطار “كوراديا” الجزائر بتجهيزات مخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى الذين يعانون مشاكل في الحركة.
وللإجابة على السؤال الثاني، أقول إن فترة ضمان قطارات تمتد لمدة 3 سنوات أو 300 كلم حسب اختيار الزبون، ويمكن لفرق “ألستوم” تبعا لذلك التدخل في أي وقت. وبالإضافة إلى ذلك، ترتبط كل القطارات المطروحة للخدمة بقاعدة بيانات على مستوى المصنع، لتتبع على مدار الساعة عمل القطار والإنذار بوجود أي خلل تقني أو ميكانيكي قبل حدوثه، وهي الطريق التي تسمح بتقليل عمل فرق الصيانة، وتوقيف القطار عن العمل من أجل ذلك.
كم هي قدرات نقل هذا القطار؟
يمكن لقطار “كوراديا” المخصص للجزائر الذي يصل طوله إلى 110 متر متكون من 6 عربات أن يقل 254 مسافر، 60 مكانا في الدرجة الأولى 194 في الدرجة الثانية، ويضمن الراحة التامة لهم بفضل التقنيات المستخدمة. كما يحتوي القطار على العديد من الخدمات، على غرار دورات المياه وفضاء لتناول الوجبات، وهي الظروف التي من شأنها أن تجعل منه وسيلة النقل الأكثر استعمالا، خاصة في الرحلات الطويلة أو المتوسطة. فيما جهزت “ألستوم” هذا القطار بتصميم وشكل خارجي مخصص للجزائر بشكل حصري، سعت من خلاله إلى ترجمة التنوع الثقافي والإيكولوجي لمختلف المناطق التي يمر عليها، حسب ما هو منصوص عليه في دفتر الشروط الموقّع بين الجزائر والشركة المصنّعة.
وماذا عن معايير الأمن والسلامة؟
بطبيعة الحال، كل القطارات التي تدخل الخدمة تخضع للمعايير المنصوص عليها في مجال السلامة بشكل عام، من خلال التجهيزات التي تحتوي عليها للاستجابة للظروف الاستثنائية، على غرار إنذارات الحرائق ومخارج النجدة، ويتم تجربة القطارات لمدة معينة للتأكد من عدم وجود أي خلل في مجال عمل الأنظمة قبل تسليمها للزبون، إذ أن “ألستوم” تعطي الأولوية القصوى لنظام السلامة. أما فيما يخص الجزائر، فقد جهزت العلامة قطارات “كوراديا” بما يتماشى وطبيعة المناخ والأقاليم، التي من المقرر أن ينتقل بينها القطار، لاسيما فيما تعلق بعوامل الرمال، الحرارة والتضاريس المختلفة.
كم تبلغ السرعة القصوى لقطار “كوراديا” الجزائر؟
سرعة قطار “كوراديا” على شبكة السكك الحديدية الجزائرية، ستصل إلى 160 كلم/سا، بالنسبة لكل من القطارات التي تعمل بوقود الديزل، أو باستخدام الطاقة الكهربائية، خاصة وأنّ القطار يمكنه المواصلة في العمل على مسافة 1000 كلم باستخدام وقود الديزل، وتعتبر خاصية استعمال هذين النوعين من الطاقة ميزة للقطارات “كوراديا”، تسمح لها بالتكيف مع مختلف الظروف، من خلال عدم الحاجة لشبكة التيارات الكهربائية غير المتوفرة لحد الآن على مستوى بعض مقاطع السكك الحديدية، بالإضافة إلى إمكانية تجاوب هذا النوع من القطارات مع فئتين من الضغط الكهربائي، 25 ألف فولط أو 1500 فولط، بفضل التكنولوجيا المجهز بها.
- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/107139/17-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%80-%D8%A3%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%AC%D9%88%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-2018/#sthash.wBkJtna9.dpuf