[rtl]توقع الكثير من الخبراء عند استقلال كازاخستان خلال الأيام المضطربة من كانون الأول (ديسمبر) عام 1991، أن هذه الدولة سوف تكون تحت عبء ثقيل من المشاكل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية الهائلة التي ورثتها عن الاتحاد السوفياتي المنهار، وأنها سوف تتفكك أيضاً، وتفشل كدولة ذات سيادة.[/rtl]
[rtl]وكانت على قائمة المشاكل التي واجهتها كازاخستان قبل عام 1991، حين كانت موطناً لاثنتين من أكبر مناطق العالم (من صنع الإنسان) من حيث الكوارث البيئية، المتمثلتين في موقع التجارب النووية السوفياتي السابق سيميبالاتينسك وبحر آرال.[/rtl]
[rtl]وفي موقع سيميبالاتينسك، توفي ما يقرب من 5000 شخص بسبب الاختبارات النووية التي أجريت على مدى أربعة عقود، ويعاني مليون ونصف مليون نسمة في كازاخستان من أمراض مرتبطة بالإشعاع، في حين تلوثت مساحات واسعة من الأراضي وأصبحت غير صالحة للاستعمال لآلاف السنين.[/rtl]
[rtl] وبالإضافة إلى كل هذه المشاكل، ورثت كازاخستان عن الاتحاد السوفياتي المنهار رابع أكبر ترسانة نووية في العالم، وأكبر من تلك التي تملكها كل من بريطانيا وفرنسا والصين مجتمعة. واجهت كازاخستان إغراءت مالية هائلة تتمثل فى وعود خارجية نقدية، للحفاظ على هذه الترسانة، وأصبحت «أول دولة إسلامية تملك سلاحاً نووياً».
[/rtl]
حقائق وأرقام
على مدى نصف قرن، ظل الاتحاد السوفياتي السابق يجري تجاربه النووية على أراضي كزاخستان وأقام موقعا لهذا الغرض في مقاطعة سيميبالاتينسك، كان يعد الثاني في العالم من حيث الحجم. وفي هذا الموقع الذي يحمل اسم المقاطعة، والقريب من متحف الروائي الروسي العالمي فيودور دوستويفسكي، أجريت 450 تجربة نووية عانى منها ولا يزال أكثر من مليون ونصف المليون نسمة.
الترسانة النووية التي أقامها الاتحاد السوفياتي السابق داخل أراضي كزاخستان كانت تضم صناعات اليورانيوم والوقود النووي ومفاعلات نووية صناعية وبحثية إضافة إلى قاعدة علمية وتقنية كبيرة. أما مخازن الأسلحة النووية فكانت يحتوي على 104 صواريخ من طراز "أس.أس-18" ذاتية الإطلاق تحمل 1216 رأسا نوويا، إلى جانب قاعدة ضخمة لإنتاج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
بين الاحتفاظ والتخلي
التركة النووية التي ورثتها كزاخستان عن الاتحاد السوفياتي السابق، جعلتها رابع أضخم ترسانة نووية في العالم، ومن ثم فإن التخلي عن تلك الترسانة كان قرارا إستراتيجيا بالغ الصعوبة والتعقيد.
وفي كتابه "قلب العالم" يصف الرئيس الكزاخي نور سلطان نزرباييف تلك المرحلة قائلا "كان يتنازع فيها تياران الأول يبرر الاحتفاظ بالسلاح النووي لأنه يضع كزاخستان في صف الدول العظمى، ويشكل ضمانا للأمن، ورادعا لمطامع الخصوم في ظل الثغرات في الأسلحة التقليدية، إضافة إلى أهميته العلمية والتقنية المتطورة".
أما التيار الثاني -وفق نزرباييف- فيدعو إلى التخلي عن النووي "لأسباب عدة منها النفقات المادية الضخمة التي كانت ستتحملها كزاخستان إضافة إلى التبعات الجيوسياسية المعقدة في محيط آسيا المركزية ومنظومة الأمن الشامل".
[rtl]كان أحد أهم القرارات التي اتخذها نور نازارباييف كأول رئيس منتخب، إغلاق موقع التجارب النووية سيميبالاتينسك، والتخلي عن الترسانة النووية، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) 2009، يومَ 29 آب (أغسطس) يوماً دولياً لمناهضة التجارب النووية[/rtl]
[rtl]http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2016/8/29/%D9%83%D8%B2%D8%A7%D8%AE%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D9%86%D8%AF%D9%85%D9%84
[/rtl]
[rtl]http://www.alhayat.com/Details/481322
[/rtl]