[rtl]السلام عليكم اخواني الأعزاء[/rtl]
[rtl]احببت ان اكتب لكم نبذة عن كتاب المئة سنة القادمة The Next 100 Years الذي نُشر سنة 2008 للكاتب George Friedman الأمريكي الهنغاري الأصل وصاحب مؤسسة STRATFOR وهي اختصار “Strategic Forecasting” المختصة في الدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية.[/rtl]
[rtl]في هذا الكتاب يتنبأ الكاتب بالأحداث السياسية الكبرى التي ستحدث حتى نهاية القرن الواحد والعشرين. وكيف سيكون حال العالم في المائة سنة القادمة. يحدد الكاتب أربع دول ستظهر كقوى عالمية جديدة. ويتحدث عن مصير روسيا والصين. ويتكلم عن طبيعة الحروب القادمة والأسلحة المستخدمة. وعن حرب عالمية في سنة 2050. طبعاً الكاتب ليس عرّافاً ولكنه يدرس الماضي والحاضر من الناحية الجيوسياسية ويرى من خلاله المستقبل. [/rtl]
[rtl]يتحدث الكاتب في مقدمة الكتاب عن "العصر الأمريكي" والمقدمة ستكون موضوعنا اليوم. وان شاء الله بالتتابع سأكمل بقية محتوى الكتاب. أتمنى ان يكون مفيداً. وأرحب بأي اقتراح او انتقاد وانا جديد في هذا الموقع وهذا اول موضوع إلي. [/rtl]
[rtl]الموضوع: مقدمة الى العصر الأمريكي [/rtl]
[rtl]يرى الكاتب ان القرن القادم هو قرن امريكي بامتياز. فهو يرى ان الولايات المتحدة اليوم هي البلد الوحيد الذي حدث له عبر التاريخ ان يسيطر على محيطات العالم بأكملها. سأسرد لكم التسلسل التاريخي الذي سبق السيطرة الامريكية على العالم. بداية يرى الكاتب انه في القرن السادس عشر وتحديدا بعد ان اكتشف كولومبوس الاسباني العالم الجديد وما لحقها من استعمار الدول الاوربية للعالم وخاصة تلك المطلة على المحيط الأطلسي (اسبانيا، البرتغال، فرنسا، إنكلترا، والى حد ما هولندا) أصبح المحيط الأطلسي كما يسميه الكاتب الطريق السريع للتجارة العالمية وبدأ ما اسماه "العصر الأوروبي". ففي هذا الوقت أصبح العالم كتله واحدة، بمعنى انه ما يحدث في أي مكان في العالم يحدث بتأثير او على اقل تقدير بعلم هذه الدول الأوروبية. فيقول الكاتب انه قبل هذا العصر لم يكن الأوروبيون يعلمون عن قبائل الازتك، والازتك لا يعلمون عن اليابانيين والصينيين، والاوروبيون بالكاد سمعوا عن اليابانيين. ولكن بعد هذا العصر أصبح هناك نظام عالمي جديد. فمنذ القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر، توالت الدول الاوربية السيطرة على العالم، فكان الاسبان في القرن السادس عشر، وتلاهم الفرنسيون وثم البريطانيون. والغريب في الامر أن رغم سيطرة كل من هذه الدول على العالم إلا انهم فشلوا في السيطرة على أوروبا نفسها، فطوال هذه الفترة كانت الحروب مستمرة داخل أوروبا دون حسم لأحدهما. واستمر الوضع كذلك الى ان اتى القرن العشرين، ففهي هذا القرن بدأ مركز القوة العالمية يزول شيئا فشيئا من ايدي الأوروبيين. وحدث هذا الامر تدريجيا، فكانت البداية من الحرب العالمية الأولى، ففي هذه الحرب اُنهكت الدول الاوربية وانتهت الحرب بانتصار الحلفاء بمساعدة الولايات المتحدة، والمثير للاهتمام يرى هذا الكاتب ان الولايات المتحدة كانت لها رغبة في إزالة مركز القوة العالمية من الاوروبيين، واخذ السيطرة منها، ويعبر عن الامر بان الولايات المتحدة وضعت قنبلة موقوته في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، وهذه القنبلة هي معاهدة فارساي. لان الكاتب يرى ان هذه المعاهدة لم تحل المشكلة الجيوسياسية الموجودة في أوروبا منذ قرون، فلم تمر الا واحد وعشرون سنة، حتى نهضت القوة الألمانية مرة ثانية، وكانت الحرب العالمية الثانية. وهنا حدث امرٌ ثاني مهمٌ أيضاً، فبالإضافة الى الخسائر الكبيرة التي لحقت بالأوروبيين والتي بلغت 50 مليون قتيل بين عسكري ومدني، والتي اخذت من أوروبا عدة سنوات للتعافي منها، قامت بريطانيا بتسليم كافة منشآتها البحرية الموجودة في القارة الامريكية الى الأمريكيين. فمنذ تلك الفترة أصبحت الولايات المتحدة هي المسيطرة على المحيط الأطلسي، وفي الشرق سيطرت على المحيط الهادئ بعد هزيمة اليابان. فبعد الحرب العالمية الثانية خسرت الدول الاوربية مكانتها كمركز للقوة العالمية. وأصبحت أوروبا تحت سيطرة المعسكرين الشرقي السوفيتي والغربي الأمريكي. وهنا أصبحت الولايات المتحدة احد طرفي مركز القوة العالمية. وفيما يخص هذه الفترة، يرى الكاتب ان الولايات المتحدة نجحت الى حدٍ كبير من احتواء الخطر السوفيتي بإحاطته من كافة الجهات، ويذكر انه كان هناك تحالفات حتى بين الصين والولايات المتحدة في سنة 1980. بينما كانت الولايات المتحدة هي المسيطرة على المياه العالمية. لم يصمد الاتحاد السوفيتي وانتهى الى التفكك. [/rtl]
وهنا تكمن بداية العصر الامريكي. يرى الكاتب ان الحضارة الامريكية لا تزال في بدايتها، وان القرن القادم هو قرن امريكي بامتياز. فلو نظرنا الى الاقتصاد الأمريكي نجد انه يساوي اقتصادات الدول الثلاثة التالية (الصين، اليابان، المانيا). ويتفوق بفارق 8 تريليون عن الاقتصاد الثاني. وتنتج ما يقارب ال10 مليار برميل من النفط يوميا. وتصنع 25% من منتوجات العالم. ولو نظرنا الى القوة العسكرية نجد انها تملك اقوى قوة بالعالم وتسيطر على المياه الدولية.
[rtl]يرى الكاتب انه في القرن الواحد والعشرين ستكون هناك توجهين رئيسيين. الأول هو ان تقوم القوى الأصغر بمحاولة تشكيل تحالفات فيما بينما لمواجهة الهيمنة الامريكية. والتوجه الثاني هو سعي الولايات المتحدة إلى افشال تلك التحالفات. [/rtl]
[rtl]انتهى الموضوع الأول[/rtl]
[rtl]بعد النظر الى تعليقاتكم واقتراحاتكم، طبعاً ان كان الموضوع مفيد ومثير للاهتمام، سيكون الموضوع الثاني حول الصراع الأول ضد الهيمنة الامريكية، الا وهو الصراع الأمريكي-الإسلامي، الذي يرى الكاتب انه سينتهي قريباً، وسيبدأ صراع اكبر واكثر خطورة على الهيمنة الامريكية. [/rtl]
[rtl]تحياتي..[/rtl]