أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الحبيبي

رقـــيب
رقـــيب



الـبلد : مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  01210
المزاج :
التسجيل : 17/08/2013
عدد المساهمات : 299
معدل النشاط : 563
التقييم : 171
الدبـــابة : مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Unknow11
الطـــائرة : مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Unknow11
المروحية : مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Unknow11

مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  111


مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Empty

مُساهمةموضوع: مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي    مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Icon_m10الأحد 27 نوفمبر 2016 - 18:35

هو أحمد بن يحيى بن إسحق الراوندي الذي عاش في القرن الثالث الهجري، أشهر الملاحدة في تاريخ الإسلام، والذي توجه بالنقد لجميع الأديان السماوية. أثارت كتاباته في ذاك العصر إعصاراً من الصراع الفكري والجدالات العقائدية، ثم أهمله التاريخ إلى أن أعيد اكتشافه مرة أخرى في القرن العشرين.

ومنذ البدايات هرع رجال الدين إلى الرد على انتقاداته اللاذعة، خصوصاً تلك الواردة في كتابه المعروف باسم "الزمرد"، ومحاولة دفعها وتثبيت الناس على العقيدة.

وحقيقة الأمر أنه لم يتبقَّ لنا من أصول كتبه شيء، وجملة ما تبقى للإطلاع عنه وارد في كتابات المشايخ الذين أخذوا على عاتقهم دفع اتهاماته، وهم كثر، لكن أوضحهم على الإطلاق هو الشيخ المعروف بـ"المؤيد في الدين هبة الله بن عمران الاسماعيلي"، داعي الدعاة في مصر في عهد الدولة الفاطمية، وقد أورد في كتاب ضخم له يعرف بالمجالس المؤيدية انتقادات ابن الراوندي وردوده عليها، وهي عبارة عن محاضرات دينية كان يلقيها على الناس قبل أن يقوم بتوثيقها، وقد نقل لنا عبد الرحمن بدوي في كتابه "من تاريخ الإلحاد في الإسلام" هذه المقتطفات كاملة بردودها.

وبناءً على ذلك لن يكون هذا العرض مناظرة بالمعنى الحرفي للكلمة، فكتابات ابن الراوندي الكاملة قد اختفت، وكل ما لدينا هو مقتطفات من أفكاره لا فكره كاملاً مصحوبة بالردود عليها، كما أنها كتبت في غيابه، فلم يكن له حق الدفاع عن نفسه فيها، وجدير بالذكر أن ابن الراوندي كان قد وضع انتقاداته للأديان على لسان "البراهمة" قصد فيها أولاً إلى إلغاء فكرة النبوة والأنبياء، فهو هنا يهاجم اليهودية والمسيحية والإسلام عامة، ثم يخصص مساحة كبيرة لانتقاد الإسلام والقرآن الكريم باعتباره الدين الرسمي الذي يعتنقه أغلب الناس، أي أن الظرف التاريخي هو الذي دفعه إلى هذا التخصيص لا شيء غيره.

مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  MAIN_Ibn-al-Rawandi-1024x512

والآن إلى النص المختصر والمبسط للمناظرة:

ابن الراوندي: معروف لدينا أن العقل هو أعظم نعم الله سبحانه على الإنسان، ومن أجله صح الأمر والنهي والترهيب والترغيب، فإن كان الأنبياء يأتون بمثل ما يمليه العقل علينا، فليس لنبوتهم ضرورة، إذ تغنينا قدرة العقل عنهم، وإن كانوا قد أتوا بما ينافي ما يمليه هذا العقل فعلينا ترك ما أمرونا به.

الشيخ المؤيد: إن عقل الإنسان يشبه كمون النار في الجمر، فلكي تشتعل هذه النار فلا بد لها من شخص ينفخ فيها ويؤججها، وكذلك العقل، وما الأنبياء إلا هذا الشخص الذي يعين عقل البشر على العمل، وكما أن الإنسان يحتاج إلى ضوء الشمس لكي يرى العالم المنظور الذي يحيط به، فإن عقله يحتاج إلى نبي يعينه على فهم الغيبيات غير الملموسة، فالأنبياء هم عقل البشرية بالمعنى الحرفي للكلمة، علاوة على ذلك فإن البشريين لا يستطيعون أن يأتوا بالكلام واللغة إلا بمعونة الأنبياء - كانت هناك عقيدة لدى الكثيرين في هذا العصر أن الأنبياء هم الذين اخترعوا اللغات لأقوامهم عن طريق الوحي - فكيف يمكن لعقل الإنسان أن يعرف الخير والشر وهو عاجز حتى عن الإتيان بالكلام "اللغة" من تلقاء ذاته؟

ابن الراوندي: كما هو ثابت للجميع فإن كل مولود وله والدان، فإذا رجعنا في التاريخ إلى الوراء سنجد هذا الأمر يتكرر إلى ما لا نهاية، وهذا الأمر ينطبق على اللغة - أي أن الإنسان يرث اللغة عن آبائه تلقائياً وهذا الأمر كائن منذ بداية العالم - ومثال على ذلك الطيور فلا أحد يعلمها كيف تصدر أصواتها، فحري بالإنسان أيضاً أن يتكلم من تلقاء نفسه دون الحاجة لنبي.

المؤيد: هنا يخرج ابن الراوندي من الحديث بإبطال النبوات إلى الإيمان بقدم العالم - عقيدة فلسفية ودينية قديمة معناها أن العالم ليس له بداية ولم يخلق من العدم- وتشبيهه للغة بأصوات الطيور لا ينطبق على الإنسان، فالكلام يحتاج إلى مُفَهَّم وعقل يعقل، وهذا العقل هو الأنبياء.

ابن الراوندي: يؤكد الرسول على قيمة العقل وجلاله، بينما في الإسلام فروض وشرائع تنافي قيمة العقل كالإحرام والطواف حول حجر لا ينفع ولا يضر، والعدو بين جبلين لا ينطقان، وما الذي يفرق بين الارتحال بين الصفا والمروة، وبين الارتحال بين إي جبلين آخرين.

المؤيد: كما أن الإنسان يحتاج إلى تهذيب والديه في طفولته، حتى يخرجاه من العادات البهيمية إلى العادات الإنسانية والأخلاق الفاضلة التي تميزهم عن بقية الحيوانات، كذلك يهذب النبي قومه بأن يخرجهم من العادات الطبيعية إلى الأخلاق الملكوتية، كما في الطهارة بالوضوء وشكر نعم الله بالصلاة في خمسة فروض يومية، وصيام شهر بأكمله خرقًا للعادات البهيمية القائمة على علف الإنسان لنفسه طوال حياته، والزكاة لضمان التكافل بين الناس، ونفس الأمر بالنسبة للحج والطواف والإحرام.
أقوال جاهزة

ابن الراوندي: كيف لنا أن نصدق في المعجزات التي تروى عن النبي، وقد نقلها لنا عدد من الرواة في سلسلة كبيرة؛ من فلان عن فلان، فإذا صحت المواطأة والكذب عن أي من هؤلاء سقط تصديقنا للمعجزة في جملتها، ويحكى عن أن الرسول قد لاقى قومًا من اليهود والنصارى يؤمنون في صلب المسيح ومقتله، وقد كذبهم على كثرة عددهم، فكما فعل الرسول ذلك يحق لنا بالأولى أن نكذب الرواة على كثرة عددهم، بل لأجل هذه الكثرة.

المؤيد: ليس كل الناس في حاجة إلى المعجزات لتصديق الأنبياء، فخديجة وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب قد صدقوا الرسول دون الحاجة إلى معجزة، وربما تكفينا من المعجزات ما ورد عن المسيح عيسى  أن بشَّر بنبي يأتي من بعده اسمه أحمد.

ابن الراوندي: كيف يمكن أن نصدق ما لا يقبله العقل عن معجزات تروى عن النبي، من ذئب يتكلم وشاة مسمومة تتحدث وحصى في الأرض يسبح.

المؤيد: قلنا أن بعض الناس لا حاجة لهم إلى المعجزات، إلا أن جسد النبي وهو أشرف الناس جسداً، ليس بغير المعقول أن تأتي منه هذه المعجزات، وهي بالنسبة لنا ما هي إلا حوادث يقبلها العقل.

ابن الراوندي: يقول المسلمون في إعجاز القرآن من حيث البلاغة والفصاحة، وإني لأرى في بعض ما نظمه أكثم بن صيفي ما هو أبلغ من القرآن، ثم أننا لو افترضنا أن القرآن أبلغ ما كتب بالعربية، فليس من المستبعد أن تكون هنالك قبيلة في قوم أبلغ من كل القبائل الأخرى، وأن يكون في هذه القبيلة رجل هو أبلغ من كل رجالها، وحتى مع افتراضنا تفضيل بلاغة القرآن فما معنى هذه البلاغة للأعاجم من غير العرب إذا أتت لهم في لغة غير لغتهم؟

المؤيد: إعجاز القرآن صنفان، أولهما من حيث اللفظ والفصاحة، وقد أوشك ابن الراوندي أن يسلم بأن القرآن الكريم أفصح ما قيل بالعربية، وصنف آخر يتعلق بما يتضمنه الكتاب من معنى وحكمة يتلقاها الأعاجم من غير العرب كما لم يتلقوا من معنى مثله.

ابن الراوندي:
يدعي النصارى أن المسيح إلهاً وهو يأكل ويشرب وتصيبه المضار - كانت المسيحية مجالاً هي الأخرى لانتقاداته كدين قائم على النبوة كالإسلام واليهودية - لكن القرآن أيضاً هو الآخر يؤكد على كونه بشراً من ناحية، ثم ينفي موته كبقية البشر الواجب عليهم الموت في قوله "وما صلبوه وما قتلوه" وفي هذا تناقض.

المؤيد: حديث القرآن الكريم على نفي موت عيسى إنما هو مجاز كالمجاز الوارد في قوله تعالى عن الشهداء أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن نقول على العالم الجليل أنه حي، حتى لو كان ميتاً يواريه التراب، وعلى الجاهل ميتاً، وإن كان حياً.

ابن الراوندي: إذا سلمنا بأن الملائكة دافعت عن المسلمين في غزوة بدر وقادتهم إلى النصر على أعدائهم، فهل كانت أيديهم مغلولة غير قادرة على نصرتهم في غزوة أحد وقد قتل منهم من قتل؟

المؤيد: لا يحتاج الله سبحانه إلى إرسال السرايا من الملائكة لنصرة عبيده، إنما هي رموز، والقرآن الكريم فيه من المعنى الظاهر الذي يفهم بالحرف، وفيه من المعاني الباطنة ما لا يفهم إلا بالتأويل والحكمة.

ابن الراوندي: ألا يشبه حديث الرسول لأحد صحابته "تهزمك الفرقة الباغية" بحديث المنجمين الغامض الذي ينطبق على كل شيء، كما أنه ما حاجتنا للأنبياء حتى نعرف مواقع النجوم والأفلاك والأرصاد، وقد عرفها الناس منذ القديم بالنظر والتجربة.

المؤيد: إذا كان الفلكيون يعرفون مواضع النجوم وأفلاكها، فإن بالأنبياء وحدهم نعرف السماء وطبيعتها وما فيها.


المصدر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mi-17

المدير
وزيــر الدفــاع

المدير  وزيــر الدفــاع
mi-17



الـبلد : مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Qmdowc10
المزاج : الحمد لله
التسجيل : 23/02/2013
عدد المساهمات : 43833
معدل النشاط : 58585
التقييم : 2418
الدبـــابة : مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  B3337910
الطـــائرة : مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Dab55510
المروحية : مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  B97d5910

مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  1210

مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Best11


مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Empty

مُساهمةموضوع: رد: مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي    مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Icon_m10الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 - 16:58

تعرّفوا على أفكار أشهر الملحدين في تاريخ الإسلام

ربما لا يعرف الكثيرون أن في التاريخ العربي والإسلامي بعض الملحدين والمتشككين في الأديان السماوية. فالتاريخ الرسمي اهتم بتوثيق الأحداث ليظهر أن تاريخ الدول الإسلامية هو تاريخ للإيمان، بينما تجاهل المؤرخون حيناً المتشككين وأصابوهم بالتشوية في أحيان أخرى، وحُرقت معظم كتبهم أو اختفت.

لكن عبد الرحمن بدوي في كتابه "تاريخ الإلحاد في الإسلام" يحاول من مصادر عدة تجميع أخبارهم وأفكارهم، وهو الأمر الذي يخرج عن نطاق الدفاع عنهم أو الهجوم عليهم، إلى محاولة التوثيق لهم باعتبارهم جزءاً من هذه الحضارة الغنية، أثروا فيها وتأثروا بها، وكونوا حراكاً داخلها تأثر به حتى المدافعون عن الدين أنفسهم من شيوخ الدين والمتكلمين واضطرتهم إلى تطوير أدواتهم حتى تتناسب بقدر الإمكان مع العلم الحديث والفلسفة الوافدة وروح العصر، مما وقع في مصلحة العامة وأثرى حضارتهم.

والإلحاد الذي يقصده عبد الرحمن بدوي يختلف عن الإلحاد بمعناه المعروف أي إنكار الذات الإلهية، وهو يحاول تمييز حركة الإلحاد لدينا عن تلك التي حدثت في الغرب، فبينما سعى الملحدون هناك إلى هدم الفكرة الأساسية التي يقوم عليها التدين عندهم وهي وجود الإله، قصد الملحدون في تاريخنا إلى التشكيك في فكرة النبوة وهدمها، على اعتبار أن التدين في الشرق كان قائماً على هذه الفكرة في الأساس.

فما الذي دفع هؤلاء إلى انتقاد الأديان عامة حتى لم يسلم منهم معتقد من المعتقدات الشرقية؟ وما هي اعتراضاتهم عليها؟ في ما يلي أهم أفكارهم دون التعرض لمدى صحتها أو بطلانها.

لعلّ ابن الراوندي الذي شكك في النبوة، وأنكر الديانات السماوية وانتقد القرآن الكريم والسنة النبوية بإسلوب لاذع، هو أشهر الملحدين في تاريخ الإسلام، خاصةً أن آراءه وصلت إلينا من خلال عرضها في كتب هدف مؤلفوها إلى دحضها.  

 
ابن المقفع

لم يكن ابن المقفع  ملحدًا بمعنى إنكار وجود الإله والبعث والقيامة، وتقريباً كل ما ينسب إليه في هذا الإطار مدون في فصل من كتاب "كليلة ودمنة" الذي قام بترجمته بنفسه عن الفارسية إلى العربية، وهو الفصل الذي يعرف بباب "برزويه كما ترجمه الوزير بزرجمهر بن خلكان" وتدور معظم الشكوك حول أن ابن المقفع كتبه بنفسه ونسبه للكتاب حتى يخفي فيه أفكاره المتشككة في الأديان.

مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Mokafaaaa

وينقل عن الخليفة المهدي (158-  169ه) قوله بأنه لا توجد زندقة إلا ولها أصل في هذا الباب الذي كتبه ابن المقفع، وهو الفصل نفسه الذي أدى لاتهامه بالزندقة (أو لمكيدة سياسية) وتقطيع أوصاله وشواء أعضائه على النار أمام عينيه حتى مات.

وفي أحد مقاطع هذا الباب يحكي ابن المقفع عن رحلة برزويه مع الأديان، فهو يشكك أولاً في صحة الدين الذي ورثه عن أبائه ثم يحاول أن يجد مطلبه في غيره، إلى أن ينكر على أهل كل دين أنهم يتحزبون لإيمانهم الذي ولدوا عليه وورثوه عن أبائهم دون تفكير في صحة هذا المعتقد من عدمه، علاوة على ذلك أن أصحاب الديانات المختلفة يتنابذون فيما بينهم ويدعي كل منهم صحة معتقده وبهتان معتقد الآخرين، ولما أعمل عقله لم يجد في أي منها ما يدعو للتسليم به دون غيره، ويتوصل في النهاية إلى أن يكتفي بحسن الخلق مع الناس ورد الأذى عنهم.

 
أبو بكر محمد بن زكريا الرازي

ربما يكون للحديث عن فلسفة الرازي هنا مجال أكثر من سرد إنجازاته في الطب والكيمياء، وأهم ما له في ذلك كتابان هما "في العلم الإلهي" و"مخاريق النبوة"، لكن معظم ما وصل إلينا منهما ورد في كتب الذين ردوا على أقواله.


مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  %D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A8%D9%83%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B2%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A-

وكان الرازي لا يؤمن بالنبوة ويأخذ على عاتقه إثبات التناقض في الكتب المقدسة بداية من التوراة إلى الإنجيل والقرآن، ثم ما يلبث أن يوجه طعنه إلى بقية الديانات الشرقية كالزرادشتيه والمانوية.

ورأيُ الرازي في النبوة والأنبياء ينحصر حول قيمة العقل، ففي رأيه أنه ما دام الله قد منحنا العقل وميزنا به عن سائر خلقه وهيأ له القدرة على اكتشاف الخير والشر، فما حاجة الإنسان لنبي يعلمه الشرائع والأخلاق، ثم أن لعقل الإنسان قدرة أيضاً على معرفه الخالق من خلال النظر في خلقه فلا حاجة لإرسال نبي يعلم الناس طريق الله.

ثم يحاول أن يدفع الاعتراضات على كلامه من عدة جوانب، أولها أن الأولَى بحكمة الله وعدله اللذين يؤمن بهما أصحاب الديانات، أن يساوي بين خلقه في القدرة على معرفة الخير والشر، وأن الله إذا ميز بعضهم بهذه الموهبة عن البعض الآخر يكون قد زرع بينهم الشقاق، وهو ما نراه يحدث بين أصحاب المذاهب المختلفة من القتال والنزاع وإراقة الدماء.

وبرأيه إن المسؤول عن ذلك ليس الضعف أو قلة الفهم عند أبناء المعتقدات، إنما خلل في نظرية النبوة نفسها، فالأنبياء في رأيه يبشرون بشرائع وأفكار غير قابلة للجدال والنقاش باعتبارها قادمة من السماء وتحيط بها هالة من التقديس، وهو يرى أن الكثير مما أتى به الأنبياء يخالف الطبيعة الإنسانية والسلام بين بني البشر، بالإضافة إلى ادعاء كل دين استئثاره بالحقيقة منفرداً، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال للشقاق والسجال بين أطراف تتجاذب الحقيقة.

وثانياً: يقول إن أصحاب الأديان يرون أن الناس مراتب وفُضل بعضهم على بعض، ومنهم من يمتاز عن البقية بالعلم، وإذا كان ذلك كذلك فحري بالأنبياء الذين هم أشرف الخلق بأن يمتازوا على الجميع؛ لكن الرازي يرى أن ذلك ليس دليلاً على النبوة، فالناس من وجهة نظره متساوون في القدرة على المعرفة ولا يميز أحدهم عن الآخر إلا الاجتهاد في تحصيلها والقابلية النفسية لإعمال الذهن.

ثالثاً: إن الأنبياء يختلفون فيما بينهم في نواحٍ كثيرة فمنهم من يُؤلِّه المسيح ومنهم من يراه بشراً عادياً ومنهم من يراه زنديقاً كاليهود، ويتساءل كيف لله أن يبعث للناس برسائل متناقضة كل التناقض، وفي الأخير: لا يرى الرازي مبرراً لأن نعلل إيمان معظم البشر بالنبوة كدليل على صدقها، فالناس إما يسلمون بما ورثوه ويتكاسلون عن التحقيق فيه ثم يسلمون به لاعتيادهم عليه ويتحول المعتقد بمرور الأجيال إلى ما يشبه الطبيعة والغريزة في هؤلاء الناس، أو أنهم يخافون بطش رجال الدين والسلطان بهم، أو ينخدعون في المظهر البراق للدعاة والمبشرين والوعاظ، أي أن كثرة العدد ليست دليلاً على صدق المذهب.

وبعض الانتقادات التي يوجهها ابن الرازي للكتب المقدسة نجدها مثلاً في اعتراضه على ما ورد في التوراة عن إصدار الله أوامره لليهود بالقتل وإباحة دماء الشعوب الأخرى، وعلى تشبيههم للذات الإلهية بشخص يحب رائحة شواء اللحم والذبائح وبعجوز أشيب الشعر، وهو ما يناقض تأكيد النبي موسى على أن الله قديم غير مصنوع ولا مؤلف ولا تنفعه المنافع ولا تضره المضار، ثم يعترض على ما جاء في الإنجيل عن المسيح أنه قال "ما جئت لأنقد الناموس بل لأكمله" - قاصدًا بهذا توراة النبي موسى - ثم يقوم المسيح بإلغاء معظم شرائع الناموس من تقديس السبت والأخذ بالثأر وما إلى ذلك، وهو بذلك يحاول إثبات تناقض الإنجيل، ولا يكتفي بهذا فيهاجم عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية باعتبارها غير  متسقة ومتناقضة.

ثم يوجه طعنه للقرآن الكريم على اعتبار ما يراه من تشبيه وتجسيم للذات الإلهية في آيات مثل "الرحمن على العرش استوى"، و قوله "ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية".

وأنكر الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم أيضاً، ورد السؤال التعجيزي المعتاد "إذا كنتم تنكرون إعجاز القرآن فهل لكم أن تأتوا بمثله؟" بسؤال آخر وهو: هل لكم أن تأتوا بمثلما كتب بطليموس وجالينوس؟ وما أراد قوله هو عدم قدرة أي شخص على الإتيان بمثل ما كتبه شخص آخر لأن الأسلوب اللغوي يشبه البصمة ويختلف باختلاف المتحدث.
ويرى عبد الرحمن بدوي أن الرازي لم يولِ بالاً للاجتهادات التي قام بها مشايخ المعتزلة لتأويل هذه الآيات على اعتبار أن لها معنى داخلياً غير معناها الظاهر ينفي عنها التجسيم والتشبيه، فيما يرى الرازي أنها مجرد محاولة من المعتزلة لإنقاذ الموقف، ويزيد على ذلك بأن ينتقد تواتر الروايات عن الرسول في أحاديثه الشريفة، ويدفع بأنه لو سقط شخص من ضمن سلسلة الرواة الطويلة عن النبي نتيجة لذلة أو نسيان، فإن الرواية تسقط بدورها، وهو يرى أن ذلك تسبب بتناقض الروايات النبوية ومن ثم يعفي نفسه من الأخذ بالأحاديث الشريفة جملة.
 
أبو علاء المعري

يوصف بأنه شاعر العقل في تاريخ الأدب العربي، عُرف عنه إعلاؤه لقيمة العقل فوق العادة والتقاليد وثقته في قدرة الإنسان على التمييز بين الخير والشر دون الحاجة للدين.


مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  Abou-alae-ma3rri

ومما كتبه:

يرتجي الناس أن يقوم إمام     ناطق في الكتيبة الخرساء
كذب الظن لا إمام سوى الـ      عقل مشيراً في صبحه والمساء
إنما هذه المذاهب أسبا      بٌ لجذب الدنيا إلى الرؤساء

كما ذهب إلى إنكار الكتب السماوية:

دين وكفر وأنباء تقص وفر       قان وتوراة وإنجيل
في كل جيل أباطيل يدان بها       فهل تفرد يوماً بالهدى جيل؟

ويبدو أنه قد تقلب في مراحل كثيرة بين الشك والإيمان. كذلك، لم يشكك في وجود الله ودائماً ما تحدث عن نعمه وصفاته. ويذكر طه حسين في كتابه "مع أبي العلاء في سجنه" أن المعري كان يسلم بوجود الله ويتحدث عنه بلسان العابد الزاهد الصادق في عبادته.

 
جابر بن حيان

كان جابر بن حيان كيميائياً بارعاً، ويذكر عبد الرحمن بدوي نقلاً عن المستشرق "كروس" أنه أضاف الكثير إلى الكيمياء اليونانية واتبع منهجاً علمياً يضاهي ذلك الذي ابتدعه العلماء المحدثون في أوروبا، وبناءً على إنجازاته في هذا المجال وصل إلى درجة الاعتقاد في مقدرة الكيمياء على تخليق ما يشبه الكائنات الحية والإنسان، الأمر الذي يذكرنا بالمحاولات الحديثة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وهو أمر قد وضعه عند الناس في طائفة الزنادقة والملحدين.
مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي  %D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D9%86-




الشعراء المُجان

ربما لا نجد في شعر هؤلاء الذين أطلق عليهم المُجَّان - نسبة للمجون واللهو - من الشعراء والذين عاشوا في ظل الخلافة الثانية للدولة العباسية، وجهة نظر فكرية واضحة تجاه الأديان، وكان على رأس هؤلاء أبو نواس ومعظم ما ورد عنهم من أدب كان يصب في اتجاه الاستهانة بالأوامر الدينية وربط السعادة الإنسانية بالأمور الأرضية لا بالروحانيات والتصورات السماوية.


مصدر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

مناظرة فكرية بين شيوخ الإسلام والعالِم الملحد ابن الراوندي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» موقف مشرف لرئيس الشيشان السابق زليم خان يندرباييف من رئيس روسيا الملحد
» من شيوخ المغرب العربي المعاصرين
» مناظرة مفحمة لأهل الإلحاد.. فرضية!
» مناظرة سنية شيعية ( دعوة عضو للناقش ) Mirage F1EQ
» أول مناظرة عَلَنية بين "تركي الفيصل" ومسؤول إسرائيلي.. اليوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام الاداريـــة :: الأرشيف :: مواضيع عامة-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019