ذكرت مجلة “ناشونال إنترست” أنه يمكن القول إن سلاح مشاة البحرية الأمريكية هو أفضل قوّة حرب برمائية في العالم، لكن تقرير مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية الجديد يشير إلى أن نقص التدريب قد يؤدّي إلى تآكل قدرات المشاة البحرية البرمائية.
وبيّنت المجلة أن المشكلة لا تكمن في وحدات البحرية البرمائية المنتشرة في البحر، والتي ستكون في طليعة المعارك إذا ما اندلعت الحرب في كوريا أو بحر الصين الجنوبي، بل في أن الالتزامات الخارجية التي لا هوادَة فيها أدَّت إلى إجهاد الموارد البحرية بشدة لدرجة أنها لا تستطيع إجراء التدريبات الأخرى التي تحتاجها للحفاظ على قوّتها القتالية.
ووفقًا لتقرير مكتب محاسبة الحكومة، كشفت مراجعة لبيانات التأهب من 2014 إلى 2016 أن “وحدات مشاة البحرية لم تكن قادرة على إنجاز التدريب الكامل لأولويات العمليات البرمائية الأخرى. ويشمل هذا النقص تدريب الوحدات في مراكز التدريب الداخلية لدعم متطلبات الطوارئ، وتمارين رفع مستوى الخدمة، وتجريب وتطوير المفاهيم للعمليات البرمائية”
وكان السبب الرئيس في ذلك، بحسب ما أوضحته “ناشونال إنترست”، هو الافتقار إلى عددٍ كافٍ من السفن البرمائية لمواصلة عمليات النشر في الخارج وإجراء تدريبات في المراكز الموجودة داخل البلاد.
وأدرجت جميع وحدات المشاة البحرية الثلاث والعشرين الذين قابلهم باحثو مكتب محاسبة الحكومة نقص السفن كأكبر مشكلة تعيقهم عن التدريب.
وذكرت المجلة أن أسطول السفن البرمائية التابع للبحرية الأمريكية انخفض عدده من 62 في عام 1990 إلى 31 اليوم، على الرغم من وجود خطط لإضافة أربع سفن جديدة بحلول عام 2024.
وذكرت المجلة معيقًا آخر اشتكت منه 17 وحدة من بين 23 الذين قابلهم مكتب محاسبة الحكومة، والمتمثل في أنهم لم يتمكنوا من التدريب بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى نطاقات التدريب وهي مشكلة تعاني منها على وجه الخصوص الوحدات المقرر نشرها للمرة الأولى في منشآت التدريب.
وقال نحو نصف الوحدات الذين قابلهم المكتب إن أعمال الصيانة على السفن أو الطقس السيئ أو زمن العبور الذي استغرقه وصول السفينة البرمائية إلى منطقة التدريب هي عوامل كانت تعيق التدريب.
ومن اللافت للنظر، على حد تعبير المجلة، أن خمس وحدات فقط من الثلاث والعشرين وحدة مشاة بحرية أفادوا أن عمليات الانتشار أو الحاجة إلى الاستعداد لعمليات النشر المقبلة أثرت بالفعل على تدريبهم.
وفي حين أن سلاح مشاة البحرية الأمريكية بدأ يتوجه للتدريب الافتراضي، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أنه يسمح للوحدات بمحاكاة- على الأقل إلى حد معين- التدريب البرمائي حتى عندما لا تكون السفن متاحة، إلا أن مكتب محاسبة الحكومة أعاب على الجهود الافتراضية عدم مراعاتها طبيعة المهام التي يجب أن تتدرب عليها قوات مشاة البحرية، والوقت المتاح للتدريب، وكيفية قياس ما إذا كان التدريب الافتراضي يعمل أم لا.
اضغط هنا