نسبة للكفاءة العالية التي قاتل بها الجنود السودانيون في شرق إفريقيا قرر البريطانيون نقلهم إلي شمال إفريقيا للاستفادة منهم لإيقاف تقدم الألمان ولكن الحكومة المصرية رفضت ذلك بحجة أن الدفاع عن شمال إفريقيا ليس من مهمة قوة دفاع السودان ولكن ( مستر لامسون ) تمكن من إقناع النحاس باشا بان السودان مهدد من شمال إفريقيا في حالة تقدم الألمان إلي مصر ولهذا وافق الباشا علي إرسال قوة دفاع السودان إلي شمال إفريقيا ونقلت القوات الميدانية إلي شمال إفريقيا لحماية جناح الجيش الثامن البريطاني وحماية طرق المواصلات .
واورد في مذكرات الجنيدى الأتي :-
أن اول قوة سودانية اشتركت في العمليات العسكرية في شمال إفريقيا كانت في اليوم السابع من مارس 1941م تحركت قوة سودانية من مركز حلفا القديمة واتجهت نحو عوينات تحت قيادة احد القادة الانجليز يرافقه اليوزباشي عبد اللطيف الضو والملازم يوسف حمد النيل يرسم الطريق سهلة للهجوم علي كفرة ثم جالو بعد بضعة أيام استقرت هذه القوة في عوينات والتقت بمجموعة الصحراء بعيدة المدى التي يقودها المقدم ( ديفيد استرلني ) والنقيب ( هوليمان ) تحت قيادته خليط من الجنود من شتي الجنسيات بما فيهم بعض السودانيين التابعيين لقوات حفر السواحل المصرية وكانت المهمة القتالية لتلك القوة هي منع القوات الايطالية من القيام بأي عمليات هجومية ضد ( مصر والسودان ) وقد أدت هذه القوة دوراً في حماية مؤخرة القوات الانجليزية المحاربة في الصحراء اذ استخدمت كمجموعة صحراء بعيدة المدى وكان من ضمن هذه القوة ( البكباشي إبراهيم عبود ) .
وفيها تقدمت قوات مختلفة بما فيها قوة دفاع السودان ( الي جالو ) والمناطق الأخرى التي تتواجد فيها قوات معادية وقد كلفت الاورطة الأولي ( سودانية ) باحتلال ( جالو ) لشل حركة اليمين المحوري للقوات الألمانية والايطالية وتبديد حلم روميل بحملة هجوم كاسح واسع النطاق علي قوات الحلفاء بالعلمين وطردها من الطرق المؤدية إلي الاسكندرية ومما يجدر ذكره ان الجنود السودانيين الذين اشتركوا في اقتحام طوابي ( جالو ) وقد استبسلوا وابدوا مهارة فائقة بالرغم من الاستحكامات الدفاعية والتقدم الجوي للعدو الا ان قادتهم الانجليز كانت تعوزهم الخبرة الحربية ولم تعززوا موقفهم بعد الاحتلال كتركهم لطائرات للعدو بدون حراسة حتى افلح ملاحها في الحروب بها ويعزي ذلك إلي هؤلاء الضابط الانجليز كانوا قد احضروا مباشرة من أعمال مدنية وثم يتم تدريبهم اذا كانت معركة ( العلمين هي المعركة الفاصلة في حرب الصحراء فقد كانت للقوات السودانية دور فيها فقد كلف مونتقمري الاورطة الثامنة سودانية بحماية ظهر الجيش الثامن وقد افلحوا كثيرا في أداء هذه المهمة رغم رداءة التسليح وقلة التدريب .
وأورد الجنيدي أيضا بدأت القوات السودانية تتدفق نحو طرابلس الكتيبة تلو الكتيبة بإسهام في مقاومة قوات دول المحور الالماني الايطالي مارة بالأراضي المصرية في طريقها لأرض المعركة الجزء الغربي من مصر والصحراء الليبية والكتائب هي اروطة الحدود الثالثة والعاشرة والاروطة الرابعة عشر وفرقة المهندسين وبلكات النقل وأقسام الإشارة والسجن الحربي وابتدات العمل بالاشتراك مع رئاسات القوات الانجليزية المنتشرة في اجزاء الصحراء الليبية فالعمرية بمصر وطبرق ودرنا وترانست ( بنغازي ) وطرابلس الغرب وطرهونا . بينما تغير الزى العسكري السوداني الذي كان مستعملاً حتى نهاية حرب شرق افريقيا ( بلبس الميدان ) وهو عبارة عن بدلة صوف كاملة استخدمت الكشطانات بدل العمم وخوذات الحديد وطواقي الصوف كما استعملوا حمالات الذخيرة من الثيل بدلا من الفشنكات والكفوف الجلدية كما بدلت التعينات الناشفة باخرى طازجة أسوة بتعينات الجيوش الأوربية الحليفة والجدير بالذكر باننا قد شعرنا بتغيير نظرات الانجليز نحو الجيش السوداني وأصبحت اقرب إلي الزميل لزميله وما ذلك الا لذلك الدور الذي أداة السودان جيشا وشعبا وفي معارك شرق أفريقيا ولو لا السودان وقواته القتالية لتمكن الايطاليون من تحقيق الكثير من أهدافهم العسكرية .
المصدر