معارك شرق أفريقيا: تمثل قوات دفاع السودان في الآتي:
في 10 يونيو 1940 أعلن موسوليني رئيس ايطاليا الحرب على بريطانيا وقواتها، كان الرئيس الايطالي يطمع في إنشاء إمبراطورية ايطالية في إفريقيا والتي تمتد من طرابلس إلى ارتريان الحبشة، الصومال الايطالي والسودان ولتحقيق ذلك الطموح حشد موسوليني جيشاً بمعاونة حملة ميكانيكية، أربعمائة مدفع ومائتي طائرة وخصص موسوليني مائة ألف من المشاة تدعمها وحدات من المدفعية والعربات المدرعة، ومائتي طائرة حربية لغزو السودان. وفي مواجهة هذه القوات الايطالية كانت تقف قوة دفاع السودان وقوامها أربعة آلاف وخمسمائة مقاتل مسلحين بالبنادق والرشاشات السريعة على العربات المدرعة مع بعض العربات غير المدرعة هذا بالإضافة إلى بنادق لبوين المضادة للدبابات وقد عملت القوات السودانية ولفرات طويلة بدون غطاء جوي.
قامت القوات السودانية رغم قلة أفرادها وضعف تسليحها بأعمال بطولية وشجاعة مكنتها من تحقيق انتصارات جديد عديد على القوات الايطالية يمكن إجمال ذلك في الآتي:
إفشال الهجوم الأول على كسلا الذي قامت به القوات الايطالية في يوليو 1940 حيث تقدم لواءان ايطاليان قوة كل منهما ثلاثة آلاف مقاتل نحو كسلا تدعمها أربعة كتائب خدمات قوتها ألفي رجل وكانت تسند قوات المشاة ثمانية عشر دبابة، وعدد من قطع المدفعية، وعدد من الطائرات الحربية، القوة السودانية المدافعة عن كسلا كانت تتكون من بلك مشاه آلية بلك مدافع رشاشات، وعدد من أفراد الشرطة.
وقد تمكنت هذه القوة التي لا يزيد تعدادها عن أربعمائة مقاتل من الصمود أمام القوات الايطالية وأدت خسائر في صفوفها بلغت خمسمائة قتيل وتدمير ستة دبابات. أما خسائر القوة السودانية فكانت شهيد وثلاثة جرحي وستة عشر مفقود أستطاع بعض منهم اللحاق بوحداته لاحقا.وقد اضطرت القوة السودانية للانسحاب ولكن بعد أحداث هذه الخسائر الكبيرة في صفوف الإيطاليين.
إفشال الهجوم الثاني على كسلا في الأسبوع الأخير من شهر يوليو 1940 حيث تقدمت قوة ايطالية قوامها 1500 مقاتل اتجاه كسلا وتصدت لها قوة بقيادة الملازم (آنذاك) محمد نصر عثمان قوامها ثلاثين ضابط صف وجندي محمولين على ثمانية من عربات المدافع الرشاشة وتمكنت هذه القوة البسيطة من صد القوات الايطالية وإحداث خسائر في صفوفها والقبض على بعض الأسري دون أن تفقد القوة أي من أفرادها.
تعطيل الهجوم على القلابات بواسطة قوة سودانية قوامها واحد وأربعين مقاتلا بقياد الملازم عبد الله مصطفى. وقد تمكنت هذه القوة من الصمود أمام القوات الايطالية المتفوقة عليها عدة وعتاداً لمدة ستة عشر يوما. وقد منح قائد القوة ميدالية الحرب العالمية الثانية وذلك كأول سوداني يتقلدها.
ضرب خطوط إمداد القوات الايطالية مواصلاتها مع إرتريا بواسطة بلكات المدافع الرشاشة السودانية. أدي نشاط العمليات حول مدينة كسلا الذي لعبت فيه بلكات المدافع الرشاشة السودانية دورا كبيرا إلى انسحاب القوات الايطالية من كسلا في ليلة 17 -18- يناير 1941. شاركت بلكات المدافع الرشاشة في احتلال كل من مدينة كرن، اسمرا ومدينة قندرة، كان دور القوات السودانية كبيرا حيث استسلم لها إحدى عشر ألف وخمسمائة من القوات الايطالية واثنا عشرة من الأفارقة هذا بالإضافة إلى الاستيلاء على أربعمائة مدفع رشاش وأربعة وعشرون مدفع مورتر وثمانية وأربعين صحن مدفع ميدان من مختلف العيارات، وقد وصف جاكس دور القوات السودانية في المعارك الثلاثة بقوله ( خلال هذه لمعارك قاتلت قوة دفاع السودان بشهامة وشجاعة بالرغم من التفوق العددي والتفوق في الأسلحة والمعدات التي كان يتمتع بها الجيش الايطالي.وفد استطاع الجنود السودانيون الالتحام بالسلاح الأبيض مع الجنود لايطاليين الذين اضطروا للتراجع من مواقعهم وتحصينا تهم.
حراسة الإمبراطور هيلا سلاسي بعد عودته من انجلترا وإعادته إلى أديس أبابا في 5 مايو 1942م على ظهر جواد وذلك بعد الاستيلاء على منطقة قوجام ومنطقة دبرمارقوس 6/4/1941، وقد قامت بكل هذه الأعمال أورطة الحدود السودانية بقيادة يعقوب بو سعيد وعاونتها في ذلك أورطة اللاجئين الإثيوبيين.
المصدر