أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982 الجمعة 9 يونيو 2017 - 11:32
الجزء الاول
تعتبر عمليه لاخماد الدفاعات الجويه المعاديه , العمليه قام بها سلاح الجو الاسرائيلي ضد الاهداف السوريه يوم 9 يونيو 1982 ضمن حرب لبنان " الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 "
تعتبر هذه العمليه هي الاولى والتي يتم فيها تدمير شبكة من منظومات الدفاع جوي السوفييتيه الصنع بنجاح بواسطه مقاتلات غربيه الصنع كما تعتبر اكبر معركه جويه منذ الحرب العالميه الثانيه
نتيجه هذه المعركه كان نصرا حاسما للاسرائيليين
بدأ سلاح الجو الاسرائيلي بالعمل على تكتيك اخماد منظومات الدفاع الجويه المعاديه منذ نهايه حرب يوم الغفران " حرب اكتوبر 1973 " , وقد ارتفع منسوب التوتر بين اسرائيل وسوريا فوق لبنان في بداية الثمانينات , وتوج التوتر بقيام سوريا بنشر منظومات دفاع جوي في سهل البقاع
في 6 يونيو 1982 هاجم الجيش الاسرائيلي لبنان , وفي اليوم الثالث من بدء الحرب ومع ارتفاع منسوب الاشتباكات بين الجيش الاسرائيلي والجيش السوري , قررت اسرائيل اطلاق العمليه
استمرت المعركه لساعتين وقد شملت تكتيكات وتكنلوجيا جديده ومبتكره , وبنهايه اليوم " 9 يونيو 1982 " كان سلاح الجو الاسرائيلي قد دمر 17 من مجموع 19 بطاريه دفاع جوي سوريه SAM منتشره في سهل البقاع واسقطت 90 مقاتله سوريه باقل قدر من الخسائر
هذه المعركه ادت الى تدخل الولايات المتحده المباشر من اجل فرض وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل
الخلفيه :
مابعد حرب يوم الغفران :
في حرب يوم الغفران 1973 كانت مصر تمتلك 20 بطاريه متحركه نوع SA-6 السوفييتيه الصنع مدعومه ب 70 بطاريه SA-2 و 65 بطاريه SA-3 مع 2500 مدفع مضاد للطائرات و 3000 منظومه SA-7 , اما سوريا فقد نشرت في الحرب 34 بطاريه مضاده للطائرات SAM
في الثلاثه ايام الاولى خسر سلاح الجو الاسرائيلي 50 مقاتله في 1220 طلعه جويه قام بها , وبالتالي بلغت نسبه الخسائر في المقاتلات الاسرائيليه في هذه الفتره 4% , حيث اصابت منظومات SA-6 و SA-7 و ZSU-23-4 قرابه 53 طائره A-4 Skyhawk من مجموع 170 طائره تمتلكها اسرائيل قبل الحرب كما اصابت 33 طائره F-4 Phantom من مجموع 177 طائره من هذا النوع كانت اسرائيل تمتلكه قبل الحرب
ونتيجه لهذه الخسائر وجد سلاح الجو الاسرائيلي صعوبه في توفير الدعم الجوي القريب للقطعات البريه
لكن عندما حاولت مصر الاندفاع خارج مظلة الدفاع الجوي الخاصه بها فانها خسرت 28 مقاتله
في الفتره بين 1973 و 1978 كان سلاح الجو الاسرائيلي يدرس السبل الكفيله بمواجهه بطاريات الدفاع الجوي المعاديه
خسائر اسرائيل الكبيره في المقاتلات في حرب يوم الغفران 1973 ادت الى تبني الولايات المتحده لاحقا لمشروع تطوير مقاتلات شبحيه " مايعرف بمشروع HAVE BLUE " حيث استنتجت الولايات المتحده انه بدون ايجاد حل لمنظومات الدفاع الجوي SAM فان سلاح الجو الامريكي بنفسه سيسحق خلال اسبوعين في اي نزاع واسع مع الاتحاد السوفييتي في تلك الفتره " خسرت اسرائيل 109 مقاتلات في حرب يوم الغفران التي دامت 18 يوما فقط "
في 28 مايو 1980 , نجح صاروخين موجهين اسرائيليين بتدمير عربتين تحملان منظومات SA-9 يتم تشغيلها من قبل عسكريين ليبيين بالقرب من مدينة صيدا اللبنانيه
في تلك الفتره قالت وسائل الاعلام الاسرائيليه بان سلاح الجو الاسرائيلي وجد الحل المناسب لمواجهه بطاريات الدفاع الجوي SAM المعاديه
لكن قائد سلاح الجو الاسرائيلي David Ivry قال بان هذا التقييم لايزال مبكرا وان منظومات SA-9 لاتعتبر متفوقه على سلفها
رئيس الوزراء الاسرائيلي في تلك الفتره مناحيم بيغين ووزير دفاعه اعلنا ان سلاح الجو الاسرائيلي قادر على تدمير كل بطاريات SAM المعاديه خلال ساعتين الا ان قائد سلاح الجو الاسرائيلي نفى هذا الاعلان ايضا
ازمه صواريخ SAM عام 1981 :
في 28 ابريل 1981 قامت مقاتله اسرائيليه نوع F-16A من السرب 117 المتمركز في قاعدة رامات ديفيد الاسرئايليه باسقاط مروحيتين سوريتين فوق لبنان , كان الرد السوري متمثلا في نشر اولى الويه بطاريات SAM في سهل البقاع اللبناني
منظومات SAM السوريه لم تكن تشكل خطرا استراتيجيا مباشرا ضداسرائيل كما كانت سوريا تنشر بالفعل العديد من بطاريات SAM عبر الحدود شرق لبنان
وعلى الرغم من هذا فقد واجه رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك مناحيم بيغين معضله تتمثل بالتالي :
نشر السوريين لبطاريات SAM في سهل البقاع سيحد من قوه الردع الاسرائيلي فوق لبنان وفي نفس الوقت فان بيغن لايريد ان يشعل حربا مع سوريا
في النهايه قرر بيغن ان تقوم اسرائيل بالهجوم , وقد كان من المقرر ان يتم الهجوم يوم 30 ابريل 1981 الا ان الهجوم تأجل بسبب سوء الظروف الجويه
وبعد تحسن الظروف الجويه انشغل سلاح الجو الاسرائيلي بالتحضير لعمليه ضرب المفاعل الجوي العراقي والتي سميت عمليه Opera والتي تمت في يونيو 1981 وفي تلك الفتره كانت الولايات المتحده قلقه بسبب ان اي رده فعل سوفييتيه على اي ضربه اسرائيليه ضد اهداف سوريه قد تشعل ازمه بين القوتين العظمتين وقام الامريكان بالضغط على بيغين لالغاء العمليه , وقد الغى بيغين العمليه بالفعل .
وفي تلك الاثناء ارسل الامريكان وسيطا هو فيليب حبيب للقيام بوساطه بين سوريا واسرائيل لنزع فتيل الازمه وقد قام حبيب بجولات مكوكيه بين القدس ودمشق لكنه لم يتم الوصول لاتفاق بازاله بطاريات SAM السوريه من سهل البقاع
في 14 ديسمبر 1981 , اقر البرلمان الاسرائيلي قانونا ينص على ضم الجولان السوري المحتل الى اراضي اسرائيل , الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد اعتبر هذا القرار الاسرائيلي بانه اعلان حرب وانه لاتوجد قيود تمنع سوريا من بدء الحرب
القرار الاسرائيلي واجه موجة نقد امريكيه ودوليه
في 20 ديسمبر 1981 اجتمع مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر في اجتماعه الاسبوعي , حيث عرض وزير الدفاع الاسرائيلي انذاك ارييل شارون ورئيس الاركان الاسرائيلي انذاك رافاييل ايتان الخطه الكبرى لغزو اسرائيلي للبنان والتي كانت تنص على مسك اسرائيل للخط السريع الواصل بين دمشق وبيروت , وافق بيغين على الخطه الا ان باقي الاعضاء رفضوها فتم وضع الخطه على الرف
تم تسميه عملية اخماد اسرائيل للدفاعات الجويه السوريه بالاسم الكودي Mole 3 لكن العدد ارتفاع بارتفاع عدد بطاريات SAM السوريه التي انتشرت لاحقا ليصل العدد في النهايه الى 19 بطاريه
وفي هذه المرحله تم تسمية العمليه كوديا ب Mole Cricket وقد تم الافصاح عن هذا الاسم الكودي علانيه في العام 2002
في 8 يونيو 1982 وبينما كانت القوات الاسرائيليه تتوغل في منطقة جزين اللبنانيه , وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي جزءا من خطابه للسوريين داعيا لهم بعدم التدخل في الحرب وان اهداف اسرائيل في الحرب هي الوصول الى عمق 40 كم شمال الحدود بين لبنان واسرائيل وتعهد للرئيس السوري حافظ الاسد بان اسرائيل لن تضرب القوات السوريه اذا امتنعت لاخيره من التدخل في الحرب
في مساء نفس اليوم والمعارك في جزين لازالت مندلعه , قال وزير الدفاع الاسرائيلي شارون في اجتماع في مقر القياده العسكريه الشماليه في الجيش الاسرائيلي بانه : نعلم اليوم بانه سيكون هنالك اشتباك بيننا وبين الجيش السوري وعلينا الاستعداد للتوغل عميقا داخل لبنان .
في الساعه 11 مساء نفس اليوم دخل الجيش الاسرائيلي بلده عين زحلتا اللبنانيه واشتبك مع جنود سوريين والذين اوقفو تقدمه , واتخذ وزير الدفاع الاسرائيلي شارون هذه الحادثه كذريعه لاطلاق عمليه Mole Cricket 19
وقد اعطى شارون قائد القياده العسكريه الشماليه الاسرائيليه الجنرال Amir Drori الضوء الاخضر للاندفاع بقواته نحو سهل البقاع وطار نائب رئيس الاركان الاسرائيلي Moshe Levi الى عين زحلتا حيث اجتمع مع قائد القوات الاسرائيليه هناك مناحيم اينان واخبره ان سلاح الجو الاسرائيلي سيهاجم مواقع الصواريخ السوريه ذلك اليوم
في تلك الاثنان علم قائد سلاح الجو الاسرائيلي Ivry بان طائره مسيره اسرائيليه رصدت 5 بطاريات SA-6 سوريه تتحرك من جبهة الجولان الى وادي البقاع اللبناني , وقد استنتج سلاح الجو الاسرائيلي بان تحريك سوريا لهذه البطاريات يعني ان سوريا لاتنوي الدخول في حرب شامله ضد اسرائيل وان هذه البطاريات سيتم نشرها لحمايه دمشق من اي هجوم يأتي من جهه الاجواء اللبنانيه
عملية اعادة انتشار بطاريات SAM السوريه اعطى الانطباع لقائد سلاح الجو الاسرائيلي بامكانيه ضرب هذه البطاريات بدون خطر اندلاع حرب شامله مع سوريا
حلق شارون عائدا الى القدس لحضور الاجتماع الوزاي الاسرائيلي يوم الاربعاء 9 يونيو 1982 , وقال بان سوريا حركت بالفعل بتحريك فرقتها المدرعه الثانيه " اي الفرقه المدرعه الثالثه السوريه " الى جنوب بلده عين زحلتا , وكان الرأي السياسي يقول بان الانتظار الى يوم الخميس لن يعطي وقتا كافيا لتقدم القوات البريه الاسرائيليه , اما قائد القياده العسكريه الشماليه Drori فقال انه ضد الهجوم وانه لالزوم له
اما رئيس الاركان الاسرائيلي رافاييل ايتان فقد كان مترددا ومفضلا القيام بهجوم محدود لاعطاء اشاره للسوريين , وزير الاتصالات الاسرائيلي Tzipri حاجج شارون قائلا بان خطه شارون قد تجاوزت حدود خط الاربعين كيلومتر شمالا والتي كانت تنص عليه الخطه الاصليه , فاجاب شارون بان ال 40 كم يجب قياسها من اقصى نقطه في شمال اسرائيل وهي بلده المطله واضاف بان تدمير بطاريات الصواريخ السوريه في البقاع هو لحماية القوات الاسرائيليه في عين زحلتا
وزير الداخليه يوسف بورغ اشار الى ان القتال ضد السوريين اصبح وشيكا بعكس مااراد المجلس الوزاري وان ضرب البطاريات السوريه لن يؤدي الا الى اثاره الامور المؤديه لاندلاع حرب شامله بين سوريا واسرائيل
شارون اصر على ان موقف الجنود الاسرائيليين في الميدان يعتبر ضعيفا بوجود البطاريات السوريه
اما بيغين فقد التفت الى نائب قائد سلاح الجو الاسرائيلي Amos Amir وطلب منه حساب خسائر سلاح الجو الاسرائيلي في حاله القيام بالهجوم
فاجاب Amir بانه لايستطيع ان يعد بانه لن تكون خسائر في صفوف سلاح الجو الاسرائيلي لكنه قادر على ضمان ان تكون الخسائر في اقل مستوى
في النهايه دعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بيغين الخطه واقتنع وزير الداخليه بورغ بها ايضا
غادر شارون الاجتماع واصدر فورا امرا للقيام بضربه جويه ضد البطاريات السوريه كما اصدر امرا بعمليات بريه ايضا
المعركه :
في صباح يوم 9 يونيو 1982 كانت مقاتلات سلاح الجو الاسرائيلي فوق لبنان تعمل على 3 مستويات
في المستوى الاول :كانت مقاتلات سكاي هوك وكفير الاسرائيليه تعملان بموازاه الساحل من صيدا الى ضواحي بيروت من اجل القيام بمهام الاسند الجوي القريب للقوات البريه الاسرائيليه وضرب اهداف ومقرات منظمة التحرير الفلسطينيه
في المستوى الثاني : وعلى ارتفاع 3000 متر كانت تشكيلات جويه تحلق في الجو وتنتظر الاوامر لتنفيذها اولا بأول
في المستوى الثالث كانت طائرات Hawkeye تؤمن السيطره الجويه
كانت اولى مهام قوه الضربه الاسرائيليه هو تدمير رادار سوري على جبل الباروك حيث كان يسيطر على منطقه واسعه
في الساعه 10 من صباح يوم 9 ينوي 1982 استلم قائد سلاح الجو الاسرائيلي Ivry الضوء الاخضر لشن العمليه ولكنه قام بتأخير تنفيذ الهجوم الى الساعه 2 من ظهر نفس اليوم
في الساعه 1:30 ظهرا اصدر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي رافييل ايتان امرا الى Ivry بتنفيذ العمليه
اقلعت المقاتلات الاسرائيليه من قواعدها بشكا ازواج pairs وقد بلغ حجم الموجه الاولى من المقاتلات المهاجمه 96 مقاتله F-16 و F-15
اما حجم الموجه الثانيه والتي هاجمت البطاريات السوريه الساعه 3:50 عصرا فقد بلغ حجمها 92 مقاتله
فور بدء الهجوم الجوي الاسرائيلي بادرت سوريا بسحب مقاتلاتها التي كانت تقوم بمهام الدوريه الجويه وعادت بها الى قواعدها الجويه
حملت مقاتلات سلاح الجو الاسرائيلي بودات للتشويش الالكتروني من اجل افشال اي محاوله سوريه لتتبع واسقاط اي مقاتله اسرائيليه
قياده سلاح الجو الاسرائيلي في تل ابيب وفرت ل Ivry صوره مباشره للمعركه عن طريق Data Link حيث قام رادار طائره E-2C للمراقبه الجويه بارسال الصور اولا باول لمقر قياده سلاح الجو
كما قام سرب من طائرات مسيره Tadiran Mastiff و IAI Scout بالاشتراك في المعركه حيث قامت طائرتين مسيرتين على الاقل في كل وقت بتوفير المعلومات اولا باول حول مواقع بطاريات SAM السوريه
كما تم توفير خط اتصال صوتي باتجاهين بين قائد سلاح الجو Ivry وطياريه المشاركين في العمليه
اولى المقاتلات السوريه المنتشره فوق لبنان هي مقاتلات Mig-21 مع اعداد هامه من مقاتلات Mig-23 و Su-20
تعتمد المقاتلات السوريه على مواقع الاعتراض المسيطر ارضيا ground-controlled interception لاغراض السيطره والقياده
مواقع صواريخ SAM السوريه كانت مزيجا من بطاريات SA-2 و SA-3 و SA-6
اما المقاتلات الاسرائيليه فكانت F-16 و F-15 و F-4 وكفير وكانت مسلحه بصواريخ AIM-7F Sparrow الموجه راداريا وصواريخ AIM-9L Sidewinder الموجهه بالاشعه تحت الحمراء ورشاشات عيار 20 ملم توجه كومبيوتريا computer-aimed و نظام Head-up display HUD
طائرات Mastiff المسيره الاسرائيليه قامت اولا بتحفيز بطاريات SAM السوريه لفتح راداراتها حيث انها اقنعت السوريين ان هنالك هجوما كبيرا يحدث , وفور فتح الرادارات السوريه وبدأ تعقبها لطائرات Mastiff الاسرائيليه المسيره فأن اشارات التتبع يتم نقلها الى درون اخر نوع Scout يكون خارج مدى صواريخ البطاريات السوريه ومن ثم يتم نقل اشارات التتبع السوريه الى طائرات E-2C و Boeing 707 الاسرائيليه والتي تحلق عاليا فوق السواحل اللبنانيه ,
وبعد تجميع المعلومات وتحليلها تقوم مقاتلات F-4 Phantom بحمايه مقاتلات F-16 و F-15 بضرب البطاريات السوريه بالاستعانه بصواريخ AGM-78 و AGM-45 المضاده للرادارات , الوقت القصير لاطلاق الصواريخ الاسرائيليه قلل من تعرض مقاتلات F-4 Phantom الاسرائيليه لنيران البطاريات السوريه
وفي اثناء المعركه اطلق السوريون 57 صاروخا من بطاريات SA-6 بدون اي تاثير
حسب قائد سلاح الجو الاسرائيلي Ivry فأن الكثير من البطاريات السوريه كان على الجانب السوري من الحدود مع لبنان
يقول رئيس اركان الجيش الاسرائيلي رافاييل ايتان بان من النقطه العملياتيه فأن اسرائيل استخدمت الطائرات المسيره الصغيره لفتره طويله قبل الحرب في تمييز وتحديد مواقع جميع بطاريات SAM السوريه , وباستعمال اسرائيل لوسائل تشويش عاليه التقنيه ادت الى اعماء البطاريات السوريه وراداراتها, ولكن قبل القيام بالهجمات الجويه فأن اسرائيل قصفت مواقع بعض بطاريات ال SAM السوريه بنيران المدفعيه بعيدة المدى
ردة فعل السوريين على الهجوم الاسرائيلي تمثلت بانطلاق قرابه 100 مقاتله سوريه لايقاف الاسرائيليين , الطيارون الاسرائيليون اعتمدوا في اتصالاتهم على راديوات تعمل بموجات VHF من اجل الحفاظ على اتصالاتهم التكتيكيه واتصالاتهم مع مقر القياده الرئيسي لسلاح الجو الاسرائيلي
اطلق الاسرائيليون موجات تشويش قطعت اتصال مقاتلات Mig-21 و Mig-23 السوريه بين بعضهم البعض وبين قيادتهم الارضيه وبالتالي اصبحت الطائرات السوريه ضعيفه ومكشوفه امام هجمات ال F-15 و ال F-16 الاسرائيليه الموجهه بواسطه الاواكس الاسرائيلي
ركز الاسرائيليون طائراتهم المسيره الصغيره فوق 3 قواعد جويه سوريه لكي تراقب عدد ونوع الطائرات السوريه التي تقلع من اجل المشاركه للمعركه وتوصل المعلومات الى طائرات E-2C الاسرائيليه , لقد اكتسب الاسرائيليون افضليه على السوريين باعتبار ان مقاتلات ال Mig السوريه لاتملك الا رادار انذار في مقدمه وذنب الطائره ولاتوجد اي اجهزه انذار لرصد اي مخاطر تأتي نحو جانبي الطائره كما ان مقاتلات ال Mig السوريه لم تحتوي على انظمه look-up و look-down
وبتشويش شبكة الاتصالات السوريه " شبكة GCI " فأن طائرات E-2C الاسرائيليه وجهت المقاتلات الاسرائيليه الى مواقع مناسبه لتقوم باستهداف المقاتلات السوريه من الجوانب حيث لامتلك الاخيره اي منظومات رادار لرصد المخاطر القادمه الى جوانب الطائره كما اسلفنا
وبسبب تعطل شبكة الاتصالات السوريه فأن الموجهين السوريين لم يكونوا قادرين على توجيه المقاتلات السوريه لمواجهة غريمتها الاسرائيليه
صواريخ Sparrow التي استعملها الاسرائيليون ضد المقاتلات السوريه كانت تحلق بسرعه 3.5 ماخ وبمدى يتراوح بين 14-25 ميلا وبالتالي كانت خارج المدى البصري والراداري للسوريين
كما ان صواريخ sidewinder وبتقنيه head-on اعطت للاسرائيللين افضليه ناريه في الاشتباكات القريبه
وبخصوص ردة فعل السوريين في المعركه يقول رئيس اركان الجيش الاسرائيلي رافاييل ايتان : كانت اول رده فعل للسوريين تجاه هجومنا على بطارياتهم للدفاع الجوي كانت الدفع بقواتهم الجويه تجاهنا , كل طائره سورية اجتازت الخط الافتراضي الذي وضعناه لحمايه قواتنا تم تدميرها واسقاطها , وكان هذا الخط الافتراضي هو مدى صواريخ بطاريات الدفاع الجوي السوريه الموجوده على الجانب السوري من الحدود , التكتيك السوري كان الدفع بمقاتلاتهم خارج مدى صواريخ دفاعهم الجوي المتواجده في الاراضي السوريه وبالتالي فأنهم خرجوا خارج شبكة دفاعهم الجوي , كان التكتيك هو ان يخرجوا من مظله الحمايه ليهاجمونا ومن ثم ينسحبون الى الخلف .
بحلول مساء يوم 9 يونيو 1982 تم اسقاط 29 مقاتله Mig سوريه بدون اي خسائر اسرائيليه كما تم تدمير 17 بطاريه SAM سوريه من اصل 19
في الساعه 4 عصرا ومع تدمير 14 بطاريه سوريه وبقاء ساعه واحده حتى غروب الشمس قرر قائد سلاح الجو الاسرائيلي Ivry ان ينهي العمليه باعتبار ان النتيجه المثاليه تم تحقيقها وان السوريون لن يحركوا المزيد من بطاريات SAM في اليوم التالي وتم بالفعل ايقاف العمليه بعد الساعه 4 عصرا
اما وزير الدفاع الاسرائيلي شارون فقد انتقد وبحده هذا القرار
في مساء يوم 9 يونيو 1982 استطاع سلاح الجو الاسرائيلي تدمير اللواء 47 المدرع السوري شمال بعلبك حيث كان متجها صوب الجنوب
وفي اليوم التالي " يوم 10 يونيو 1982 " استطاع سلاح الجو الاسرائيلي تدمير 6 بطاريات SAM سوريه اخرى " منها اثنتان بقيتا من عمليات يوم 9 يونيو و 4 بطاريات SAM كان السوريون قد حركوها الى وادي البقاع مساء يوم 9 يونيو "
كما حاول سلاح الجو السوري التدخل ايضا يوم 10 يونيو فخسر 35 مقاتله بلاخسائر من الجانب الاسرائيلي
وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس اخبر الرئيس السوري بان سلاح الجو السوري تم التغلب عليه وان بطاريات SAM السوريه باتت بلا فائده وبالتالي لاتوجد تغطيه جويه للقوات البريه وبالتالي فأنها غير قادره على الاستمرار بالقتال "
في يوم الاربعاء 10 يونيو 1982 ارسل الرئيس السوري حافظ الاسد وزير دفاعه مصطفى طلاس الى موسكو لطلب مظله جويه بشكل عاجل الا ان الروس رفضوا الطلب السوري وقرروا بدلا من ذلك ارسال كميات ضخمه الى سوريا وارسال المارشال السوفييتي Pavel Stepanovich Kutakhov لمعرفه ماذا حل ببطاريات SAM السوفييتيه الصنع التي تمتلكها سوريا حيث خشي السوفييت ان توجه بطارياتهم المتمركزه في اوروبا الشرقيه نفس المصير على يد مقاتلات الناتو
يوم 9 يونيو 1982 التقى الرئيس السوري حافظ الاسد المبعوث الامريكي فيليب حبيب لغرض وقف اطلاق النار الا انه رفض الشروط الامريكيه وطلب ان تنسحب اسرائيل من سوريا قبل ان يوافق على وقف اطلاق النار معها
الرئيس الامريكي رونالد ريغان اتصل بالرئيس الاسد ورئيس الوزراء بيغين ليحثهما على وقف اطلاق النار بحلول الساعه 6 مساء يوم 10 يونيو 1982
الا ان الاشتباكات استمرت
بحلول عصر يوم الجمعه 13 يونيو 1982 كانت سوريا قد فقدت 82 مقاتله , اما اسرائيل فلم تخسر اي مقاتله في اي قتال جوي
في العام 1983 ارسلت الولايات المتحده الى اسرائيل لجنه تقصي حقائق برئاسة نائب رئيس الاركان الامريكي للخطط والعمليات اللفتنانت جنرال John Chain لتعلم الدروس من المعركه
صحيفه Krasnaya Zvezda السوفييتيه قالت بان السوريون اسقطوا 67 مقاتله اسرائيليه في القتال وان احد الطيارين السوريين اكد انه اسقط مقاتله F-15 بقتال جوي
في العام 1991 قابل رئيس سلاح الجو الاسرائيلي Ivry جنرالا تشيكيا كان يخدم في موسكو عام 1982 والذي اخبر Ivry بان معركة سهل البقاع جعلت السوفييت يقتنعون بان التكنلوجيا الغربيه تتفوق على تكنلوجيتهم وان معركه سهل البقاع كانت دافعا لانتهاج سياسه الغلاسنوست ومن ورائها انهيار الاتحاد السوفييتي
ملاحظه : بحلول نهايه يوليو 1982 خسرت سوريا 87 مقاتله بالمجموع , اما اسرائيل فقد اعترفت بسقوط عده مروحيات ومقاتله واحده نوع F-4E وواحده نوع A-4 بصواريخ منظومات SA-7 تابعه لمنظمة التحرير الفلسطينيه
موضوع: رد: عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982 السبت 10 يونيو 2017 - 15:14
بغض النظر عن صحة الإدعاءات الإسرائيلية بعدم خسارة طائرة واحدة, هناك تفصيل شديد الأهمية لا يتم ذكره في الغرب و هو أن التقنية السوفيتية في الدفاع الجوي و الرادارات كانت مخترقة بواسطة عميل أسمه Adolf Tolkachev و هو ما سمح بالتشويش على الرادارات السورية بشكل لفت إنتباه السوفييت و أعطاهم أول إنطباع بتسرب معلومات عن السام-6 لا يعرفها غيرهم كمصنعين للمنظومة. الرجل أضر الصناعات الإلكترونية العسكرية و الجوية السوفيتية بشكل لا يصدق, لقد زود الأمريكيين بمعلومات مهمة عن رادارات الميغ 31!!! و الميغ 29 و الميغ 23 و زودهم بلوغاريتمات بعض الرادارات و تبينت أهميه معلوماته في عملية البقاع و في الهجوم الأميركي على خليج سرت.
موضوع: رد: عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982 السبت 10 يونيو 2017 - 22:21
للأمريكيين خطوة علي الروس فهؤلاء كانوا دائما في حالة رد الفعل و كلما خرجت تكنلوجيا جديدة كان يستغلها الصهاينة لصالحهم و تكون مأثرة بالصراع العربي الصهيوني
موضوع: رد: عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982 الأحد 11 يونيو 2017 - 0:50
الإسرائيليين استخدموا تكنولوجيا الدرون لأول مره فى عمليه سهل البقاع بالاضافه الى معرفه تردد الرادارات السوريه و قطع الاتصال بين القياده السوريه و قواتها و بين قواتها بعضا ببعض كل هذا حسم النصر لإسرائيل بأقل مجهود و خسائر فتم تكرار سيناريو 67 و لكن بصوره مختلفه و لكن اسرائيل لم تكن نريد إسقاط الدوله السوريه و لا حتى نظام الحكم بل كانت. نريد تقليم أظافرها فى لبنان فقط و أبعادها عنه فقط لأغير
موضوع: رد: عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982 الأحد 11 يونيو 2017 - 6:27
النسر الاسود 2 كتب:
الإسرائيليين استخدموا تكنولوجيا الدرون لأول مره فى عمليه سهل البقاع بالاضافه الى معرفه تردد الرادارات السوريه و قطع الاتصال بين القياده السوريه و قواتها و بين قواتها بعضا ببعض كل هذا حسم النصر لإسرائيل بأقل مجهود و خسائر فتم تكرار سيناريو 67 و لكن بصوره مختلفه و لكن اسرائيل لم تكن نريد إسقاط الدوله السوريه و لا حتى نظام الحكم بل كانت. نريد تقليم أظافرها فى لبنان فقط و أبعادها عنه فقط لأغير
يقول الاسرائيليون ان اول استعمال للدرون من قبلهم كان في حرب الاستنزاف على الجبهه المصريه والسوريه بل وحتى الاردنيه وتحديدا عام 1969 حيث كانت الدرونات تزود الاسرائيليين بالصور
By 1969, the Israeli Air Force was using drones to photograph and monitor Egyptian, Syrian, and later, Jordanian troops.
في حرب اكتوبر 1973 استعملت اسرائيل درونات امريكيه الصنع نوع Ryan Firebee كأهداف وهميه لاستنزاف بطاريات الدفاع الجوي المصريه
n the 1973 Yom Kippur War, Israel used unarmed U.S. Ryan Firebee target drones to spur Egypt into firing its entire arsenal of anti-aircraft missiles. This mission was accomplished with no injuries to Israeli pilots, who soon exploited the depleted Egyptian defenses.
موضوع: رد: عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982 الثلاثاء 27 يونيو 2017 - 21:13
king tito كتب:
اظنها كانت معركه من طرف واحد بالنظر الي حجم الخسائر السوريه مايقرب من ١٠٠ طائره و ٥٠ بطاريه دفاع جوي تلك مذبحه ليست معركه
لا لم تكن معركة من طرف واحد, الرواية الإسرائيلية هي التي تصر على عدم خسارة طائرة واحدة (و هو أمر غير صحيح لإن مراسل حربي بريطاني أكد رؤية 4 طائرات إسرائيلية تسقط و واحدة منها كانت من نوع F-16A و هذا ما راّه أو وثقه شخص واحد) مجمل خسائر إسرائيل في المعركة من وجهة النظر السورية و الروسية تصل إلى 23 طائرة تقريباً و للعلم بعض الخسائر السورية كانت بسبب منظومات دفاع جوي ما تم خسارته بسبب القتال الجوي هو أقل من 80 طائرة (أي لو صدقنا الرواية السورية ستكون نسبة الخسائر 1/4 لصالح إسرائيل) و لو تذكرنا وجود فارق جيل أو جيلين بين الطائرات السورية و الإسرائيلية (معظم الخسائر السورية هي MIG-21 , MIG 23) مع فارق عددي لصالح إسرائيل مع وجود طائرتي Hawkeye E2-C تستطيعان رصد 400 طائرة (أكثر من تعداد سلاح الجو السوري وقتها) مع أربع طائرات Boeing 707 معدلة للتشويش الإلكتروني (قدرتها في التشويش من القوة بمكان لدرجة أن مدرب أميركي كان يدرب طيارين أردنيين على بعد 170 كيلومتر من موقع إشتباك سوري إسرائيلي لم يستطع التواصل مع الWing man الذي معه) نستطيع القول أن الأداء السوري قدم أفضل ما يمكن تقديمه لمن في وضعهم و أي طيار عربي أو غير عربي لو كان بنفس ظروفهم لم يكن ليحقق أفضل منهم بكثير في أحسن الأحوال. بخصوص الدفاعات الجوية السورية فالقول ب50 بطارية لا بد أنه يشمل هياكل بطاريات دفاع جوي مزيفة ذكر أحد الأعضاء السوريين هنا الذين أعرفهم (و هو كان مهندس متعاون مع الجيش و حضر حرب 82) أنها أستخدمت بغرض التضليل و لقد ذكر أمراً منطقياً للدلالة على كلامه و هو أن سهل البقاع كله لا يحتمل هذا العدد الهائل من وسائط الدفاع الجوي الصاروخي!!! (50 بطارية في 4200 كيلومتر مربع هو أمر لا يصدق!) هناك أمر أريد مشاركتكم إياه لقد قام الأستاذ الباحث مهيد عبيد بإضافة إسقاط طائرة Grumman E-2C Hawkeye إلى موقع مشهور للسلامة الجوية بناء على ذكر شهادة مسجلة لطاقم سفينة يونانية كانت قرب السواحل اللبنانية الجنوبية في 11 حزيران /يونيو 1982 و أكدوا فيها رؤية طائرة ذات محركات مكبسية تحمل جسم قرصي أعلى بدنها و هي تسقط في البحر و أكدوا رؤية أشخاص يقفزون بالمظلات منها خلال سقوطها. السفينة تعرضت للإحتجاز من البحرية الإسرائيلية و دمرت أجهزة الراديو فيها و هدد طاقمها. قبل الموقع الإدعاء المقدم من السيد عبيد مبدئياً و عندما حاول البعض نكران الحادثة فشلوا في تلبية طلب الموقع بتوريد معلومات تخص الأرقام التسلسلية للطائرات المصدرة لإسرائيل. العملية قامت بها مجموعة من طائرات الMIG-23MF و بحسب ما فهمت من الأخ الذي كان مهندساً أرسل الإسرائيليين عدداً ضخماً من الطائرات لزيادة حماية الأواكس عند إكتشافهم الهجوم و لكن الأواكس أسقطت بصاروخ R-23R مصدر
الصاروخ R-23R أخيراً أقتبس من ويكيبيديا الأنكليزي
Syria
The R-23 was used in the Beqaa Valley in June 1982, during the 1982 Lebanon War. However, it is hard to judge its success. Soviet and Syrian sources claim that it achieved a few kills while the Israelis deny this. According to Austrian researcher Tom Cooper, Syrian claims include using the R-23/24 against six F-16As and one E-2C, however, the only confirmed kill is against a BQM-34 drone.
موضوع: رد: عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982 السبت 1 يوليو 2017 - 22:06
معركة «سهل البقاع» بين إسرائيل وسوريا.. «الأشرس» في التاريخ
تعتبر معركة "سهل البقاع" أشرس المعارك التي شهدها العالم في سلاح الطيران، تلك المعركة التي نشبت يوم 9 يونيو عام 1892، بين 96 طائرة حربية إسرائيلية وسرب من الطائرات بدون طيار وبين 100 مقاتلة سورية مدعومة بـ19 قاذفة لصواريخ أرض جو.
وتمتلك إسرائيل سجلًا حافلًا من المعارك مع دول الجوار في فترة السيتينات والسبعينيات من القرن الماضي، وتلقت إسرائيل في عام 1973 درسًا قاسيًا على يد المصريين اكتسبوا من خلاله خبرات كبيرة في تطوير سلاح الجو لديهم، وذلك بعد أن فقدوا العديد من الطائرات في حرب أكتوبر المجيدة.
وظهرت أولى النتائج المتعلقة بتعلمهم من الدرس المصري القاسي في 9 يونيو من عام 1982، وذلك عندما هاجم سلاح الجو الإسرائيلي 19 من مواقع صواريخ الأرض جو المنتشرة بالقرب من الحدود، وتمكنت في أول ساعتين من القتال من تدمير 17 موقعًا دون أن تتكبد أي خسائر.
ومن جانبها، حاولت سوريا الرد على الهجوم الإسرائيلي من خلال إرسال 100 طائرة ميج لاعتراض الـ96 مقاتلة إسرائيلية، والتي تنوعت بين إف-15 وإف-16 وإف-4، التي كانت تهاجم الصواريخ أرض جو السورية على الحدود، ولكن اعتمدت إسرائيل على طائرات الإنذار المبكر "إي- 2 هوك إي"، والتي عملت على رصد المقاتلات السورية وإرسال المعلومات أول بأول إلى سلاح الجو الإسرائيلي.
ووفقًا للمعلومات التي تتلقاها من طائرات الإنذار المبكر، بدأت إسرائيل إطلاق صواريخ الجو الجو الحرارية "إيه.أي.إم- 9 سايد وايندر" والصواريخ الموجهة بالرادار "إيه.أي.إم- 7 سبارو" تجاه المقاتلات السورية مدمرة في تلك العملية 29 مقاتلة سورية. وبعد انتهاء 9 يونيو، كان لا يزال هناك موقعان للصواريخ أرض جو السورية التي ترغب إسرائيل في التخلص منهم، لذا عادت إسرائيل في اليوم التالي، وحينها حلقت المقاتلات السورية في الجو للتصدي لها، ثم تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من إسقاط 35 طائرة سورية دون أن يتكبد أي خسائر على الإطلاق. وعزى موقع "بيزنيس إنسايدر" ذلك الانتصار الساحق إلى العديد من العوامل، أبرزها التدريبات الكثيفة التي أجراها الطيارون الإسرئيليون في الوقت الذي سبق المعركة مع الخبرات الكبيرة التي اكتسبوها من حرب أكتوبر 1973، بينما لم يعمل سلاج الجو السوري على تطوير أدواته وخبراته لمواجه معركة بهذا الحجم.
كما عمل الجانب السوري على توفير المعلومات للطيارين من خلال محطات المراقبة الأرضية، والتي شوشت إسرائيل عليها فلم تصل تعليماتهم إلى الطيارين، وعن هذا الأمر يقول أحد المراقبين العسكريين الغربيين للمعركة في مقال نشر بدورية "Air power" الأمريكية، إنه شاهد نحو 8 مقاتلات سورية تحلق في الجو ذهابًا وإيابًا لا تدري ما يجب القيام به.
واستمر الصراع بين إسرائيل وسوريا حتى شهر يوليو من عام 1982، وخلال هذا الشهر فقدت إسرائيل طائرتين اثنين فقط مقابل 87 مقتلة فقدتها وسوريا في المعركة التي عرفت بكونها الأشرس في تاريخ سلاح الجو.
موضوع: رد: عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982 الأحد 2 يوليو 2017 - 10:08
mi-17 كتب:
معركة «سهل البقاع» بين إسرائيل وسوريا.. «الأشرس» في التاريخ
تعتبر معركة "سهل البقاع" أشرس المعارك التي شهدها العالم في سلاح الطيران، تلك المعركة التي نشبت يوم 9 يونيو عام 1892، بين 96 طائرة حربية إسرائيلية وسرب من الطائرات بدون طيار وبين 100 مقاتلة سورية مدعومة بـ19 قاذفة لصواريخ أرض جو.
وتمتلك إسرائيل سجلًا حافلًا من المعارك مع دول الجوار في فترة السيتينات والسبعينيات من القرن الماضي، وتلقت إسرائيل في عام 1973 درسًا قاسيًا على يد المصريين اكتسبوا من خلاله خبرات كبيرة في تطوير سلاح الجو لديهم، وذلك بعد أن فقدوا العديد من الطائرات في حرب أكتوبر المجيدة.
وظهرت أولى النتائج المتعلقة بتعلمهم من الدرس المصري القاسي في 9 يونيو من عام 1982، وذلك عندما هاجم سلاح الجو الإسرائيلي 19 من مواقع صواريخ الأرض جو المنتشرة بالقرب من الحدود، وتمكنت في أول ساعتين من القتال من تدمير 17 موقعًا دون أن تتكبد أي خسائر.
ومن جانبها، حاولت سوريا الرد على الهجوم الإسرائيلي من خلال إرسال 100 طائرة ميج لاعتراض الـ96 مقاتلة إسرائيلية، والتي تنوعت بين إف-15 وإف-16 وإف-4، التي كانت تهاجم الصواريخ أرض جو السورية على الحدود، ولكن اعتمدت إسرائيل على طائرات الإنذار المبكر "إي- 2 هوك إي"، والتي عملت على رصد المقاتلات السورية وإرسال المعلومات أول بأول إلى سلاح الجو الإسرائيلي.
ووفقًا للمعلومات التي تتلقاها من طائرات الإنذار المبكر، بدأت إسرائيل إطلاق صواريخ الجو الجو الحرارية "إيه.أي.إم- 9 سايد وايندر" والصواريخ الموجهة بالرادار "إيه.أي.إم- 7 سبارو" تجاه المقاتلات السورية مدمرة في تلك العملية 29 مقاتلة سورية. وبعد انتهاء 9 يونيو، كان لا يزال هناك موقعان للصواريخ أرض جو السورية التي ترغب إسرائيل في التخلص منهم، لذا عادت إسرائيل في اليوم التالي، وحينها حلقت المقاتلات السورية في الجو للتصدي لها، ثم تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من إسقاط 35 طائرة سورية دون أن يتكبد أي خسائر على الإطلاق. وعزى موقع "بيزنيس إنسايدر" ذلك الانتصار الساحق إلى العديد من العوامل، أبرزها التدريبات الكثيفة التي أجراها الطيارون الإسرئيليون في الوقت الذي سبق المعركة مع الخبرات الكبيرة التي اكتسبوها من حرب أكتوبر 1973، بينما لم يعمل سلاج الجو السوري على تطوير أدواته وخبراته لمواجه معركة بهذا الحجم.
كما عمل الجانب السوري على توفير المعلومات للطيارين من خلال محطات المراقبة الأرضية، والتي شوشت إسرائيل عليها فلم تصل تعليماتهم إلى الطيارين، وعن هذا الأمر يقول أحد المراقبين العسكريين الغربيين للمعركة في مقال نشر بدورية "Air power" الأمريكية، إنه شاهد نحو 8 مقاتلات سورية تحلق في الجو ذهابًا وإيابًا لا تدري ما يجب القيام به.
واستمر الصراع بين إسرائيل وسوريا حتى شهر يوليو من عام 1982، وخلال هذا الشهر فقدت إسرائيل طائرتين اثنين فقط مقابل 87 مقتلة فقدتها وسوريا في المعركة التي عرفت بكونها الأشرس في تاريخ سلاح الجو.
مصدر
أخي الغالي mi-17 أتذكر أنني قرأت هذه الجملة " وعن هذا الأمر يقول أحد المراقبين العسكريين الغربيين للمعركة في مقال نشر بدورية "Air power" الأمريكية، إنه شاهد نحو 8 مقاتلات سورية تحلق في الجو ذهابًا وإيابًا لا تدري ما يجب القيام به " في أحد كتب الطيران قبل أكثر من 13 سنة في بريطانيا. مشكلة معظم الكتاب الغربيين و معهم الكاتب العربي الذي نقل عنهم أنهم لم يقابلوا طياري الجانب الاّخر (السوريين) و أصروا أن الطرف الإسرائيلي لديه الرواية الأدق و الأكمل, أنا هنا لا أقول سورية أنتصرت بل أسلم بالنصر الإسرائيلي و لكن النصر الإسرائيلي من ناحية الإنتصارات و الخسائر الجوية لم يتجاوز ما حصل مراراً في التاريخ من قبل (بل خسائر سلاح الجو السوفيتي كنسبة أمام الألمان عند بداية عملية بارباروسا كانت أعلى من نظيرتها في البقاع) القول بإن إسرائيل لم تخسر أي طائرة تارة أو أنها خسرت طائرتين فقط غير صحيح. في الرواية الإسرائيلية كل صاروخ سايدويندر مثلاً أسقط طائرة سورية بينما قبل أقل من أسبوعين حاولت طائرة سوبر هورنيت أمريكية إسقاط سوخوي 22 سورية بصاروخ سايدويندر من أحدث نسخة لتجد نفسها تفشل نتيجة إستخدام مشاعل حرارية تقنيتها تعود لأكثر من ثلاثين سنة مضت!!! ليس في الرواية الإسرائيلية حديث عن الشيلكا و لا عن الستريلا!!! ليس فيها تفسير عن كيفية نجاح السوريين للوصول بسبع طائرات سوخوي 22 إلى جبل الباروك و قصف مقر القيادة هناك رغم وجود الأواكس و أربع طائرات تشويش بوينغ 707 بل رغم وجود عشرات طائرات F-16,F-15, F-4E,Kfir, Sky Hawk A4-E منها ما يقوم بدوريات مقاتلة و منها من يقوم بمهام قتالية قريبة من موقع جبل الباروك عدا عن رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي الموجودة في الجليل و التي تغطي لبنان حكماً. بكل الأحوال وجدت هذا الرابط لمجموعة 73 مؤرخين (و هي مجموعة لها إحترامها في المنتديات العربية) و بصراحة الشباب قاموا بجهد بحثي يشكرون عليه
لبنان 1982 ... الحرب في الجو
رواية الطيار المنشق العميد (م.ز) الموضوع شهادة للعميد طيار م.ز. من سلاح الجو السوري نقلها و كتبها أخ سوري صديق خصيصا وحصريا للمجموعة 73 مؤرخين
مقدمة: كانت إسرائيل تفكر بغزو لبنان منذ العام 1981 , وكانت تهدف إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية وإخراج الجيش السوري من لبنان ثم المساعدة في تنصيب حلفائها على سدة الحكم في لبنان تمهيدا لفرض إتفاقية سلام على لبنان. كانت إسرائيل تكمل إستعداداتها التي وصلت للصحافة العالمية , وكان ينقصها الحجة فقط. في 3-حزيران-1982 تعرض السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف لمحاولة إغتيال أصيب فيها بجروح , وقد كانت المنظمة التي نفذت عملية إغتياله هي منظمة أبو نضال وهي منشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية وبينهما عداوة شديدة , ولكن إسرائيل إستعملت الموضوع كحجة للغزو والإدعاء بان منظمة التحرير خرقت وقف سابقا لإطلاق النار منذ العام 1981 . قام الطيران الإسرائيلي في 4-حزيران-1982 بقصف بيروت الغربية وجنوب لبنان موقعا عشرات الضحايا , فرد الفدائيون الفلسطينيون بإطلاق صواريخهم الميدانية القصيرة المدى على شمال الكيان الصهيوني فقتلو إسرائيليا وجرحو أكثر من 10 آخرين. كانت هذه الفرصة لمناحيم بيجن وأرييل شارون حتى يقوما بإرسال الطيران لقصف موسع على المخيمات الفلسطينية في لبنان من البر والبحر والجو. وفي 6-حزيران-1982 بدأ الغزو البري وإخترق الجيش الإسرائيلي الحدود اللبنانية , وجرت معارك طاحنة مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية والميليشيا اللبنانية الحليفة لها. بقي الجيش السوري في الأيام الثلاثة الأولى للحرب على الحياد ولم يكن حافظ الأسد يرغب في خوض المعركة , وإقتصر النشاط العسكري السوري أثناء الأيام من 6 إلى 8 حزيران على إرسال بعض الطائرات لخوض بعض الإشتباكات الصغيرة مع الطيران الإسرائيلي , وكان حافظ يحاول تحدي تفوق إسرائيل الجوي فوق لبنان منذ العام 1979 ويرسل أحيانا بعض الطائرات لإعتراض بعض من الغارات الإسرائيلية الكثيرة على مواقع الفدائيين الفلسطينيين أو عمليات الإستطلاع الجوي الإسرائيلية بطائرات الـ RF-4E (و هي نسخة الإستطلاع من الفانتوم) فوق لبنان لكسب أرصدة سياسية , وجرت أكثر من 10 معارك جوية في تلك السنوات الثلاثة كان آخرها معركتين في أواخر شهري نيسان وأيار عام 1982 , وسقطت العديد من الطائرات السورية (معظمها من طراز ميج 21) فوق لبنان في المعارك مع طائرات الإف 15 والإف 16 الموجهة من قبل طائرة الإنذار المبكر E-2C Hawkeye والتي كانت تقوم بدور الحماية للطائرات الإسرائيلية الأخرى التي تقوم بالقصف أو الإستطلاع. وجرت بضعة معارك جوية في الأيام ما بين 6 إلى 8 حزيران خسرنا فيها 3 طائرات إعتراضية من نوع ميج 21 و3 طائرات إعتراضية أخرى من نوع ميج 23 في إشتباكات مع طائرات الإف 15 والإف 16 الإسرائيلية , وفي المقابل أسقطت طائرة ميج 23 طائرة إستطلاع إسرائيلية من دون طيار من نوع BQM-34 Firebee. كان بيجن وشارون ينتظران حسم المعارك في جنوبي لبنان مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل خوض القتال مع الجيش السوري والذي كان بدوره يتطلب تحقيق السيطرة الجوية الكاملة على سماء المعركة. كان لسوريا قبل الحرب 16 بطارية صواريخ سام 6 منصوبة في سهل البقاع (خلافا لإدعاءات أخرى لم يكن هناك صواريخ سام 2 و سام 3) تم إدخالها في سهل البقاع عام 1981 وقد راهنت القيادة السورية على حركيتها وصغرها ورأت أنها ستكون بذلك أكثر مناعة ضد القصف الجوي (رغم أنها وضعتها في مواقع ثابتة) بينما كان من الأفضل دعمها ببطاريات سام 3 على الأقل بعد تحصينها في خراسانات (رغم أن سام 6 أكثر تطورا ولكن سام 3 أبعد مدى إضافة إلى أن تحصينه ضمن خراسانات مسلحة سيخفف من الأضرار) اضافة لذلك فقد كانت تلك البطاريات معزولة عن شبكة الدفاع الجوي السوري الرئيسية المكلفة بحماية سوريا ولم يتم ادخال أي محطات للحرب الالكترونية معها.
سام-6 سوري في وادي البقاع على طريق بيروت دمشق الدولي
قرر العدو الصهيوني تدمير تلك البطاريات للحصول على السيادة الجوية وكان طول تلك السنة التي سبقت الحرب يقوم باستطلاعها بشكل دوري بالطائرات المسيرة دون طيار (سكوت) التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي و(ماستيف) التابعة للجيش الإسرائيلي اضافة للطائرات RF-4E الاستطلاعية (وهي الطراز الاستطلاعي من الفانتوم).
الطائرة الإستطلاعية من طراز سكوت التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي
الطائرة الإستطلاعية من طراز ماستيف التابعة للجيش الإسرائيلي
في يوم 8 -6-1982 وقع اشتباك بري صغير بين القوات السورية والاسرائيلية في منطقة جزين نتيجة كون القوات الإسرائيلية قد إقتربت كثيرا من موقع سوري هناك فاضطرت القوة في الموقع للاشتباك معها. في الليل دفعت القيادة السورية بعض التعزيزات للقوات في البقاع كما أرسلت 3 بطاريات سام 6 إضافية (صار العدد بذلك 19 بطارية) ولكن مع ذلك فقد بقي هناك استرخاء في حالة التأهب لأن القيادة السورية كانت قد صدقت أن الجيش الاسرائيلي سيواجه منظمة التحرير الفلسطينية فقط ولن يتجاوز مسافة ال 40 كلم عن الحدود اللبنانية كحزام آمن (وفق ما كانت تعلن اسرائيل) حتى أن حافظ الأسد صدق كلام بيجن في نفس يوم معركة جزين حين وجه إليه خطابا عبر الكنيست يدعوه فيها أن يأمر جيشه بان لا يتعرض للجيش الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي بدوره لن يقوم بمهاجمة الجيش السوري ويكرر أن هدفه فقط الوصول لمسافة 40 كلم من الحدود اللبنانية الفلسطينية لمنع صواريخ منظمة التحرير من إصابة شمال الكيان الصهيوني (لذلك فعلى ما يبدو فإن إرسال التعزيزات –والتي لم تكن أصلا بالمؤثرة في المعركة البرية- كان من باب ردع الكيان الصهيوني عن المواجهة ولكن حافظ كان مطمئنا لعدم نية اسرائيل في محاربته ولذلك لم تكن القوات السورية في وضع الجاهزية القصوى في سهل البقاع باستثناء القوات البرية الموجودة على الخط الأمامي فقط). لكن كانت اسرائيل تفكر بشكل مختلف فقد كانت ومنذ لحظة ادخال الصواريخ السورية عام 81 وقد أعدت الخطط لتدميرها وقامت باستطلاعها طوال سنة كما ذكرنا. اضافة الى ذلك فقد كانت القوات الإسرائيلية قد إحتلت خلال مواجهاتها مع منظمة التحرير في الفلسطينية في الأيام من 6 إلى 8 حزيران مناطق مرتفعة في جبل لبنان (في جبل الباروك ونواحيه) تطل على مواقع الدفاع الجوي السورية في سهل البقاع وأقامت لها مراصد ونصبت منصات متحركة لصواريخ أرض-أرض موجهة راكبة للإشعاع (وهي صواريخ Keres AGM-78 Standard ARM وهي نسخة إسرائيلية عن صواريخ جو-أرض من نوع ستاندارد آرم معدلة وقد عدلتها إسرائيل بحيث تنطلق من شاحنات M809 تحمل كل واحدة 3 صواريخ ) , كما نصبت مدفعية ثقيلة 155 ملم مزودة بقذائف كوبرهيد موجهة بالليزر.
كيريس ، النسخة الأرضية من الصواريخ الراكبة للإشعاع من طراز ستاندارد في يوم 9 حزيران اقتربت قوة اسرائيلية برية من تشكيل سوري في عين زحلتا جنوب طريق دمشق بيروت وقد حبست القوات السورية النيران في البداية بناء على التوجيهات بعدم الإشتباك مع القوات الإسرائيلية ولكن حين إستمرت القوات الإسرائيلية بالإقتراب إضطرت القوات السورية لفتح النار عليها في تلك المنطقة وحدثت مواجهة بينهما إثر ذلك وكانت تلك الحجة التي يريدها شارون.
عملية تدمير بطاريات الصواريخ:
بعد المواجهة في عين زحلتا تلقت القوات الإسرائيلية الأوامر ببدأ عملية (كريكيت 19) والتي تهدف لتدمير بطاريات الصواريخ السورية. قبل العملية حلقت فوق سماء سهل البقاع طائرات الاستطلاع من دون طيار (سكوت – ماستيف) المزودة بكاميرات ووصلات بيانات حديثة لاعطاء صورة كاملة للمعركة ورصد مواقع الدفاع الجوي السورية في البقاع كما تحمل تلك الطائرات أجهزة لإضاءة الأهداف بالليزر لتوجيه القذائف. في نفس الوقت حلقت فوق جبل لبنان مروحيات CH-53 سيكورسكي وهي مروحيات أعمال إلكترونية مساندة (ESM) وكانت مهمتها هي الإستخبارات الإلكترونية (ELINT\SIGINT) وتقوم بعملية مسح لموجات الرادار والإتصالات اللاسلكية لمعرفة تردداتها , كما حلقت أيضا طائرات IAI 202 Arava وهي طائرات حرب إلكترونية (ECM) مصممة لتشويش الإتصالات اللاسلكية. بينما حلقت في الإنتظار فوق البحر وعلى طول الساحل اللبناني أكثر من 210 طائرات اسرائيلية (منها حوالي 110 طائرات فانتوم وكفير منها 20 طائرة فانتوم محملة بصواريخ جو-أرض راكبة للإشعاع بينما ال 90 طائرة الباقية كانت من طراز فانتوم وكفير محملة بقنابل وصواريخ جو-أرض أخرى إضافة ل 100 طائرة إف 15 وإف 16 مجهزة للمعارك الجوية) وعلى نفس الخط حلقت ولكن على إرتفاع عالي طائرة E-2C Hawkeye (وهي طائرة للإنذار الإستراتيجي المبكر والقيادة والسيطرة) وكانت تلك الطائرة هي التي تقود العملية وتتصل مباشرة بقائد سلاح الجو الإسرائيلي وحلقت أيضا طائرة حرب إلكترونية (ECM) من طراز بوينغ 707 وهي تحمل أجهزة ذات طاقة عالية جدا للتشويش على أجهزة الرادار. بعد أن إتخذت القوات الجوية الإسرائيلية مواضعها المبينة بدأت العملية بإطلاق طائرات من دون طيار من طراز (سامسون) وهي طائرات لا تستعاد (أي مصممة لطلعة جوية واحدة) وتعمل كأهداف وهمية وهي مجهزة بعواكس ركنية يجعلها تظهر على شاشة الرادار ببصمة طائرة فانتوم كما هي مجهزة أيضا بمستودعات لإطلاق الرقاقات المعدنية.
الصاروخ الخداعي Decoy من طراز سامسون**
وقد تجمعت العشرات من تلك الطائرات على حافة المدى المجدي للصواريخ السورية وقامت بالإقتراب من البطاريات بشكل يحاكي تشكيلات هجومية تقوم بغارة جوية كما بدأت بإطلاق الرقاقات المعدنية بشكل مكثف لعمل منطقة إعاقة سلبية واسعة في سماء البقاع وعند ذلك قامت الدفاعات الجوية السورية بتشغيل أجهزة الرادار الخاصة بالإشتباك (أو المخصصة لل lock on) بطاقة عالية وتم إطلاق بضعة صواريخ سام على طائرات السامسون. في ذلك الوقت كانت مروحيات CH-53 سيكورسكي للإستخبارات الإلكترونية ترصد موجات الرادار السورية وتقوم بتحليلها لمعرفة تردداتها وزيادة التحديد الدقيق لمواقع البطاريات بالتعاون مع طائرة ال E-2C Hawkeye وتم إرسال الترددات الخاصة برادرات الإشتباك (أو المخصصة لل lock on) والترددات الخاصة برادارات البحث (أو المخصصة لل Search ) لطائرة البوينغ 707 المخصصة للحرب الإلكترونية. وبعدها بدأت طائرة البوينغ 707 ببث موجات تشويش على الرادار بطاقة عالية جدا وكان التشويش من نوع الإعاقة الضوضائية الموضعية المركزة (spot noise jamming) وقد أدى ذلك لتعمية رادارات البحث ورادرات الإشتباك معا وبعد ذلك إنطلقت حوالي 20 طائرة فانتوم محملة بصواريخ ستاندارد آرم (AGM- 78) الراكبة للإشعاع واصطفت بخط يقع فوق الحافة الغربية لجبال لبنان وأطلقت صواريخها على رادرات الإشتباك الخاصة بالبطاريات السورية من مسافة آمنة (من مسافة 60-80 كيلومتر تقريبا) وكانت تلك المسافة خارج المدى المجدي للصواريخ السورية وفي نفس الوقت قامت منصات صواريخ (Keres AGM-78 Standard ARM) الموجودة فوق جبل لبنان بشكل يطل على سهل البقاع بإطلاق صواريخها أيضا على الرادارات السورية وقد كان نصيب كل رادار بطارية سورية حوالي 7 صواريخ راكبة للإشعاع (4 منطلقة من طائرة فانتوم و 3 منطلقة من منصة أرضية). نتيجة للتشويش قام بعض قادة البطاريات السورية بتشغيل الرادارات بأقصى إستطاعة ممكنة في محاولة يائسة للتغلب على التشويش وكان هذا العمل إنتحارا لهم إذ أنه سهل للصواريخ الراكبة للإشعاع الإستدلال على أهدافها في الوقت الذي لم يتمكن فيه أطقم البطاريات من رؤية تلك الصواريخ ولا الطائرات التي أطلقتها نتيجة للتشويش على رادراتهم والذي أدى للإعماء التام. بعض قادة البطاريات تصرفوا بذكاء أكثر نسبيا فحين شعروا بعدم القدرة على مواجهة التشويش قاموا بإطفاء أجهزة الرادار حتى لا تكون هدفا للصواريخ الراكبة للإشعاع فنجت بذلك راداراتهم من التدمير مؤقتا. وفي نفس الوقت الذي كانت فيه الصواريخ الراكبة للإشعاع تنطلق بإتجاه رادارات الإشتباك كانت المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف الكوبرهيد الموجهة بالليزر على رادارات البحث (كانت هناك بعض المواقع التي تم نصب رادارات بحث فيها للحصول على إنذار إستراتيجي مبكر) وعلى مراكز قيادة متنقلة ووحدات تحليل ومعالجة معلومات خاصة بالدفاع الجوي السوري في سهل البقاع وكانت طائرات الإستطلاع من دون طيار (سكوت – ماستيف) تقوم بإضاءة الهدف بالليزر لإرشاد القذيفة الموجهة إليه.
قذائف كوبر-هيد
بعد هذا الهجوم الأولي تضعضت قدرة الدفاع الجوي السوري في سهل البقاع بنسبة كبيرة وصار مشلولا تقريبا فإنطلقت بعد ذلك بدقائق موجة الهجوم المدمرة للطائرات الإسرائيلية نحو سهل البقاع (حوالي 90 طائرة كانت من طراز فانتوم وكفير محملة بقنابل شديدة الإنفجار وقنابل فراغية وقنابل عنقودية مضادة للدروع وصواريخ جو-أرض من طراز AGM- 65 مافريك موجهة بالليزر) وقد إنقسمت موجة الهجوم بمعدل 2-6 طائرة لكل هدف وقد قامت تلك الطائرات أثناء تحليقها في سهل البقاع بإطلاق الرقاقات المعدنية بكمية كبيرة ورافقتها عدد من الطائرات دون طيار من طراز (سامسون) التي تعمل كأهداف وهمية زيادة في الإحتياط. كما رافقت تلك الموجة حوالي 100 طائرة إف 15 وإف 16 تهيأت للإشتباك مع المقاتلات السورية في حال حاولت التدخل في المعركة. قامت طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية بقصف الرادارات القليلة التي نجت من التدمير نتيجة إغلاقها بصواريخ جو-أرض من طراز AGM- 65 مافريك موجهة بالليزر. بينما قامت بقصف مقرات القيادة والسيطرة المحصنة ومراكز الإتصال ومستودعات الذخيرة بالقنابل الفراغية والقنابل الشديدة الإنفجار كما ألقت بالقنابل العنقودية المضادة للدروع على العربات المتحركة الحاملة للصواريخ سام 6 وعلى المدفعية المضادة للطائرات. وبنهاية الهجوم كانت 17 بطارية من أصل 19 قد دمرت بالكامل فيما تضررت بطاريتين بشكل كبير ودمرت كل رادارات الإنذار المبكر في البقاع وغالبية مراكز القيادة والسيطرة لقوات الدفاع الجوي بينما لم تخسر القوات الإسرائيلية أي طائرة مقاتلة بنيران الدفاعات الجوية السورية (أسقط عدد لم نقم بإحصائه من الطائرات الإستطلاعية دون طيار من طرازي سكوت وماستيف ومن الطائرات دون طيار العاملة كأهداف وهمية من طراز سامسون ولكن لا يعتبر إسقاط تلك الطائرة الأخيرة نجاحا لأنها أصلا هدف وهمي وهي طائرة لا تستعاد ومخصصة لطلعة جوية واحدة).
المعركة الجوية بين الطائرات السورية والإسرائيلية:
كانت إسرائيل قد رافقت الطائرات ال90 التي قامت بالهجوم بـ 100 طائرة مقاتلة من طرازي إف 15 وإف 16 للتصدي للطيران السوري في حال حاول التدخل. نشرت اسرائيل طائراتها الإعتراضية في خطين: 1- الخط الأول: كان مكونا من طائرات الإف 16 وحلقت في مجموعات على ارتفاع منخفض على طرف وادي البقاع الشرقي الواقع أسفل جبال القلمون داخل الأراضي اللبنانية.
اف-16 نيتز
2- الخط الثاني: كان مكونا من طائرات الإف 15 وحلقت أيضا في مجموعات على ارتفاع منخفض على طرف وادي البقاع الغربي الواقع أسفل جبال لبنان.
اف-15 باز
وبينما كانت طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية تقصف البطاريات السورية أرسلت القيادة السورية حوالي 70 طائرة ميج 21 (الطرازين MF و BIS) وميج 23 (الطرازين MF و MS) للإشتباك معها وإيقافها. كانت طائرات الميج 21 مسلحة بالصواريخ (R60 AA-8 Aphid) كصواريخ للمواجهة القريبة (دوغ فايت) بينما كانت الميج 23 مسلحة بالصواريخ (R60 AA-8 Aphid) كصواريخ للمواجهة القريبة (دوغ فايت) والصواريخ (R23 AA-7 Apex) كصواريخ للمواجهة خلف النظر (BVR). أما طائرات الإف 16 فكانت مسلحة بالصواريخ (AIM-9L سايدويندر) أو الصواريخ (Python-3) للمواجهة القريبة (دوغ فايت) بينما كانت الإف 15 مسلحة بالصواريخ (AIM-9L سايدويندر) أو الصواريخ (Python-3) للمواجهة القريبة (دوغ فايت) والصواريخ (AIM-7F سبارو) كصواريخ للمواجهة خلف النظر (BVR). كانت الصواريخ (AIM-9L سايدويندر) والصواريخ (Python-3) تتمتع بمدى 15 كلم وبسرعة حوالي 3.5 ماخ وتستطيع الإقفال على الطائرة المعادية من مختلف الزوايا (بما فيها أنف الطائرة المعادية) وذات رؤوس تفجيرية قوية (تصل في . Python-3 إلى 11 كيلوغرام). أما الصواريخ (R60 AA-8 Aphid) التي تملكها سوريا فكانت من نسختها الأولى ذات المدى 8 كيلومترات (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كانت بمدى 10 كيلومترات) وبسرعة تقارب 2.7 ماخ وتستطيع الإقفال فقط على مؤخرة الطائرة بزاوية 120 درجة (60 درجة على يمين المحرك و60 درجة على يساره) ولا تستطيع أبدا الإقفال على مقدمة الطائرة المعادية وإمكانيتها على الإقفال على أجناب الطائرة المعادية ضعيفة جدا وتتطلب توجيه أنف الطائرة إلى خلف جناح الطائرة المعادية بزاوية معينة لإلتقاط حرارة المحرك (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كانت تستطيع الإقفال على الطائرة من كل الزوايا ولكن سوريا لم تكن تملكها حينها) كما يعيب هذا الصاروخ رأسه المتفجر الصغير الذي يزن 3 كيلوغرامات (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كان رأسه يزن 3.5 كيلوغرام أي بزيادة نصف كيلوغرام عن النسخة الأولى). بعد أن رصدت طائرة الـ E2C Hawkeye قدوم الطائرات السورية قامت طائرة البوينغ 707 المخصصة للحرب الإلكترونية بإرسال موجات التشويش على رادرات المقاتلات السورية وكان التشويش من نوع الإعاقة الضوضائية الغلالية (barage noise jamming) أو مايسمى بالإعاقة على حيز عريض من الترددات (بما أن ترددات رادرات المقاتلات السورية لم تكن قد تم تحديدها بدقة كحال رادارات بطاريات السام 6). كما قامت طائرات الـ IAI 202 arava المخخصة للحرب الإلكترونية بالتشويش على الإتصالات اللاسلكية للمقاتلات السورية. وكان التشويش اللاسلكي من نوع الإعاقة الغلالية (barrage jamming) وتمت على حيز عريض من الترددات تستثني حيز من ترددات الـVHF التي يعمل عليها الطيران الإسرائيلي. وكان أثر التشويش الراداري على الطائرات السورية أن أصيبت رادارات الميج 21 بالعمى التام أما رادارات الميج 23 حيث فلاتر التشويش أفضل فقد تمت تعمية قطاعات كبيرة على شاشة راداراها إضافة لظهور نقاط وزوايا في القطاعات الأخرى (بعض طياري الميج 21 قامو بإطفاء جهاز الرادار توفيرا للطاقة الكهربائية حيث صار لا فائدة منه وإعتمدو إعتمادا تاما على الرؤية البصرية خاصة أن الصواريخ التي تحملها كلها صواريخ للمواجهة القريبة). أما التشويش اللاسلكي فقد أدى إلى إعاقة كاملة (إخماد) للإتصالات بين المقاتلات وبين الموجهين الأرضيين إضافة إلى إعاقة قوية للإتصالات بين طياري المقاتلات المتباعدة وإعاقة ضعيفة للإتصالات بين طياري المقاتلات القريبة نسبيا (طيارين منتمين لنفس السرب مثلا). بعد تنفيذ التشويش قامت طائرة ال E-2C Hawkeye بتوجيه المقاتلات الإعتراضية الإسرائيلية للقيام بضرب المقاتلات السورية ضمن مناطق قتل مختارة بعناية. كانت فكرة منطقة القتل تقوم على توجيه طائرات الإف 15 للإرتفاع بمواجهة أسراب الطائرات السورية عند الخط الأول وإطلاق صواريخ (AIM-7F سبارو) من مسافة بعيدة عليها بينما تقوم أسراب طائرات الإف 16 بالإنقسام إلى قسمين وترتفع بشكل نصف دائري بحيث تصبح أعلى من أسراب الطائرات السورية على جانبيها ثم تنخفض منقضة على مجنبات الأسراب السورية وتطلق عليها الصواريخ المخصصة للمواجهة القريبة (دوغ فايت). ما حصل عند الخط الأول نوضحه بالرسم أدناه
وقد أدى إنقطاع الإتصالات بين الموجهين الأرضيين وطياري المقاتلات إلى حرمان المقاتلات السورية من أي تحذير من إقتراب طائرات منها وإلتفافها على أجنابها من الأعلى أو وجود طائرات تتسلق في كمين , وطبعا لم تكن المقاتلات تستطيع أن تلاحظ ذلك بنفسها خاصة أن راداراتها تستطيع الكشف بالإتجاه الأمامي فقط وهي أصلا تعاني من التشويش كما ذكرنا , أيضا فإمكانية النظر إلى الأسفل بالرؤية البصرية كانت شبه معدومة ولذلك كان الطيارون يتفاجأون بمقاتلات الإف 16 الإسرائيلية وهي تطبق على أجنابهم من الأعلى. أحد الأسراب كان محظوظا حيث كانت ورائه مقاتلة ميج 23 متأخرة عنه وإستطاعت برادارها (الذي كان يعاني من التشويش لكن ليس لدرجة الإعماء التام) أن ترصد تسلق سرب إسرائيلي من الجانبين فإتصلت بالسرب الذي أمامها وحذرته من وجود كمين فما كان من السرب إلا أن تسلق لإرتفاع أعلى ونشر مقاتلاته بشكل متباعد ونجا بذلك من الكمين. بالنسبة لإطلاقات صواريخ السبارو التي أطلقتها طائرات الإف 15 من خارج مدى الرؤية فقد كان أثرها شبه معدوم فمن بين عشرات الإطلاقات خلال هذا اليوم (9 حزيران) لم تسقط أي طائرة بسببه فالصاروخ إما ضل هدفه وإما إنفجر بين المقاتلات السورية وإما تخلصت المقاتلات منه بالمناورات الحادة (سقط عدد قليل بسببه في الأيام الأخرى ولكن بمعدل نجاح أقل حتى من الـ 10% من الصواريخ التي أطلقت). ولكن الضرب من الأجناب في المعارك القريبة (دوغ فايت) كان ذو أثر مدمر وقد تمت الكمائن بحرفية عالية وتنسيق جيد بتوجيه وقيادة من طائرة الـ E2C Hawkeye , وقد كان وضع الإشتباك مناسبا جدا لطائرات الإف 16 الإسرائيلية التي حافظت في معظم الأحيان على مسافة آمنة نسبيا مستغلة التفوق في المدى بين صواريخها وصواريخ المقاتلات السورية هذا إذا أضفنا أن صواريخ المقاتلات الإسرائيلية كانت تستطيع الإقفال على المقاتلات السورية من أي زاوية بينما صواريخ المقاتلات السورية لاتقفل على المقاتلات الإسرائيلية إلا من الخلف ضمن قطاع زاوي معين. نذكر هنا حقيقة أن الطيارين الإسرائيليين في هذا اليوم كانوا طيارين منتقين من أفضل الخبرات بينما كان الطيارون السوريون هم الطيارون الذين تصادف وجودهم في القواعد الجوية القريبة من لبنان في ذلك اليوم وتم إرسالهم بشكل مرتجل لإعتراض الطائرات الإسرائيلية التي كانت تقصف المواقع في سهل البقاع. وقد كان كثير من أولئك الطيارين قليلي خبرة وبعضهم كان معتادا على تنفيذ أوامر الموجه الأرضي فقط وحين إنقطع الإتصال بالموجهين الأرضيين لم يحسنوا التصرف لإنخفاض روح المبادأة لديهم. سقط عند الخط الأول حوالي 17 طائرة (9 ميج 23 + 8 ميج 21) في الكمائن التي نفذتها طائرات الإف 16 .
وبعد الكمائن التي حصلت عند الخط الأول تابعت أسراب المقاتلات السورية طريقها بسرعة في محاولة يائسة لإعتراض الطائرات الإسرائيلية التي كانت تقصف المواقع السورية ووجدت طائرات الإف 15 التي كانت عند الخط الثاني بإنتظارها لتخوض معها معارك قريبة مستغلة قدراتها المتفوقة وفي بعض الحالات قامت مقاتلات الإف 15 بتنفيذ كمائن مدروسة بالتعاون مع طائرات الفانتوم والكفير حيث أن طائرة الفانتوم والكفير ما إن تلاحظ مقاتلة سورية مقتربة حتى تهرب منها وبينما تطاردها المقاتلة السورية تنقض عليها مقاتلة الإف 15 من خلفها من الأعلى أدت الإشتبكات بعد الوصول للخط الثاني إلى إسقاط 11 طائرة (4 ميج 23 + 7 ميج 21) بنيران طائرات الإف 15 الإسرائيلية فيما أصيبت طائرة كفير بصاروخ أطلقته طائرة ميج 21 وشوهدت وهي تشتعل وتترنح ساقطة بإتجاه المواقع التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية , كما أصيبت أيضا مقاتلة إف 15 بصاروخ أطلقته طائرة ميج 21 سورية وإشتعل محركها وتابعت الطيران بصعوبة نحو الكيان الصهيوني وهي تفقد إرتفاعها بسرعة والحريق يزداد فيها , ولم نعرف مصيرها وقتها لأننا لم نجد حطامها ولم يشاهد الطيار وهو يهبط بالمظلة (الإصابة كانت مسجلة على كاميرا الطيار) وبذلك تبلغ حصيلة خسائر القوات الجوية السورية في ذلك اليوم 15 طائرة ميج 21 (8 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 7 في معارك مع طائرات إف 15) و 13 طائرة ميج 23 (9 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 4 في معارك مع طائرات إف 15) أي بمحصلة تساوي 28 طائرة مقاتلة (كلها سقطت بإسقاط جوي) .
نشاط الطيران السوري في اليوم الثاني 10-حزيران-1982:
كانت النتائج في اليوم الأول كارثية ولكن الحرب صارت أمرا واقعا ولم يعد بالإمكان التراجع ولم يكن من المعقول طبعا خروج القوات الجوية من المعركة في الوقت الذي تخوض فيه القوات البرية في البقاع معارك طاحنة مع القوات البرية الصهيونية (كانت القوات الصهيونية في محور البقاع تحت قيادة الجنرال أفيغدور بن جال) , ولذلك كان لا بد من تكيف القوات الجوية مع الأمر الواقع هذا. قامت القيادة السورية في الليل (وكان قرارا كارثيا) بدفع 4 بطاريات سام 6 من جديد إلى سهل البقاعإلى جانب البطاريتين المتضررتين التي نجتا من هجوم اليوم السابق في محاولة لتشكيل منطقة دفاع جوي تغطي على الأقل طريق دمشق-بيروت الإستراتيجي (صار يوجد بذلك 6 بطاريات سام6 إثنتان منهما متضررتان) ولكن لم يكن في سهل البقاع وقت إدخال البطاريات أي رادرات بحث وإنذار مبكر (حيث كانت قد دمرت في اليوم السابق) ولذلك كان على البطاريات أن تعتمد على رادارات البحث الخاصة بها. كما خططت القيادة في هذا اليوم لخوض المعركة بأسلوب مختلف بعض الشيء , فقد تقرر إبعاد مقاتلات الميج 23 الحديثة عن الإشتباكات الجوية قدر الإمكان تفاديا لمزيد من الخسائر فيها بينما تم إلقاء كامل العبئ في مواجهة الطيران الصهيوني في معارك جوية على مقاتلات الميج 21 , كما تقرر أيضا الزج الموسع بطائرات الهجوم الأرضي (ميج 23 بي إن + سوخوي 22) والمروحيات القتالية (جازيل) لمهاجمة القوات البرية الصهيونية بما تستطيع من إمكانيات في محاولة لإعاقة أعمالها القتالية. بنيت الخطة في ذلك اليوم على تقسيم الطيران السوري إلى موجتين : الموجة الأولى تتألف من خطين الخط الأول منهما يتألف من أسراب مقاتلات ميج 21 بينما يتكون الخط الثاني في الوراء بمسافة معينة من مقاتلات الميج 23 وكانت مهمة مقاتلات الخط الثاني أن ترصد براداراتها (التي تعاني من تشويش ولكنه ليس تاما) أي كمائن جوية إسرائيلية وتتصل بمقاتلات الخط الأول لاسلكيا (حيث كان الإتصال نسبيا ممكن في تلك المسافة) وتحذرها من أي كمائن. أما الموجة الثانية فكانت مؤلفة من مجموعات مختلطة من الميج 21 والميج 23 بي إن أو الميج 21 والسوخوي 22 إضافة لبعض المجموعات الأخرى من مقاتلات الميج 21 فقط. كانت على الموجة الثانية إستغلال فوضى المعارك الجوية عند الخط الأول وإقتحام المجال الجوي اللبناني. بعد تجاوز الخط الأول كان على المجموعات المؤلفة من الميج 21 فقط أن تحاول اعتراض الطائرات الصهيونية التي تقوم بقصف القوات البرية السورية وتقدم الدعم الجوي للقوات البرية الصهيونية , أما المجموعات المختلطة بين الميج 21 وطائرات الهجوم الأرضي فكان على طائرات الهجوم الأرضي مهاجمة الأهداف البرية الصهيونية وتحاول الميج 21 التي ترافقها أن تقوم بدور مقاتلات الحماية لها. كما كان على مروحيات الجازيل أن تتسلل بين الوديان والأحراش مع الموجة الثانية لتهاجم القوات البرية الصهيونية. في الصباح الباكر قام الطيران الصهيوني بمهاجمة البطاريات الستة بنفس الأسلوب المتبع في اليوم الماضي أي طائرات استطلاع دون طيار تراقب وطائرات دون طيار تعمل كأهداف وهمية وتقترب من البطاريات لاستفزازها ثم يتم التشويش على راداراتها وتقوم طائرات الفانتوم بضرب راداراتها من بعيد بصواريخ الستاندارد آرم الراكبة للإشعاع إضافة لقيام المنصات الأرضية الحاملة للستاندارد آرم بضربها ثم تطبق بعد ذلك موجة من طائرات الفانتوم والكفير وتكمل تدمير البطاريات بعد أن تكون راداراتها الخاصة قد دمرت. وقد نجح الطيران الصهيوني بتدمير وإعطاب تلك البطاريات الستة بجهد قليل وعدد طيارات أقل بكثير من المستعمل في اليوم السابق (كون عدد البطاريات أقل من ثلث الموجودة في اليوم السابق إضافة لغياب أهداف هامة أخرى كرادارات إنذار مبكر أو محطات معالجة معلومات وقيادة وسيطرة خاصة بالدفاع الجوي), كما لم يستعمل في هذا اليوم قذائف المدفعية الموجهة (كوبرهيد) في عملية التدمير ربما لعدم وجود أهداف لها, بعد تلك العملية تم سحب ما نجا من عربات السام6 نحو سوريا ولم تتجرأ القيادة السورية بعدها على إدخال هذا السلاح مجددا إلى لبنان طول فترة الحرب (كما تأخرت في إدخال منظومات سام8 وسام9 القصيرة المدى حتى أواخر شهر تموز تقريبا). وبينما كانت عملية التدمير تلك تجري كانت القوات الجوية السورية تتجهز في مطاراتها وتتلقى التعليمات الخاصة بنشاطها اليوم. وبعد ذلك بحوالي ساعة تقريبا عادت طائرات الفانتوم والكفير بأعداد تفوق الـ100 طائرة بالقصف النشيط والمنظم على القوات البرية السورية بتنسيق عالي مع القوات البرية الإسرائيلية بينما كانت طائرات الإف 15 والإف 16 بعدد 100 طائرة تقريبا تقوم بتقديم الحماية لها وكل ذلك بمساندة طائرة الـ E2C Hawkeye وطائرات الحرب الإلكترونية (طائرات ايه-4 سكاي هوك الهجومية كان نشاطها صغير ومحدود في المعارك ضد القوات السورية في البقاع ولكنها شاركت بنشاط في المعارك مع منظمة التحرير الفلسطينية على المحور الغربي الساحلي الممتد من الحدود حتى بيروت وقد أسقط الفلسطينيون منها طائرة في اليوم الأول (6 حزيران) بصاروخ سام7 محمول على الكتف وتم أسر طيارها والقصة مشهورة). كما قامت المروحيات الهجومية من طرازي AH-1 (كوبرا) و MD.500 (ديفندر) بتقديم الدعم القريب أيضا للقوات البرية الإسرائيية ضد القوات البرية السورية. مع بدء المعارك البرية في ذلك اليوم وبدء الطيران الإسرائيلي بتقديم الدعم الجوي لقواته البرية و أقلعت الطائرات السورية من مطاراتها وفق الخطة المشروحة سابقا بعدد يصل إلى 130 طائرة تقريبا (ما بين طائرات ميج 21 وميج 23 مقاتلة وطائرات ميج 23 بي إن وسوخوي 22 للهجوم الأرضي دون إحتساب المروحيات). وقد فعل التكتيك الجديد عمله وحد من الخسائر نسبيا على الخط الأول حيث سقطت 7 طائرات ميج 21 وطائرة واحدة ميج 23 عن طريق مقاتلات الإف 16. ويبدو أن القوات الجوية الصهيونية انتبهت في بعض المواضع للأمر ولذلك قامت مقاتلات الإف 15 الموجودة عند الخط الثاني برمايات مركزة بصاروخ الـ AIM-7F سبارو من مسافات بعيدة على طائرات الميج 23 الموجودة خلف موجات الميج 21 بأن تضرب أكثر من صاروخ على الطائرة الواحدة وقد أدى ذلك إلى إسقاط مقاتلتين ميج 23 بتلك الصواريخ. وفي معمعة المعركة الجوية تلك إقتحمت الموجة الثانية من الطائرات إضافة لمروحيات الجازيل الأجواء اللبنانية , وبذلك وجدت مقاتلات الإف 15 نفسها مضطرة للقيام بدور مزدوج في ذلك اليوم , فمن جهة عليها أن تقدم الحماية لطائرات الفانتوم والكفير التي تقوم بالقصف , ومن جهة أخرى عليها أن تقدم دفاعا جويا عن القوات البرية الإسرائيلية وتعترض مقاتلات الهجوم الأرضي السورية وتبحث عن مروحيات الجازيل لتدميرها في حال وجدتها. قامت طائرات الميج 23 بي إن بحوالي 50 طلعة في ذلك اليوم وضربت الأرتال البرية الصهيونية وألحقت بها إصابات مؤثرة وقد خسرت القوات الجوية السورية 5 طائرات في ذلك اليوم أسقط 4 منها بطائرات الإف 15 الموجودة في عمق البقاع (أو ما سميناه بالخط الثاني) بينما سقطت واحدة منها بصاروخ محمول على الكتف (الصاروخ الذي كانت تملكه اسرائيل وقتها كان صاروخ ريد آي) أثناء قيام زوج من تلك الطائرات بقصف وحدة مظليين اسرائيليين في عين زحلتا حيث أطلق المظليون الإسرائيليون عدة صواريخ محمولة على الكتف أصاب واحد منها طائرة ميج 23 بي إن وأسقطها وتمكن من الهبوط بالمظلة بسلام في المواقع الواقعة تحت سيطرة القوات السورية. أما مروحيات الجازيل فقد قامت بحوالي 50 طلعة في ذلك اليوم وقصفت الدبابات والآليات الإسرائيلية بصواريخ (هوت) ودمرت عددا منها من بينها دبابات ميركافا 1 بينما سقط لنا في ذلك اليوم 4 مروحيات منها واحدة أسقطتها طائرة إف 15 في عمق البقاع بينما سقطت إثنتين بنيران القوات البرية الإسرائيلية حيث سقطت واحدة بقذائف دبابات الميركافا 1 والأخرى سقطت بصاروخ تاو مضاد للدروع أطلقته مروحية كوبرا إسرائيلية (كانت مروحيات الجازيل تقوم بهجماتها بارتفاع يكاد يلامس سطح الأرض) بينما أصيبت واحدة منها بنيران مدفع فولكان 20 ملم السداسي المواسير ذاتي الحركة فقام الطيار بمحاولة العودة إلى سوريا ووصل بصعوبة بالغة إلى مطار المزة العسكري حيث هبط فيما يشبه الهبوط الإضطراري وتم إسعافه فور الهبوط أما المروحية فقد كانت الإضرار بها غير قابلة للإصلاح إلا باعادتها إلى المصنع الأم (كانت العلاقات وقتها متوترة مع فرنسا) ولذلك قمنا بتفكيكها وأخذ قطع الغيار الصالحة منها واعتبار الهيكل وباقي القطع خردة وتم ترقين قيد المروحية واعتبارها من ضمن الخسائر غير القابلة للإستعادة. لم يكن هناك أي تنسيق قريب وفعال بين القوات البرية السورية وبين مقاتلات الهجوم الأرضي ومروحيات الجازيل ولذلك كانت طائرات الهجوم الأرضي يتم إرسالها سلفا إلى مناطق محددة سلفا قبل الطلعلة لتقوم بقصف القوات البرية الإسرائيلية فيها (وقد لعب التشويش اللاسلكي دورا في ذلك) أما مروحيات الجازيل فقد تم إرسال بعضها بتلك الطريقة بل إن الكثير منها كان يتم إرسالها فيما يشبه رحلة الصيد الحر لتقوم هي بنفسها بالبحث عن أهداف برية صهيونية وتدميرها. أما طائرات السوخوي 22 فقد تم إرسال مجموعتين منهما في ذلك اليوم إلى هدفين محددين سلفا الهدف الأول كان تجمع للقوات البرية في ينطا شرق البقاع حيث كانت تجري معارك على محور هام وقد أبلت السوخوي 22 بلاءا حسنا حيث أن تصميمها الداخلي يمكنها من إحتمال طلقات المدفعية المضادة للطائرات التي تخترق بدنها , أما الهدف الثاني فكان موقع القيادة الإسرائيلية في جبل الباروك وقد كانت تلك الهجمة كارثية النتائج فقد تم إرسال 10 طائرات سوخوي 22 مع سرب حماية من الميج 21 حلق على إرتفاع متوسط لتغطيتها بينما كانت تقوم بالقصف على ارتفاع منخفض دون أي معلومات استخبارية عن طبيعة الحماية حول الهدف ودون أي استطلاع مسبق له ودون تزويد الطيارين بخطط للتعامل مع أي تهديد يصادفونه من الدفاعات الجوية الصهيونية ولم تكن الطائرات وقتها مزودة حتى ببالونات حرارية. كان مركز القيادة الصهيوني محمي بعربات صواريخ (MIM-72 شابرال) القصيرة المدى والذاتية والحركة , أسقطت أول طائرة سوخوي 22 حين ظهر السرب في سماء الباروك بينما أسقطت طائرتان أخريان بعد إلقائهما للقنابل على الموقع وبعد ذلك إنخفضت الطائرات السبعة المتبقية على ارتفاع منخفض جدا للتهرب من تلك الصواريخ وتابعت القصف وأسقطت طائرة رابعة بعد أن قامت بالإرتفاع والإنقضاض وإلقاء القنابل بينما تحطمت 3 طائرات أخرى حين كانت متجاورة تقريبا وألقت قنابلها وهي منخفضة جدا مما أدى إلى تحطمها نتيجة إنفجار القنابل تحتها , وعادت الطائرات الثلاثة الباقية إلى قواعدها سالمة بعد أن أفرغت قنابلها في الهدف. على الرغم من الخسائر الكارثية التي مني بها السرب (70% من طائراته) لكن الغارة كانت ناجحة إذ ألحقت دمارا هائلا بموقع القيادة الإسرائيلي في جبل الباروك. أما بالنسبة للطائرة ميج 21 فقد كان عليها العبئ الأكبر في ذلك اليوم وقامت بمعظم الطلعات وكان عليها أن تكون القوة الأولى التي تقتحم سماء لبنان وعليها أيضا أن تحمي طائرات الهجوم الأرضي وعليها أيضا أن تحاول اعتراض طائرات الفانتوم والكفير التي تقصف قواتنا البرية في نفس الوقت. وإضافة لطائرات الميج 21 السبعة التي أسقطت من قبل طائرات الإف 16 أثناء عبور الخط الأول سقطت منها 7 طائرات أيضا في معارك جوية مع الإف 15 الصهيونية كما سقطت واحدة بنيران مدفع فولكان 20 ملم السداسي المواسير ذاتي الحركة حيث كانت تلك الطائرة مع طائرة ميج 21 أخرى تقومان بتغطية 3 طائرات ميج 23 بي إن تقوم بقصف قوة برية إسرائيلية فقامت بطاريتي مدفعية فولكان المضادة للطائرات بفتح نيرانها على الطائرات الخمسة وسقط بالنتيجة طائرة ميج 21 هبط طيارها بالمظلة وعرف بعدها طريقه نحو القوات السورية. وفي المقابل أسقطت مقاتلة ميج 21 بصاروخ جو-جو طائرة فانتوم كانت تقوم بقصف القوات السورية (والنتيجة مسجلة على كاميرا الطيار وقد شوهد طيارا الفانتوم وهما يقفزان بالمظلة ويبدو أنهما هربا بعدها باتجاه المناطق التي تسيطر عليها قوات الكتائب المسيحية في جبل لبنان أو أن مروحية اسرائيلية أتت جبل لبنان غربا وأنقذتهما ذلك أن القوات السورية بحثت عنهما ولم تجدهما) كما أصابت مقاتلة ميج 21 أخرى مقاتلة إف 15 بنيران رشاشها حين هاجمتها من جانب مقدمتها ولكن مقاتلة الإف 15 استدارت نحوها وأسقطتها بصاروخ جو-جو واستشهد الطيار , وقد شاهد المعركة طيار مقاتلة ميج 21 أخرى من نفس السرب كان على اتصال مع الطيار الشهيد وشاهد طائرة الإف 15 المصابة وهي تنسحب جنوبا نحو الكيان الصهيوني ترافقها 3 مقاتلات إف 15 أخرى لحمايتها من أي هجوم آخر أثناء انسحابها وقد أدت إصابة تلك الطائرة إلى إيقاف الهجوم الذي كانت فيه 4 طائرات إف 15 تحاول مهاجمة تشكيل من طائرات الميج 21 حيث انشغلت الطائرات الثلاثة بمرافقة الطائرة المصابة المنسحبة فتم بذلك إنقاذ باقي طائرات الميج 21 , كما أسقطت مقاتلات الميج 21 طائرتي استطلاع من دون طيار أحدهما طائرة ماستيف أسقطت بصاروخ جو-جو والأخرى من طراز سكوت أسقطت بالرشاش (والنتائج مسجلة أيضا على كاميرا الطيارين). أما مقاتلة الميج 23 المخصصة للقتال الجوي الجوي (الإم إس والإم إف) فقد أحجمت عن خوض معارك جوية إلا إضطرارا وبقيت موجودة في مناطق قريبة من الحدود السورية وكانت توجه المقاتلات الأخرى التي تعبر الحدود وحاولت في بعض الحالات جر المقاتلات الإسرائيلية إلى مناطق تقع في المدى المجدي لصواريخ الدفاع الجوي السورية الموجودة داخل سوريا. كما قامت مروحيات (مي 8) في ذلك اليوم بما يفوق العشرين طلعة جوية نقلت خلالها وحدات من القوات الخاصة قرب خط التماس لتعزيز الوحدات المدرعة السورية ولم نخسر بفضل الله أي واحدة منها في ذلك اليوم. وبذلك تبلغ حصيلة خسائر القوات الجوية السورية في ذلك اليوم 15 طائرة ميج 21 (7 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 7 في معارك مع طائرات إف 15 + 1 بنيران مدفع فولكان المضاد للطائرات) و 3 طائرات ميج 23 (2 أسقطتها طائرات الإف 15 بصواريخ سبارو + 1 أسقطت بمعارك مع طائرات الإف 16) و5 طائرات هجوم أرضي ميج 23 بي إن ( 4 أسقطتها مقاتلات الإف 15 + 1 أسقطت بصاروخ ريد آي المحمول على الكتف) و7 طائرات هجوم أرضي سوخوي 22 (4 أسقطت بصواريخ شابرال + 3 دمرت بفعل شظايا القنابل التي ألقتها) و 4 مروحيات جازيل (1 أسقطتها طائرة إف 15 + 1 أصيبت بمدفع فولكان وصارت غير قابلة للإصلاح وسجلت ضمن الخسائر + 1 بنيران دبابة ميركافا 1 + 1 بصاروخ تاو مضاد للدروع) أي بمحصلة تساوي 30 طائرة مقاتلة (21 منها إسقاط جوي) و4 مروحيات هجومية (1 منها إسقاط جوي). وإضافة لطائرة الفانتوم التي أسقطت وطائرة الإف 15 التي أصيبت ونجهل مصيرها وطائرتي (سكوت) و (ماستيف) التي أسقطتا بفعل المقاتلة ميج 21 فقد خسر العدو الصهيوني 4 طائرات استطلاع من دون طيار من طرازي (سكوت) و(ماستيف) بنيران أرضية حيث أسقطت 3 منها بنيران م
عمليه Mole Cricket 19 او معركة سهل البقاع في 9 يونيو 1982