[rtl]الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:نقل مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، عاموس هارئيل، عن مصادر رفيعة جدًا في المنظومة الأمنيّة في تل أبيب قولها صحيح إنّ لمنظمة حزب الله لا توجد طائرات ولا توجد دبابات يملكها، ولكن من كلّ ناحيّةٍ أخرى، شدّدّت المصادر، فإنّ قدرات حزب الله العسكريّة، التي تحسّنت كثيرًا خلال عقدٍ من الزمن، لا تقّل كثيرًا عن جيشٍ من الدرجة المُتوسّطة، على حدّ تعبيرها. وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّه إذا اندلعت مواجهةً عسكريّةً بين إسرائيل وبين حزب الله فإنّ القصف من الجوّ عبر سلاح الطيران الإسرائيليّ لن يكون كافيًا لإحراز النصر، مؤكّدةً على أنّ الجيش الإسرائيليّ قام بتغيير عقيدته القتاليّة بالنسبة لحزب الله واعتباره جيشًا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ وليس منظمة حرب عصابات.وتابعت المصادر ذاتها قائلةً للصحيفة العبريّة إنّه إذا اندلعت حربًا مع حزب الله، فإنّ إسرائيل ستضطر لاستخدام قوّةٍ ناريّةٍ غيرُ مسبوقةٍ، ذلك أنّ القصف المُكثّف من الجوّ لن يكون كافيًا. علاوة على ذلك، شدّدّت المصادر نفسها، أنّه لن يكون أمام الجيش الإسرائيليّ حلّاً سوى الاجتياح البريّ لجنوب لبنان بهدف تدفيع حزب الله ثمنًا باهظًا.بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر إلى أنّه بسبب الضغط الجماهيريّ في إسرائيل فستضطر الحكومة للإيعاز للجيش بقصف البنية التحتيّة للدولة اللبنانيّة بشكلٍ كاملٍ، وذلك بهدف وقف إطلاق الصواريخ المُكثّف من قبل حزب الله إلى العمق الإسرائيليّ، علمًا أنّ كلّ بقعةٍ في الدولة العبريّة، باعتراف المسؤولين في تل أبيب، باتت في مرمى صواريخ المُقاومة اللبنانيّة، على حدّ تعبيرها.على كلّ حالٍ، تابعت المصادر، هناك حاجة ماسّة لإيجاد تلاءم في التوقعّات بين الجيش الإسرائيليّ وبين مُواطني الدولة العبريّة، وذلك يشمل أنّه في الحرب القادمة سيكون عدد القتلى من الجيش الإسرائيليّ مرتفع جدًا، وأنّ صليّات الصواريخ التي سيُطلقها حزب الله باتجاه العمق الإسرائيليّ سيُجبر السلطات ذات الصلة على إخلاء عددٍ كبيرٍ من المُستوطنات والبلدات، وأنّ ضربات حزب الله الصاروخيّة على مركز الدولة العبريّة ستكون مؤلمةً ومُوجعةً أكثر بكثير من الحروب السابقة ضدّ حزب الله وحماس.وخلُصت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة إلى القول للصحيفة العبريّة إنّ التحدّي الذي يُشكلّه حزب الله في الشمال هو أكبر وأخطر تحدٍّ، والذي لم يتعامل معه الجيش الإسرائيليّ منذ إقامة الدولة العبريّة، وبالتالي، شدّدّت المصادر، المصلحة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة تُختّم على صنّاع القرار من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ والجيش الإسرائيليّ إبعاد شبح الحرب مع حزب الله أطول فترةٍ ممكنةٍ، أكّدت المصادر.على صلةٍ بما سلف، كشف موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ شرع مؤخرًا في إجراء تدريباتٍ عسكريّةٍ موسّعةٍ تُحاكي القتال داخل الأراضي اللبنانيّة، وعليه قام ببناء قريةٍ جديدةٍ تحمل طابق البناء اللبنانيّ يًطلق عليها قرية “حزب الله”.ويهدف الجيش من بناء هذه البلدات اللبنانيّة لاستخدامها في التدريبات العسكريّة على القتال داخل البلدات والمدن المسكونة في جنوب لبنان، بما يُحاكي الواقع في حال قرر الذهاب لحربٍ جديدةٍ ضدّ حزب الله.وبحسب المصادر التي تحدّثت للموقع أنشأ الجيش الإسرائيليّ خلال السنوات الماضية بلدةً فلسطينيّةً تُحاكي قطاع غزة في قاعدة “تساليم” في النقب، حيث تحتوي على مبانٍ شبيهةٍ لتلك التي توجد في قطاع غزة إذْ يوجد فيها مساجد وأنفاق أرضية وشوارع واقعية.ووفقا لما نقله الموقع العبري عن الجيش الإسرائيليّ، فإنّ الحديث يدور عن قريةٍ أكبر من حيث المساحة وأكثر تطورًا، وسيكون بمقدور الجيش التدّرب فيها على استخدام المدرعات والمصفحات. ومن المقرر أنْ يبدأ استخدام “البلدة” في التدريبات العسكريّة مطلع العام المقبل، وستُتيح تدريبات ميدانية لفرق من سلاح الهندسة والمدرعات والمدفعية والمشاة.ونقل الموقع العبري عن الجيش قوله إنّ هذه البلدة تُشكّل ثورةً في عالم تدريبات الجيش واستعداداته للمواجهات العسكريّة القادمة، إذْ سيتّم بناء مركز تدريب للقتال للقوات البريّة ضمن منشآت لمحاكاة ساحة القتال، ومركز للتدريبات لقطع المصفحات العسكريّة، والثالث يحتوي على منشآت محاكاة للقتال في مواجهة قوات العدو، مع عتاد يحاكي عتاد عناصر “حزب الله” و”حماس″.وتظهر صور المحاكاة للقرية التي يعمل الاحتلال على إقامتها، كما نشر الناطق بلسان الجيش، مبنى لقرية على غرار البناء العربيّ، مع طبوغرافيا جبلية، كالتي في لبنان، خلافًا لبلدات التدريب في “تسآليم” في النقب، القائمة على أرضٍ مستويةٍ لا تُحاكي المبنى الجبليّ والطبوغرافية الخاصّة بجنوب لبنان.وبحسب المصادر في تل أبيب، أضاف الموقع العبريّ فإنّ إنشاء هذه القرية للتدريبات في هضبة الجولان يعكس قرارًا إسرائيليًاً في كلّ ما يتعلّق بمستقبل الجولان، على الأقّل في السنوات المقبلة، لجهة تكريس الوجود الإسرائيليّ، ليس فقط على هيئة مستوطناتٍ زراعيّةٍ ومدنيّةٍ، ومعسكرات جيش، وإنمّا أيضًا قاعدة للتدريبات العسكريّة بشكلٍ ثابتٍ، تُسهّل على الجنود لاحقًا، والفرق الإسرائيليّة، شنّ العمليات الحربيّة في مناطق جبليّةٍ كلبنان، بعد تجريب القتال في قاعدةٍ عسكريّةٍ لا تختلف تضاريسها عن تضاريس ميادين القتال في لبنان، كما أكّدت المصادر الرسميّة الإسرائيليّة.[/rtl]
[rtl]http://www.raialyoum.com/?p=685860
[/rtl]