ماذا تعرف عن "قانون الاستيطان" الجديد؟
مبان في مستوطنة عوفرا المقامة على أراضي الفلسطينيين - رويترز
رام الله – أمجد سمحان
بدأت إسرائيل خطوات نحو تكريس الاستيطان، منذ تولي الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مهامه وكان أخطرها القرار الذي اتخذه الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، لترخيص المستوطنات، والمسمى اصطلاحاً " قانون التبييض"، ومن خلاله يحق لإسرائيل بناء مستوطنة على أي أرض فلسطينية، خاصة مع إبقاء ملكية هذه الأرض لأصحابها الأصليين.
وصادق الكنيست بأغلبية 60 عضواً مقابل معارضة 52 عضواً، على القانون، الذي سيسمح لإسرائيل بترخيص 4 آلاف وحدة استيطانية في مناطق الضفة، موزعة على أكثر من 100 بؤرة استيطانية غير قانونية، مقامة على 5014 دونماً من أراضي الفلسطينيين.
ويبلغ عدد المستوطنين في الضفة والقدس حوالي 700 ألف مستوطن موزعين على أكثر من 200 مستوطنة و100 بؤرة عشوائية بينها 55 بؤرة مقامة على أراضٍ خاصة والبقية أقيمت على أراض صودرت بأوامر عسكرية.
فوضى خلال إخلاء بؤرة عمونا قرب رام الله - رويترز
وقال عطا الصباح، الخبير في الشؤون الإسرائيلية لـ"العربية.نت" إن "السياسة الاستيطانية الإسرائيلية (تقوم) على مبدأ مصادرة أراضي الفلسطينيين لبناء المستوطنات عليها. وكثير من الأراضي المملوكة للفلسطينيين ليس فيها إثباتات ملكية، لكن وفي حال تمكن فلسطيني من إثبات ملكية أرضه يتوجه إلى المحاكم الإسرائيلية ويتمكن من إعادتها".
آخر الحالات كانت بؤرة عامونا الإسرائيلية المقامة على أرض أحد الفلسطينيين في رام الله، والذي تمكن من استعادتها بأمر من المحكمة الإسرائيلية العليا، وهو ما قوبل بغضب إسرائيلي كبير ونتج عنه قرار الكنيست الأخير.
ما هو قانون "التبييض"؟
يتضمن القانون الإسرائيلي الجديد عدة بنود أولها السماح بإبقاء المستوطنات القائمة على أراضي فلسطينيين خاصة، ومنع إخلائها، وفي حال تم الإخلاء وهو الأمر المستبعد يتم تعويض المستوطنين بسبب ذلك، وفي حال لم يتم الإخلاء تبقى الأرض مملوكة للفلسطيني ولا يتم إخلاء المستوطنة.
وأوضح الصباح أن بنود القانون ترخص الاستيطان وتحمل مفارقة غريبة "فلسان حال القانون يقول نحن سنصادر الأرض المملوكة لك، ونبني عليها مستوطنة، وحال أثبت ذلك، سنبقي المستوطنة قائمة، والأرض ستبقى لك!".
كما يتضمن القانون بنوداً أخرى تسمح بتعويض الفلسطينيين المتضررين وهو أمر يقابل بالرفض دوماً من قبل الفلسطينيين كما يسمح لإسرائيل بمصادرة أرض ذات ملكية خاصة، من خلال إعادة تفعيل قرار عسكري صادر عام 1967.
صورة من أرشيف لعامل بناء في مستوطنة رامات شالوم في منطقة بالضفة الغربية المحتلة ضمتها إسرائيل للحدود البلدية لمدينة القدس - رويترز
وحسب تعبير الصباح، فإن "إسرائيل محترفة في الخداع وآخر أشكاله هذا القانون الغريب العجيب الذي يسلبك أرضك ويبقيها باسمك".
وسينفذ القانون على مرحلتين، الأولى تتضمن تجميد الإجراءات القانونية بحق 16 بؤرة، مرفوع ضدها قضايا في المحاكم الإسرائيلية لمدة عام يتم خلاله "البحث عن طريقة لمصادرة الأرض المقامة عليها البؤر والوحدات الاستيطانية من أصحابها الفلسطينيين". أما المرحلة الثانية فتمنح وزيرة القضاء الإسرائيلي صلاحية توسيع قائمة المستوطنات التي سيشملها القانون، عبر إصدار قرار خاص بذلك.
ومنذ تولي ترمب مهامه، أقرت إسرائيل نحو 6 آلاف وحدة استيطانية جديدة، وأقرت قانون التبييض "ترخيص المستوطنات"، كما وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببناء مستوطنة جديدة بدل تلك التي تم إخلاؤها قبل إقرار القانون.
https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/2017/02/08/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%9F.html