أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الأحد 13 أغسطس 2017 - 14:58
قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS)
كانت الحرب -على مر الزمان- عبارة عن خليط من عدة عوامل متباينة: كالهجوم والدفاع، التماثل وعدم التماثل، المناورة والقوة النيرانية، فرط القوة و الإقتصاد فيها. والفن الحقيقي في العمليات القتالية يتمثل في تطبيق التوازن الصحيح بين هذه المجموعة من العوامل في المعركة. ولسلاح الجو دور فائق الأهمية، بما يضطلع به من مهام بعضها يتم بشكل مستقل وبعضها يتم بالتنسيق مع وحدات تنتمي لسلاح آخر( كالقوات البرية مثلاً.) و ستنتناول في هذا المقال مفهوم "قطع خطوط إمداد العدو" Air Interdiction AI كأحد مهام سلاح الجو في العديد من القوات المسلحة بمختلف الدول.
ولكن ماهو تعريف Air Interdiction AI ؟ هو استخدام أو توظيف هجمات جوية وقائية ضد أهداف العدو والتي لاتمثل تهديداً فورياً، وذلك بغرض تأخير أو تعطيل أو منع تلك الأهداف من المشاركة في الإشتباك أو الهجوم على القوات الصديقة في وقت لاحق. ويُفضل البعض تسمية هذه العمليات بالدعم الجوي في العمق Deep Air Support DAS وتصنف عمليات "قطع خطوط إمداد العدو" Air Interdiction AI بصنفين أحدهما تكتيكي والآخر إستراتيجي وذلك بالنظر إلى أهداف العمليات. ففي العمليات التكتيكية لقطع خطوط إمداد العدو Tactical Interdiction يكون الغرض هو التأثير على الأحداث ومجريات المعركة بسرعة وبمحيط العمليات الدائرة، فمثلاً تقوم المقاتلات الجوية بالتدمير المباشر للقوات أو الإمدادات التي في طريقها إلى منطقة القتال النشطة. بينما تكون أهداف عمليات AI الإستراتيجية - في أغلب الأحيان- أوسع مجالاً وذات مدى أطول، فتأتي الهجمات أقل مباشرةً على قدرات العدو القتالية، وعوضاً عن ذلك يكون التركيز على البنية التحتية والخدمات اللوجستية وغيرها من الأصول الداعمة. والمصلح "الدعم الجوي في العمق" Deep Air Support DAS يقود بطريقة أو بأخرى لمصطلح آخر وهو "الدعم الجوي القريب" Close Air Support CAS والذي تناولناه في موضوع سابق.
مدرعات عراقية مدمرة على الطريق 1991
ولإيضاح الفارق بينهما، نجد أن عمليات الدعم الجوي القريب CAS يتم توجيهها نحو أهداف قريبة من أهداف برية صديقة، كضربات جوية بتنسيق وثيق مع القوات الأرضية الصديقة فتمثل عمليات CAS دعماً مباشراً في خضم إشتباك جاري مع العدو. أما الدعم الجوي في العمق Deep Air Support DAS أو مايسمى Air Interdiction AI فيتم تنفيذه بما هو أكثر من القتال النشط، معتمداً بشكل أكبر على التخطيط الإستراتيجي، وهو أقل في تنسيقه المباشر مع الوحدات البرية. وعلى الرغم من كونه أكثر إستراتيجية من الدعم الجوي القريب إلا أنه لا ينبغي الخلط بين Air Interdiction و القصف الإستراتيجي Strategic Bombing الذي لا علاقة له بالعمليات البرية.
وللعرب -والمنطقة بأسرها- تاريخ مع هذا النوع من العمليات، فقد مارسوها، ومورست ضدهم، ولدينا أمثلة من حروب الصراع العربي الإسرائيلي، والحرب العراقية الإيرانية و عملية عاصفة الصحراء 1991 و عملية فجر أوديسا بليبيا 2011 و عملية العزم الصلب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. وسنحاول في الفقرات القادمة المرور ببعض من الأمثلة مما ذكرنا.
REF
Ground Maneuver and Air Interdiction
Wiki:Air Interdiction
موسوعة مقاتل من الصحراء
Operations Odyssey Dawn and Unified Protector: Another Win for Warden’s Theory
WARDEN‘S FIVE-RING SYSTEM THEORY: LEGITIMATE WARTIME MILITARY TARGETING OR AN INCREASED POTENTIAL TO VIOLATE THE LAW AND NORMS OF
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الأحد 13 أغسطس 2017 - 15:07
عاصفة الصحراء
تقدم لنا عمليات عاصفة الصحراء أكثر من مثال لتوضيح الدمج المشترك للمناورة البرية Gground Maneuver مع قطع خطوط إمداد العدو Air Interdiction وسنكتفي هنا بعرض مثال واحد من هذه العمليات، وهو ماتم تنفيذه في عملية إستعادة قوات التحالف السيطرة على مدينة الخفجي الحدودية. في ليلة 29-30 يناير 1991، قامت عدة وحدات عراقية بحجم كتيبة بمهاجمة قوات التحالف في بلدة الخفجي الحدودية وحولها، وعلى نحو مفاجئ احتل العراقيون المدينة. ومع ذلك، فقد قامت قوات التحالف البرية و بسرعة بهجوم مضاد، و بمساعدة الدعم الجوي القريب CAS تمكنت قوات التحالف من الإستحواذ على الخفجي بعد يومين. وهذا الجانب من القصة لا يغطي تفصيلاتها، ففي الليلة السابقة لاسترداد الخفجي، وبعيداً عنها بإتجاه الشمال -داخل الأراضي الكويتية- حشدت القوات العراقية فرقتين من المشاة الميكانيكية المدرعة للمشاركة في القتال، ولكن -وبسبب التقدم التكنولوجي- لم تعد الليالي توفر ذلك الغطاء والملاذ الآمن الذي كانت توفره فيما مضى من العقود. وهكذا -وخلال دقائق- إكتشف رادار المراقبة المشاركة والهجوم على الأهداف Joint Surveillance and Target Attack Radar System JSTARS القوة العراقية، وبدأت القوة الجوية للتحالف بإستهدافها، وكانت الظروف مهيئةً لعملية Air Interdiction فعاله.
وبإستخدام الأسلحة دقيقة التوجيه، قامت الغارات الجوية بالإنقضاض على الفرقتين والعمل على إهلاكهما ، فلم تصلا أبداً إلى المعركة البرية المطلوبة. وفي الصباح تراجعت الفرقتان "أو ماتبقى منهما" في حالة من الفوضى الشاملة. كانت معركة الخفجي مهمة للائتلاف. وقد ألحقت القوات العربية الهزيمة بالقوات العراقية في معركة ضارية، وقد تم شن هجوم مضاد طوال ليلة صعبة ضد الدروع العراقية، كما وأن الدمار الذي اُلحِق باثنتين من الفرق العراقية على يد طائرات التحالف بدا وكأنه نذير لأي قوة عراقية تترك دفاعاتها المتمركزة لإجراء عملية متنقلة. الحقيقة -وبعيداً عن مشاعرنا الخاصة تجاه ما حدث- وبشكل عملي خالص، فإن هذا المثل الذي عرضناه، يعد نموذجاً قياسياً لشرح أو تقديم مفهوم الدعم الجوي في العمق DAS أو بتعبير آخر "قطع خطوط إمداد العدو" AI كما وأنه يعد نموذجاً قياسياً أيضاً لشرح العلاقة بين Air interdiction AI و المناورة البرية Gground Maneuver
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الأحد 13 أغسطس 2017 - 15:24
عملية فجر أوديسا- ليبيا 2011
تحت عنوان Operations Odyssey Dawn and Unified Protector: Another Win for Warden’s Theory صدرت دراسة في العام 2014 عن مدرسة الدراسات العسكرية المتقدمة- قيادة الجيش والأركان العامة للولايات المتحدة الأمريكية- كلية فورت ليفينوورث، كانساس. وبهذه الدراسة ينتصر صاحبها Kurt Distelzweig الميجور بسلاح الجو الأمريكي لنظرية الكولونيل John A. Warden III -وهو أحد ضباط سلاح الجو السابقين- والمشهورة بإسم نظرية حلقات واردن الخمسة Warden's Five Rings ، حيث يعتبر أن النجاح الذي لاقته عمليات فجر أوديسا بليبيا عام 2011 ماهو إلا برهان جديد على صحة هذه النظرية.
Warden's five-ring system
والنظرية المشار إليها تختص بالهجوم الإستراتيجي العسكري وترتكز على خمس مستويات من خصائص النظام. وتشمل الحلقات الخمس: - القيادة - أساسيات النظام/الإنتاج الرئيسي - البيئة التحتية - السكان - القوات العسكرية الميدانية
وكل حلقة أو "مستوى من النظام" يتم إعتبارها أحد مراكز ثقل "العدو". و كانت الفكرة الكامنة وراء حلقات واردن الخمس هي مهاجمة كل حلقة من الحلقات لشل قواتها، وهو مايعرف أيضاً بالشلل الجسدي. ولتحسين أداء الهجوم، يقوم الطرف المهاجم بالإشتباك مع أكبر عدد ممكن من الحلقات ولكن بعد تحديد أولويات الهجوم.
وفيما يختص بليبيا فقد حددت قرارات الأمم المتحدة هدفين وهما: - تطبيق منطقة حظر جوي - اتخاذ كافة التدابير لحماية المدنيين هذا مع تقييد كبير لوجود قوات برية أجنبية لتنفيذ العمليات. وبسبب هذا القيد كانت القوة الجوية هي الأداة الرئيسية المستخدمة لتحقيق الأهداف التشغيلية. و بتحليل الميجور Kurt Distelzweig لعمليات فجر أوديسا بليبيا يصل لقناعة مفادها أنه ولبهذه العمليات قد تحقق نصر جديد لنظرية Warden's Five Rings في إطار تقسيم "العدو" وإعتباره نظاماً من خمس حلقات ثم استخدام تكتيكات Air Interdiction AI و Close Air Support CAS في تنفيذ المهام.
وجدير بالذكر أن نظرية Warden's Five Rings لها من ينتقدها ويعتبرها فشلت في تقديم نموذج للهجوم الإستراتيجي العسكري، وذلك لفشلها في وصف العلاقة بين المكونات الرئيسية لنظام العدو، علاوة على فشلها الأهم في إظهار العلاقة السببية بين الإستهداف طبقاً للنموذج الخماسي الحلقات وتدهور نظام العدو.
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الأحد 13 أغسطس 2017 - 15:45
وهكذا نكون قد إستعرضنا نموذجين من حروب حديثة تم بها تنفيذ عمليات "قطع خطوط إمداد العدو" Air Interdiction AI وإن لم نتوسع في هذا الموضوع بشكل كبير وذلك لأنه سيشكل مع غيره من مفاهيم أخرى أساساً لموضوع أشمل وأوسع عمليات Counterland. ولكن وبالطبع... الأمر متروك للإخوة للمساهمة بما يرونه إضافة موضوعية في هذا المجال..
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الأحد 13 أغسطس 2017 - 16:36
قبل ان اعلق على الموضوع ارى انه من الضروري اضافه الفقرات الاهم : ماهو دور هذا التكتيك في الحروب ضد القوات غير النظاميه ولدينا هنا عده مسارح ضخمه للعمليات هي :
- العراق
- سوريا
- اليمن
النقطه الثانيه الضروره برأيي هو التالي : ماهي اهميه مثل هكذا تكتيك امام خصم مماثل بالقوه ويمتلك دفاع جوي فعال ؟
النقطه الثالثه : الموضوع تحدث عن هذا التكتيك وكـأنه اساسا تكتيك غربي , هل استعمل الروس هذا التكتيك في حربي الشيشان والحرب ضد جورجيا مثلا ؟
النقطه الرابعه : هل يمكن اعتبار الضربات الجويه الاسرائيليه " سواءا ضد القوات المصريه عام 1967 وضد القوات السوريه في الجزء الاخير من حرب 1973 وحرب لبنان عام 1982 " باعتبارها تجسيدات لهكذا تكتيك
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الأحد 13 أغسطس 2017 - 22:19
كالعادة لا أتصور أنه بإمكاني أن أجيب أسألتك أخي @mi-17 دفعة واحدة، لذا ساقوم بتجزئة مساهمتك، ومحاولة الإجابة عن ما أثرته من تساؤلات كل على حده:
اقتباس :
ماهو دور هذا التكتيك في الحروب ضد القوات غير النظاميه ولدينا هنا عده مسارح ضخمه للعمليات هي : -العراق -سوريا -اليمن
الحقيقة أنه ربما يلزمنا تصنيف آخر غير تصنيف القوات كنظامية أو غير نظامية حتى نفرق قليلاً بين الوضع في العراق وسوريا من جهة، والوضع في اليمن من جهة أخرى. لا يمكنني أن أدعي أن مسمى أو تصنيف قوات غير نظامية يمكنه أن يحتوي تماماً تحالف "الحوثي-صالح" ويضعه في نفس التصنيف مع القوات غير النظامية المناوئة للدولة في كل من سوريا والعراق. وغرضي هنا يخلو من كل ميل أو إنحياز، و هو مجرد تدقيق لتسمية الأشياء بمسمياتها. فتحالف "الحوثي-صالح" لديه من كميات السلاح وتنوعه، وخبرات متراكمة، وكوادر مؤهلة بدرجات ما، و روافد للإمداد، كعوامل حاضرة ما إن لم تخرجه من تصنيف "قوات غير نظامية" فعلى الأقل لن تدرجه في نفس الفئة مع الجماعات المعنية في كل من العراق وسوريا. وأميل شخصيا لتصنيف هذه القوات "الحوثي-صالح" بأنها هجينة Hybrid وهذا أحد عوامل ضراوتها. وقبل أن نحاول إيجاد إجابة للإستفسار عن إمكانية ممارسة عمليات قطع خطوط إمداد العدو Air Interdiction AI أتمنى على كل قاريء لهذه السطور أن يستحضر في ذهنه الفوارق العريضة مابين ثلاث مفاهيم وهي: - الدعم الجوي القريب Close Air Support CAS - الدعم الجوي في العمق Deep Air Support DAS أو ما يطلق عليه بشكل أكثر شيوعاً Air Interdiction AI - والمفهوم الثالث هو: القصف الإستراتيجي Strategic Bombing ويمكن مراجعة موضوعنا هذا بقراءة سريعة لتبيان الفوارق والتي ذكرناها من خلاله -في اضيق الحدود- والعودة كذلك لموضوع: "الدعم الجوي القريب في بيئات العمل المتطورة" والآن وبالعودة لسؤالك، فمما لاشك فيه أن في مواجهة القوات غير النظامية سيكون الإسناد الجوي الأقرب للطلب من قبل القوات البرية هو الدعم الجوي القريب CAS ، ولكن هذا الأمر لا يمنع أبداً اللجوء لممارسة عمليات لقطع خطوط إمداد العدو AI في حالة توفرت لهذه القوات غير النظامية وحدات أو تشكيلات تمثل أهداف لهجمات جوية وقائية، وتلك الأهداف لا تمثل تهديداً فورياً، ولكن يأتي الهجوم عليها بغرض تأخير أو تعطيل أو منع تلك الأهداف من المشاركة في الإشتباك أو الهجوم على القوات الصديقة في وقت لاحق. وبنظرة مقارنة سريعه على طرحك، ستأتي الحالة اليمنية بتحالف "الحوثي-صالح" أقرب من الحالتين الأخريتين وأكثر إحتمالاً. كما ويمكنك الإطلاع على المقال المرفق صورة عنه، ولكن ستكتشف في ثنايا الخبر أنه يذكر "قطع خطوط الإمداد" بشكل أكثر إتساعاً من كونها عمليات عسكرية محددة، وكأن الموضوع يدور حول إستراتيجية وهدف عام.
الشرق الأوسط
ولكنه ليس من المستبعد أبداً -بل أنه على الأرجح- أن تكون قوات التحالف قد قامت بأداء مثل هذه العمليات في غمار الصراع الدائر..
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الإثنين 14 أغسطس 2017 - 20:04
بخصوص النقطة الثانية من مساهمتك أخي @mi-17 فسنؤجل مناقشتها لمساهمة لاحقة لتأتي الأجوبة عن السؤال الثاني والرابع في مساهمة واحدة. وأما عن السؤال الثالث: " الموضوع تحدث عن هذا التكتيك وكـأنه اساسا تكتيك غربي , هل استعمل الروس هذا التكتيك في حربي الشيشان والحرب ضد جورجيا مثلا ؟ " لم يدر بخلدي أن أترك هذا الإنطباع لدى القاريء، كل مافي الأمر أن خطة تجهيز المقال كان من بين محاورها ما قد يتضح من الإقتباس التالي وهو مما ورد في أول مساهمة بالموضوع: " وللعرب -والمنطقة بأسرها- تاريخ مع هذا النوع من العمليات، فقد مارسوها، ومورست ضدهم، ولدينا أمثلة من حروب الصراع العربي الإسرائيلي، والحرب العراقية الإيرانية و عملية عاصفة الصحراء 1991 و عملية فجر أوديسا بليبيا 2011 و عملية العزم الصلب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. وسنحاول في الفقرات القادمة المرور ببعض من الأمثلة مما ذكرنا." وبناءً عليه إستعرضنا فيما بعد -من الفقرات- حالتي معركة الخفجي بعاصفة الصحراء، و عمليات فجر أوديسا بليبيا. وتم تأجيل الحديث عن تاريخ هذه العمليات في الصراع العربي الإسرائيلي نظراً لكون هذه الجزئية تمثل أحد محاور موضوع آخر، وهو أكثر شمولية ولكنه مازال قيد الإعداد. وبشكل عام كان للروس باع أيضاً مع كلا من الدعم الجوي القريب CAS وقطع خطوط إمداد العدو AI
الحالة الشيشانية: رغم ما يكيله الغرب من نعوت بالفشل لروسيا في الشيشان، وحيث يعتقد بعض الباحثين الأمريكيين أن روسيا بدأت نشاطها فى الشيشان كعملية استخبارات سرية. وقد تحولت إلى عملية أمنية داخلية أصبحت بدورها نزاعا متوسط الكثافة Mid-intensity Conflict ثم تطور إلى صراع منخفض الكثافة Low-intensity Conflict. وقد كشف الصراع المنخفض الكثافة -في رأي الأمريكيين- ضعف الجيش الروسي ودفع البلاد إلى حافة الكارثة الاقتصادية والسياسية. وقد تضمنت الأسباب الرئيسية لهذا الفشل عدم وجود هدف وطني واضح وقابل للتحقيق، واستراتيجية عسكرية وطنية مختلة، وحسابات خاطئة في العمليات، حيث تم تطبيق تكتيكات وعقائد تقليدية على حالة صراع منخفض الكثافة. إلا أن نفس الباحثين يقرون بأن عمليات قطع خطوط إمداد العدو AI التي نفذتها القوات الجوية الروسية ضد الحرس الوطني الشيشاني كانت ناجحة، ولكن مع تطور الغزو إلى صراع منخفض الكثافة، استخدمت روسيا طلعات جوية وأسلحة متطورة على نطاق لم يسبق له مثيل، ومع ذلك فإن القوة الجوية كانت غير فعالة ضد المتمردين غير المجهزين مع الحد الأدنى من الدفاعات الجوية. “ولكن بشكل عام نجحت حملات الدعم الجوي القريب CAS وقطع خطوط إمداد العدو AI في المرحلة الثالثة. وتعرضت القوات الشيشانية لخسائر فادحة وأجبرت على التراجع في مواجهة القوة الجوية الساحقة على الرغم من العمليات الروسية البرية الواهنة”
Collateral damage, ground-to-air coordination problems and inaccuracy of air strikes were noted but overall, the CAS and AI campaigns of the third phase were successful. Chechen forces took heavy losses and were forced to retreat in the face of overwhelming airpower despite lackluster Russian ground operations. It became clear that air operations, no matter how successful, must operate in concert with ground forces to assure the defeat of insurgents
Russian Strategy in Chechnya: a case study in failure
وهكذا يتضح لنا أن الروس لم يكونوا بعيدين عن تطبيق هذه التكتيكات CAS و AI وحققوا بها نجاحات، وحتى بأوقات لم توفق فيها قواتهم البرية..
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الثلاثاء 15 أغسطس 2017 - 20:02
كانت ضربات الأمريكيين للجسور و البنى التحتية في شرق سورية (بحجة الإضرار بداعش) هي نوع من قطع خطوط الأمداد على المدى الإستراتيجي للجيش السوري . لدينا في المنطقة تاريخ مر مع هذا النوع من العمليات.
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الخميس 17 أغسطس 2017 - 7:46
mi-17 كتب:
النقطه الثانيه الضروره برأيي هو التالي : ماهي اهميه مثل هكذا تكتيك امام خصم مماثل بالقوه ويمتلك دفاع جوي فعال ؟ ...... النقطه الرابعه : هل يمكن اعتبار الضربات الجويه الاسرائيليه " سواءا ضد القوات المصريه عام 1967 وضد القوات السوريه في الجزء الاخير من حرب 1973 وحرب لبنان عام 1982 " باعتبارها تجسيدات لهكذا تكتيك
أولاً: لماذا قمت بعزل سؤالك الثالث في مساهمة سابقة، وقمت بالجمع بين سؤاليك الثاني والرابع في مساهمة واحدة؟ السبب أن أول الأخيرين -أي السؤال الثاني- يطرح التساؤل حول إمكانية تطبيق التكتيك في حالة ما، وثانيهما -السؤال الرابع- كأنما ليضرب لنا مثلاً على نفس الحالة. فبعد صف السؤالين معاً، أجد بينهما رابط كبير وأنه يمكن دمج الإجابتين معاً في فقرة واحدة مترابطة.
في الحرب الكثيفة الحاشدة High-intensity War سيعمل كل طرف على ممارسة كل التكتيكات الممكنة للوصول لأهدافه الإستراتيجية، وسيكون هناك مقابل كل Tactic يمارسه أحد الطرفين Counter-tactic يمارسه الطرف الآخر. وهكذا فإن معيار امتلاك دفاع جوي فعال لن يكون معيار مطلق، لإدعاء إمكانية إفشال تطبيق أي من التكتيكين (CAS و AI ) وبمعنى آخر، لو عدنا للمثال النموذجي -والذي ذكرناه سابقاً- حول معركة الخفجي، وسأقتبس من عرضي الأول: “......، ففي الليلة السابقة لاسترداد الخفجي، وبعيداً عنها بإتجاه الشمال -داخل الأراضي الكويتية- حشدت القوات العراقية فرقتين من المشاة الميكانيكية المدرعة للمشاركة في القتال، ولكن -وبسبب التقدم التكنولوجي- لم تعد الليالي توفر ذلك الغطاء والملاذ الآمن الذي كانت توفره فيما مضى من العقود. وهكذا -وخلال دقائق- إكتشف رادار المراقبة المشاركة والهجوم على الأهداف Joint Surveillance and Target Attack Radar System JSTARS القوة العراقية، وبدأت القوة الجوية للتحالف بإستهدافها. وكانت الظروف مهيئةً لعملية Air Interdiction فعاله. وبإستخدام الأسلحة دقيقة التوجيه، قامت الغارات الجوية بالإنقضاض على الفرقتين والعمل على إهلاكهما ، فلم تصلا أبداً إلى المعركة البرية المطلوبة. .وفي الصباح تراجعت الفرقتان "أو ماتبقى منهما" في حالة من الفوضى الشاملة. كانت معركة الخفجي مهمة للائتلاف. وقد ألحقت القوات العربية الهزيمة بالقوات العراقية في معركة ضارية، وتم شن هجوم مضاد طوال ليلة صعبة ضد الدروع العراقية. كما وأن الدمار الذي اُلحِق باثنتين من الفرق العراقية على يد طائرات التحالف، بدا وكأنه نذير لأي قوة عراقية تترك دفاعاتها المتمركزة لإجراء عملية متنقلة.” ففي هذه العملية النموذجية، وعلى الرغم من الفارق التكنولوجي الهائل بين تسليح الطرفين المتقاتلين، إلا أن القوة الجوية للتحالف عملت على تعظيم الإستفادة بمجموعة من العوامل لتضمن نجاح العملية بأعلى قدر ممكن من الإنجازات، وأقل قدر ممكن من بذل الموارد، ومن هذه العوامل: - معلومات إستخبارات ومراقبة جيدة. - ظروف عمل مهيئة. - تحرك الفرقتان العراقيتان بعيداً عن دفاعتهما المتمركزة. وما المقصود بالإستفادة من العامل الأخير؟؟؟ يعني أنه ليس بالضرورة أن مجرد وجود دفاعات جوية أو أي عناصر حماية جيدة سيمنع العدو من ممارسة هذا التكتيك، ولكن يجب أن يقترن وجود الدفاعات الجيدة ببقاء القوات دائماً تحت مظلة حمايتها، ولكن فلسفة تطبيق عمليات AI و أيضاً عمليات CAS هو الهجوم على قوات في طريقها للخطوط الأمامية كما في حالة AI ، أو قوات موجودة فعلياً في الخطوط الأولى بل وفي حالة إشتباك كما في حالة CAS. وبشكل عام -وبعيداً عن خصوصية الحالة السابقة-فعند تطبيق AI تكون هناك مجموعة من العوامل من شأنها أن تؤثر على مدى نجاح العمليات، ومن أهمها: - يسمح التفوق الجوي بتحديد هوية قوات العدو بشكل أكثر شمولاً، مع تقليل المخاطر التي تتعرض لها المقاتلات المهاجمة. - الإستخبارات المتعلقة بتدابير العدو والتحركات والمخزونات والنوايا هي أمور فائقة الأهمية. - الطقس والتضاريس لهما تأثير كبير جداً على مدى نجاح العملية. - القدرة على تطبيق AI في الليل. (كما في مثالنا السابق) - وضع أهداف "واقعية" من تنفيذ العمليات – فمن المستحيل عملياً عزل ساحة المعركة تماماً، وهكذا هدف سيفتقر للواقعية وإمكانية التطبيق. - عند تطبيق AI على قوات معادية ساكنة ومستقرة يتم إستهلاك موارد قليلة وإصابة أهداف قليلة أيضاً، بينما عند التطبيق على قوات متدفقة ومتحركة خارج نطاقات مرتكزاتها الدفاعية فيتم إستهلاك المزيد من الموارد، والوقود، والذخائر.
وعن عمليات CAS و AI في الصراع العربي الإسرائيلي فهناك عدة أمور يجب أن نتدبرها جيداً: - ليست كل نيران مفتوحة من السماء على القوات البرية هي CAS أو AI أو BAI - ما كان يجري تطبيقه على الجبهة الأردنية، ليس بالضرورة أن يتطابق مع ما كان يجري تطبيقه على الجبهة السورية أو المصرية حتى ولو في نفس الأزمنة. - إن الإستراتيجية العامة لإسرائيل قي مواجهة جيوش نظامية تختلف ولا شك عن إستراتيجياتها في مواجهة أطراف أخرى بصراعات أقل الكثافة كما في لبنان وقطاع غزة. وعليه تختلف تكتيكاتها بل وأساليب تطبيق هذه التكتيكات أيضاً.
و بسبب أن هذه الأمور كلها ستناقش في موضوع أكثر تفصيلاً فلن أُسهب كثيراً فيما يختص بتطبيق CAS وAI بالعمليات القتالية خلال الصراع العربي الإسرائيلي، وسأتركها ليتم تغطيتها لاحقاً في هذا الموضوع المنفصل كما ذكرت.
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الإثنين 21 أغسطس 2017 - 20:46
mig29s كتب:
لماذا لا ندرس بيئة غابية كالفيتنام و خسارة أمريكا الحرب هناك و أسباب فشل محاولات قطع خطوط الامداد ؟
جزء رئيسي من الاستراتيجية الأمريكية في جنوب شرق آسيا تمثل في حظر خطوط الإمداد لوحدات Viet Cong VC و وحدات الجيش الفيتنامي الشمالي في جنوب فيتنام. ( Viet Cong VC هي الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام) وكانت الإمدادات تجتاز طرق تمر عبر لاوس وكمبوديا فيما كان يعرف وقتها بممر هوشي منه Ho Chi Minh Trail وهو لم يكن -في واقع الأمر- ممراً رسمياً ولكنه كان يتألف من سلسلة من الطرق وممرات المشاة كان يتم الأختيار من بينها حسب حالة الطقس، و التضاريس، وإجتناب أنشطة عمليات الحظر الأمريكي Interdiction وحيثما أمكن، إستخدم الفيتناميون الشماليون شاحنات لنقل الإمدادات، فأصبحت هذه الشاحنات هدفاً رئيسياً للعمليات الجوية ضد فيتنام الشمالية ولاوس. وكانت وحدات المراقبة الجوية المتقدمة FAC تنطلق في ذلك الوقت من قاعدة Nakhon Phanom التابعة للقوات الجوية الملكية التايلندية. و قد تم جلب بعض الإمدادات -للمناطق الغربية من فيتنام الجنوبية- عن طريق شاحنات، ولكن الجزء الأخير من سلسلة رحلة التوريد هذه كان يقوم به حمالون، وذلك من خلال مسارات تم شقها عبر الغابة وعلى الجبال في ظل ظروف غاية في الصعوبة، وقد بذلت الوحدات الأمريكية للمراقبة الجوية المتقدمة FAC جهوداً كبيرة للبحث عن علامات تدل على الحركة في هذه المناطق الحدودية، حيث كان الفيتناميون يتخذون بعض الإجراءات من تدمير وتغيير لمعالم المسار، و التي كانت تجعل من الصعب على الأمريكيين تحديد مواقع الممرات لتدميرها. وطوال الحرب، إستخدمت فيتنام الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، قوات سرية لمراقبة ومنع عمليات الإمداد من ممر هوشي منه Ho Chi Minh
حمّالو الممر
قدم ألاف الحمالين دعماً لوجستياً بطيئاً ولكنه فَعَّال
mig29s
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المهنة : طالب هندسة كهربائيةالمزاج : هادئ التسجيل : 16/03/2015عدد المساهمات : 3959معدل النشاط : 4193التقييم : 316الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS) الثلاثاء 22 أغسطس 2017 - 14:43
عبد المنعم رياض كتب:
جزء رئيسي من الاستراتيجية الأمريكية في جنوب شرق آسيا تمثل في حظر خطوط الإمداد لوحدات Viet Cong VC و وحدات الجيش الفيتنامي الشمالي في جنوب فيتنام. ( Viet Cong VC هي الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام) وكانت الإمدادات تجتاز طرق تمر عبر لاوس وكمبوديا فيما كان يعرف وقتها بممر هوشي منه Ho Chi Minh Trail وهو لم يكن -في واقع الأمر- ممراً رسمياً ولكنه كان يتألف من سلسلة من الطرق وممرات المشاة كان يتم الأختيار من بينها حسب حالة الطقس، و التضاريس، وإجتناب أنشطة عمليات الحظر الأمريكي Interdiction وحيثما أمكن، إستخدم الفيتناميون الشماليون شاحنات لنقل الإمدادات، فأصبحت هذه الشاحنات هدفاً رئيسياً للعمليات الجوية ضد فيتنام الشمالية ولاوس. وكانت وحدات المراقبة الجوية المتقدمة FAC تنطلق في ذلك الوقت من قاعدة Nakhon Phanom التابعة للقوات الجوية الملكية التايلندية. و قد تم جلب بعض الإمدادات -للمناطق الغربية من فيتنام الجنوبية- عن طريق شاحنات، ولكن الجزء الأخير من سلسلة رحلة التوريد هذه كان يقوم به حمالون، وذلك من خلال مسارات تم شقها عبر الغابة وعلى الجبال في ظل ظروف غاية في الصعوبة، وقد بذلت الوحدات الأمريكية للمراقبة الجوية المتقدمة FAC جهوداً كبيرة للبحث عن علامات تدل على الحركة في هذه المناطق الحدودية، حيث كان الفيتناميون يتخذون بعض الإجراءات من تدمير وتغيير لمعالم المسار، و التي كانت تجعل من الصعب على الأمريكيين تحديد مواقع الممرات لتدميرها. وطوال الحرب، إستخدمت فيتنام الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، قوات سرية لمراقبة ومنع عمليات الإمداد من ممر هوشي منه Ho Chi Minh
حمّالو الممر
قدم ألاف الحمالين دعماً لوجستياً بطيئاً ولكنه فَعَّال
تشابه الاسلوب بين الثورة الجزائرية و الفيتنامية فالجزائرية على خطي شارل و موريس اعتمدة على ايصال السلاح الى حدود الخطوط المكهربة بالدواب * رفع الله قدركم * ثم يقوم الحمالون بمهمة قطع المناطق المحرمة من اسلاك مكهربية شائكة و اراضي ملغمة اما في ناحية الجنوب و هنا تنقسم الى قسمين : الحدود الليبية و التونسية كانت عبر الشاحنات(حسب رواية جدي*رحمه الله* الذي كان سائق احدى الشاحنات عند دخولها للقطر الجزائري) الحدود المالية كانت بالجمال و كان يقود عملية الامداد عبد القادر المالي ( عبد العزيز بوتفليقة) الرئيس الحالي للجزائر بواسطة الجمالة أو ما يسمى أيضا فرسان المهاري
قطع خطوط إمداد العدو AI (الدعم الجوي في العمق DAS)