ستستخدم البنتاجون صاروخا لاسقاط القمر الاصطناعي


تمكنت الولايات المتحدة بنجاح من إسقاط قمر إصطناعي فشل في القيام بمهمته،
وذلك باستخدام صاروخ انطلق من سفينة في مياه المحيط الهادي غرب هاواي
حسبما صرحت مصادر عسكرية أمريكية.
وكان لدى العسكريين الأمريكيين المسؤولين عن العملية 10 ثوان فقط لاصابة القمر الاصطناعي (يو إس ايه 193).
وكان المسؤولون يخشون أن يؤدي تسرب غاز الهيدرازين إلى إحداث أضرار
بالأشخاص والبيئة إلا أنه لم يتضح بعد ما اذا كان مخزن الوقود في القمر
الاصطناعي قد دمر.
وقد وجهت كل من روسيا والصين انتقادات لهذه العملية.
ودعت الصين قد دعت الولايات المتحدة إلى تقديم مزيد من المعلومات بشأن هذه المهمة.
وتشتبه روسيا في أن تكون العملية مجرد غطاء لتجربة تكنولوجيا جديدة للأقمار الاصطناعية بموجب برنامج الدفاع الصاروخي الأمريكي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه حدث من قبل أن سقطت مركبات فضائية
من بلدان مختلفة على سطح الأرض وتحطمت وكانت تحمل على متنها وقودا ساما من
دون ان يعد ذلك "حدثا غير عادي".
وقد نفت الولايات المتحدة أن تكون العملية رد فعل على التجربة الصينية في مجال اطلاق صواريخ يمكنها اسقاط الأقمار الاصطناعية.
ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن جوناثان بيل إن العملية الأمريكية تميزت بالكثير من الطموح.
وقد تمت العملية بعد ساعات من هبوط مكوك الفضاء أطلانطيس لازاحته بعيدا عن أية مخاطر قد يتعرض لها.
وكان القمر الاصطناعي الذي يعتقد كثير من المعلقين أنه مخصص
للتصوير الاستطلاعي، يمر وقت ضربه، فوق المحيط الهادي بسرعة 210 كيلومترات
في الساعة.

صاروخ لتدمير القمر


وكانت مصادر عسكرية امريكية قد اعلنت أنه سيتم استخدام صاروخ من نوع إس إم 3 لتدمير القمر الاصطناعي الشارد.
ولكن ليس من المعروف بعد مدى نجاح الصاروخ في اختراق خزان الوقود في القمر
الاصطناعي الذي يبلغ حجمه حجم حافلة. ويحتوي الخزان على 450 كيلوجراما من
مادة الهيدرازين السامة.
وقالت وزارة الدفاع الامريكية- البنتاجون إن المعلومات بشأن مدى نجاح الصاروخ في ضرب خزان الوقود ستصبح متوفرة بعد 24 ساعة.
وقال مسؤولون امريكيون إنه بدون محاولة تدمير خزان الوقود ومع
تدمير نظام التحكم الحراري في القمر الاصطناعي، سيتجمد الوقود السائل مما
يسمح لخزان الوقود بمقاومة الحرارة الناتجة عن اختراق غلاف الكرة الأرضية.
وفي حالة هبوط الخزان سليما على الأرض من الممكن أن يتسرب الغاز
السام فوق منطقة يقدرها الخبراء بمساحة ملعبين من ملاعب كرة القدم مما
يمكن أن يضر بصحة الكثير من الناس في حالة استنشاق الغاز الناتج.
ويتوقع الخبراء أن يسقط فوق الارض حوالي 50 في المائة من حطام القمر خلال الـ 15 ساعة الأولى بعد الضربة.
ويتوقع أيضا أن يبقى نصف جسم القمر سليما ويقاوم التفكك بفعل
الاحتكاك بطبقات الجو أثناء هبوطه بسرعة فائقة مما سيؤدي إلى نشر بقايا
القمر المحطمة فيما يطلق عليه العلماء "ممرا" عبر سطح الأرض.

تعطل القمر

وكانت آلية الاتصالات على متن القمر الاصطناعي يو إس ايه 193 قد توقفت
بعد ساعات قليلة من اطلاقه في الرابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.


وقد اعترض الأمريكيون القمر البالغ وزنه 2267 كيلوجرام على ارتفاع 240 كيلومترا فوق سطح الأرض.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قالت يوم السبت إن اختبار امكانية
تنفيذ العملية سيبدأ يوم الخميس عندما ينهي مكوك الفضاء أطلانطيس مهمته
الحالية.
وقد اصدرت الحكومة الامريكية مذكرة للطيارين ومشاة البحرية دعتهم
فيها إلى ضرورة الابتعاد عن المحيط الهادي من الساعة الثانية والنصف إلى
الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش من صباح يوم الخميس.
وكانت الصين قد أجرت في العام الماضي تجربة لاختبار صاروخ أرضي
لتدمير قمر اصطناعي في الفضاء مما أثار مخاوف دولية من سباق جديد للتسلح. وقد أكدت وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء أن هدف العملية حماية الناس من مخاطر تسرب الوقود وليس اختبار أسلحة جديدة.
ونفت الحكومة الامريكية ايضا ان يكون الهدف هو تدمير مكونات في الصاروخ 193 كما اشاعت بعض الأوساط الخارجية.