كاتب هذا المقال إما أنه ينام دون أن يحكم الغطاء!
وإما أنه يريد العبث بعقولنا عبث الطفل بالدمية!
هذا الكذاب يلعب على لحن جهلنا نحن العرب بمعتقدات اليهود والصهاينة
وأول ما يعقد عليه الخنصر في هذا الجهل هو: العقيدة اليهودية تجاه قتلاها في المعارك!
أَنَّى لصاحب ذَرْوٍ من عقل أن يصدق أن الكِيان الصهيوني يقبل أن يدخل في معركة (مدبرة) هو على علم مسبق بها، وبخسائرها الثقيلة بأيامها ودمائها كما قال ديان!
ما يضحك الثكلى، أن هذا كله مما يسمى (بالمؤامرة) ينسب إلى موشيه ديان الذي وصل إلى ما وصل إليه بسبب جولة عام 1967، واعتباره بسببها بطلا قوميا لليهود!
ترى هل عدم الرجل عقله فجأة ليقضي على تاريخه الدموي كله بصفعة مذلة مهينة على القفا ، و(شلوتين)؟!
ثم كيف يقبل صاحب القرار الصهيوني أن يدخل معركة يضيع له فيها نصف قوة سلاحه الجوي (الذراع الطولى) ، ويتوارى فيها سلاح مدرعاته من العار خجلا بعد أن نفد منه ماء الوجه!
ثم كيف يقبل أن يخرج من أرض احتلها عن عقيدة تنصُّ على أن سيناء وما وراءها من الأرض المصرية هو جزء من أرض الميعاد؟!
هل كاتب هذا المقال المستخف بعقولنا -نحن العربَ- يدري كمَّ الخسائر الصهيونية (المعلنة) في تلك الحرب؟!
أقول (المعلنة) ولا أقول الحقيقية؛ لأني أعلم يقينا أن الخسائر البشرية الصهيونية التي تعلن عقب كل نزاع إقليمي تكون بنسبة 10/1 غالبا من الخسائر البشرية الحقيقية!
مثل هذا أيضا ينطبق على خسائر المعدات والأسلحة، لكن بنسبة أقل منها في الخسائر البشرية.
والسؤال الملح الآن هو:
من يصدق مثل هذا الكذب الأصلع؟!
والإجابة: ليس إلا موتور أو أحمق!
أما الموتورون فليس لنا عليهم من سبيل، ماذا نقول لهم وقد ركب الشيطان أكتافهم وألجمهم بلجام الخيانة؟!
وأما الحمقى، فلا أجد لهم إلا قول الشاعر العربي:
لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ ~ إِلَّا الحَمَاقَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيهَا!
وأخيرا: نصيحتي للمترددين في صحة هذا المقال من عدمها، أن يطالعوا كتابين هامين في مجال العقيدة العسكرية الصهيونية:
الأول: كتاب (تاريخ الشعب اليهودي)، والذي ألفه هوارد مورلي ساشار، وقد قام على ترجمة هذا الكتاب المخابرات العامة المصرية!
الثاني: كتاب العسكرية الصهيونية (العقيدة والاستراتيجية الحربية الإسرائيلية) والذي أصدره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام عام 1974 م.
وأخيرا: أتقدم بخالص الشكر لأخي الكريم قتيبة على ما يبذله من جهد لإطلاعنا على آخر ما يقوم به الكيان الصهيوني من محاولات للعبث في عقولنا بل وفي ضمائرنا، ومحاولات أخرى موازية لتزييف حقائق التاريخ مستغلا في ذلك انصراف جماهير أمتنا العربية الإسلامية عن الثقافة ومقوماتها.