أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الجمعة 6 أبريل 2018 - 8:46
تمر اليوم هذه الفتره الذكرى الخامسة عشرة لحرب احتلال العراق بقرار أمريكي – بريطاني خارج الإرادة والشرعية الدولية مما كان له انعكاساته من قبل المجتمع الدولي من معارض ورافض ، وقد بنت الدولتان دوافعهما لشن هذه الحرب على عدة ادعاءات لم تؤيدها معظم دول العالم ، كامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل قادر على استخدامها في خلال دقائق وادعائهما ان العراق يهدد الأمن الدولي وأمن الولايات المتحدة بشكل خاص وغير ذلك من ادعاءات باطلة ، والمؤسف المؤلم أكثر لم يكن للأمم المتحدة الدور الفاعل في كبح جماح هاتين الدولتين على العكس فقد اصدرت بعد اكتمال الاحتلال الوصايا الكاملة في تفويض الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤوليتها في ترتيب الاوضاع العامة بعد الاحتلال . بعد توقف العمليات لم يثبت سلامة وصحة أيا من هذه الادعاءات بل أوضحت أمور ان هناك أطماع اقتصادية منها احتكار لإنتاج النفط العراقي والاستفادة من عائدات أعمار العراق وأهداف سياسية تحقق الهيمنة من خلال هذا البلد على البلاد العربية وإعادة تشكيلها بما يخدم ألمصالح الأمريكية وفرض الوجود الإسرائيلي والفارسي عليها أضافة إلى زيادة امنها ، كما أن هاتين الدولتين لعبت دوراً مؤثراً في حث الولايات المتحدة الأمريكية لشن الحرب على العراق لتدمير قوته العسكرية و إخراجها من حسابات القوى العربية . في هذه الذكرى الاليمة سأقوم بذكر يوميات هذه الحرب على شكل حلقات يومية حتى اكتمال احتلال العراق في 9 / 4 / 2003
الحلقه الاولى
تنفيذ العملية الهجومية الاستراتيجية الامريكية ضد العراق – الاطار العام
قُسّم تنفيذ العملية الهجومية الاستراتيجية الى اربع مراحل : -
- المرحلة الاولى .استهداف راس القيادة السياسية العراقية في 19 /3/ 2003 . - المرحلة الثانية. تبدا اعتباراً من 20 – 25 آذار / مارس 2003 . - المرحلة الثالثة. تبدا اعتباراً من 26 – 31 آذار / مارس 2003 . - المرحلة الرابعة. تبدا اعتباراً من 1 – 9 نيسان / ابريل 2003 .
قوات التحالف(المرحلة الاولى ) استهداف راس القيادة السياسية العراقية 19 /3 / 2003
قبل بدء الهجوم كان اليوم طويل على الرئيس بوش ، هل سينجح في القضاء على الرئيس صدام وعائلته بضربة واحدة ويحقق ما عجزت عنه الادارات الامريكية المتعاقبة منذ عام 1989 ، وهل ينجح في عدم خوض الحرب ضد صدام ؟ كل هذه الاسئلة تراود بوش وتمنعه عن النوم ، في هذه الاجواء المتباينة وردت معلومات عاجلة الى البيت الابيض تفيد بان موكباً دخل مزرعة الدورة الخاصة بعائلة الرئيس صدام حسين في التاسعة والنصف مساءً (بتوقيت واشنطن) كانت رايس والناطق باسم البيت الابيض ومعهم بعض الموظفين يتحلقون حول التلفزيون ، بدأت ترد تقارير بان صافرات الانذار تدوي في بغداد تبعها إطلاق نار من أسلحة مضادات الطائرات . ففي الساعة 0430 (بتوقيت بغداد) يوم 19 آذار /مارس 2003 قامت القوات الجوية الامريكية بتوجيه ضربة صاروخية (40 صاروخ كروز تماهوك من اربع سفن حربية متمركزة في البحر الاحمر )، بينما اسقطت مقاتلات الشبح F-117) ) على مجمع الدورة قنابر موجهة بالأقمار الصناعية اقلعت من القواعد الجوية في قطر وعُمان ، اطلقت عليها عملية( قطع الراس ) استهدفت الرئيس صدام حسين وعائلته واهداف مختارة بقرار الرئيس بوش بعد ان ابلغت المخابرات المركزية الامريكية ان الرئيس صدام حسين مختبئ في احد هذه الاهداف ، بهدف سرعة أنهاء العملية العسكرية قبل ان تبدء .
استهداف راس القيادة السياسية العراقية
بعد انجار الضربة الجوية لأهدافها بدأ بوش بألقاء خطابه قائلا (المراحل المبكرة من جهود العسكريين ضد صدام حسين بدأت للتو) ودون اية تفاصيل اخرى .
في الحادية عشرة ليلا ، جاءت معلومات بان الطائرات المغيرة عادت الى قواعدها سالمة وقبل دقائق على منتصف الليل في واشنطن الثانية ظهراً في العراق ورد تقرير من مقر ال (C.I.A) في السليمانية شمال العراق يقول ( ان المخبر الرئيسي افاد بان صدام حسين ونجليه قصي وعدي ، كانا في المزرعة عندما سقطت القنابر والصواريخ عليهما لكنه لا يعرف النتيجة ) ، قبل الفجر في واشنطن ( بعد الظهر في العراق) ورد تقرير ثان ( لا معلومات عن وضع صدام وولديه ، احد نجلي صدام لم نعرف ايهما خرج صارخاً : لقد خانوك واطلق النار على احد الحراس في ركبته ، النجل الاخر خرج من بين الحطام مغطى بالدماء وبدأ مشوشاً ، ليس واضحاً ان كان دمه ام دم غيره ، صدام اصيب وفق احد المخبرين وتم انتشاله من تحت الركام ، كان لونه ازرق ، اعطوه اوكسجين ووضعوه على حمالة ثم ادخلوه سيارة إسعاف ...انتهى التقرير) .
اليوم الاول للعمليات 19 / 3 / 2003
عند الرابعة والنصف صباحاً بتوقيت واشنطن اتصل جورج تينيت مدير وكالة المخابرات الامريكية C.I.A بغرفة العمليات في البيت الابيض وقال للضابط المسؤول باننا نلنا منه (سيل من الشتائم القذرة) ، ولكن لم يكن الامر اكيد بعد وبدا وكان الرئيس صدام حسين قد نجا ، ورد خطاب من على شاشة التلفزيون العراقي يوبخ بوش ويصفه واركان إدارته بألفاظ اقسى مما قاله جورج تينيت لبوش موضحا ان الرئيس صدام قد نجا ، وبعد فحص دقيق لمزرعة الدورة من قبل الاستخبارات الامريكية بعد احتلال العراق ، لم يتوصلوا الى نتيجة منطقية ان الرئيس صدام ونجليه كانوا في الدورة ليلة قصفها .
وبفشل تحقيق أهداف هذه الضربة قامت قوات التحالف يوم 20 آذار / مارس 2003 بشن العملية الهجومية الاستراتيجية التي اطلقت عليها ( حرب حرية العراق ) دون التمهيد لها بضربات جوية شاملة كما اعتادت في حربي الخليج الثانية وكوسوفو ، بدأت العملية من كافة الاتجاهات الاستراتيجية كما خطط لها عدا الاتجاه الشمالي بسبب مستجدات الظروف السياسية مع تركيا مما أدى الى عدم دفع الفرقة الالية الجبلية الرابعة الى شمال العراق حيث استعيض عنها لاحقاً باللوائيين 173،194 المنقولة جواً من المسرح الاوربي الى العراق مباشرة . بعد منتصف هذه الليلة ولفجر اليوم التالي شنت المئات من الطائرات القاصفة والمقاتلة الامريكية والبريطانية هجومها الوحشي على بغداد وبعض الاهداف الاخرى خارجها ، مع سلسلة طويلة من ضربات بالصواريخ الجوالة بلغ عددها 1000 صاروخ مع 550 مقذوف متنوع الاغراض موجهة بالليزر تراوحت اوزانها ما بين 1 – 9 طن اطلقتها الطائرات ، لقد شعر سكان بغداد وكان السماء انطبقت عليهم من هول الصدمة ،
في ذات الوقت خرج الرئيس الامريكي بوش من على شاشة التلفزيون ليعلن بدء الحرب على العراق اسماها (حرب حرية العراق) ، ثم أكد بعده رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مشاركة القوات البريطانية بهذه الحرب العدوانية . وبشكل غير متوقع باشرت القوات البريطانية والامريكية هجومها المباشر على مدينة ام قصر العراقية ومع انزال بحري على الميناء الواقع على خليج عبد الله مدخل الخليج العربي للعراق ، وكان الهجوم مباغتا للقيادة العراقية ، التي كانت تتوقع ان يكون بعد 3 – 5 ايام من الشروع بالعمليات الجوية .
القوات العراقية
قامت القوات العراقية بإدارة عملية دفاعية استراتيجية حيث تمسكت بالمدن الرئيسة والاهداف الحيوية والاستراتيجية دون التمسك بالدفاع عن الحدود الدولية في محاولة لجذب قوات التحالف الى قتال المدن لتأخير تقدمها وأحداث أكبر خسائر بها ( وكان ذلك رأي القيادة السياسية العراقية حسب وجهة نظرها باعتبار ذلك الحل الانسب في ظل التفوق الساحق لقوات التحالف الذي بلغ أكثر من 1 :50 لصالح العدو ) بما سيؤثر على معنوياتها ثم العمل على استنزافها ومحاولة منعها من السيطرة الكاملة على العراق وبالتالي ستضطر الى ايقاف القتال والتفاوض ويعتبر العراق منتصراً في الحرب !!!!. اما الاعتقاد السائد لدى قوات التحالف هو عدم مواجهة مقاومة عراقية في الجنوب وسوف يستقبلهم الشعب العراقي في هذا الجزء بالأحضان والزهور كما صور لهم ذلك المعارضون للنظام في الخارج ولكن حدث العكس تماما مما اربك خطط القيادة العسكرية الامريكية أضطرها الى تعزيز قواتها بقوات إضافية لاحقاً . من جانب القوات النظامية العراقية على الرغم من التصدي الملحمي و البطولي الذي قامت به في كافة قواطع العمليات كما سيتضح ذلك لاحقاً الا ان هذا لم يؤثر على النتيجة النهائية للمعركة في ظل التفوق الساحق لقوات التحالف كما اشرت وغياب التنسيق والتعاون وفقدان مبدأ القيادة والسيطرة ومبدأ وحدة القيادة بعد ان تسبب القصف الجوي والصاروخي المعادي الى قطع المواصلات أضافه الى التشويش الايجابي على المواصلات اللاسلكية وغير ذلك .
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الجمعة 6 أبريل 2018 - 8:59
استكمالا لما بعد المرحلة الرئيسة الاولى التي استهدفت راس القيادة السياسية العراقية فجر يوم 19 / 3 / 2003 التي بينتها في الحلقة الاولى ننتقل للمرحلة الرئيسة الثانية في المقال الاتي مع التقدير
الحلقه الثانيه
الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي
قوات التحالف
قامت قوات الضغط المباشر المتمركزة في الكويت والمؤلفة من القوات البريطانية والامريكية باختراق الحدود العراقية الكويتية وحققت ما يأتي : - • نجاحات بسيطة في كل من أم قصر – الفاو ، كما استولت على جزء من آبار النفط لكنها واجهة مقاومة عنيفة أمام دفاعات البصرة والزبير وابو الخصيب وام قصر . • لم تستطيع القوة المهاجمة تحقيق نجاحات في التوقيتات المحددة لها بسبب المقاومة الغير متوقعة التي كانت مفاجئة لقوات التحالف حيث كانت تعتقد بترحيب مواطني الجنوب العراقي كما صورتها لهم المعارضة العراقية . • فشل التنسيق ما بين القوات البريطانية والامريكية ادى الى ترك القوات البريطانية لتكون مسؤولة عن عمليات الجنوب وثم سحب الفرقة الاولى ( مشاة اسطول أمريكي ) لتنظم الى القوة الامريكية المخصصة لعملية الاحاطة والتطويق الرئيسة (عملت قوات التحالف على احاطة وتطويق المدن العراقية دون الاشتباك مع القوات العراقية كما كان تخطيط القيادة العراقية لإيقاع خسائر بها ) باتجاه بغداد .
• احتلال مينائي البكر والعميق
• استولت القوات البريطانية يوم 23 آذار /مارس على قاعدة الوحدة ( الشعيبة ) الجوية والمطارات الثانوية القريبة منها رغم شدة المقاومة العراقية .
القوات العراقية
الفكرة العامة للعمليات الجنوبية العراقية كانت مبنية على قتال العدو في المناطق التي تساعد على الاختفاء ، وسحب القطعات المعادية وقتالها قرب او داخل المدن والابتعاد عن الاراضي الصحراوية والمكشوفة للتفوق الجوي المعادي الواسع فوق ساحة العمليات ، في نفس الوقت زرع حقول الالغام وإجراء التخريبات كلما كان ذلك ضرورياً لا يقاع أكبر الخسائر بالعدو بالتركيز على قطعات المشاة لمقاتلة الغزاة في المواضع الدفاعية المتعاقبة وداخل المدن باستخدام القاذفات والبنادق والرشاشات .
الفعاليات القتالية
- اندفعت القطعات الغازية بالساعة 0700 يوم 20 / 3 / 2003 وتصدى لها في بداية الامر مقاتلو الحزب في سفوان ومقاتلو لواء المشاة 426 المسؤول عن حقل الرميلة الجنوبي وقسم من الرقطة ، وقد توقفت القوات الامريكية والبريطانية لوقت قصير امام دفاعات هذا اللواء قبل وصولها حقول نفط الرميلة الجنوبي وكانوا مرعوبين وخائفين ، وقد تمكن اللواء 426 من تدمير عدد من المدرعات الغازية أمام الحافة الامامية لدفاعاته ، استمر اللواء المذكور بالدفاع ومقاتلة العدو طيلة نهار 20/ 3 / 2003 وأحرق خنادق الدخان الاسود لأحداث مظلة من الدخان لحماية بعض قطعاته من الغارات الجوية المكثفة ، في البداية اعتقد العدو بان العراقيين احرقوا آبار النفط واذاعوا ذلك في وسائل إعلامهم ، بعد ذلك جرى سحب اللواء من حقول الرميلة الجنوبية وانفتح الى الخلف قرب البرجسية مع وحدات اللواء المدرع / 41 ، وقد تكبد اللواء بعض الخسائر في قوته القتالية من الشهداء والاسرى والجرحى . بعد انسحاب لواء المشاة /426 أصبح جزءً من الموضع الدفاعي الواسع المتمركز فيه اللواء المدرع / 41 من الفرقة / 51 ، استمر العدو بالتماس مع اللواء المذكور معقباً تراجعه الى الخلف مما اثر كثيراً على قطعات اللواء المدرع /41 وتمكن العدو من تدمير عدد اضافي من دبابات وعجلات اللواء في عموم البرجسية وجنوب الشعيبة للتفوق الكبير بالطائرات التي سيطرة على اجواء المعركة بالكامل رغم الدفاعات الجوية واشعال النيران في خنادق النفط الاسود التي احدثت سحابة من الدخان الاسود فوق قطعاتنا لكنها لم تكن كافية ولم تؤثر على فعاليات العدو الجوية ، في هذه الاثناء دفع العدو رتلاً مدرعاً بموازاة طريق البصرة – الناصرية القديم مستهدفا الوصول الى الناصرية ثم بغداد . - نجحت قوات المنطقة الجنوبية الممثلة بقطعات الفيلق الثالث الفرقة 51 والفرقة 11 والفرق 18 بألويتها واحتياطاتها في تأسيس التماس مع العدو والاشتباك بمعارك مباشرة ومحاولة جر العدو الى مناطق قتل منتخبة سلفاً باستخدام جميع الاسلحة الساندة والصاروخية ( عدى الاسناد الجوي والبحري ) في الدفاع عن جميع المدن والاهداف الحيوية والاستراتيجية ( عدا آبار النفط ) التي تركتها القوات العراقية دون تدمير . - استطاعت الفرقة الالية 51 (قائدها اللواء الركن خالد الهاشمي) تلقين العدو درساً لا ينساه في بداية المعارك مع العدو في مناطق حقل الرميلة الجنوبي والبرجسية والمنطقة المحصورة بين الزبير وسفوان وعلى الطريق الزبير – ام قصر .
- في شهاده لقائد الفرقة 51 ، ((عندما اندفع الرتل الثاني للعدو باتجاه الناصرية كانت له بالمرصاد فرقة المشاة/ 11 ومنظمات حزب البعث والعشائر وفدائيو صدام وكبدوهم خسائر جسيمة ، لقد اعطت فرقتي للأيام الاولى من الحرب 320 شهيد وضعفي هذا العدد جرحى وثلاثة اضعاف العدد مفقودين اضافة الى تدمير 120 دبابة وناقلة واستمر مقاتلي الفرقة في قتالهم البطولي واستشهدوا في مواقعهم القتالية دون ان يغادروها ) . - وفي شهادة للكاتب الامريكي (ريتشارد لوري) حول الكمين الذي استهدف سرية الادامة ( تاراوا ) من قبل القوات العراقية جاء فيه ما يأتي ( يبقى يوم 23 آذار/مارس 2003 في الذاكرة الامريكية لما جرى لسرية الادامة ( تاراوا ) الدموية في الناصرية، حيث قام 33 مقاتلا في سرية الادامة 507 التابعة للجيش الامريكي بدفع قافلة من عجلات الادامة على طريق البصرة – الناصرية – السماوة ، خلال الدفاعات العراقية الموجودة في هذه المدينة الصحراوية القديمة وحولها لتأمين الجسور الشرقية على هذا الطريق عبر الناصرية ، لأهميتها الحيوية لخطط قوات المارينز للهجوم على بغداد ، مما ادى الحظ العاثر لهذه القافلة الى الوقوع في كمين نصبته القوات العراقية بعد سلسلة من القرارات الامريكية السيئة ادت الى الوقوع في هذا الكمين ، كما ليس هناك الكثير منا الذي لا يعرف قصة كمين (جيسيكا لينش) ،وعملية الانقاذ اللاحقة لها ضمن هذه السرية .
وقد شعر معظم الأمريكيين حينها بالرعب إزاء هذه الاخبار ومشهد الجنود الأمريكيين الشباب الذين يتم استجوابهم من قبل خاطفيهم العراقيين. كانت (جيسيكا) وزملائها السجناء محظوظين. بعد ان لقى 11 جنديا مصرعهم في الكمين صباح هذا اليوم، وفقد ثمانية عشر من جنود المارينز حياتهم بعد ظهر هذا اليوم .
معركة ام قصر
في نفس اليوم 20 / 3 / 2003 اندفع رتل بريطاني مدرع على محور العبدلي – سفوان – هدفه الوصول الى ام قصر واحتلالها بغرض تامين قاعدة امينة لعمليات الانزال البحري الواسعة ، التي ستقوم بها قوات بحرية بريطانية وامريكية في وقت لاحق للسيطرة الكاملة على منطقة الخليج العربي خاصة موانئ أم قصر – خور الزبير – ومنطقة الفاو .
- لقد تصدى لهذا الرتل لواء مشاة 45 التابع للفرقة 51 بقيادة العقيد الركن علي خليل العلواني (استشهد لاحقاً على ايد المليشيات الايرانية في بغداد عام 2006 ) من أدارة معركة دفاعية راقية صدمت المهاجمين وخارج تصورهم بل خارج تصور القيادة العراقية التي دفعت بهذا اللواء في مدينة ام قصر قبل 72 ساعة فقط من بدء الهجوم ( تمت المناورة بهذا اللواء يوم 16 / 3 / 2003 من قاطع فرقة المشاة / 11 في الناصرية الى ام قصر واصبح بأمرة الفرقة الالية / 51 ضمن قاطع الفيلق الثالث ) ، بحيث لم تتمكن القوات البريطانية احتلال ام قصر سوى أكتاف سواحلها بعد اسبوعين من القتال واستمر هذا اللواء في الدفاع عن ام قصر حتى الايام الاخيرة من المعركة بالرغم من استخدام جميع الاسلحة المعادية ضده وهو لا يملك سوى استخدام مفردات التعبئة الصغرى واللامركزية في اتخاذ القرارات وبتصرف بطولي نادر اذهل الاعداء وقد اعترف بذلك الجنرال تومي فرانكس ، مما حضي بتكريم رئيس الجمهورية بأعلى اوسمة الشرف والانواط العسكرية وهو لايزال في موضعه الدفاعي ولا يعلم بهذا التكريم لحين انسحابه مع انسحاب قطعات الفيلق الثالث يوم 6 نيسان 2003 بعد تطويق البصرة في المرحلة الرابعة من المعركة .
- في شهاده لاحد ابطال القوة البحرية العراقية ذات الامكانيات المحدودة يقول ( مع بدء المعركة تمكنا من اطلاق رشقات من الصواريخ البحرية سطح – سطح تجاه القطع البحرية المعادية واصابة احداها ويعتقد انها بريطانية واخرى باتجاه الكويت حيث اصابة منطقة الاحمدي التي تتواجد بها القوات الامريكية وكذلك تم استهداف احد المراس الكويتية والحاق اصابة مباشرة فيه ، اما موضوع زرع الالغام البحرية فقد تأخرت بحريتنا كثيرا بذلك ، حيث صدرت الاوامر بالمباشرة بالزرع يوم الاربعاء مع بدء الهجوم عندها تحركت اربع قطع بحرية الى المنطقة المحددة وعندما كنا على وشك المباشرة بالزرع اثار ذلك ريبة العدو وطوق القطع البحرية المكلفة بالواجب ومنعها من الحركة ورغم ذلك تمكنا من بث الالغام البحرية رغم القصف المدفعي المعادي ونحن نرد عليه حتى نفذت آخر اطلاقة لدينا وقام العدو باسر جميع القوة . - قامت عناصر من القوات شبه العسكرية (من جيش القدس وفدائيو صدام ) شن عدد من الهجمات المقابلة الناجحة لاستعادة بعض المناطق المستولى عليها في ام قصر والفاو والبصرة . - المقاومة العراقية الشرسة فاجأت قوات التحالف ولم تتوقعها ، كما ان عدم توفر معلومات لدى قوى التحالف عن القوات شبه العسكرية سبب لها العديد من المشاكل خلال هذه المرحلة من العمليات .
مجمل الفعاليات ليوم 20 / 3 / 2003
-كانت غاية قوات الاحتلال تثبيت قطعات الفيلق الثالث والبحرية واحتلال البصرة وما حولها ثم الاندفاع باتجاه الناصرية برتل رئيس ومحاولة إيقاع اكبر ما يمكن من الخسائر بالقطعات العراقية المدافعة عن البصرة وتطوير ذلك باتجاه طريق البصرة – القرنة عبر طريق المدينة – الرميلة الشمالي – القرنة ، في نفس الوقت التدخل في ترتيبات القوة البحرية التي تدافع في الفاو – البصرة بالتنسيق مع اللواء الالي /31 المفتوح في منطقة حمدان وابو الخصيب . - الرتل البريطاني متوقف خارج ام قصر بفضل صمود اللواء / 45 وبعض قطعات القوة البحرية ، ولم يتمكن العدو من إنزال قطعاته من البحر . - توقف رتل الدريهمية – البرجسية بفضل صمود قطعات اللواء الالي/ 32 واللواء المدرع / 41. - توقف قطعات العدو غرب البصرة ولم تتمكن من الحركة باتجاه حقول نفط الرميلة الشمالي رغم افتقار المنطقة من القطعات المدافعة ، لأنها أراضي صحراوية يصعب الدفاع فيها سيما ان الغزاة لديهم سيادة جوية . - غارات جوية وصاروخية مكثفة على بعض الاهداف الحيوية والمهمة في القاطع الجنوبي ، منها قصف مقرات القيادة العسكرية الجنوبية داخل البصرة وضرب مقر الفيلق الثالث في الدير وقيادة القوة البحرية في المعقل وبعض المقرات الحزبية والامنية داخل المدينة ، وكذلك مقر الفيلق الرابع في العمارة ومقر فرقة المشاة / 11 في الناصرية ، كما تعرضت مواقع القواعد البحرية في خور الزبير والفاو الى قصف مستمر بالطائرات ، وقامت طائرات التحالف بعمليات تجريد الطرق والجسور التي تربط محافظة البصرة وذي قار وميسان ، وقد تمكنت الدفاعات الجوية الجنوبية في اليوم الاول اسقاط طائرتين الاولى فوق الزبير والثانية قرب الدير .
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:14
استكمالا لما سبق في الجزئيين الاول والثاني من كتاب (حرب احتلال العراق 2003 ) من انتصارات حققها الجيش النظامي العراقي والقوات شبه العسكرية في جنوب العراق ، نستذكر في هذا الجزء الادوار المهمة لقواتنا المسلحة في ظل التفوق الهائل للقوات الغازية .
الحلقه الثالثه
حركة القوات في المناطق الجنوبيه الوسطى
قوات التحالف
تقدمت قوات الفيلق الخامس الامريكي بعد اختراق الحدود العراقية الكويتية بالاندفاع شمالا باتجاه محافظة ذي قار (الناصرية) ومنها تفرعت الى فرعين رئيسيين ( قوة ضغط المباشر ) وقوة ( الاحاطة والتطويق ) مع تجنب المرور بالمدن الرئيسة بل الاكتفاء بمحاصرتها وأسقاطها مع استمرار القصف الجوي والصاروخي لبغداد وكما يأتي : -
قوة الضغط المباشر 20 آذار /مارس 2003
- تقدمت قوه من عناصر الفرقة الثالثة الالية (المارينز ) باتجاه الناصرية وتعرضت لقتال شرس اوقعها خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات ومع ذلك نجحت قوات التحالف من الاستيلاء على جسرين على نهر الفرات الا ان القوات العراقية نجحت في استردادهما . - في 21 / 3 أقامت قوات التحالف عدد من الجسور الميدانية على نهر الفرات رغم القتال الشديد بين الجانبين مما ادى الى وقوع خسائر واسرى في صفوف القوات الامريكية ، ادى ذلك الى تكثيف الاسناد الجوي سواء بالمقاتلات او طائرات الهليكوبتر المقاتلة بغرض احكام السيطرة حول الناصرية ومنع القوات شبه العسكرية من التدخل الا ان تدخلها كان بشكل جزئي في يوم 22 / 3 . - في يوم 23 / 3 تمكنت عناصر من الفرقة الاولى ( مارينز ) عبور نهر الفرات تمهيداً للتقدم باتجاه الشطرة .
قوة الاحاطة والتطويق
- تقدمت عناصر الفيلق الخامس الامريكي من التقدم باتجاه الناصرية وتخطت المقاومة فيها ووصلت الى المثنى ( السماوة ) يوم 21 /3 / 2003 . - نجحت الفرقة الثالثة ، والفرقة الاولى مارينز من الفيلق الخامس والفرقة 101 خلال يومي 22 ، 23 ، الوصول الى النجف وتم تطويق المدينة وعزلها دون دخولها بسبب الدروع البشرية التي شكلها ابناء المحافظة . - عواصف رملية كثيفة وانخفاض شديد بمدى الرؤيا ادى الى صعوبة عمل القوات البرية والجوية نتج عنه بطئ في تقدم القوات ، وضمن اساليب الحرب النفسية صرح الجنرال (تومي فرانكس) بان قواته ستأخذ وقفة تعبويه لمدة ثلاثة ايام بغرض أعادة التنظيم لحين و صول قوات إضافية اخرى لكن بعد فترة قصيرة ظهرت القوات الامريكية على مشارف كربلاء التي تبعد (80 كلم عن بغداد ) .
(في مثل هذ الظرف كان المفروض بالقوات العراقية وهي ترى التقدم السريع لقوات التحالف التدخل والتأثير على رؤوس الارتال المتوقفة لعدم تمكن اسنادها جواً بسبب مدى الرؤيا المنخفض جداً ، الا ان مواقعها حول المدن منعها من أتخاذ اي اجراء يهدد القوات الامريكية كان يمكن لهذا الاجراء ان يؤثر على نتيجة المعركة بعد تأخيرها ...وتأكيدا لرايي كان الرئيس صدام حسين شخصيا يوجه الفدائيين والمقاومة العراقية من استهداف رؤوس الارتال لأرباك خطط العدو ).
القوات العراقية
في صباح يوم 21 / 3 / 2003 اندفعت القوات البريطانية تساندها قوات امريكية تجاه حقول الرميلة الشمالي ومحاولة المحمولين جواً السيطرة على مطار البصرة للتأثير على القطعات العراقية التي تدافع عن البصرة والاحاطة بها من الشمال والتأثير على قطعات الفرقة المدرعة السادسة ، وقد تمكنت القطعات البريطانية من السيطرة على مطار البصرة ووصلت الى الحافة الجنوبية لحقول نفط الرميلة الشمالي ، تصدى لهم لواء مغاوير الاول من الفيلق الثالث وقاتلهم ببسالة ولم يسمح لهم الدخول الى الرميلة الشمالي رغم التفوق الكبير لقوات العدو وقواته الجوية . الايام 20و 21 و22 آذار 2003 قاتلت الفرقة الالية/ 51 ومعها جيش الحزب ولواء من جيش القدس قوات الاحتلال في مناطق جنوب غرب وجنوب البصرة ، خاصة حقول الرميلة الجنوبي والبرجسية ولدريهميه وام قصر والزبير قاتلت بكل رجولة وشموخ ولم تسمح لهم بالمرور سريعاً والوصول الى البصرة وتوقف العدو ودخل مع الفرقة في معارك برية كبيرة لكنها غير متوازنة نظراً للتفوق الفني الواضح للعدو بعد فرضة سيادة جوية مطلقة على العمليات الجنوبية . - لم تواجه القوات العراقية قوة الاحاطة والتطويق بعد عبورها الحدود العراقية الكويتية بكثافة من الحركة لانعدام الغطاء الجوي العراقي وقلة القوات البرية وانكشاف المنطقة لكنها اكتفت ببعض الهجمات المحدودة وحرب العصابات ضد جوانب ومؤخرات قوات التحالف بإسناد فدائيو صدام وجيش القدس رغم اهمية مواجهة هذه القوات باعتبارها قوة الضربة الرئيسة تجاه العاصمة بغداد . - دافعت قوات الفرقة / 11 العراقية باستماته عن مدينة الناصرية ونجحت في القيام بهجوم مقابل استعادت فيه جسري نهر الفرات وبعد مواجهتها بزخم عالي من قوات التحالف اضطرت الى تدميرهما ، كما اسقطت طائرة أباتشي أمريكية يوم 23 اذار ، وقد استمر دفاعها هذا لأكثر من سبعة ايام بعد ان صبوا عليهم مختلف الاسلحة الفتاكة.
- كما قاتلت القوات العراقية قتالا شديداً بالدفاع عن مدينة النجف ساندها في ذلك القوات شبه العسكرية من الفدائيين وجيش القدس ومليشيات حزب البعث العربي الاشتراكي وقد أستشهد القائد الحزبي المسؤول عن هذه المدينة (الرفيق نايف شنداخ ومستشاره العسكري اللواء الركن زيد جواد ) وهم يواجهون القوات الامريكية . - كما دافعت القوات العراقية دفاعاً مستميتاً عن مدينة المثنى ( السماوة ) لكنها لم تنجح في منع قوات التحالف من عبور النهر ومسك راس جسر مهم في هذه المنطقة . - الرئيس العراقي يشيد عبر خطابه في 24 أذار بأداء القوات المسلحة والحزب وجيش القدس والفدائيين والفرقتين 11 ، 51 وبعض الالوية والافواج واللواء البحري في ام قصر بالأسماء. - تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إصابة طائرة بريطانية الا انها سقطت قرب الاراضي الكويتية العراقية ، كما اعلن عن فقدان طائرتين امريكية بسبب العواصف الترابية الشديدة .
المقاومة العراقية
في 23 و24 / 3 / 2003 اشتد دور المقاومة العراقية الباسلة في محافظتي البصرة والناصرية وكان لها الاثر البالغ على خطط ونوايا العدو التي كانت تستهدف الوصول الى بغداد يوم 25 /3 ولغاية 30/ 3 بعد دفعها بتعزيزات كبيرة أخرى باتجاه البصرة والناصرية ( تم سحبها من الارتال الرئيسة المتوجهة الى بغداد ) وعليه توقفت الارتال الامريكية الامامية في السماوة والرحبة للفترة من 23 – 30 /3 لكون قطعاتهم لا تكفي للاستمرار بالحركة باتجاه بغداد ويجب عليهم اكمال عملياتهم في البصرة والناصرية قبل بغداد ، مما اضطروا الى تغيير خططهم بعد صمود العراقيين الابطال من ابناء البصرة والناصرية تساندهم قوات الفيلق الثالث والقوة البحرية .
الاتجاه الاستراتيجي الشمالي
قوات التحالف
لم يشهد هذا الاتجاه تزامناً مع الاتجاهات الجنوبية والوسطية كما مقرر له في خطة الهجوم لغاية يوم 27 آذار 2003 بسبب ممانعة تركيا من استخدام اراضيها للتحشد وهذ موقف مشهود من تركيا تستحق الشكر عليه ناهيك انها لم تعلن عنه مسبقا مما اربك القوات الامريكية ايما ارباك ازعج حكومة الكويت ذلك وفورا صرح مسؤول كويتي باستعدادها لاستقبال الفرقة الرابعة الجبلية بدلا من تركيا ، لذلك عدلت الخطة الامريكية في هذا الاتجاه بتكوين تحشد قتالي محدود من اللواءين 173 ، و 194 المظليين بالتعاون مع عناصر من القوات الخاصة والمليشيات الكردية (البيشمركة ) التابعة الى الحزبين الوطني الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكردستاني ،(في هذا الصدد تم الاستيلاء على عدد من القواعد الجوية والمطارات الثانوية واراضي النزول في المنطقة وتهيئتها لنقل القوات والتجهيزات الامريكية ، ثم عزل مدينتي كركوك والموصل والاستيلاء على آبار النفط وشل فاعلية منظمات جماعة أنصار الاسلام الكردية صاحب هذه الاعمال أسناد جوي مركز للأيام 21 ،22 ،23،24 آذار/ مارس 2003 .
القوات العراقية
تعرضت مقرات الفيالق الاول والثاني والخامس في مسارح العمليات الوسطى والشمالية وبعض مقرات الفرق المرتبطة بهم لقصف جوي غير اعتيادي ، علماً ان جميع المقرات انفاً متروكة وتم إشغال المقرات البديلة غير المعلومة للعدو وعملائه . وقد أستمر تمسك القوات العراقية بمواضعها الدفاعية ولم تقم بأية أعمال قتالية رغم تفوقها العددي على قوات التحالف في هذا الاتجاه ورغم سوء الاحوال الجوية ويرجح السبب كما تدعي القيادة العراقية الى عدم توفر غطاء جوي عراقي أضافة الى مسؤولية ادارة المعركة وفقا لخطة اعدت مسبقاً دون الاشارة الى امكانية التغييرات في المواقف والمستجدات خاصة منح قادة المناطق صلاحية اتخاذ القرار المناسب لا مركزيا وفقا لتصورهم الاني مما ضيع فرصة ذهبية مهمة لقيادتي الفيلق الاول والخامس في استغلال المستجدات وتأخر وصول القوات الامريكية حتى 27 أذار 2003 وضعف قوات (البيشمركة) التي كانت تنتظر وصولها ثم سوء الاحوال الجوية في كل ارجاء العراق القيام بأجراء تعديل على الخطة يمكن ان تربك المحتل لحد كبير جداً في الاتجاهات الاخرى بل حتى يزيد من حجم خسائره وعليه لم يتم أتخاذ موقف مغاير للخطة الموضوعة وهو الدفاع عن المدن فقط وكان المفروض اجراء تداخل في صفحات القتال بناءً على قواعد العلم العسكري ومبادئ الحرب ، كالقيام مثلا تخطي المواضع الدفاعية الموضوعة الى العمق الشمالي والتمسك ببعض المحافظات الشمالية وارباك خطط العدو في الجنوب لان على ما يبدوا ان القيادة العراقية كان في اعتقادها ان العدو سيهاجم بزخم عالي من شمال العراق وحدث العكس لكنها لم تتحذ اي اجراء نتيجةً لذلك مما جعل العدو مطمئناً لعدم التبدل هذا . ( الراي الذي ممكن ان يقال في مثل هكذا ظروف ان تبادر القيادة العراقية فورا بتعديل ولو جزئي لخططها الدفاعية والاستفادة من العواصف الترابية الشديدة وضعف مدى الرؤيا الى الصفر التي استمرت 3 ايام ، وقد يكون الباري العزيز القدير هيئها للقيادة العراقية لكي تتخذ اجراء مناسب لكونها عواصف رملية غير مسبوقة سابقاً احالت النهار ليلا قاتما ، بالقيام بدفاع تعرضي على المحاور الجنوبية والوسطى والشمالية لتعديل ميزان القوى الذي اصبح شبه متعادل في هكذا ظروف لكننا لم نلاحظ اي تعديل بل استفاد من الامر القوات الامريكية حيث زادت من زحفها باتجاه كربلاء والنجف ).
الاتجاه الاستراتيجي الغربي
قوات التحالف
تواجدت مسبقاً عناصر خلف الخطوط من العملاء الامريكان وحلفائهم والبعض الاخر من العراقيين العسكريين ممن كانوا في المعارضة بشهادة اللواء محمد عبد الله الشهواني ( رئيس المخابرات السابق بعد 2003 ) حيث أكد ان حوالي 400 عنصر عراقي ومعهم أمريكان من الفرقة 82 ( المجوقلة ) انتشروا في الصحراء الغربية العراقية قبل بدء شن الحرب قاموا بممارسة انشطتها بشكل علني أحياناً باستخدام عجلات استطلاع خفيفة وطائرات هليكوبتر لتثبيت أجهزت الدلالة والاتصالات تمهيداً لإنزالات جوية لاحقة في هذه المنطقة ، ففي 21 آذار( مارس ) قامت القوات الامريكية بعملية أنزال جوي من الفرقة 82 تم بموجبه الاستيلاء على منطقة الرطبة و قاعدة الوليد وسعد الجويتين والمطارات الثانوية التابعة لهما ، كما قامت هذه القوات الاستيلاء على مدينة القائم وعانه وحديثه وسيطرة على مداخل الحدود السورية والاردنية الى العراق للإحباط اية عمليات أسناد او تسلل اليهما ، وتمكنوا من السيطرة الكاملة على سد حديثة واندفاع بعض قطعاتهم المجهزة بمدرعات ( برادلي) باتجاه مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين وتمكنوا بعد أقل من يومين من احتلال ميدان التدريب التعبوي الخاص لتدريب قطعات الصنف المدرع في الثرثار ، وقد تصدى لهم مقاتلون من صنف الدروع بعدد قليل استشهد البعض منهم واسر البعض الاخر، كذلك سيطر العدو على معظم مناطق عكاشات / الرطبة / الكيلو 160 / المحمديات ، وقد اشتبك معهم في ضواحي مدينة الرمادي مقاتلو اللواء المدرع ابن الوليد وفرقة جيش القدس في الانبار وعدد من مقاتلي الحزب ، ولم يتمكن العدو في بادئ الامر الوصول الى الرمادي، واستمرت المعارك بين العراقيين والغزاة والعملاء للفترة من 20 / 3 / 2003 – 10 / 4 / 2003 ، الا ان انهيارات دفاعات بغداد واحتلالها من قبل العدو الامريكي ادى الى التأثير السلبي على معنويات العموم في القوات المسلحة .
القوات العراقية
لقد ابلى اللواء الركن محمد ثميل جرباوي قائد قاطع الانبار مثالا حياً في القتال ودفاعاً مستميتاً عن محافظة الانبار ،وشارك في التصدي للعدو معه حشد العشائر والحزب وجيش القدس بقيادة اللواء الركن إسماعيل الراوي ورديفه العميد الركن سمير العكيدي. على العموم كانت الاعمال القتالية للقوات العراقية ليست ذات قيمة تعبوية في المنطقة واسعة الانتشار لافتقارها الى الغطاء الجوي لكونها اراضي صحراوية مكشوفة لا تصلح لعمل القوات أضافة الى ذلك لا تواجد قوات نظامية منتشرة فيها سوى لواءين مشاة آلي للدفاع عن الرمادي والنجف أضافة الى القوات شبه العسكرية المشار اليها داخل وحول المدن الرئيسة والتي هي الاخرى لا تستطيع الحركة و العمل في مثل هذه الظروف وعليه تم احتلال ثلث مساحة العراق في المنطقة الغربية بالأيام الاولى من المعركة ، في هذه الاثناء صرح الرئيس صدام حسين بما يلي ( لا تهتموا اذا احتلت المناطق الفارغة من اراضيكم .!!!!..) .
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:27
الحلقه الرابعه
المرحلة الرئيسة الثالثة ( ٢٦ – ٣١ آذار /مارس ٢٠٠٣ )
استكمالا للحلقات 1- 3 نبدئ في هذه الحلقة إيضاح الدور الرئيس الثالث لقوات التحالف ضد القوات العراقية تمهيدا الوصول الى بغداد هدف الحرب الاستراتيجي كما اشرنا في الحلقة السابقة فقد هبت يوم 25 آذار ( مارس ) 2003 عاصفة رملية شديدة لم يشهد مثلها العراق منذ أمد بعيد انخفضت فيها مدى الرؤيا الى الصفر بحيث عرقلت تقدم القوات البرية المعادية لعدم توفر الاسناد الجوي الذي هو الاخر لم يتمكن من تقديم الاسناد في مثل هكذا مدى رؤيا واستمرت العاصفة ثلاثة ايام بلياليها ، انتهزت قوات التحالف ذلك وطلبت قوات أسناد إضافية من الولايات المتحدة وسعت الى اعادة تنظيم وتامين خطوط التموين التي تتعرض الى عمليات المقاومة العراقية وفي نفس الوقت اعلن عن توقف العمليات العسكرية كوقفة تعبويه لمدة اربع ايام ولكن اتضح انه خدعة استراتيجية من خدع الحرب لأنه في يوم 26 آذار وصلت قوة الاحاطة والتطويق مدينة كربلاء واستمرت في تقدمها باتجاه بغداد يصاحبها قصف جوي وصاروخي لمدينة بغداد من الارتفاعات العالية دون ان تتأثر بمدى الرؤية ، في هذه الاثناء ظهر خلاف بين وزير الدفاع ( دونالد رامسفيلد ) وقائد القوات المركزية الامريكية ( تومي فرانكس ) حول طلب الاخير قوات إضافية وتأجيل استمرار العملية الهجومية الاستراتيجية حتى يتم اعادة التخطيط مجدداً خاصة بعد تعثر المفاوضات الامريكية – التركية ، كما انتقد قائد القوات البرية لقوات التحالف يوم 29 آذار التخطيط الاستراتيجي للعمليات واعتبره فاشل وبين انه تم تدريب قواته على اساليب مخالفة لما يدور الان ، في نفس الوقت أعلن وصول تعزيزات الى منطقة الخليج الى آخر ذلك من الانتقادات وصلت حد المهاترات بين القيادة العسكرية في واشنطن والقيادات العسكرية الوسطية والميدانية ، وتبين لاحقاً انها كانت تدور وفق خطة خداع استراتيجي تهدف الى دفع القوات العراقية الى حالة الاسترخاء .
الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي ( المرحلة الثالثة)
قوات التحالف
بالرغم من المقاومة الشديدة التي ابدتها قوات الفيلق الثالث الباسلة تجاه القوات الامريكية فقد استمرت قوة الضغط المباشر لقوات التحالف استكمال مهمتها في التطويق واحكام السيطرة على ام قصر والفاو والزبير والبصرة لكنها لم تدخلها .
القوات العراقية
أستمرت القوات العراقية في تماسكها البطولي بين كر وفر تجاه عدو قوي معاصر مدعم بكل أنواع الاسلحة والمعدات المتطورة ، لذلك نجد عدم استسلام اي من عناصر الفيلقين الثالث والرابع او من القوات شبه العسكرية واستمرت الجهود للاسترجاع المواقع التي فقدتها وبشكل مستمر ، ففي يوم 27 آذار قامت قوات الفيلق الثالث الممثلة بالفرقة 51 البطلة بهجومين مقابلين باتجاه جنوب الفاو وام قصر ناهيك عن المقاومة في باقي المدن خاصة البصرة . في اطار الضغط النفسي المعادي على مواطني الجنوب قامت قوات التحالف بتدمير مستودعات الغذاء في محافظة البصرة التي تحتوي على80 الف طن غذاء أضافة الى صمود القيادة العسكرية العراقية الجنوبية فيها وما حولها ، كما شكلت معركة الناصرية مثالا للمقاومة والصمود حتى يوم 31 آذار 2003 ، وقد قامت القوات العراقية في استمرارها بمحاولة عرقلة تقدم قوات التحالف نحو قضاء الشطرة أضافة الى استمرار تنفيذ العمليات الفدائية ضد قوات التحالف في بادرة اذهلت الاعداء رغم محدودية ونوع القوات العراقية وهم يدافعون عن بلدهم وشرفهم . تمركز البعض من مقاتلي القوة البحرية كمشاة ومعهم لواء من قوات الحدود على شكل مجاميع دفاعية بمستوى السرية في عدة أماكن على طريق الفاو – البصرة ( 140) كلم ، ورغم تفوق العدو فنياً فلم يتمكنوا من الوصول الى جنوب البصرة عبر منطقة حمدان ، الا بعد أن قاتلتهم أيادي عراقية شريفة وقد تكبد الغزاة الكثير من الخسائر على هذا المحور، قاتلهم قرب حمدان وأبي الخصيب المواطنون من أهالي المنطقة ومعهم أبطال جيشهم الباسل مقاتلو اللواء الالي /31 ولواء المغاوير الثالث وقطعات البحرية ولواء الحدود للفترة 27/3- 5/4/ 2003 . فجر 28 /3 / 2003 قاتل العدو بضراوة الشجعان في لواء الالي/31 من الفرقة /51 ومعهم لواء المغاوير الثالث من الفيلق الثالث ولم يتمكن العدو دخول البصرة الا بعد 5/4/2003 ، اما على جانب جبهة الزبير وشط العرب والمطار فان المعارك مازالت قوية بين الحق والباطل . - فرقة المشاة/18 وبشكل سريع تمكنت من احتلال مواضعها الدفاعية خلف شط العرب للدفاع عن النهر بغرض منع العدو البريطاني من الوصول الى البصرة ، كما استمرت معارك عديدة رغم التفوق العدو جواً وبراً لكنه لم يتمكن الوصول الى شط العرب من اتجاه الزبير والطوبة من طريق المرور السريع لصلابة دفاعات الفيلق الثالث خاصة فرقة المشاة / 18 بإسناد فرقة البصرة من جيش القدس والفدائيين ، استمرت المعارك ليلاً ونهاراً استهدف العدو بطائراتهم وصواريخهم ومدفعيتهم اهدافاً عديدة داخل البصرة مما ادى الى استشهاد العشرات من المواطنين الابرياء نتيجة القصف ، لقد كان البصريون يداً واحدة مع قطعات جيشهم الباسل تصدوا بكل شموخ وكبرياء للبريطانيين ، ولهذا فوجئ العدو بهذا التلاحم الرائع بين الشعب وقواته المسلحة في محافظتي البصرة والناصرية . - تعرضت فرقة المشاة/18 لقصف جوي ومدفعي مكثف ومستمر لغرض التأثير عليها وذلك لمرو عشرة ايام ( لغاية 30/3/2003 ) دون ان يتمكنوا الوصول الى ضواحي البصرة ، لهذا شنوا هجمات برية عديدة بإسناد جوي غير اعتيادي وبعد قتال ضاري تمكن الغزاة من السيطرة على ما يأتي( جسر الزبير، جسر محمد القاسم ، جسر طريق المرور السريع على شط العرب ، جسر المعدان ، جسر كي 44 ) .
المحمولين جوا
في يوم 30 / 3 / 2003 ولغاية 2 / 4 / 2003 بدأ العدو البريطاني انزال قطعات محمولة جواً في مناطق الشلامجة والسويب وشمال حقل الرميلة الشمالي لغرض التأثير على القوات العراقية في البصرة ، في نفس الوقت انزال قوات شرق العمارة في المشرح والطيب وتلول البند باستخدام السمتيات بشكل مكثف بإسناد الطائرات المقاتلة (معظم هذه العمليات تكون بشكل موقت في المواقع يتم نقلها الى مواقع اخرى بوقت لاحق )، ولا تتواجد قطعات عراقية بمناطق الانزال.
يذكر الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين في كتابه قبل ان يغادرنا التاريخ ما يلي (لقد واجهت القوات الامريكية مقاومة عنيفة على اطرافها لحين عبورها نهر الفرات في منطقة سوق الشيوخ حيث استقبلت بمقاومة عنيفة كبدتها خسائر مختلفة وعدد من الاسرى ...ثم قامت قوات المارينز الامريكية بقيادة الجنرال – (جيمس ما كوي) - عبور آخر عند منطقة الشطرة ، في حين استمر الفيلق الخامس بقيادة - الفريق (وألاس) - غرب الفرات على امتداده نحو محافظة المثنى- السماوة - ، وكانت الارتال الامريكية عبارة عن قوات مختلطة من الدبابات وعجلات القتال المدرعة تساندها طائرات الهليكوبتر مقاتلة الدروع الأباتشي وطائرات اف 16 المقاتلة ، في ذات الوقت كانت القوات الجوية تدك اهدافها في بغداد خاصة قوات الحرس الجمهوري المدافعة جنوبها ، لقد كانت قواتنا تتعرض الى سلسلة مستمرة من الغارات الجوية لا ضعافها ماديا ومعنوياً ، ومن الاهداف الاولية التي حققتها قوات التحالف حتى هذه المرحلة الاستيلاء على 600 من آبار النفط الجنوبية سالمة ، اما في ام قصر والمناطق الجنوبية من محافظة البصرة فالقتال لايزال مستمر على اشده وقد اعلن رسمياً في العراق ان الذين يقاتلون في هذه المدن الحدودية منحو لقب الابطال الوطنيين ، ذات الوقت علق الرئيس الفرنسي (جاك شيراك) للصحافة الفرنسية على هذا الموقف من القتال جنوب العراق - أن الأمريكان لم يقدروا جيداً الوطنية العراقية - )، ويذكر ايضاً الفريق رعد الحمداني ، القتال مستمر في الجنوب بمناطق ابو الخصيب والزبير حيث كانت الفرقة المدرعة /6 والالية /51 من الفيلق الثالث تقاتل بضراوة وكذلك فرقة المشاة / 11 في الناصرية الا ان القوات الامريكية تركت لمعالجة الموقف وباقي القوات الامريكية الاخرى واستمرت في خط سيرها حسب خطتها لتندفع نحو الشمال تاركة المدن لتسقط دون قتال كما كان معول لقتال المدن حسب خطط دفاعنا (قتال المدن ) .
المنطقة الوسطى العراقية ( ضمن الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي )
قوات التحالف : قوة الضغط المباشر .
أستمرت قوات الفيلق الخامس الامريكي ( قوة الضغط والاحاطة والتطويق ) في استكمال مهمتها باتجاهي الناصرية والكوت فقد قامت قوة الضغط المباشر يوم 26آذار(مارس) بقصف بعض الاهداف المدنية في المدينتين خاصة بعد ان اعلن العراق ان عناصر من الفدائيين اليمنيين والفلسطينيين والشيشانيين والافغانيين تشترك في القتال ضد القوات الامريكية ، وبغرض أحكام السيطرة على الناصرية ، وقد تم أسناد القوات الامريكية هناك بنحو 5000 جندي ومع ذلك لم تنجح هذه القوات أحكام السيطرة على سوق الشيوخ والناصرية لكنها نجحت من دفع عناصر من الفرقة الاولى ( مارينز ) عبر جسور ميدانية على نهر الفرات الى الضفة الشرقية من النهر باتجاه الشطرة ووجهة بمقاومة شديدة جداً كبدتها خسائر جسيمة ولكن مع قوة الاسناد الاخيرة والقوة الجوية فقد حققت نجاح بعزلها واحاطتها ثم التقدم الى الكوت ، في 30 آذار/ مارس وصلت مفارز من الفرقة الاولى مارينز الكوت وبدأت الاشتباك مع القوات النظامية العراقية المدافعة عن الكوت حتى وصول باقي قوات الفرقة في نهاية 31 آذار 2003 .
قوات التحالف : قوة الإحاطة والتطويق .
نجحت قوة الاحاطة والتطويق في تنفيذ مهمتها في كل من السماوة والنجف وكربلاء وبذلك تحددت ملامح التقدم نحو بغداد ، حيث وصلت مفارزها الامامية الى أهدافها متزامنة مع وصول الفرقة الثالثة مارينز الى اهدافها في 30 آذار واستمرت في تقدمها على محاور السماوة – الريشة باتجاه الديوانية وحاصرت النجف وكربلاء في نفس الوقت القوات الجوية الامريكية مستمرة بقصف الدفاعات الجوية وقوات الحرس الجمهوري في بغداد تمهيداً لبدء المرحلة النهائية من المعركة ، في 31 آذار(مارس) وصلت طلائع الفرقة الثالثة الديوانية والهندية حيث شهدتا المدينتين قتالا شرساً مع قوات الحرس الجمهوري ، في نهاية يوم 31 منه واصلت عناصر الفيلق الخامس الامريكي تقدمها المنتظم باتجاه بغداد بإسناد جوي مكثف.
القوات العراقية
معارك ضارية حول محافظة الناصرية كما استمرت القوات شبه العسكرية بعمليات الاغارة والكمائن على محاور تحرك قوات التحالف ، كما استمرت المقاومة في كربلاء والاشغال المدفعي لقوات التحالف باتجاه الديوانية والهندية وعلى محاور الكوت – بغداد ، اعلن العراق بلوغ عدد المتطوعين من الدول العربية الى 5000 متطوع انضم معظمهم الى دفاعات بغداد ، في شهادة الفريق الركن رعد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين حرس جمهوري ( عند تقرب العدو من مناطق انتشار قواتي كنت اعّول على دوريات الاستطلاع العميق 200 كلم في مناطق محافظة النجف على محور الفرات وجنوب محافظة الكوت - واسط - على دجلة وشمال محافظة الديوانية - القادسية - على المحور الوسطي ، بسبب ضعف المعلومات المتوفرة لنا او عدمها بالمطلق ، وعليه تم التركيز على دفع كمائن المدفعية عيار 155 ملم و130 ملم تشاغل اهدافها بدون إجراء عمليات تصحيح الرميات للحيلولة دون استمكانها وتدميرها بطيران العدو ، كل ذلك افتراضات مسبقة لمقتربات العدو وكذلك كمائن للدفاع الجوي التي لا نملك منها سوى القليل والقديم لمقاتلة هيلوكوبترات العدو خاصة على محور الفرات الذي كان ضمن تخميني الشخصي هو المحور الاساسي للجهد الامريكي ، منها 18 كمين ما بين محافظتي النجف وكربلاء غرب الفرات ، وخمس كمائن على محور دجلة ، كذلك دفعنا 2 كمين عند جسر القائد الذي يربط منطقة جرف الصخر بمنطقة اليوسفية ضمن قوة حماية الجسر - وحدتين مقاتلة - وهذا الجسر كان مهيئ للتخريب ، وكان آمر القوة هو آمر حرس التخريب ، وقائد فرقة المدينة المنورة هو القائد المخول بالتفجير وكانت اوامري حاسمة - متي ما شعرت باقتراب العدو قم بتفجير الجسر - ، وكنت قد طلبت الموافقة من المرجع القيادي الاعلى تفجير الجسر حال اندلاع الحرب ، لكن الرئيس صدام حسين لم يوافق !!! ، مع زراعة حقول الغام ضد الدروع في المنطقة المحصورة بين الحافة الجنوبية الشرقية لبحيرة الرزازة وشمال محافظة كربلاء وقد اسميتها في تقريري - عنق الزجاجة الخطير - الذي تعبر منه القوات الامريكية نحو المطار الدولي غرب بغداد بكل سهولة لكن لم يستجاب لأسباب غير مبررة ، في حين توجيه الرئيس صدام حسين كان يقضي بعدم انفتاح اية قوة غرب نهر الفرات ، لكني كنت مضطراً لتجاوز هذا التوجيه ، إذ دفعنا عدداً كبيرا من الدوريات القتالية واللواء الالي / 14 من فرقة المدينة المنورة نحو كربلاء غرب الفرات ، وكذلك دفعنا اللواء /11 من فرقة نبو خذ نصر عبر منطقة الهندية وهذا اقصى ما يمكن التصرف بمساحة فيلقي البالغة 40 الف كم مربع ، وبالطبع يمكن للقوات الامريكية الحركة خارج تأثير اسلحتنا نحو الغرب بسهولة اذا ارادت تخطي دفاعاتنا ، لقد كنا مجبرين على ان لا نخرج بعيداً بقوات كبيرة ، اذا لا نستطيع القتال في المناطق المفتوحة والمكشوفة لعدم توفر غطاء جوي لنا .
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الأحد 8 أبريل 2018 - 15:39
الحلقه الخامسه
المرحلة الرئيسة الثالثة ( 26 – 31 آذار /مارس 2003 ) التماس بالعدو على جميع المحاور
دعونا نكمل المرحلة الرئيسة الثالثة التي اشرنا لها في الحلقة الرابعة
معركة الكفل
قبل نهاية الاسبوع الاول من المعركة استطاع الأمريكان الوصول الى جسر الكفل (( الكفل مدينه يقع فيها قبر النبي ذو الكفل وهو احد أنبياء اسرائيل خلال السبي البابلي )) وكان هذا الجسر مهم جداَ وقد اعد للتخريب لكن نتيجة بعض الاخطاء لم يخرب الجسر مما سمح للقوات الامريكية العبور للضفة الاخرى واحتلال المدينة . يذكر الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين ضمن قاطع مسؤوليته ما يأتي ( في ليلة 25 – 26 /3 / 2003 تمكن الأمريكان عبور جسر الكفل واحتلال مدينة الكفل التي كانت فرقة من جيش القدس تدافع فيها ، وقد صادف بداية الهجوم هبوب اعتا العواصف الترابية التي لم يشهدها العراق منذ خمسون عاماً ، في ذات الوقت طلب حضوري في بغداد لتدارس الموقف من قبل المشرف على الحرس الجمهوري قصي صدام حسين ، وقد التقيته ومعه رئيس اركان الحرس الجمهوري الفريق اول سيف الدين الساعة 1230 يوم 26 /3 /2003 وشرحت له الموقف مع العدو على شكل ضربات بمدافع مفردة وبغارات صغيرة تنفذها القوات الخاصة بملابس مدنية ، وقد ذكرت له مبرراتي في تجاوز تحديدات عبور نهر الفرات وفقا لتوجيه السيد القائد العام فاقتنع بها وسألني عن جدوى هذا الاسلوب في القتال ، قلت له هذا المتاح لمن لا يملك دفاعاً جوياً مؤثراً ناهيك عن الفارق الكبير بتقنيات التسليح ، ثم اخبرني بموافقة السيد الرئيس على مقترح الهجوم على القوات الامريكية في مدينة الكفل ، لكن دون التفريط بقوة الفيلق المعدة لمعركة بغداد ، اجبته ان شاء الله ستنجز المهمة ، ثم استدار نحو الفريق الاول سيف الدين قائلا نحن نثق بقيادة الفريق رعد الحمداني وكافة الاجراءات التي يتخذها ،وهنا كررت طلبي لنسف جسر جرف الصخر مادام العدو لايزال بعيداً عنه وهو مهيئ منذ بدء الحرب لتفجيره من قبل هندسة الفيلق ، ولكي لا يتكرر موضوع عدم نسف جسر الكفل ، فوعدني اخذ موافقة الرئيس على ذلك ، ولكن مع الاسف لم تحصل الموافقة للمرة الثانية خلال اسبوع . من مكتب المشرف اتصلت برئيس اركان الفيلق اللواء الركن فائق مجباس لتهيئة الفوج المظلي من اللواء قوات خاصة / 3 لتنفيذ الهجوم على القوات الامريكية في مدينة الكفل وان يكتمل تحشد القوة مع الضياء الاخير هذا اليوم ، في الوقت المحدد التقيت مع جماعة استطلاع اللواء /3 قوات خاصة عند مدخل مدينة الحلة الشمالي وكاد يكون النهار ليلاً بفعل العاصفة الترابية وحتى اني استعنت بالمصباح اليدوي في تدقيق توقيت ساعتي والتعرف على جماعة اللواء وكان من الضروري جمع ادق المعلومات عن موقف مدينة الكفل والاماكن التي وصلها العدو ، بعد جهد جهيد عثرنا على مقر قيادة منطقة الفرات الاوسط والقائد السياسي البديل السيد فاضل محمود غريب مع محافظ بابل السيد ابراهيم شجاع وعدد من المسؤولين الحزبيين معهم المستشار العسكري اللواء الركن المتقاعد جواد هاشم ، وقد هالني حالة هذا المقر الذي لا يعرف دقائق الموقف لكي يتم اعداد خطة الهجوم ، اخيرا عثرنا على قائد فرقة القدس التي خسرت معركة الكفل وعدم اكتراثه واهتمامه بذلك ، اخيرا التقينا بأحد الضباط المتقاعدين القدامى اللواء الركن المتقاعد مؤيد المهدي فشرح لنا بعض تفاصيل الموقف وطبيعة المنطقة وقدم لنا بعض النصائح التي ارتكزنا عليها في ارسال قوة الاستطلاع لاستمكان العدو والتي اجرت مهمتها بصعوبة بالغة بسبب سوء الاحوال الجوية ،مما تطلب مني تأخير الهجوم الى يوم 27 / 3 /2003 ، ولكن العاصفة لاتزال على شدتها ، بعد تكامل القوة شنت الغارة بالتوقيت المحدد لكن دون فائدة ترجى بسبب ضعف مدى الرؤيا الى الصفر مما تطلب الاقتراب اكثر مما ينبغي والاصطدام المباشر بالعدو ، وبعد 150 دقيقة من الهجوم انسحبت قوة الغارة - الفوج المظلي – تاركة خلفها ثلاث شهداء وتسع جرحى ، لقد كان رد فعل القوات الامريكية سريع وشديد ومع ذلك استطاعت القوة اصابة سبع دبابات او عجلات امريكية بالقذائف الخفيفة ، وكانت هناك حركة درع كبيرة على الجسر رافقها طائرتي هليكوبتر ولكن مدفعيتنا كانت مستمرة في قصف المنطقة ، بدوري طلبت من قيادة المنطقة استثمار الغارة ولكن دون تأكدنا من استثمارها.
الاتجاه الاستراتيجي الشمالي (ضمن المرحلة الثالثة )
قوات التحالف
قامت مليشيات ( البيشمركة ) لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني يومي 25 – 26 آذار/ مارس قصف مواقع حزب انصار الاسلام الكردية المناهضة لقوات (البيشمركة) ، كما حصل تبادل لأطلاق النار بين هذه المليشيات والقوات العراقية يوم 26 آذار/ مارس ، كان هذا ضمن خطة خداع و تغطية لتأخر وصول القوات الامريكية وارباك القيادة العراقية في هذه المنطقة لحين وصول هذه القوات في 27 اذار/ مارس 2003 حيث تم الاستيلاء على مطار حرير في قاطع اربيل من قبل عناصر من اللواء 173 أنزال جوي ، في 28 منه تقدمت القوات الامريكية مع (البيشمركة) الكردية وتمركزت على مسافه 20 كلم عن كركوك ، في يوم 30 آذار/ مارس أستمرت عمليات النقل الجوي الامريكي للأفراد والمعدات متزامنة مع القصف الجوي ضد الدفاعات العراقية حول محافظتي الموصل وكركوك واصبح مطار حرير يستقبل طائرات النقل الامريكية بكثافة .
القوات العراقية .
- تمسكت قوات الفيلقين الاول والخامس بمواقعها الدفاعية على خطوط التماس بمفهوم الدفاع الثابت كما قامت بالقصف المدفعي والصاروخي لمواقع المليشيات الكردية التي تتقدم في اتجاهي كركوك والموصل . - في 30 آذار/ مارس بدأت القوات العراقية انسحابها المنظم من مواقعها الدفاعية من خطوط التماس باتجاه كركوك وبعض المواقع باتجاه أربيل مع الاستمرار بقصف المليشيات الكردية التي تحركت واحتلت تلك المواقع المخلات . - قصف مطار حرير بالصواريخ ارض – ارض كما عززت القوات العراقية الدفاعات حول الموصل وكركوك . - استنتاج . الموقف في الشمال اساساً كان لصالح القوات العراقية الا انها لم تستغله من أجل الاشتباك مع القوات الامريكية المنزلة جواً حيث اتسمت إجراءاتها بالسلبية المطلقة وأكثر الظن سبب ذلك قيادة المنطقة الشمالية المتشبعة افكارها دون تغيير في الدفاع داخل المدن الموصل وكركوك . ويتضح من ذلك ان هناك تقصير كبير من قبل قيادتي المنطقة الشمالية السياسية والعسكرية في عدم أتخاذ موقف يخفف من زخم الهجوم على القاطع الجنوبي والوسطي بعد سنوح فرصة ذهبية كما اشرت انفاً وعدم استغلالها من قبل الفيلقين الاول والخامس تجاه قوات (بيشمركة) ضعيفة لا تشكل اي تهديد لهما على العكس ، فعند اتهام قوات الحرس الجمهوري في عدم تفجير جسري الكفل وجرف الصخر في ظل سيادة جوية امريكية مطلقة سمح للقوات الامريكية العبور الى الجهة الاخرى مما سهل احتلال بغداد ، فمن وجهه نظري ان موقف الفيلقين وقيادة المنطقة الشمالية اخطر بكثير من هذا الاتهام ، فعند انتهاء المعارك دمرت كافة اسلحة الحرس الجمهوري والخاص والفيلقين الثالث والرابع بينما استلمت قوات (البيشمركة) اسلحة الفيلقين الاول والخامس كاملة غير منقوصة وجزء من اسلحة الفيلق الثاني ، فاين وجه الخيانة او التقصير في قوات الحرس الجمهوري .
الاتجاه الاستراتيجي الغربي ( ضمن المرحلة الثالثة )
قوات التحالف
- في يوم 29 آذار / مارس قامت القوات الامريكية بعملية أنزال جوي لعناصر من الفرقة 82 في محافظة الانبار قرب الحدود الدولية في منطقة عانه وحديثه مع استمرار القصف الجوي على اهداف غرب العراق . - أحكام السيطرة على كافة المحاور في هذا الاتجاه . - كما فرضت قوات التحالف سيطرتها التامة على الصحراء الغربية العراقية بفضل السيادة الجوية التي حققتها .
القوات العراقية
لم يظهر اي نشاط قتالي للقوات العراقية في الصحراء الغربية ، كما اكد وزير الدفاع العراقي في تصريحه يوم 27 آذار/مارس(ان قوات التحالف تسيطر على القطاع الغربي من العراق باستخدام طائرات الهليكوبتر والمدرعات الخفيفة ) .
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الجمعة 13 أبريل 2018 - 21:46
الحلقة السادسه
المرحلة الرئيسة الرابعة ١ – ٩ نيسان / ابريل ٢٠٠٣
بعد معركة جسر الكفل والهجوم الامريكي المتزامن على خمسة محاور مهمة للضغط على قوات الحرس الجمهوري كما اوضحنا بالحلقة الخامسة نستكمل في هذه الحلقة تقرب القوات الامريكية على مشارف بغداد هدف الحرب الاستراتيجي
الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي قوات التحالف
أستمرت القوات البريطانية بالعمل على أحكام السيطرة على محافظة البصرة بعد نجاحها في السيطرة على قضاء ابو الخصيب وام قصر والفاو ومعظم المدن المحيطة بالمحافظة . في 6 نيسان / ابريل نجحت القوات البريطانية دخول محافظة البصرة من اتجاهين الجنوبي والغربي والاستقرار بها ، في 8 منه أحكمت قبضتها تماماً على محافظة البصرة ، وفي 9 منه نجحت هذه القوات دخول محافظة ميسان ( العمارة ) ومن ثم عزلها والسيطرة على مطارها الثانوي دون مقاومة ، وفي نهاية 9 نيسان فرضت السيطرة التامة على جنوب العراق بدءً من الحدود الدولية وحتى العمارة .
القوات العراقية
أستمرت القوات العراقية بمقاومة القوات البريطانية في محافظة البصرة الا ان مقاومتها اصبحت غير كافية وغير مؤثرة وقد اعلن مقتل قائد المنطقة الجنوبية على حسن المجيد عضو القيادة السياسية كإحدى خطط الخداع التعبوي لكنه كان متواجد في بغداد - الكاظمية - منذ يوم 7 -8 نيسان / ابريل ادى ذلك الى ضعف في المقاومة بسبب ضعف القيادة والسيطرة ، في 5 نيسان(ابريل) حاولت القوات العراقية شن هجوم مقابل ضد القوات البريطانية حول البصرة الا انه لم يحقق الغرض منه ، بعد ذلك غادرة القوات النظامية المحافظة اعتبارا من 7 نيسان / ابريل 2003 مما عجل في احكام السيطرة عليها في 8 منه .
المنطقة الوسطى العراقية قوات التحالف
الفيلق الخامس الامريكي يزيد من سرعة تقدمه للوصول الى بغداد على محوري الكوت – بغداد و كربلاء – بغداد بالتزامن مع القصف الجوي والصاروخي تجاه القوات البرية ومراكز القيادة والسيطرة ووسائل الدفاع الجوي أضافة الى الاسناد الجوي للقوات الامريكية أثناء زحفها الى بغداد . في الاول من نيسان/ ابريل 2003 استولت قوات التحالف على جسر المسيب (جرف الصخر ) على نهر الفرات والذي ساعدها كثيراً في سرعة تقدمها الى بغداد من الجنوب ( علما كان مخطط لتدمير هذا الجسر الذي يبلغ طوله حوالى 800 متر الا اسباب عدم التدمير غير معلومة ) ، كما استمر القتال حول مدينة كربلاء مع فرقة المدينة المنورة المدرعة ، وضمن خطة الخداع أعلنت قوات التحالف انها بحاجة الى قوات اضافية جديدة ، كما اعلنت وصول الفرقة الرابعة الجبلية الى الكويت في 2 نيسان / ابريل 2003 (هذه الفرقة منعتها تركيا من اجتياح اراضيها وهذا موقف مشهود لتركيا في هذه الحرب )
قوة الإحاطة والتطويق التي تتحرك على محوري الناصرية - الشطرة - الحي - الكوت اعلنت في 2 نيسان/ ابريل انها حققت مهمتها بعد قتال شرس في الناصرية والشطرة وحاصرت الكوت ( واسط ) وتقدمت الى العزيزية واصبحت على بعد 50 كلم عن بغداد ، كما اعلنت نفس القوة باتجاه محور الناصرية - السماوة - كربلاء - بغداد في 2 نيسان/ ابريل انها حققت مهامها وعزلت محافظة كربلاء ووصلت مسافة 50 كلم عن بغداد .
في 3 نيسان نجحت الفرقة الاولى مارينز المتقدمة على محور الكوت - بغداد في السيطرة على جسر ديالى مما ادى الى تسهيل حركتها للتقدم نحو بغداد ، كما استخدمت القنابر العنقودية ضد القوات العراقية المدافعة عن بغداد ، في 3 نيسان/ ابريل ايضاً ، اقتربت قوات التحالف مسافة 30 كلم عن بغداد من كافة المحاور ،
في 4 نيسان/ ابريل وصلت عناصر من قوات التحالف مطار بغداد الدولي وبدئت في مشاغلة القوات العراقية هناك ونجحت بالتصدي لهجماتها المقابلة لاستعادة المطار ، في ذات الوقت تحركت عناصر من القوات الخاصة الامريكية وقطعت الطريق بغداد - تكريت - والسيطرة عليه كما استمر القصف الجوي على بغداد على مدى 24 ساعة وبدئت قوات التحالف قصف بغداد من المطار الدولي ، في نفس اليوم استولت قوات التحالف على أكثر من 50 % من مطار بغداد وتوغلت في المناطق المحيطة به واحكمت طوقها عليه بإسناد جوي شديد رغم المقاومة الشديدة التي واجهتها من قبل القوات العراقية .
في هذه الاثناء وتحديداً يوم 5 نيسان/ ابريل تمكنت قوات التحالف دفع عناصر مدرعة محدودة لتنفيذ عمليات استطلاع بالقوة في اطراف بغداد ونجحت بالتوغل داخل بغداد في نهاية يوم 5 نيسان/ ابريل وصلت معظم قوات الهجوم الرئيسة ( الإحاطة والتطويق ) الى المشارف الجنوبية الشرقية والغربية للعاصمة بغداد واحكام السيطرة عليها ليومي 5 و 6 نيسان/ ابريل 2003 .
في 7 نيسان تسللت 40 دبابة وعجلة مدرعة الى وسط بغداد وتمركزت امام قصر الرئاسة وفندق الرشيد أضافة الى الاستيلاء على أجزاء كبيرة من بغداد ، في نفس اليوم ظهر احمد الجلبي ومعه 700 فرد برفقة القوات الامريكية في مدينة الناصرية الا ان الشعب العراقي رفض القادمين من الخارج بصحبة القوات الامريكية .
في 8 منه نجحت قوات التحالف احتلال وسط بغداد كما احتلت القصر الجمهوري وفي نهاية هذا اليوم بدأ الهجوم الشامل على بغداد من ثلاث محاور رئيسة ( محور الكوت - بغداد من الجنوب الشرقي ، محور كربلاء - بغداد من الجنوب الغربي ، ومحور الحلة- بغداد من الجنوب ) .
في 9 نيسان/ ابريل تمكنت قوات التحالف من أحكام السيطرة على معظم ضواحي ووسط بغداد وتمكنت من احتلال المباني الحكومية الهامة خاصة وزارة النفط ، في نهاية هذا اليوم حققت قوة الهجوم الرئيسة مهمتها النهائية وهي احتلال بغداد وقامت الفرقة الثالثة مستعرضة قواتها في وسط بغداد ( منطقة الكرادة الشرقية ) وهي تلوح بشارة النصر .
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات السبت 21 أبريل 2018 - 6:09
الحلقه السابعه
تقدم القوات الامريكية لاحتلال بغداد – المرحلة الرابعة
الحاقاً ما ذكرته في الحلقة السادسة من تفاصيل احتلال وسط بغداد اعيد لا عزائي القراء تفاصيل اكثر سبقت دخول بغداد في الحلقات السابقة اقتبستها من كتاب قبل ان يغادرنا التاريخ لأخي المقاتل الشهم الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين (جيش الحرس الجمهوري) ما يلي :
القوات العراقية معارك اقتراب الأمريكان من بغداد
كانت الليلة الاخيرة من شهر اذار / مارس2003 ليلة تطويق قطعات فيلق الفتح المبين( حرس جمهوري ) على نهر الفرات على طريق النجف - خان النص - كربلاء بنفس الوقت تقدم فيلق المارينز بسرعة على نهر دجلة عل طريق الكوت - الدبوني - مفرق الصويرة ، وقوة اخرى تقدمت من الشوملي - النعمانية - الدبوني - الحفرية نحو مفرق الصويرة ايضاً ، التقدم سريع للعدو على محور دجلة ، في ذات الوقت تقارير الموقف تشير الى اعداد كبيرة من طائرات الهليكوبتر المعادية على محور الفرات تنذر بهجوم واسع لقوات الفيلق الخامس الامريكي ، يشير الفريق رعد مجيد الحمداني بانه انذر فرقة المدينة المنورة لدخول المعركة الحاسمة مع هذه القوات وبنفس الوقت طالبت المقر الاعلى لتفجير جسر القائد على نهر الفرات ولم يصلني الرد !!!! ، بعد ان اقلقتني التقارير المتضاربة والسريعة على محور دجلة ، وكل تقرير يشير الى انزال قوات معادية في الخلف ، ذات الوقت ان معدلات تقدم العدو على المحور الوسطي يبدوا بطيئاً ، في صباح اليوم الاول من نيسان / ابريل 2003 زادت معدلات القصف المعادي على فرقة المدينة المنورة مما يشير ان معركة الفرقة ستكون خلال ساعات . كانت ليلة 1 – 2 نيسان/ ابريل محرجة جداً بالرغم من المعنويات العالية لقواتنا التي قاتلت ببسالة ، لكن القوة الجوية المعادية أنهكت تلك القوات بسلسلة من القصف الجوي الذي استهدف مقراتها والقطعات ومناطق الادامة وطرقها ، فقد نجح العدو بالتقدم على محور دجلة الى منطقة مفرق النعمانية قاطعاً طريق ادامة الفرقة 34 ( تابعة للفيلق الثاني من الجيش النظامي )التي استبدلت فرقة بغداد في قاطع الكوت المحاصر من الجنوب والجنوب الغربي ومن شمالها قاطعاً الطريق الذي يوصلها ببغداد والمدافع عنه بقوات المعهد أضافة الى قوات مقر الفيلق واللواء السادس من فرقة بغداد واللواء 43 من فرقة النداء ) ، ويضيف الفريق رعد الحمداني في نفس المصدر ( في قاطع الفرات ، نجحت قوات العدو بالإحاطة من الشمال الغربي لمدينة كربلاء وجنوب بحيرة الرزازة ، مع ضغط شديد على المحور الوسطي النجف - الحلة - الديوانية - ناحية القاسم على الطريق السريع ، فجر يوم 2 نيسان /ابريل نجح العدو في تطوير هجومه على محور الفرات وبدا في تطويق محافظة كربلاء من الشمال بعد احتلال مفرق الحر - امام عون ، اما على محور دجله تمكن من تحقيق التماس بموضع العزيزية ...) ، في هكذا مواقف لصالح العدو أستمرت القوات شبه العسكرية في محاوله لعرقلة هجوم قوات التحالف على كافة المحاور المستخدمة من قبلها واحدثت أكبر الخسائر بها خاصة في( الناصرية - الشطرة - الكوت ومحور السماوة - النجف - الديوانية - كربلاء ....الخ ) كما قامت فرقتي من قوات الحرس الجمهوري يوم 2 نيسان/ ابريل 2003 توجيه هجمات مقابلة على المحور الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي ( الكوت - بغداد ، الحلة - بغداد ، كربلاء - بغداد ) لكنها كانت تتعرض لهجمات جوية كثيفة من طائرات الهليكوبتر الامريكية مما ادى الى خفض القدرات القتالية للقوات العراقية المدافعة عن جنوب بغداد نتج عنه مناورة بفرقتي الحرس الجمهوري التي تحتل مواقعها للدفاع عن بغداد من أتجاه الشمال الى جنوبها لمواجهة النقص في القدرات أعلاه ( لان الشمال لايزال آمناً بنسبة عالية بعد ان منعت تركيا الفرقة الرابعة الامريكية من دخول اراضيها ) في اثناء تحرك هاتين الفرقتين باتجاه محاور جنوب وغرب وشرق بغداد تعرضت لقصف شديد من طائرات (A-10) وطائرات الهليكوبتر المقاتلة مما شلها تماماً عن القيام بواجبها الجديد الذي كلفت به ، كما اسلفنا كان التخطيط الامريكي عدم مهاجمة المدن بل تطويقها وعزلها وحصارها ومواصلة التقدم على العكس من التخطيط العراقي لذلك بقيت قوات المقاومة العراقية داخل المدن دون رد فعل مؤثر تجاه القوات الامريكية مما اربك ذلك القيادة العراقية خاصة ان تقدم القوات الامريكية كان سريعاً جداً باتجاه بغداد فمثلا أعلن ناطق أعلامي في 2 نيسان عن صد هجوم لقوات التحالف في الشطرة بينما القوات الامريكية كانت في الكوت والنجف وكربلاء بل تجاوزتهما ايضاً ، كما اعلن العراق انه لم يستخدم سوى ثلث قواته البرية حتى الان مما يعطي دلاله على توزيع قوات كبيره باتجاه الشمال التي لم تشترك اساسا في العمليات الفعلية ، وبالرغم من استكمال حلقة الحصار على بغداد الا ان القيادة العراقية لم تعترف بذلك واستمرت التأكيد ان معركة ( الحواسم ) النهائية لم تبدا بعد ، في 4 نيسان/ ابريل أعترف وزير الدفاع العراقي ان القوات الامريكية وصلت بالفعل الى مطار بغداد الدولي والى المسيب والفلوجة واليوسفية وتوغلت في المحاور الرئيسة القريبة من بغداد مثل ابو غريب وشمال بغداد ، يذكر فريق رعد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين في كتابه المشار اليه انفاً في الصفحة 466 ( كان لقائي الاخير مع المشرف على الحرس الجمهوري قصي صدام حسين ومعه كل من وزير الدفاع الفريق الاول الركن سلطان هاشم ورئيس اركان الجيش الفريق الاول الركن ابراهيم عبد الستار التكريتي ورئيس اركان جيش القدس الفريق اول الركن اياد فتيح الراوي وقائد فيلق الله أكبر حرس جمهوري الفريق مجيد حسين الدليمي قال لي المشرف قصي صدام حسين استمع الى رسالة سيدنا (يقصد الرئيس صدام حسين )حيث تلاها علينا وزير الدفاع وفحواها - ان الرئيس صدام حسين كان يتصور ان مجريات الحرب للأسبوعين الماضيين ما هي الا خدعة عسكرية استراتيجية أمريكية ؟ وان الجهد الرئيسي للأمريكان سيكون في الايام اللاحقة من تجاه الاردن ثم شمال مدينة الرمادي نزولا الى شمال بغداد وعليه ينص توجيه الرئيس بسحب ما يمكن من القوات من جنوب بغداد الى شمالها ، وان ينظم الدفاع في بغداد ويستند على حقول الغام عميقة يشترك فيها مجهود الدولة . وبعد مداولات بين المجتمعين اكد لهم الفريق رعد ان الجهد الثانوي للعدو هو محور دجلة ويفهم من كل المناقشة ان التوجيه غير صحيح وطلب فريق رعد الحمداني مواجهة الرئيس شخصياً لشرح وجهة نظره التي تؤكد على اهمية المحورين الوسطي والجنوبي حيث يسعى العدو لاحتلال كربلاء للاندفاع من الممر المحصور بين شمالها وجنوب بحيرة الرزازة وهو عنق الزجاجة ، وينبغي عدم السماح له بالخروج وغير ذلك مثلا اشرت ان اوهن نقطة واخطرها هي الزاوية الجنوبية الغربية منها المنطقة المحصورة ما بين الرضوانية واليوسفية والتي تؤدي الى المطار ثم الى المواقع الرئاسية كما يذكر الفريق رعد أقترب مني الشهيد قصي وقال لي هل انت متأكد يافريق رعد مما تطرحه حول الموقف العام ؟ أجبته بنعم وكما متأكد من حديثي مع حضرتك فالتفت الى الحضور قائلاً ما رايكم بكلام فريق رعد ؟ قال وزير الدفاع ( انا لا أقول كلام فريق رعد خطأ ولكني اوصي بالعمل وفقاً لتوجيه السيد الرئيس ولا وقت لدينا لان الساعة 0500 من يوم غد تنفيذ قرار سيادته) ، ثم جاء دور رئيس اركان الجيش قائلاً ( رايي من راي السيد وزير الدفاع ) ، اما رئيس اركان جيش القدس فقال ( لا راي لي في هذا الموضوع ولكني اؤكد على ضرورة ايذاء القوات الامريكية وتوجيه ضربات موجعة لها ) ،ثم جاء دور رئيس اركان الحرس الجمهوري فقال ( انا مع الراي الذي سمعناه نقلاً عن السيد الرئيس ومتفق معه تماماً وهذا الراي قد طرحته سابقاً وهو الراي السديد ) . حينها كانت الحيرة بادية على وجه قصي صدام حسين ، فبادر رئيس اركان الحرس الجمهوري موجهاً كلامه لنجل الرئيس قائلاً سيدي ان فريق رعد ذهب بعيداً وانه خالف اوامر السيد الرئيس حين دفع بلواء من قواته ليقاتل في كربلاء وهو يتحمل نتيجة الخسائر باللواء وعليه يجب الاسراع لتنفيذ امر السيد الرئيس فقال نجل الرئيس قم يافريق رعد وبلغ ما يأتي ( تكون فرقة النداء حرس جمهوري وفرقة المشاة 16 بأمرة فيلق الله اكبر حرس جمهوري علاوة على فرقة بغداد حرس جمهوري التي خرجت من امرتك قبل يومين وتخرج الفرقة 34 من امرة فيلقك بأمرة عضو القيادة غازي العبيدي ) ،ثم تدخل رئيس اركان الحرس الجمهوري قائلاً له (يجب سحب اللواء 14 من كربلاء الى الضفة الشرقية لنهر الفرات ، فوافق نجل الرئيس ) ، يذكر الفريق رعد انه ترجى بحرارة ولأكثر من مرة اهمية غلق ممر شمال كربلاء اي الفجوة ما بين جنوب بحيرة الرزازة وشمال مدينة كربلاء دون جدوى ، ثم اصررت على بقاء اللواء 14 في كربلاء ولكن اصراري لم ينفع !!!! . في نهاية اللقاء طالب الفريق رعد من قصي الموافقة على نسف جسر القائد الاستراتيجي (جرف الصخر ) وبعد لحظات تأمل وافق على ذلك ، في هذه الاثناء جاءنا خبر ان القوات الامريكية اندفعت شمال كربلاء وهناك ارتال مدرعة امريكية تتحرك من جرف الصخر باتجاه الجسر المؤدي الى منطقة اليوسفية مما يؤكد ما ذهبت اليه فريق رعد الحمداني آنفاً !!! عندها طلبت من رئيس اركان الفيلق ان يتأكد من الخبر بواسطة سرية الاستطلاع العميق واكدت عليه نسف الجسر واعلامي فوراً . يذكر الفريق رعد ما يأتي (في موقف يؤسف عليه وانا ابلغ القادة الحضور ما يجري من تبدل سريع في المواقف انصرفوا في جدل بيزنطي حول حقول الالغام التي يجب ان تنشأ حول بغداد وكان وزير الدفاع ورئيس اركان الجيش في طرف ورئيس اركان الحرس الجمهوري في طرف اخر يريد تسفيه آراء خصومه ، فلم اتمكن من البقاء معهم وقلت لنجل الرئيس سيدي ان مصير بغداد الكارثي سيتحقق خلال 48 ساعة القادمة وارجو ان اكون مخطئاً في الراي هذا واننا ذهبنا مع القرار الخطأ ، ارجو السماح لي بالعودة الى مقري ...فأطرق راسه لحظة الى الاسفل ثم رفعه وهو ينظر لي بنظرة حزينة او نظرة غريبة لم اعهدها منه من قبل قال على راحتك تفضل ، فاديت التحية وخرجت حزيناً وانا انظر الى ساعتي تشير 1540 ، ولم اعلم ان تلك ستكون الاخيرة التي ارى فيها قصي ، اذا قامت القوات الامريكية بقتله مع ابنه وشقيقه في اليوم 22 / 7 / 2003 في مدينة الموصل بعد قتال بطولي معها ، سرت في شوارع بغداد متسائلا مع نفسي من اعطى هذه المشورة الجهنمية للرئيس صدام حسين ؟ ما هذا الهذيان ؟ وما هذا الجدل العقيم وما جرى لقمة القيادة العسكرية العراقية بوصولها الى هذا المستوى من الغرابة ؟ وهم اكثر جيوش العالم خبرة وتجربة ، وعلى ما يبدوا ان ظهور عدد من دوريات العدو قرب ناظم المجرة غرب الفلوجة وشمال الرمادي وانزال قوة في منطقة سد حديثة قد يكون سبباً في هذا القرار الخاطئ ؟
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الأربعاء 2 مايو 2018 - 13:46
الحلقة الثامنة
تحية طيبة ..لمتابعة بعض الاحداث المهمة ضمن المرحلة الرابعة التي جاء ذكرها في الحلقة السابعة نتابع في هذه الحلقة وما بعدها معارك مهمة خاضتها قواتنا البرية ممكن تشبيهها بالمعارك الجهادية ضد قوات متفوقة عددا وعدة .
معركة الجسر
يستمر الفريق رعد مجيد الحمداني بسرد تفاصيل معارك تشكيلاته للفترة من الاول من نيسان/ابريل وحتى احتلال بغداد وهو يواجه العدو بأقصى ما يملك من قدرات وامكانيات بشجاعة واقتدار عاليين لا توازي ولو بنزر قليل من قوات التحالف ، ( في الساعة 0200 يوم 3 نيسان/ابريل خضنا معركة الجسر وكان معي قائد فرقة المدينة المنورة يقود جزءً من المعركة وكذلك آمر اللواء العاشر العميد الركن سعد الحياني يقود قوة من الاتجاه الاخر ، وكنت قد دفعت القوات الخاصة على امتداد قناة اروائية جافة تتصل باستدارة الجسر ، بعد ساعتين من القتال استشهدت مجموعة القيادة والمخابرة التابعة لمقري وكذلك جزء من مقر قائد فرقة المدينة المنورة نتيجة للغارات الجوية المعادية المكثفة ، وقد نجوت مع قائد الفرقة من موت محقق أكثر من ثلاث مرات ، وضاع املي في دفع جماعة تدمير الجسر بقيادة آمر الهندسة العسكرية للفيلق العميد الركن جاسم محمد وبإسناد آمر الهندسة العسكرية في الحرس الجمهوري اللواء الركن بكر عبد الكريم ، الا انني اصررت على مواصلة التقدم والقتال باي ثمن فمصير بغداد سيتحدد في اليوم التالي ، مع انبلاج ضوء الثالث من نيسان وصلت طلائع قواتنا الخاصة الى استدارت الجسر ، وفي هذا الوقت شنت اعداد كبيرة من الطائرات المعادية والمروحيات سلسلة من الهجمات الشديدة ، بحيث لم يتبقى لي اية دبابة او ناقلة حتى عجلات القيادة العائدة لي ولقائد الفرقة ، اشرقت الشمس وطائرات العدو تمعن بقواتنا تدميراً حتى قرى الفلاحين المحيطة بالمنطقة لم تسلم من القصف المعادي ، عندها فقدت الامل وامرت بالقتال التراجعي الي خطوط صد الى الخلف ، لقد خسرنا المعركة ، وقد تبين لي عند نهاية الجسر وجود اكثر من ستين دبابة وعجلة قتال معادية وعشرات المروحيات ناهيك عن الطائرات المقاتلة التي لم يتوقف قصفها ، في الساعة السادسة والنصف صباحاً قطعنا التماس بدروع العدو .
يستطرد الفريق رعد قائلاً ، لم تنقصنا الشجاعة لكن تقنيات اسلحتهم وتفوقهما حسما المعركة لصالحهم. في الساعة التاسعة من صباح يوم الثالث من نيسان جلست ومعي قائد فرقة المدينة المنورة وآمري الهندسة العسكرية للفيلق قرب الشارع الرئيسي في المنطقة وقد انهكنا التعب والالم لما يجري وما باليد حيلة الا استخدمناها ، وصلنا رئيس اركان الحرس الجمهوري الفريق الاول الركن سيف الدين الراوي ومعه رئيس اركان فيلقي ، قلت لهم لم يقصر احد ان تفوق العدو التقني وقوته الجوية لا يجاريان والرجال قاتلوا حتى النهاية .) في ليلة 4 /5 نيسان/ ابريل شنت أحدى فرق الحرس الجمهوري الخاص هجوم مقابل في منطقة المطار الا انها تكبدت خسائر فادحة بعد ان استخدمت القوات الامريكية أسلحة جديده منها القنابل الفراغية ذات القدرة التدميرية العالية والتي تشل من حركة القوات قبل اشتباكها ، في هذا الصدد يذكر الفريق الركن رعد الحمداني ( في السادس من نيسان كانت هناك قوة تدافع عن المطار بقيادة العميد الركن برزان عبد الغفور الناصري حيث كان يقود عناصر من الحرس الجمهوري الخاص وفدائي صدام وبعض اجهزة الحماية الخاصة وقد استخدمت القوات الامريكية القنابل النارية الحارقة ، و سبق ذلك تدنيس الامريكيين للجزء الغربي منه لكنهم انسحبوا تحت وطأة الخسائر الشديدة وفي النهاية استخدم الأمريكان القنابر النيوترونية المحرمة )، اعتبارا من 5 نيسان/ ابريل 2003 حاولت القوات العراقية غلق طريق تقدم القوات الامريكية الى العاصمة بغداد لكن دون جدوى ، بعد تكبدها خسائر اضافية بالأفراد والمعدات رافقها محاولات القوات العراقية القيام بهجمات مقابلة في اتجاه مقتربات بغداد الجنوبية والجنوبية الشرقية والغربية وباتجاه المطار دون اية فائدة فقد زاد توغل القوات الامريكية مع زيادة حجمها وزيادة الاسناد الجوي بمختلف الطائرات القاصفة والهليكوبتر وطائرات الاسناد (اي 10 ) في ظل سيادة جوية مطلقة ، لم تستطيع القوات العراقية تحقيق اي نجاح حتى يوم 7 نيسان سوى كثرة الخسائر بالأشخاص والمعدات رغم ادائها البطولي ( الاستشهادي ) ، ثم يضيف الفريق الركن رعد الحمداني ما يأتي ( في ليلة 6 / 7 نيسان/ ابريل قال الشهيد صدام للفريق سيف الدين الراوي بعد إعفائه من رئاسة اركان الحرس الجمهوري (( لقد سلبت ارادة الحرس الجمهوري على القتال ، لقد كنت فيك مخطئاً خطئاً كبيراً ، ولم تكن تقديراتك صحيحة لكل المواقف )) ، ثم اوكلت قيادة الحرس الجمهوري الى وزير الدفاع الفريق الاول الركن سلطان هاشم ورئيس اركان الجيش الفريق الاول الركن ابراهيم عبد الستار ...) ، في يوم 8 منه بدأت تضيق حلقة الحصار حول بغداد مما اضطرت القيادة العراقية فرض حضر التجوال ليلا في مداخل ومخارج بغداد ، كما عقد وزير الاعلام آخر مؤتمراته الصحفية امام فندق فلسطين مريديان ليؤكد استمرار المقاومة والصمود وتم خلال المؤتمر قصف الفندق وقتل ثلاث صحفيين ، وفي ذات اليوم ايضاً تراجعت الاجراءات الامنية داخل بغداد وأخليت المواضع الدفاعية فيها من شاغليها من مقاتلي القوات شبه العسكرية بعد ان اشيع عن سقوط النظام العراقي بمغادرة القيادة السياسية خارج بغداد ومعها انهارت القيادة العسكرية ، كما يذكر الفريق رعد ايضاً ما يأتي ( في 8 نيسان اصدر علي حسن المجيد أمراً لتجميع ضباط المقر العام من رتبة فريق الى ملازم في نادي الضباط بمنطقة الكسرة كمشروع استشهاديين وتوزيع للبعض منهم الاحزمة الناسفة لتدمير الدروع المعادية بأجسادهم ولا اعرف ما درجة تنفيذ هذا الامر الغريب ) ، في يوم 9 نيسان/ ابريل دنست قوات الفرقة الثالثة الامريكية جميع انحاء بغداد وقامت بتدنيس تمثال الشهيد صدام حسين بذلك المشهد المعد سلفاً من قبل القوات الامريكية بإدارة صهيونية مع مجموعة من الغوغاء المتعاونين مع المحتل ،ثم بدء الاعلان عن الانهيار التام للنظام العراقي وهدأت كافة جيوب المقاومة سواء العسكرية او شبه العسكرية التي كان منوط بها حماية العاصمة بغداد وانتشرت الاشاعات عن احتمال حدوث خيانة في صفوف القوات المسلحة وغير ذلك من التبريرات ، بمجرد الاعلان الرسمي عن احتلال بغداد ابتدأت أعمال النهب والسلب والحرق لكافة دوائر الدولة والمستشفيات والممتلكات الخاصة ومخازن الغذاء والمتاحف والمكتبات العامة والبنوك والمحال التجارية المدنية ...الخ في خطوة غير مسبوقة بتاريخ العراق الحديث وفي وضح النهار تحت نظر وتنسيق القوات الامريكية بعد قيامها بكسر الابواب والسماح للغوغاء من داخل وخارج العراق بسرقة هذه الدوائر في خطة مقصودة للحط من هذا البلد الذي بقي عصيا على اعدائه منذ عهود طويلة .
الاتجاه الاستراتيجي الشمالي قوات التحالف
الهدوء لازال مستمراً على الجبهة الشمالية لكنه أقتصر على القصف الجوي الامريكي لمواقعنا الدفاعية التي هي على خطوط التماس وحول محافظتي الموصل وكركوك ، كما استمر التقدم البطيء دون قتال لقوات (البيشمركة) الكردية المسندة بعناصر من القوات الخاصة واللواء 173 حيث استولت على المواقع الدفاعية التي تقوم القوات العراقية بأخلائها ، لقد انعكست التطورات السريعة في الجبهة الوسطى بعد احكام السيطرة على بغداد على تطور الاوضاع في الجبهة الشمالية ، حيث اتفقت تركيا بعد زيارة وزير الخارجية الامريكية كولن بأول لها على تقديم مساعدة ادارية محدودة بالسماح لطائرات النقل المحملة بالقوات الامريكية في الهبوط بقاعدة (انجر ليك) وعبور 200 عجلة همر الى شمال العراق ، بعد الهدوء النسبي الذي اشرت اليه حتى يومي 8 و 9 نيسان/ ابريل 2003 ، ففي يوم 10 نيسان دخلت قوات (البيشمركة) الكردية مدينة كركوك التي شهدت أعمال نهب وسلب دون اي مواجهة من القوات العراقية سواء العسكرية او شبه العسكرية ، وفي مدينة الموصل تم عقد اتفاق بين قوات (البيشمركة) والقوات الامريكية من جهة والقوات العراقية ( الفيلقين الاول والخامس ) من جهة أخرى يتم بمقتضاه أيقاف اي مقاومة عراقية واستسلام دون قتال ، وهكذا تحققت المهمة النهائية على الجبهة الشمالية لقوات التحالف دون قتال او خسائر .
القوات العراقية
رغم التفوق النسبي للقوات العراقية على قوات (البيشمركة) والقوات الامريكية البرية فأنها لم تحاول القيام باي نشاط قتالي واقتصر نشاطها على اطلاق عدد من الصواريخ ارض – ارض على مطاري حرير وبامرني وعلى المواقع المخلاة بعد الانسحاب منها لحرمان (البيشمركة) الكردية من احتلالها ، علماً لم يعرف سبب انسحاب القوات العراقية من مواضعها الدفاعية واقترابها من المدن دون ان تقاتل والاعتقاد السائد حتى لا تتعرض للقصف الجوي المعادي وهذا عذر غير مقبول لان القصف الجوي مستمر ولم ينقطع لكن المرجح الاكثر قبولا هو شلل ومداخلات القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية التي انيطت الى نائب القائد العام للقوات المسلحة عزة الدوري لاحتمال القتال حول او داخل المدن ولم يتحقق ذلك حتى انتهاء هذه الصفحة من القتال .
الاتجاه الاستراتيجي الغربي قوات التحالف
لم تشهد الجبهة الغربية أية احداث هامة او أعمال قتال ذات قيمة حيث فرضت القوات الخاصة الامريكية السيطرة التامة على المدن والقواعد الجوية وطرق التموين والادامة وخطوط أنابيب النفط المتجهة الى سوريا مع قيامها بدوريات جوية بالطائرات المقاتلة والهليكوبتر للتأكد من أية تحركات برية محتملة .
القوات العراقية
لم تقم القوات العراقية باي نشاط قتالي خلال هذه المرحلة لسببين عدم كفايتها نسبة للقوات الامريكية والاخر هو استسلامها للأمر الواقع بعد المراهنة الخاطئة على القوات البرية والقوات شبه العسكرية في حرب معاصرة .
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الأحد 1 يوليو 2018 - 14:09
الحلقه التاسعه
معركة مطار بغداد الدولي 2 – 4 نيسان / ابريل 2003
اوكلت مسؤولية مطار بغداد الدولي الى الحرس الجمهوري الخاص الذي يتألف من الوحدات والالوية ( المشاة – الدرع – المدفعية ) بإسناد كتيبة صواريخ ارض – ارض ، كان الجانب العراقي قد حشد ما يقارب 3000 مقاتل من الحرس الجمهوري الخاص المسؤولة عن حماية الرئيس القائد العام للقوات المسلحة صدام حسين بمنطقة القصور الرئاسية في الرضوانية القريبة من مطار بغداد الدولي وفي داخل المطار بالإضافة الى مجموعة من فدائي صدام والفدائيين العرب ولواء المشاة / 68 من الجيش النظامي ، قاتلوا العدو بكل فخر واعتزاز وكبدوهم خسائر جسيمة أرغمت قوات المارينز البالغ تعدادها قوة تعادل فرقة معها فوجان بريطانيان بإسناد عشرات الطائرات المقاتلة على التوقف .
وقد ابلو بلاءً حسناً واوقعوا خسائر جسيمة بالغزاة الأمريكان في معركة المطار ليلة 2 – 3 و 3 – 4 نيسان / ابريل 2003 ، هرب الأمريكان في بداية الامر الى طريق المرور السريع مرعوبين وتركو منطقة الرضوانية والمطار ، بعد ان قتل العديد منهم وذبح 20 بالسيوف وعلقت رؤوسهم في المطار مما اثار الرعب والهلع في نفوس الاخرين من الغزاة ، بعد ذلك استخدم العدو الاسلحة المحرمة دولياً منها القنابر الفراغية والجرثومية ولنيوترونيه ادى ذلك استشهاد 1000 مقاتل من الحرس الجمهوري الخاص والفدائيين. في نهار 4 / 4 / 2003 سيطر العدو الامريكي على مطار بغداد الدولي وبدأت طائرات الشحن الكبيرة بالهبوط استعداداً للاندفاع باتجاه مركز العاصمة بغداد بالتنسيق مع الارتال المدرعة الاخرى التي تمكنت من السيطرة على طرق جرف الصخر – المحمودية – اليوسفية – الرشيد – الدورة – بغداد وطريق المرور السريع الديوانية – بغداد ، وطريق الصويرة – المدائن – بغداد . وفي لقاء الباحث مع السيد الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين حرس جمهوري اوضح لي لما جرى في معركة المطار ما يأتي :
((لقد أحيطت بمعركة المطار الكثير من المبالغات ومنها ما كان أسطوريا وغير دقيق ، ولكن وحسب علمي لأني آنذاك قد أصبحت خلف العدو في ناحية الرشيد ،ومن خلال رفاق السلاح في بغداد علمت فيما بعد ، أن العدو في 5/4/2003 تمكن من الوصول إلى مداخل أبو غريب والرضوانية وتوقف لتقييم الموقف على ما يبدو ، في فجر يوم 6/4/2003 أندفع من الجانب الغربي برتل رئيسي للاستيلاء على المطار ورتل ثانوي بالاندفاع على محور أبو غريب بغداد ،ورتل مساعد من منطقة علوة الرشيد - مفرق جامع أم الطبول - المطار، ذات الوقت تمكنت قوات المارينز من عبور نهر ديالى عبر الجسرين القديم والجديد المدمرين ، بعد جهد هندسي ودخولها جنوب شرقي بغداد ورتل منها تمكن من خرق مدينة بغداد على طريق الراشدية - بغداد عبر منطقة بهرز ، وتوقف عند جسر المثنى المدمر شمال شرق بغداد مدخل شارع القناة ، بالوقت الذي أسهمت طائرات مقاتلة الدروع نوع (A-10) بتدمير دروع فرقتي الحرس الجمهوري من الفيلق الأول وهما فرقة حمورابي وفرقة عدنان المنتشرة على المداخل الخارجية لبغداد ،لكن الرتل الذي وصل المطار يبدو في البداية لم يواجه مقاومة وكان المدافعون على الطرف الغربي قد بوغتوا فجر ذلك اليوم ولكن عند دخول العدو منطقة المطار جوبه بمقاومة شديدة (خسائر العدو غير معروفة بدقة لكنه من الواضح تكبد خسائر غير قليلة )مما أضطر الانسحاب ، بالوقت الذي وصلت مقدمة الرتل المساعد مفرق جامع أم الطبول إذ جُوبه بمقاومة عنيفة بأسلحة مقاومة الدبابات الخفيفة من قبل الحمايات الخاصة للرئيس صدام حسين الذي صادف وجوده في المنطقة إذ كان جالسا في مقاعد الانتظار لباصات مصلحة نقل الركاب من جانب سياج الجامع ،فدمرت للعدو دبابتان وأعطبت ثالثة أضطر على التراجع ، لكن بعد ظهر نفس اليوم وجه العدو أكبر جهد ناري شاركت به المدفعية والدبابات والطائرات لمنطقة المطار (قد يكون ضمن ذلك استخدام قنابر نابالم أو ما يشابهها ،وعدد من القنابر الفراغية )فدارت معركة شديدة إذ تمكن العدو صباح يوم 7/4 /2003 من احتلال المطار لكنه واجه مقاومة عنيفة أستمرت لأكثر من 24 ساعة في مدخل المطار - ساحة عباس بن فرناس ساهم فيها الحرس الجمهوري الخاص بأسناد مدفعية الحرس الجمهوري وبعض عناصر من المقر ، وفدائيو صدام ومن مقاتلين جهاز الأمن الخاص وعدد من المجاهدين العرب ، وقد أشرف الرئيس صدام وأبنه قصي على هذه المعركة ، في مساء هذا اليوم عقد الرئيس صدام حسين آخر مؤتمر للقيادة العسكرية في المنصور وكان بمعنويات عالية جداً وهادئ بعض الشيء وقال إن النصر ممسوك بيده وقد أشار بقبضته اليمنى . وفي صباح اليوم التالي انهارت القوات المدافعة في بغداد بالكامل حينها اندفعت قوات الفيلق الخامس المدرع الأميركي داخل بغداد من جهة الغرب وكذلك تمكنت قوات المارينز من التوغل في بغداد من الجانب الشرقي وواجهت قوات العدو مقاومة شرسة لكنها شبه فردية أساسها المجاهدون العرب . وفي صباح يوم 9/4/2003 تم احتلال بغداد بالكامل في حين تمكنت القيادة العسكرية والسياسية الهروب منها من أتجاهي بغداد -الفلوجة -الرمادي ، بغداد عن طريق منطقة الراشدية ، والعبور على نهر دجلة من منطقة الطارمية - الجسر العائم - باتجاه تكريت ، إذ دارت في منطقة الجسر العائم آخر معركة وقد استشهد من المجاهدين العرب 11 مجاهدا كانا مصاحبين لعضو القيادة السياسية علي حسن المجيد الذي كان يرافقه رئيس أركان الجيش الفريق أبراهيم عبد الستار.))
ايران تتدخل عسكرياً بعد ان اوضحت ان موقفها من الحرب على العراق موقف الحياد
في اللحظة التي بدأ فيها العدوان الأمريكي في العشرين من مارس/ آذار 2003 شرعت مجموعة الاستطلاع العميق التابعة لمخابرات الحرس الثوري باختراق الحدود المشتركة وتوغل أفرادها في عمق الأراضي العراقية .
وكان من أولويات المهمات المعنية بها بالإضافة إلى عمليات الرصد الميداني وجمع المعلومات الاستخبارية وتصنيفها كمهمة رئيسة هو توفير ملاذات آمنة للأطقم الاستخبارية والمجاميع القتالية التي ستندفع في أوقات لاحقة ، فيما كانت تشكيلات بدر ومليشيات الأحزاب الموالية ترابط على الحدود المشتركة وهي على أهبة الاستعداد بكامل تجهيزاتها العسكرية بانتظار الضوء الأخضر الإيراني للبدء بالحركة على وفق الخطط الميدانية والأهداف المنتخبة التي جرى التدريب عليها، منذ أمد بعيد، وتم تحديثها في ضوء العدوان الأمريكي . في 2 نيسان (ابريل ) 2003 وعبر منفذ الشلامجة الحدودي توغلت ، صفوفاً طويلة من قوات التعبئة (البسيج) وحشوداً أخرى من المرتزقة من بينهم طابور من الأدلاء ممن يجيدون اللهجة العراقية يتقدمهم (التوابون) وبعض المسفَّرين، وتم تزويدهم بأوراق ثبوتية عراقية.
وتعد هذه الكتلة البشرية واحدة من مقدمات المشاركة الفعلية في مؤازرة العدوان الأمريكي، وتمكين قوات الغزاة من تنفيذ عمليات التقدم باتجاه بغداد ، تلتها قوات اخرى بأشراف قوة القدس بدأ تحرك فيلق بدر ومليشيات الأحزاب الموجودة في إيران تجاه العراق بالتدفق عبر قاطعي (الشلامجة والمنذرية)، فيما شرعت فصائل بدر الموجودة في كردستان العراق مسيرها تجاه النجف ، وجرى توزيع القوة ونشرها طبقاً للخطط الموضوعة والمهمات المناطة بها، لمليء الفراغ السياسي الذي سيخلفه الغزو، إذ أدركت إيران منذ تحضيرات واشنطن الأولى وما أعقبها من اجتماعات مع الأمريكيين والأوروبيين، وما أسفرت عنه مؤتمرات المعارضة الأربعة، أن الحرب حتمية وهكذا أعدَّت طهران (تقدير موقف استراتيجي ) يشمل التوقعات والاحتمالات كافة، في ضوء قاعدة معلوماتها ومتابعتها الاستخبارية، ولذلك كانت طهران تعرف تماماً متى وأين تضع خطواتها، فأعدَّت وجهَّزت كامل أدواتها لمستقبل واعد طويل الامد.
موضوع: رد: حرب احتلال العراق / 2003........في حلقات الأحد 11 أبريل 2021 - 17:19
حوار وشهادة خاصه في ذكرى احتلال العراق 10 نيسان 2021 مع العميد الركن الدكتور صبحي ناظم توفيق (شاهد عيان على غزو العراق) بعنوان : كيف انهار العراق بهذه السرعة امام الغزو الامريكي البريطاني؟