في 17 سبتمبر 1942 كان الجنرال السوفييتي Mikhail Katukov جالسا مع عدة جنرالات في اجتماع يترأسه الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين
كان الوضع في جبهات القتال سيئها بعد شهور من الهزيمه الكبيره للقوات السوفييتيه في معركه Kharkov الثانيه كما كان الالمان تندفع نحو ستالينغراد والتي ستشهد لاحقا اكثر معركه دمويه في التاريخ الحديث
من ضمن الامور التي ركز عليها ستالين هو انشقاق الضباط ذوي الرتب العاليه في الجيش الاحمر
في صيف 1942 استسلم الجنرال السوفييتي Andrey Vlasov والذي كان يشغل سابقا منصب مستشار ل Chiang Kai Shek الى القوات الالمانيه قرب لينيغراد واعلن انشقاقه , وكان هذا نصر دعائيا كبير لقوات المحور في الحرب والتي استغلت الامر بنثر اوراق الدعايات وهي تحمل صورة الجنرال السوفييتي في يد القوات الالمانيه
وقد عينت القياده العليا الالمانيه الجنرال Andrey Vlasov كقائد لمايسمى ( جيش تحرير روسيا ) وهو مكون من مجموعه من المنشقين الروس الذين قاتلوا الى جانب النازيين ( في عام 1945 القى الجيش الاحمر القبض على Andrey Vlasov واعدمه شنقا )
كان احد مرؤوسي الجنرال Andrey Vlasov في وقت من الاوقات كان الميجور جنرال Alexander Ilyich Lizyukov في فيلق الدبابات الثاني وقد فقد في يوليو 1942 اثناء معركه عنيفه قرب مدينة Voronezh جنوب غرب روسيا
في اثناء الاجتماع بين Katukov وستالين جلس الدكتاتور السوفييتي وهو ينفث دخان غليونه ثم نهض ماشيا وهو يدور حول طاولة الاجتماع وسأل الحاضرين هل انشق Lizyukov ؟ وطلب من الجنرال Katukov الذي كان يقود فيلق الدبابات الاول في نفس المعركه ان يجب على هذا السؤال
لم يجب الجنرال Katukov في البدايه لعده ثوان ثم بدأ بالكلام : لقد كان احد ابناء الشعب المخلصين , مخلص للحزب ولك شخصيا ( اي لستالين )......
لقد كان Lizyukov مخلصا الى درجه بحيث انه اثناء الجهود لفك الحصار حول العديد من الالويه المدرعه السوفييتيه فانه قاد بنفسه دبابه Kliment Voroshilov الثقيله
وعلى مايبدو فان الالمان تنبأوا باتجاه الهجوم وبالتالي سلطوا نيران مدفعيتهم نحو منطقه الهجوم وكانت النتيجه تدمير الدبابات السوفييتيه الواحده تلو الاخرى كما يستذكر الجنرال Katukov لاحقا
الدبابه التي كان يقودها الجنرال Lizyukov كانت قد تقدمت كثيرا في الامام وتعثرت في مانع غير مرئي مما ادى الى توقفها امام مواقع القوات الالمانيه وقد كانت نيران المدفعيه الالمانيه تنفلق حول الدبابه
في هذه الاثناء اصابت قذيفه مضاده للدروع دبابه Lizyukov , وبسبب انسحاب الدبابات السوفييتيه الى الوراء بدأ طاقم دبابه Lizyukov بالخروج منها الا ان مشغل الرادو وكان اول الخارجين من الدبابه تم قتله بنيران الاسلحه الاوتوماتيكيه
ومن ثم خرج الجنرال Lizyukov من الدبابه , وبشكل درامي قطع جسده بوابل من الاطلاقات الناريه وقد حصلت هذه الحادثه يوم 25 يوليو 1942
وتمكن السوفييت بهجوم معاكس اخر من استعاده جثمان الجنرال Lizyukov والذي كان رأسه مهشما , ثم قامت دبابه سوفييتيه بسحب دبابه الجنرال واخلائها
وقد تم دفن الجنرال في مراسم في المناطق الخلفيه قرب قريه Sukhaia Vereika بكل الشرف العسكري
لقد كانت قصه بطوليه لكنها لم تكن صحيحه تماما !!
الجنرال Katukov اعطى شهاده لصالح Lizyukov للحفاظ على شرفه العسكري وشرف فيلق الدبابات الثاني وليقول لستالين مايرغب بسماعه من اجل عدم الوقع تحت غضب الدكتاتور السوفييتي حسب كلام المؤرخان David Glantz و Jonathan House في كتابهما الصادر عام 2009 بعنوان To the Gates of Stalingrad
الحقيقه ان الجنرال Katukov لم يملك فكرة واضحه عما حصل للجنرال Lizyukov حيث لم يقم السوفييت باستعاده جثمانه او دبابته ولا يعرف تحديدا مكان جثمانه كما ان الجنرال Katukov ذكر تاريخا خاطئا لمقتل الجنرال Lizyukov وقال انه يوم 25 يوليو في حين ان الامر تم يوم 23 يوليو !!
اذن مالذي حصل للميجور جنرال Alexander Ilyich Lizyukov, هل انشق , ام قتل في المعركه ؟
مصير الجنرال السوفييتي بقي غير معروف الى العام 2006 عندما ذكرت مقاله مكتوبه بالروسيه كتبها المؤرخ الروسي Igor Yurievich Sdvizhkov واعاد سرد القصه لكن بمعلومات جديده تم جمعها من الارشيفين السوفياتي والالماني
في البدايه كانت الخلفيه بان الجنرال Lizyukov كان هو قائد فيلق الدبابات الثاني السوفييتي وقيادته المباشره لهذا افيقل كانت سببا في انزال رتبته بشكل مهين
عرف بانه تكتيكي بارع في سلاح المدرعات تدرج Lizyukov في الرتب ابتداءا من الحرب الاهليه الروسيه وصولا لقيادته لجيش الدبابات الخامس وهي قياده اعلى , لقد كان عسكريا محترفا ولم تشمله حملات التطهير التي قادها ستالين وقد منح وسام بطل الاتحاد الوسفييتي مع النجمه الذهبيه ووسام لينين وهما الاكثر رتبه في الاتحاد السوفييتي
في العام 1942 كان الميجور جنرال Alexander Ilyich Lizyukov يقود جيش الدبابات الخامس في معركه Voronezh حيث قام الالمان بهجوم تضليلي لايهام السوفييت باتجاه الهجوم الحقيقي والذي كان نحو الجنوب حيث ستالينغراد وحقول نفط باكو
هاجم الالمان Voronezh التي كان يحميها جيش الدبابات الخامس السوفييتي والذي كان قد خسر 70% من قوته وقد تم عزل اثنين من الويته المدرعه بشكل كامل
في منتصف يوليو 1942 تم حل جيش الدبابات الخامس السوفيتي وتم انزال رتبه Lizyukov وتسليمه مسؤوليه قياده فيلق دبابات هو فيلق الدبابات الثاني
وقد تم اعطاء الاوامر من قبل مقر قياده الجبهه وتدعى قياده عمليات Bryansk له بالقيام بهجوم لفك الحصار عن الالويه المدرعه المطوقه
ومن اجل لوي السكين قام قائد مقر عمليات جبهة Bryansk الجنرال Nikandr Chibisov باهانه الجنرال Lizyukov ومناداته بالجبان
وحسب المؤرخ الروسي Sdvizhkov فقد تكون هذه الاهانه هي من جعلت الجنرال Lizyukov ينشق وهو ماجعل ستالين يشك
وفي الحقيقه فأن الاهانه التي تلقاها Lizyukov من قائد مقر العمليات قد تكون السبب في اندفاعه بالمعركه وقيادته شخصيا لدبابه نوع KV والتي اصيبت بقذيفه مضاده للدروع ضمن وحدات فرقة المشاه 387 الالمانيه , من الممكن لوم قادة Lizyukov على طلباتهم المستحيله
من طاقم دبابه الجنرال Lizyukov الخمسه بقي شخص واحد على قيد الحياة وهو مساعد سائق الدبابه والذي ظهر في المستشفى العسكري السوفييتي بعد عده ايام حسب روايه المؤرخ الروسي Sdvizhkov , وقد استذكر الناجي ماحدث بان قذيفه المانيه اخترقت الدبابه فقتلت على الحال الجنرال والسائق , اما مشغل الراديو فقفز خارج الدبابه وقتل بنيران الاسلحه الرشاشه
واضاف الناجي بانه كان جريحا اثناء هروبه ولكنه نجا بعد ان اختبأ في حقل حيث شاهد الالمان وهو يعتلون سطح الدبابه السوفييتيه المدمره ويجمعون وثائق
طائر استطلاع سوفييتيه شاهدت جثة الكومسيور السياسي للجنرال Lizyukov معلقه من فتحه البرج , وقد قامت القوات السوفييتيه باستعاده جثمان الميجور جنرال والتي كان الرأس فيها مهشما وكان الالمان على بعد 100 متر يحاولون ايضا الاستيلاء على الجثمان ليرونه لضباطهم
بعد ان تم التعرف على جثمان الميجور جنرال Lizyukov تم دفنه في قبر غير معرف وقد ذكرت وثيقه للجيش الاحمر تعود الى السبعينيات بأن الجثمان تم كشفه وتم تعريفه بأنه للميجور جنرال Lizyukov
سيناريو الانشقاق لايبدو مرجحا على الاطلاق خاصه وان الالمان كانوا سيستغلون هذا الامر للبروباغندا الاعلاميه , لكن غياب التفاصيل الدقيقه لمقتل الميجور جنرال Lizyukov لسلسله مراجع القيادات العليا جعل القاده السوفييت يشكون بانه قد انشق
كان Lizyukov واحدا من 290000 عسكري سوفييتي قتلوا في معركة Voronezh
ارملة Lizyukov لم تعرف مصير زوجها وقد كتبت 3 مرات الى ستالين بدون اي رد
في العام 1943 وبعد انسحاب الالمان من منطقه المعركه جاءت الارمله ومعها العديد من الجنود وبحثوا عن اي قبر ل Lizyukov بدون اي نتيجه
لم تتلقى ارملة Lizyukov اي معلومات عن مصير زوجها الا في العام 1947 حيث تم تبليغها رسميا بوفاته
في العام 2008 تم ايجاد جثه Lizyukov رسميا في مدفن قرب قريه في منطقة Voronezh, ثم تم نقله الى المفن الرسمي الذي دفن فيه العسكريين السوفييت الذين دافعوا عن المدينه
ولكن يشكك المؤرخ الروسي Sdvizhkov بعمليه التعرف على جثمان Lizyukov حيث ان ممثلي الحكومه اكتفوا بمقارنه جمجمة الجثمان مع صوره ل Lizyukov على الرغم من ان الروايات تقول ان الجمجمه تهشمت اثناء المعركه
لم يجري فحص طبي شرعي او مقارنه الحامض النووي DNA
وبالاحرى فان المؤرخ الروسي يقول في مقالته التي نشرت عام 2009 : لازلنا لانعرف اين دفن Lizyukov لكن مات حتما في المعركه
اضغط هنا