خدمت كتيبه الدبابات Panzer-Abteilung 129 ضمن صفوف الجيش الالماني السادس النازي والذي حارب الى داخل مدينة ستالينغراد السوفييتيه اواخر العام 1942 ليجد نفسه غاطسا في ثلوج الشتاء داخل المدينه ومطوقا بمليون جندي من الجيش السوفييتي قامت ابتداءا من نوفمبر 1942 بهجوم من جبهتين عزلت فيه الجيش السادس الالماني ضمن جيب ستالينغراد
جنود كتيبه الدبابات النازيه Panzer-Abteilung 129 لجأوا الى بيوت قريه في ضواحي المدينه واتخذوا من بيوتها الهزيله ملاجئ لهم تقيهم من نيران الطائرات والمدفعيه السوفييتيه
الايام الاخيره في حياه هذه الكتيبه كانت داميه ولايمكن تصورها وقد افرز لها الكاتب التاريخي Jason Mrak فصلا لها في الجزء الاول من كتابه Panzerkrieg: German Armored Operations at Stalingrad والذي ارخ احداث الجيش السادس في ستالينغراد يوما بيوم وقد اعتمدت مصادره على شهود شهدوا المعركه باعينهم
كتب المراسل الحربي الالماني Parzival Kemmerich في ديسمبر 1942 : يوما بعد اخر وبالتدريج اصبحت الخسائر اكثر حساسيه فلاتمضي ليله بل واحيانا نهارا بدون قتلى او مصابين في القريه اضف الى ذلك فقدان طواقم البانزر والضغط النفسي الناتج عن عدم القدره على الحركه وان المواقع مكشوفه , الانتظار وعدم التحرك هو اسوا شئ واجهه الجندي الالماني وادى الى انتشار الياس .
بعد فتره قصيره من كتابه هذا التقرير عن الكتيبه من قبل المراسل الالماني Kemmerich تحركت كتيبه الدبابات Panzer-Abteilung 129 غربا لصد تقدم القوات السوفييتيه التي طوقت الجيش الالماني السادس من الخلف , وكان اهم المشاكل التي واجهها الجندي الالماني هو الارهاق الهائل مع نقص التغذيه والجو الصقيعي البارد جدا
وعلى الرغم من ان شتاء 1942 كان ثاني شتاء سوفييتي يمر على القوات الالمانيه هناك الا ان طواقم كتيبة الدبابات Panzer-Abteilung 129 كانوا يفتقرون للملابس الشتويه وكان هذا السبب يعود جزئيا الى احتلال السوفييت لمخازن الامداد الالمانيه
يقول المراسل الحربي الالماني Kemmerich : في العاده فان قائد عربه القتال المانيه هو الوحيد الذي يمتلك قيافه شتويه مكونه من بدلة قتاليه شتويه تحمي من البرد مع زوج من الاحذيه الشتويه وكان هذا ضروريا حيث كان قائد العربه يطل بنفسه من برج العربه , وبدون هذه التجهيزات فانه سيموت تجمدا .
بحلول اعياد الميلاد كان الجنود الالمان يلعبون باوراق اللعب ويشربون الكونياك ويهربون من النيران الجويه السوفييتيه ويأكلون لحم الكلاب , بعد يومين من عيد الميلاد تحركت كتيبة الدبابات Panzer-Abteilung 129 غربا في تضاريس الشتاء والتي وصفها احد جنود الكتيبه بانها سطح موت ابيض لاينتهي
في النهايه توجهت كتيبه الدبابات Panzer-Abteilung 129 باتجاه شمال غرب وحفرت مواقعها قرب قريه Dmitriyevka والتي كان السوفييت يريدون احتلالها قبل ان يتوجهوا جنوبا نحو Karpovka حيث يوجد محطه قطار وممر هبوط جوي حيوي يستعمله الالمان للحصول على الامدادات شمال غرب الكتيبه كانت فرق المشاه الالمانيه 29 و 44 و 76 والى الجنوب الغربي كانت فرقه المشاه 3 الالمانيه
يقول الكاتب Jason Mark ان هذا الترتيب في التشكيلات الالمانيه كان كافيا لصد السوفييت ( نظريا وعلى الورق فقط ) حيث كانت كل الظروف ضدهم
وصف الكاتب Mark ساحه المعركه بشكل مأساوي حيث كانت جثث البشر والاحصنه منتشره حول المواقع الالمانيه معظمها قضى بسبب الجوع والبرد والذي اثر سلبا على معنويات الالمان بمختلف رتبهم والذين هم انفسهم ارهقهم الجوع والبرد
وبالاضافه الى ذلك كانت كتيبة الدبابات الالمانيه Panzer-Abteilung 129 تعاني من نقص في جميع المتطلبات وخاصه الذخائر
وكان يجب على ماتبقى من الجنود الالمان صد الهجوم السوفييتي والذي عرف باسم العمليه Koltso والذي يقوم به الجيش الاحمر ال 21 والذي اقترب من اتجاه شمال غرب
الهجوم السوفييتي الختامي بدا يوم 10 يناير 1943 حيث اطلقت 8000 قطعه مدفعيه سوفييتيه نيرانها نحو المواقع الالمانيه وهو اقسى قصف مدفعي في الحرب على نقطه واحده تلاها هجوم بقوه 3 جيوش سوفييتيه
السرد الروائي لماحدث بعد 10 يناير 1943 على الجانب الالماني في تلك الجبهه اصبح غير منتظم حيث عمت الفوضى في القوات الالمانيه
الكتيبه Panzer-Abteilung 129 تحطمت كوحده قتاليه متماسكه وماتبقى من طواقم ودبابات تابعه لهذه الكتيبه انضمت الى تشكيلات المانيه اخرى وتقهقرت الى الخلف داخل الجيب المطوق
عموما صدرت بعض التقارير على ان هجمات مضاده ليليه قامت بها دبابات هذه الكتيبه عدة مرات ضد السوفييت بشكل مباغت
وعندما عاد المؤرخ Mark الى الارشيف السوفييتي لتلك الحقبه وجد ان السوفييت خسروا عشرات الدبابات في عمليه Koltso اكبر مما سجله المؤرخون بعد الحرب
يوم 14 يناير 1943 انطلقت 3 او 4 دبابات متبقيه من الكتيبه Panzer-Abteilung 129 من قريه باتجاه تله تدعى Hill 2.0 تحتلها الدبابات السوفييتيه
وقد خرج العديد من الجنود الالمان المختبئين في القريه خلف هذه الدبابات وهم يتوقعون انها ستشق لهم طريق الخروج من الجيب المطوق وقد اخذ السوفييت على حين غره وانسحبوا من التله التي اعتلاها الدبابات الالمانيه التي حفرت خنادق دفاعيه هناك مما ادى الى خيبه امل الجنود الالمان الذين كانوا يتوقعون ان يستمر الهجوم وان يخرجوا من الطوق !! وبالتالي عادوا الى مخابئهم في القريه
في اليوم التالي 15 يناير 1943 هجم السوفييت بقوه على التله وسحقوا ماتبقى من الكتيبه Panzer-Abteilung 129 تماما
وحسب المؤرخ Mark كانت هذه اخر معركه خاضتها الكتيبه قبل ان تباد
ماتبقى من ناجين انسحبوا نحو مدينة ستالينغراد
لم يعد احد من ضباط الكتيبه Panzer-Abteilung 129 حيا الى المانيا
اضغط هنا