===========================
أكاديمية WEST POINT العسكرية الأمريكية
===========================
يرجع تاريخ الأكاديمية إلي تاريخ الثورة المريكية ، فقد أدرك سكان المستعمرات الأوائل من جهة و البريطانيين من جهة أخري الأهمية الإستراتيجية لنهر هاديسون ( HUDSON RIVER ) ، فقد كان بإمكان البريطانيين إذا سيطروا عليها أن يقسموا منطاق المستعمرات إلي نصفين ، فأدرك المستعمرون علي الفور أهمية السيطرة علي المناطق المرتفعة المشرفة علي إنحناءة النهر في منطقة ويست بوينت ، و بسبب هذه الأهمية الإستراتيجية قام القائد جورج واشنطون ببناء التحصينات العسكرية بدءا من العام 1778م و أقام بها قاعدة عسكرية ضخمة كما أجري ترتيبات عديدة للتحكم في حركة مرور السفن في النهر ، و في مطلع العام 1779 نقل جورج واشنطون مقر القيادة العامة العسكرية إلي ويست بوينت لتصبح أقدم و اهم قاعدة عسكرية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ، و بعد قيام الثورة الأمريكية و إنتهاء حرب الإستقلال ، و رغبة في الإنتهاء من الإعتماد شبه الكلي علي الخبراء و المدربين العسكريين الأجانب ، بدأت أصوات عديدة تنادي بإنشاء أكاديمية عسكرية لتعليم فنون الحرب و العلوم و التكتيكات العسكرية ، و في العام 1802 قام الرئيس الأمريكي جيفرسون بتوقيع قرار إنشاء الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت بولاية نيويورك و أفتتحت في الخامس من يوليو ( يوم عيد الإستقلال ) في نفس عام توقيع القرار .
و يرجع الكثيرون من الباحثون في تاريخ العسكرية الأمريكية الفضل الأول للإرتقاء بمستوي الأكاديمية سواء من الناحية العلمية أو من الناحية التنظيمية إلي الكولونيل ( SYLVANUS THAYER) و الذي شغل منصب مدير الأكاديمية في الفترة من 1817 إلي 1833 ، و بعد سنوات عديدة من هذه الفترة الزمنية في تاريخ العسكرية الأمريكية ، و أثناء الحرب الأهلية الأمريكية ، قاد خريجو ويست بوينت الجيوش المتحاربة لطرفي الحرب في ذلك الوقت نظرا لمستواهم الأكاديمي الرفيع و خبراتهم في المعارك مع السكان الأصليين ( الهنود الحمر ) و كذلك خبراتهم الغير قليلة و التي إكتسبوها أثناء الحرب المكسيكية ، و عقب إنتهاء الحرب الأهلية الأمريكية ، و بعد إنتشار العديد من المعاهد و الجامعات المتخصصة في العلوم المختلفة ، بدأت أكاديمية ويست بوينت في إتخاذ إتجاة جديد من حيث المقررات التي تستخدمها في الدراسة داخل الأكاديمية ، فقد إهتمت بتنويع عناصر و فئات العلوم التي تقوم بتدريسها كما أضافت قدر أكبر من التخصصية علي مقرراتها العلمية مما منح الدراسة في الأكاديمية لونا خاصا بها .
و مع إندلاع الحرب العالمية الأولي ، عادت اكاديمية ويست بوينت لتحتل حيزا واسعا من الإهتمام بإحتلال خريجيها لأكثر من 34 منصبا قياديا للتشكيلات و الوحدات العسكرية في فرنسا من ضمن 38 قائدا أمريكيا هناك ، و بعد إنتهاء هذه الحرب ظهرت إتجاهات عسكرية جديدة و نظريات و عقائد قتالية حلت محل بعض التكتيكات التي أعتبرت بائدة و متهالكة و لم تعد تناسب طبيعة العمليات الحربية و العسكرية و الأهداف التكتيكية المرجوة ، لذلك قام ( DOUGLAS MACARTHUR ) مدير الأكاديمية في ذلك الوقت بإجراء تعديلات جذرية علي المناهج و أنظمة الدراسة بالأكاديمية فأبدي إهتماما واضح بجوانب و نواحي اللياقة البدنية و المهارات الحركية العسكرية نظرا لطبيعة المعارك في ذلك الوقت و التي ظهرت فيها أهمية خفة الحركة و التحركات السريعة المفاجأة و المناورة بالقوات في مساحات واسعة و بتشكيلات كبيرة و هي من أهم الدروس المستفادة من الحرب العالمية الأولي