"دولة تعيش في فوضى اقتصادية ومشاكل مالية كبيرة، وليس لديها عدو يهدد حدودها بشكل واضح، إذا لماذا تشتري مصر كل هذه الكميات من الأسلحة؟".. تساءل طرحه موقع Defense News الأمريكي.
وقال ،الموقع المختص بالشئون العسكرية، إن" مصر حصلت على أنواع مختلفة من الأسلحة على مر السنين، وأثارت ترسانتها المفرطة أسئلة أكثر من الإجابات بين الخبراء الإسرائيليين، وتشير عمليات الشراء التي وقعت معظمها في ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن القاهرة تسعى للعودة إلى مجدها السابق، لتعلن للمنطقة أنها قوة لا يستهان بها.
وتشمل قائمة مشتريات الأسلحة المصرية، 387 دبابة من نوع إبرامز منذ عام 2010، و 762 عربه مدرعه مقاومه للالغام MRAP بجانب صفقة بمليار دولار لنظام روسي مضادة للطائرات من نوع S-300VM، و50 طائرة ميج 29 بقيمة 2 مليار دولار تكتمل بنهاية 2020.
هذه قائمة جزئية من الأسلحة التي حصلت عليها مصر مؤخرا، وفقا لـ Yagil Henkin مؤرخ عسكري في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية.
ونقل الموقع عن Henkin قوله:" المشكلة أن الناس يفترضون أنهم يعرفون لماذا تشتري مصر كل هذه الأسلحة، ولكن لا أحد يعرف الجواب الحقيقي، ويجب أن ننظر في عدة عوامل".
وأضاف، أحد التفسيرات الواضحة أن مصر تريد أن تظهر قوية في منطقة مليئة بالاضطرابات، وبحسب قائد البحرية المصرية "أسامة ربيع" فإن شراء الأسلحة يهدف لحماية موارد الغاز الطبيعي المصري الجديدة، ومكافحة الإرهاب، إلا أن هذا التبرير لا يعقل.
وبحسب Henkin :" فإن حماية حقول الغاز يكون بالقوارب السريعة، وأنظمة مضادة للصواريخ، وليس عن طريق طائرات استطلاع، وسفينة قادرة على حمل طائرات، ومئات الجنود والهبوط على شواطئ الأعداء، مثل "ميسترال".
ونقل الموقع الأمريكي عن Ofir Winter الباحث في معهد دراسات الأمن القومي قوله،" إن مصر تريد أن تصبح قوة رائدة في العالم العربي".
أما السبب الثالث الذي يراه هينكين وراء شراء مصر كل هذه الأسلحة، يتلخص في مساعيها الجيوسياسية في المنطقة، وإذا كان صحيحا، فإنه يسمح بتواجد روسي في المنطقة، ويجري حاليا وضع خط الأساس لهذا التعاون، حيث وقعت روسيا اتفاقا مع مصر في نوفمبر للسماح للطائرات العسكرية الروسية باستخدام قواعدها ومجالها الجوي.
وقال Henkin :" ما فعلته مصر محاولة لتنويع مواردها، وفي الواقع تتحرر من الهيمنة الأميركية حتى تكون قوة عظمى بمفردها، وتعود إلى أيام الرئيس السابق جمال عبد الناصر، فهي لا تريد أن تكون خاضعة لمورد واحد، وعلى هذا النحو، اشترت القاهرة مجموعة متنوعة من الأسلحة من فرنسا والصين والولايات المتحدة، فضلا عن روسيا.
والتفسير الرابع وربما الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للإسرائيليين هو إمكانية أن يخرج السلام البارد مع مصر إلى صراع، ويعتقد هينكين أن هذا سيناريو بعيد المنال.
وقال: بالطبع هناك خوف في إسرائيل من مشتريات الأسلحة لأنها لا تزال تعتبر عدو مصر الأول، ورغم أنني لا أعتقد أنه من الممكن أن يكون لديهم أي خطط في المستقبل للصراع مع إسرائيل".
وعلى أي حال، فإن مصر بالتأكيد تحاول أن تكون متميزة عسكريا .. كل من يتابعها يمكن أن يلاحظ هذا الاتجاه على مدى السنوات الماضية.. انهم لا يخفون ذلك".
https://www.defensenews.com/global/mideast-africa/2018/01/10/make-egypt-great-again-israeli-experts-question-neighbors-military-buildup/