الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
يُواصِل حزب الله اللبنانيّ عبر وضع اللافتات على الحدود الشماليّة، يُواصِل استفزاز إسرائيل والسخرية منها ومن ضعف جيشها، الذي تزعم أنّه أقوى جيشٍ في العالم، وذل في إطار الحرب النفسيّة التي يخوضها الحزب ضدّ كيان الاحتلال.
وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، كما أفاد موقع (تايمز أوف أزرائيل)، فقد تمّ وضع عدد من اللافتات التي تسخر من الجيش الإسرائيليّ على الحدود اللبنانية يوم أمس الثلاثاء، في أحدث خطوةٍ استفزازيّةٍ يبدو أنّ منظمة “حزب الله” تقف وراءها على الحدود الشماليّة المُتوتّرة جدًا، كما أكّدت المصادر.
وأشارت اللافتات، التي كُتبت باللغتين العبريّة والعربيّة، إلى الانتقادات الأخيرة التي أسمعت في إسرائيل فيما يتعلق بجاهزية القوات البريّة في الجيش الإسرائيليّ للحرب، أوْ عدم جاهزيتها. وكُتب على اللافتات بلغةٍ عبريّةٍ منمقةٍ بعض الشيء: إذا لم يعد لديكم ثقة بعناصر القوات البرية المهزومة في لبنان، عليكم القيام بضمّها إلى فرق الإنقاذ!! ستحتاجون إليهم. وشدّدّت المصادر عينها على أنّه ظهرت على اللافتات أيضًا صور لجنود إسرائيليين يبكون على دبابةٍ مشتعلةٍ.
وأردف الموقع الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب، إنّه تمّ وضع اللافتات على طول السياج الأمنيّ حيث يقوم الجنود الإسرائيليون عادةً بدورياتٍ وحيث يجري العمل بشكلٍ مُكثّفٍ على بناء جدارٍ إسمنتيٍّ جديدٍ.
ويبدو أن اللافتات، زاد الموقع قائلاً، التي أفادت تقارير بأنّه تمّ وضعها على الحدود من قبل حزب الله، هي جزء من جهود الحرب النفسيّة التي تبذلها الحركة لزعزعة ثقة الجنود بالجيش، وتمّت مشاركة صور للافتات أيضًا من قبل وسائل إعلام مقربة من المنظمة المدعومة من إيران، بالإضافة إلى نشرها بشكلٍ واسعٍ على وسائط التواصل الاجتماعيّ في بلاد الأرز وخارجها.
وأشار مُراسِل الشؤون العسكريّة في الموقع إلى أنّه تصاعدت التوترات على الحدود اللبنانية في الأشهر الأخيرة، بدايةً عندما بدأت إسرائيل ببناء جدارٍ حدوديٍّ، وبعد ذلك ازدادت في شهر كانون الأوّل (ديسمبر)، بعد أنْ أطلق الجيش الإسرائيلي عملية (درع شماليّ) للعثور على أنفاقٍ هجوميّةٍ حفرها حزب الله إلى داخل الأراضي الإسرائيليّة من جنوب لبنان وتدميرها.
عُلاوة على ذلك، كشف الموقع الإسرائيليّ النقاب عن أنّه في الأسبوع الماضي، مرّت قافلة ضمت عشرات سائقي الدراجات النارية المناصرين لمنظمة حزب الله من أمام الحدود خلال زيارةٍ قام بها إلى المنطقة سفراء في الأمم المتحدة إلى الحدود الشماليّة بدعوةٍ من الحكومة الإسرائيليّة، حيثُ رافقهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى عددٍ من المسؤولين السياسيين والعسكريين.
وقال الجيش الإسرائيليّ حينذاك في بيانٍ رسميٍّ أصدره إنّ سائقي الدراجات النارية، الذين لوّحوا بأعلام المنظمة، سخروا من قرار الأمم المتحدة الذي أنهى حرب لبنان الثانية لعام 2006، والذي يلزم جميع التنظيمات المسلحة باستثناء الجيش اللبناني بالبقاء شمال نهر الليطاني في البلاد. ولطالما قالت إسرائيل، شدّدّت المصادر في تل أبيب، إنّ حزب الله يهزأ من هذا القرار من خلال إبقائه على الوجود العسكريّ على الحدود، بما في ذلك مخابئ الأسلحة.
ولفت الموقع الإسرائيليّ أيضًا إلى أنّ العبارات الساخرة الأخيرة حول انعدام الثقة بالقوات البريّة تشير كما يبدو إلى تقرير بثته القناة 13 الإسرائيليّة في التلفزيون العبريّ يوم الأحد الماضي، حول تقريرٍ لاذعٍ كتبه نائبان من المعارضة في الكنيست، اتهما فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم الثقة بالقوات البريّة، على حدّ تعبيرهما.
وبحسب المصادر في تل أبيب، أكّد الموقع الإسرائيليّ على أنّه تمّت صياغة التقرير من قبل عضو الكنيست عوفر شيلح (يش عتيد) وعضو الكنيست عومر بارليف (العمل)، الذي يترأس لجنة فرعية تابعة للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، ردًّا على تحذيراتٍ جديّةٍ من وضع القوات البرية وجاهزية الجيش الإسرائيليّ بشكلٍ عامٍّ لحربٍ وجهها مندوب شكاوى الجنود الجنرال (احتياط) يتسحاق بريك.
على صلةٍ بما سلف، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو يوم أمس الثلاثاء خلال زيارةٍ قام بها إلى قاعدةٍ عسكريّةٍ في مدينة حيفا، حذّر من أنّ الصواريخ الإسرائيليّة قادرةٌ على مواجهة أيّ عدوٍّ، بما في ذلك الوكلاء الإيرانيين في منطقتنا، مُضيفًا في الوقت عينه إنّ إسرائيل تعمل باستمرار وفق حاجاتها من أجل منع إيران ووكلائها من الترسخ على طول الحدود الشماليّة، وفي المنطقة الأوسع، على حدّ تعبيره.
https://www.raialyoum.com/index.php/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D9%8A%D8%A7%D9%81/