تتعرض إسرائيل إلى قصف صاروخي متكرر مصدره قطاع غزة.
وفي شهر مارس/آذار 2019، تعرضت إسرائيل إلى قصف صاروخي في اليوم السابع واليوم الرابع عشر. وعن قصف الرابع عشر من مارس قالت إسرائيل إن الصاروخين اللذين تم إطلاقهما من قطاع غزة سقطا في ريف تل أبيب.
القبة المخرّمة
وإزاء استمرار القصف الصاروخي الذي يستهدف إسرائيل يطرح هذا السؤال نفسه: لماذا تفشل منظومات الدفاع الصاروخي المتطورة التي تطبل إسرائيل لها وتتبجح بها في مقاومة صواريخ من صنع يدوي؟
وكما هو معلوم بدأت إسرائيل تنشئ الشبكة المضادة للصواريخ أو الدرع الصاروخي منذ بداية الألفية الثالثة.
ويشار إلى أن إسرائيل تحتل المركز الأول في عدد المنظومات المضادة للصواريخ التي تمت صناعتها أو يستمر العمل في صنعها ومنها ما يعرف باسم "القبة الحديدية" و"السهم" و"مقلاع داوود". وهناك وسائط جديدة لحماية إسرائيل من الصواريخ منها ما يعرف باسم "الشعاع الحديدي".
وباشرت البطارية الأولى من صواريخ "القبة الحديدية" مهمتها في أبريل/نيسان 2011. وكانت البداية ناجحة بحسب المصادر الإعلامية الإسرائيلية التي أعلنت في نهاية عام 2011 أن "القبة الحديدية" اعترضت 90 في المائة من الصواريخ. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في خريف 2014 أن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت ما يزيد على 1400 هدف منذ عام 2011.
إلا أن منظومة "القبة الحديدية" لم تحقق النجاح عند مواجهة الصواريخ المتطورة. فمثلا، لم تتمكن "القبة الحديدية" من اعتراض الصاروخ الذي أطلقته منظومة الدفاع الجوي السورية "إس-200في" نحو طائرة "إف-16" الإسرائيلية في العاشر من فبراير/شباط 2018 وهو اليوم الذي شهد سقوط الطائرة الإسرائيلية.
فشل "مقلاع داوود"
وواجهت إسرائيل مشاكل عند استخدام المنظومات الأكثر تطورا. ففي شهر مارس/آذار من عام 2017، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية إن منظومة "السهم" نجحت باعتراض صاروخ "إس-200في أ" السوري. إلا أن وسائل الإعلام الأجنبية قالت في نهاية عام 2017 إن صاروخ "إس-200" لم يتم اعتراضه، بل فجّر نفسه بنفسه بعدما لم يتمكن من إصابة الهدف.
ولم يكن الاستخدام القتالي الأول لمنظومة "مقلاع داوود" في يوم 23 يوليو/تموز 2018 ناجحا. وأعلن الجيش الإسرائيلي في البداية أن "مقلاع داوود" نجح باعتراض وتدمير صاروخين سوريين من طراز "توتشكا". ولكن بات معلوما في مساء نفس اليوم أن "مقلاع داوود" فشل في اعتراض الصاروخين السوريين.
3 موجات خوف
شهدت إسرائيل 3 موجات عمل لإبداع وتطوير المنظومات المضادة للصواريخ. وانطلقت الموجة الأولى في بداية تسعينات القرن الماضي في أعقاب عملية "عاصفة الصحراء" عندما رمى العراق إسرائيل بصواريخ من صنع محلي.
وردا على الضربات الصاروخية المكثفة التي استهدفت
إسرائيل نشرت الولايات المتحدة الأمريكية عدة بطاريات من صواريخ "باتريوت" المضادة للطائرات في أراضي إسرائيل. وقيل إن صواريخ "باتريوت" أسقطت أكثر من 90 في المائة من الأهداف. ولكن بات معلوما في وقت لاحق أن غالبية الصواريخ العراقية تحطمت في الجو بشكل تلقائي. ولهذا بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل العمل المشترك في منتصف التسعينات لصنع منظومة "السهم" المضادة للصواريخ. ويقدّر مدى "السهم" الإسرائيلي بـ100 كيلومتر.
وانطلقت الموجة الثانية من تطوير الدرع الصاروخي الإسرائيلي في عام 2001 عندما تعرضت إسرائيل إلى قصف صاروخي مكثف مصدره قطاع غزة. وأنشأت إسرائيل منظومة "القبة الحديدية" من أجل اعتراض صواريخ "القسام" الفلسطينية.
وأسفرت الموجة الثالثة من تطوير الدرع الصاروخي الإسرائيلي عن إبداع منظومة "مقلاع داوود" البالغ مداها أكثر من 150 كيلومترا.
الصواريخ الإسرائيلية تخطئ هدفها
ومن المفروض أن يكون هناك تنسيق بين المنظومات الثلاث لكي يتم تدمير أي صاروخ مهاجم حتى إذا فشلت منظومة "مقلاع داوود" أو منظومة أخرى في اعتراضه. فمثلا، يفترض أن تدمر "القبة الحديدية" صاروخا يكون "السهم" و"مقلاع داوود" قد فشلا في اعتراضه.
بيد أنه لا يمكن تحقيق ذلك على أرض الواقع كما أشارت إلى ذلك صحيفة "في بي كا" لأن المنظومات الثلاث صممت للتعامل مع الأهداف المختلفة.
وأكدت ذلك المواجهات الجوية في سماء سوريا في عامي 2017 و2018. فمثلا، فشلت منظومة "السهم" في اعتراض صاروخ "إس-200" في فبراير 2018، ثم أخفقت "القبة الحديدية" في اعتراضه. وكانت النتيجة أن الصاروخ السوري أسقط الطائرة الحربية الإسرائيلية.
https://arabic.sputniknews.com/military/201904031040212722-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE/