الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
شدّدّت مصادر أمنيّة وُصِفَت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، شدّدّت على أنّه في العام 2014 أثناء عملية “الجرف الصامد” استخدمت حماس صواريخ مُضادّة للدبابات مُوجهّة بالليزر، لكنّها لم تكن تمتلك حينها سوى عددٍ قليلٍ منها، والآن، أضافت المصادر، يمتلك التنظيم “الإرهابيّ” على الأقل 1500 من هذه الصواريخ،
والتي وصلت مؤخرًا إلى القطاع، الأمر الذي سيُمكّنها في حال اندلاع حربٍ مع إسرائيل من إنتاج شبكةٍ من الصواريخ المُضادّة للدبابّات المُوجهّة بالليزر في مواجهة طوابير الدبابات وناقلات الجند المدرعة التابعة لجيش الاحتلال، كما أكّدت المصادر لهيئة البثّ العامّة الإسرائيليّة، شبه الرسميّة (كان).
وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّه الآن يُمكِن أنْ تشاهد في قطاع غزة وحدات من كتائب عز الدين القسام تتدرّب على إطلاق مركز للصواريخ المُضادّة للدبابات، تلك التي لا يوجد لإسرائيل سوى القليل من التفاصيل حول مداها وقدراتها، كما أكّدت.
علاوةً على ذلك، وبسبب حالة الهوس الأمنيّ الذي تعيشه الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة، حذّرت أوساط أمنيّة في تل أبيب من وجود استعداد لدى المنظمات الفلسطينيّة لاختطاف جنود من جيش الاحتلال. وقال جهاز (الشاباك) الإسرائيليّ في تصريحات نقلها موقع (ISRAEL DEFENSE) عنه إنّ المنظمات الفلسطينيّة، خاصّة حماس، تُحاوِل العودة إلى عمليات اختطاف الجنود واحتجازهم كرهائن، لذلك يجمعون معلوماتٍ عن تحرّكات الجنود.
وعُقب هذه المعلومات حذّر جيش الاحتلال جنوده من السفر في سيارات أسماها مشبوهة، وفي هذا السياق، يُشار إلى أنّ حركة حماس قامت مؤخرًا بنشر كتيب تحت عنوان: (مرشد للمختطف) تمّ توزيعه على المستويات الميدانيّة في الذراع العسكريّة لحماس، كتائب عز الدين القسام، وبحسب المصادر الإسرائيليّة فإنّ الكتيب، الذي يقع في 18 صفحة، يتضمن شرحًا مفصلاً لعملية الاختطاف.
في السياق ذاته، أصدر د. رونين بيرغمان، المحلل للشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة (يديعوت احرونوت) و(نيويورك تايمز) كتابًا جديدًا مؤخرًا تحت (عنوان معارك إسرائيل السريّة لاستعادة أسراها). وفي غمرة تناوله لآلاف الوثائق التي اطلّع عليها لتناول قضايا اختطاف الجنود والمستوطنين، يكشف المؤلف النقاب عن وثيقة تقع
في 18 صفحة، وزعتها حركة حماس على المستويات الميدانيّة في كتائب القسام تحت عنوان (مرشد للمختَطِف)، وتضمنت شرحًا مفصلاً عن عملية الخطف، وتبدو أنّها أعدت لخلاياها العاملة في الضفّة الغربيّة، حيث يُوصي معدو الوثيقة، بحسب الكتاب، بأنْ يكون مَنْ سيقوم بعملية الخطف يُجيد اللغة العبريّة، والتحدث بها بطلاقة،
وتجنب الحديث باللغة العربيّة بأيّ حالٍ، والبحث عن جنديٍّ ضعيف البنية لسهولة خطفه، وتفضيل تنفيذ العملية في حالة جويّة ماطرة، إلى جانب استخدام مسدسات مزودة بكاتم للصوت، واستبدال السيارة التي تم بها الخطف بسيارةٍ أخرى في حالة الضرورة.
علاوة على ذلك، يكشف بيرغمان في كتابه الجديد النقاب عن قيام الجيش الإسرائيليّ بتجنيد ثلاث فرقٍ، مُكونةٍ من تسع كتائب، تضم أكثر من 1.800 جندي، للتدّرب على سيناريوهات لمواجهة عمليات أسرٍ تقوم بها حركات المقاومة الفلسطينيّة، بعد التهديدات التي دأبت الأخيرة على إعلانها، وهو ما دفع بهيئة أركان الجيش لإعلان حالة من الاستنفار، وجدت تعبيرها في توظيف هذا العدد غير المسبوق من الجنود للاستعداد لمواجهة عمليات الأسر المحتملة.
والأكثر من ذلك أنّ الجيش استخدم عددًا ممّن يُوصفون بأنّهم من ألمع قادته للإشراف على إعداد هذه التدريبات، والإعداد لسيناريوهاتٍ مُحتملةٍ لعمليات اختطافٍ يقوم بها الفلسطينيون، وأوكلت مهمة الإشراف على تنفيذها لجنرالات بارزين.
مُضافًا إلى ذلك، ادّعت قوات الاحتلال الإسرائيليّة أنّ لدى حماس قائمة بأسماء مائة ضابط إسرائيليّ كبير بهدف اغتيالهم، مضيفةً أنّه تمّ توزيع أشرطة تحتوي على إرشادات للضباط عندما رأت أنّه لا توجد أيّة مشكلة لدى عناصر المقاومة الفلسطينية في تعقّب أيّ ضابط.
ونقلت (يديعوت أحرونوت) عن ضابطٍ كبيرٍ في الجيش الإسرائيليّ قوله إنّ الأهداف المُفضلّة لحركة حماس هي الطيارون والضباط، التي أعدت قائمة بأسماء عشرات الضابط والطيارين لاغتيالهم، مُضيفًا أنّه لدى المنظمات الإرهابيّة (المقاومة الفلسطينية) عناوين شخصية لعشرات الضباط الكبار في الجيش الإسرائيليّ.
وساقت الصحيفة قائلةً إنّه إثر هذه التحذيرات قام جيش الاحتلال بتعزيز الوسائل الأمنيّة على كبار الضباط والقضاة الذين يخدمون في الضفة الغربيّة المحتلّة، وحسب المصدر الأمنيّ فإنّ القائمة الموجودة بحوزة التنظيمات الفلسطينيّة، وخاصّةً حماس، تحتوي على أسماء وعناوين الضباط وتحركاتهم بشكلٍ دقيقٍ، كما أكّد.
جديرٌ بالذكر أنّ هذه المعلومات تُنشَر بالتوازي مع التقارير غيرُ الرسميّة التي تحدثت وتتحدُث عن أنّ هناك مفاوضاتٍ متقدّمةٍ بين حماس والكيان، عبر وسيطٍ ثالثٍ، لإبرام صفقة تبادل أسرى بين الطرفين، وهي تقارير لم يتّم التأكّد من صحّتها من قبل الطرفين.
https://www.raialyoum.com/index.php/%D8%AA%D9%84-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D9%85%D8%AA%D9%84%D9%83-%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D9%88/