أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: العمليات العسكريه الاسرائيليه ضد منظومة التحرير الفلسطينيه في ابريل 1973 ( عملية فردان ) السبت 11 مايو 2019 - 11:09
عمليه Spring of Youth كما تعرف اسرائيليا هي جزء من عمليات Wrath of God او غضب لله الاسرائيليه والتي استهدفت منظمه التحرير الفلسطينيه عموما واعضاء منظمة ايلول الاسود خصوصا جرت العمليات مساء يوم 9 ابريل وصباح يوم 10 ابريل 1973 , حيث هاجمت وحدات اسرائيليه اهدافا فلسطينيه في بيروت و صيدا في لبنان هذه العمليات تمثل عمليه ثأريه ضد منظمه ايلول الاسود المسؤوله عن مذبحه الرهائن الرياضيين الاسرائيليين في اولومبياد ميونخ عام 1972
العمليه الاولى " عمليه فردان "
وصلت القوات الاسرائيليه المهاجمه الى السواحل اللبنانيه على متن زوارق سريعه انطلقت من سفن صواريخ اسرائيليه , القوات الاسرائيليه التي وصلت للساحل وجدت عملاء من الموساد الاسرائيلي بانتظارهم هناك لاغراض الدلاله والتوصيل , حيث جلب عملاء الموساد معهم سيارات مستأجره اقلوا بها القوه الاسرائيليه المهاجمه الى اهدافها ومن ثم اعادتهم للشاطئ من اجل الانسحاب بعد اتمام العمليه اثناء العمليه فردان تم اغتيال ثلاثه من القاده رفيعي المناصب في منظمة التحرير الفلسطينيه داخل منازلهم , كما تم قتل العديد من اعظاء منظمة التحرير الفلسطينيه الاخرين ورجال امن لبنانيين ومدنيين خسرت القوه الاسرائيليه المهاجمه 2 من مقاتليها قتلا اثناء العمليه
الخلفيه :
في فبراير 1973 , حصل ايهود باراك والذي كان انذاك قائد وحده النخبه الاسرائيليه سيريت ميتكال
على صور ومعلومات مؤكده ودقيقه بخصوص ثلاثه من قاده منظمة التحرير الفلسطينيه وهم :
- محمد يوسف النجار: وهو قائد عمليات في منظمة ايلول الاسود المسؤوله عن مذبحه الرياضيين الاسرائيليين في ميونخ ويعتبر من احد نواب ياسر عرفات ومن قاده الخط الثالث في منظمة التحرير الفلسطينيه
- كمال عدوان : وهو قائد عمليات في منظمة التحرير الفلسطينيه ومسؤول عن عدد من العمليات الفدائيه ضد اهداف اسرائيليه
- كمال ناصر : وهو متحدث رسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينيه وعضو في اللجنه التنفيذيه الخاصه بها
عاش هؤلاء الرجال في شقق داخل اثنين من المباني ذات ال 7 طوابق في ضاحيه فردان في بيروت الغربيه , هذه المباني كانت تمثل سكنا لعوائل عربيه وايطاليه وبريطانيه عاش محمد يوسف النجار في شقه داخل واحده من هذه البنايات فيما عاش ناصر وعدوان في مبنى مقابل عبر الشارع فور حصول ايهود باراك على المعلومات فقد رسم الخطط ليقوم هو ووحدته سيريت ميتكال باغتيال هؤلاء القاده الخطه النهائيه استقرت ان تهبط القوه الاسرائيليه على الشواطئ اللبنانيه عن طريق سفن البحريه الاسرائيليه , ثم تنتشر القوه الاسرائيليه تحت غطاء سياح قادمون للبنان كما سيتنكر بعض اعضاء القوه الاسرائيليه بزي نساء حيث تنكر قائد القوه ايهود باراك في زي امرأه بشعر بني !!! قبل القيام بالعمليه قامت القوه الاسرائيليه بالتدرب على العمليه في مجمع شقق شمال تل ابيب كما تدرب اعضاء القوه على التنكر بزي السياح والنساء والمشي بازواج مثل العشاق !!
العمليه :
مساء يوم 9 ابريل 1973 غادرت سفن صواريخ اسرائيليه القاعده البحريه في حيفا , وقد حملت هذه السفن افراد القوه الخاصه الاسرائيليه مع زوارق Zodiac وعندما وصت السفن الاسرائيليه الى قرب سواحل بيروت تم انزال زوارق Zodiac الى الماء , ثم نزلت القوه الاسرائيليه على متن هذه الزوارق واتجهت الى سواحل بيروت
عند وصولهم الى بعد مئات الياردات من الساحل اطفأ رجال القوه الاسرائيليه محركات زوارقهم حتى لاينكشف امرهم بسبب الضجه وصل رجال القوه الاسرائيليه الى الساحل الللبناني ونزلوا عليه وكان بانتظارهم عدد من عملاء الموساد ومعهم 3 سيارات مستأجره ركبت القوه الاسرائيليه السيارات الثلاث فيما تولى عملاء الموساد قياده السيارات وقاموا بايصال القوه الاسرائيليه الى اهدفها في بيروت الغربيه
كانت الخطه تنص ان يقوم 3 فرق كوماندوس اسرائيليه بالدخول الى المباني حيث يتواجد القاده الفلسطينيين الثلاث ثم يقومون بتفخيخ ابواب شقق الضحايا فيما تظل فرقه رابعه بقياده ايهود باراك خارج المباني وتتولى تقديم الدعم عند الضروره والتصدي لاي محاوله من قبل مسلحي منظمه التحرير الفلسطينيه او القوى الامنيه اللبنانيه من اجل افشال العمليه انفجرت القنابل ودمرت ابواب شقق الضحايا , ثم دخلت القوه المهاجمه واغتالت القاده الثلاثه واستولت على كميه من الوثائق الهامه وحسب شهادات العيان بعد العمليه فقد قيل ان كمال ناصر وهو مسيحي اغتيل امام افراد عائلته , وتم رسم علامه الصليب على جسده بوابل من الرصاصات الاسرائيليه كما قتلت زوجه محمد يوسف النجار وامراه ايطاليه
نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً لها من بيروت ضمنته مقابلة مع المواطن اللبناني منعم عبد المنى و كان عمره وقت تحرير التقرير ستين عاماً، و الذي كان يقيم في المبنى الذي حدث فيه الاغتيال في شارع فردان في بيروت تذكر عبد المنى ما حدث في ليلة التاسع من ابريل 1973، و في تلك الليلة كان منعم و زوجته و ولداه الصغيران نائمون في غرفة صغيرة في طابق أرضي في البناية التي استهدفها باراك و من معه، و استيقظ منعم و ذهب إلى النافذة ليرى امرأة شقراء تضع رشاشاً على خاصرتها و تطلق النار على الغرفة . عاد منعم إلى ابنه الصغير و خبأه تحت السرير و رمت زوجته نفسها على ابنهما الثاني، و فيما بعد وجدا أكثر من 40 من فوارغ الرصاص في الموقع . فريق الدعم بقياده ايهود بارك انخرط في قتال عنيف مع قوه من رجال الامن اللبنانيين ومسلحين فلسطينيين , لكن القوه الاسرائيليه قتلت اثنان من رجال الامن الللبنانيين والفلسطيننين وتراجعت القوه الداعمه استقل رجال القوه الاسرائيليه السيارات الثلاث وعادوا الى الساحل اللبناني بقياده عملاء الموساد واستقلوا زوارق Zodiac عائدين الى سفن الصواريخ الاسرائيليه القريبه من الساحل اللبناني
شهاده ابو اياد
في كتابه <فلسطيني بلا هوية>، يتحدث الزعيم الفلسطيني صلاح خلف (أبو إياد) عما حدث في (ربيع فردان)، وربط ذلك بالأجواء التي أعقبت عملية ميونخ، حيث تواصلت حرب الأشباح بين المخابرات الاسرائيليه والفلسطينيين، وبدأت كما هو معلوم بالاغتيالات، وإرسال الطرود الملغومة التي طالت مسؤولين فلسطينيين في مختلف العواصم العربية والعالمية، وبالرد الفلسطيني بتنفيذ عمليات ناجحة طالت رجال لـالموساد في عواصم مختلفة أيضاً، ومن بين ما قام به الفلسطينيون محاولتان استهدفتا مقر سفير إسرائيل في نيقوسيا، والأخرى ضد طائرة تابعة لشركة العال الاسرئيليه كانت جاثمة في مطار قبرص. كان ذلك في التاسع من نيسان/ ابريل، وفي اليوم التالي كانت وحدات الكوماندوس الاسرائيلي تنزل إلى بيروت وتغتال القادة الثلاثة.
وفي التاسع من نيسان/ ابريل، كان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يعقد جلسة له في بيروت، طالت حتى ساعة متأخرة من الليل، وقضى أبو إياد ليلته في شقة كمال ناصر. وفي اليوم التالي عرض أبو إياد على كمال ناصر أن يقضي السهرة في شقته، ولكن كمال ناصر أجابه مازحاً أفضّل أن أموت على أن أستقبلك عندي)، وأوضح أنه يريد أن ينظّم مرثاة في الشاعر عيسى نخلة المتوفى حديثاً، وأن وجود أبي إياد سيلهيه عن تلك المهمة. وذهب أبو إياد إلى المبنى الذي كان يقطنه القادة الثلاثة بعد ورود الأنباء عن اغتيالهم، وفي شقة كمال ناصر، وجده ممدّداً على شكل صليب على الأرض بعد إصابته في وجهه بخمس عشرة رصاصة على الأقل، ويعتقد أن المهاجمين لم يغفلوا عن حقيقة أن ناصر مسيحي الديانة، فمدّدوه على شكل صليب وأطلقوا النار على وجهه. ولاحظ أبو إياد أن شباك النافذة كان مفتوحاً والستائر منتزعة، الأمر الذي ربما يشير إلى أن ناصر كان قد حاول الفرار، ولم يتمكن من ذلك، فردّ على المهاجمين بمسدس صغير وجد بجانب جثته. وبالنسبة لأبي يوسف النجار اتضح أن الاسرائيليين نسفوا مدخل شقته بقنبلة بلاستيكية، بينما كان هو نائماً مبكراً كما يحب، والأولاد يذاكرون دروسهم في غرفهم، وعندما تم نسف المدخل اندفع باتجاهه ابن الشهيد يوسف، وكان عمره 16 عاماً، ولكن رجال الكوماندوس المهاجمين صرخوا به سائلين عن والده، فرجع يوسف إلى غرفته، ونزل من شباكها إلى الطابق الخامس، وخلال ذلك أغلق أبو يوسف النجار باب الغرفة التي يوجد فيها وطلب من زوجته أن تناوله مسدسه، ولكن الصهاينة اقتحموا الغرفة وأصابوه، وتم قتل الزوجين معاً. وفي الطابق الثاني، كانت مجموعة أخرى تقتحم شقة كمال عدوان الذي كان ما زال يعمل، وعندما سمع بالجلبة أمام الباب أمسك برشاشه، وقبل أن تتاح له فرصة استخدامه كانت مجموعة أخرى من الكوماندوس الاسرائيلي تدخل من نافذة المطبخ وتصيبه في ظهره. واتهم أبو إياد شركاء محليين لاسرائيل بالتواطؤ وتسهيل عملية الاغتيال، وأكد أن الجيش اللبناني والدرك والأمن العام لم يحاولوا التدخل، وقبيل الهجوم على المبنى في فردان ببضع دقائق حدث انقطاع في التيار الكهربائي، وكان المهاجمون يتنقلون في بيروت بحرية ويسر مذهلين…
العمليات الاخرى :
في نفس الوقت كانت هنالك قوه كوماندوس اسرائيليه مكونه من 14 فرد من وحده سريت تزانهانيم Tzanhanim تهاجم بنايه متعدده الطوابق تحوي مسلحين من الجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين هذه القوه الاسرائيليه كانت بقياده امنون شاحاك القوه الاسرائيليه المهاجمه واجهت مقاومه من قرابه 100 مسلح فلسطيني الا انها اشتبكت معهم وتمكنت من قتل العديد منهم وخسرت القوه الاسرائيليه قتيلان كما شنت اسرائيل في نفس الوقت عمليتان ثانويتان ضد مقر لقياده فتح جنوب بيروت خاص باداره العمليات الفدائيه في غزه كما قامت وحده الكوماندوس البحري الاسرائيليه Shayetet 13 بالهجوم على معمل تابع لحركه فتح شمال بيروت وهذا المعمل مخصص لصناعه القنابل والمتفجرات كما هاجمت فرقه اخرى من المظليين الاسرائيليين كراج تابع لحركه فتح جنوب مدينه صيدا اللبنانيه
ردود الافعال :
كان لعملية فردان ارتدادتها على الساحة السياسية اللبنانية، فقد سارعت منظمة التحرير الفلسطينية الى تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية متهمة اجهزة الامن في لبنان بالتراخي، ما اتاح دخول القوات الصهيونية الى قلب بيروت ونجاحها في الوصول الى منازل القادة الفلسطينيين الثلاثة. والاخطر من ذلك كان توجيه اتهامات علنية ووقحة للمكتب الثاني اللبناني وبعض رموز قيادة الجيش اللبناني، بالتواطؤ مع <الإسرائيليين>. وشيّعت بيروت القادة الثلاثة في جنازة مهيبة شارك فيها جميع قادة الأحزاب الوطنية وبعض قادة القوى والأحزاب المارونية، وكان ضمنهم الشيخ (بيار الجميل) زعيم حزب الكتائب. وألقى زعماء المسلمين الذين شاركوا في الجنازة خطباً رنانة هاجموا فيها تواطؤ السلطة اللبنانية، وطعنوا في تركيب أجهزتها ومؤسساتها المدنية والأمنية، وطالبوا بإقالة قائد الجيش وقتذاك العماد اسكندر غانم. وحسب الاوساط السياسية المتابعة فان الجنازة كانت فرصة مهمة، استعرضت فيها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أسلحتها وقدراتها العسكرية والجماهيرية بطريقة أقلقت السلطات اللبنانية، ونبّهت أجهزتها الأمنية من الخطر، وأرعبت بعض القوى المسيحية التي رأت في منظمة التحرير قوة أخلت بالتوازن الداخلي لصالح المسلمين عامة، والسنة على وجه الخصوص. ورغم علمانية الحركة الوطنية اللبنانية، وتبوّء كثير من المسيحيين مراكز قيادية أولى فيها، إلا أن تخوّفات الحركة السياسية المسيحية كان لها ما يبررها في بلدٍ تنخره الطائفية الدينية والسياسية.
.
.
.
عدل سابقا من قبل mi-17 في السبت 11 مايو 2019 - 11:33 عدل 1 مرات
موضوع: رد: العمليات العسكريه الاسرائيليه ضد منظومة التحرير الفلسطينيه في ابريل 1973 ( عملية فردان ) السبت 11 مايو 2019 - 11:27
يديعوت احرونوت – الموساد يكشف تفاصيل اغتيال ثلاثة من قادة فتح في بيروت سنة ١٩٧٣ “عملية الفردان”
كشف الموساد الإسرائيلي، تفاصيل اغتيال ثلاثة قادة من حركة فتح في العاصمة اللبنانية (بيروت)، وذلك بعد 46 عاماً على اغتيالهم. العملية عرفت بـ “ربيع الشباب”، وسط محاولات للمزيد من تكريسها أسطورة تحمل شحنة دعائية حول شجاعة جنوده، حيث استهدفت العملية كمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار. وننشر ، صوراً من بيروت التقطتها وكيلة الموساد التي تجولت في بيروت قبيل القيام بالجريمة، لافتةً إلى أن قوات الكوماندوز الإسرائيلي تدربت على العملية في ساحل تل أبيب، وتقول بخلاف ما كان شائعاً أن فكرة ارتداء إيهود باراك قائد العملية زياً نسائيا ليس هو نفسه، بل قائد جيش الاحتلال دافيد بن إلعازر، الذي خشي من انفضاح أمر المجموعة إذا اقتصرت على الرجال، خاصة أن الزي النسائي يتيح تخبئة المزيد من السلاح. بن العازر قائد الجيش الذي انتحر بعد حرب 1973 لعدم تحمله صدمة الحرب وخسائرها البشرية الباهظة، اقترح الزي النسوي مبتسما وهو يقصد حمالات الصدر التي ارتداها باراك وبعض جنوده. وتشير لحيازة الجنود الإسرائيليين لغاز مسيل للدموع بهدف استخدامه ضد محاولة تدخل محتملة من قبل جيران المستهدفين. وينبه كاتب التقرير في الصحيفة محرر الشؤون الاستخباراتية رونين بيرغمان، أن قصصاً كثيرة نشرت حول العملية في قلب بيروت عام 1973، مؤكداً أن بعضها شائعات وأساطير نبتت وكبرت مع الأيام، وبعضها قاسٍ لم ينشر بعد. وبرأي بيرغمان تعود جذور العملية هذه للعام 1968 مع بدء عمليات خطف فلسطينيين طائرات لإدخال القضية الفلسطينية للوعي العالمي، وأن إسرائيل رغبت بالرد بالمثل. ويقول إن أفراهام بن بورات ضابط الاستخبارات في وحدة العمليات “قيسارياً” داخل الموساد، قال في أحد اجتماعات الجهاز المصاب بالإحباط نتيجة العمليات الفلسطينية: “لا أفهم لماذا نجلس هنا بهدوء فيما يخطط الفدائيون كيف يقتلون يهودا ونحن نعرف مقراتهم ومساكنهم؟”.
عملية ميونيخ
وعلى خلفية ذلك بادرت قيساريا لتشكيل وحدة سرية لجمع المعلومات تدعى “كيدون” (رمح) في منتصف 1969، لكن رئيسة حكومة الاحتلال وقتها غولدا مائير رفضت القيام بعمليات ضد مقرات فلسطينية في دول غربية احتراما لسيادتها حتى وقعت عملية “ميونيخ” عام 1972، حيث قررت إسرائيل بعدها تصعيد سياسة الانتقال من الدفاع للهجوم. وبعد سلسلة اغتيالات بحق ناشطين فلسطينيين في أوروبا، رغبت إسرائيل بالمزيد من الانتقام، وبتنفيذ عملية في لبنان أيضا تهدف للمساس بقادة المقاومة الفلسطينية. ومن ضمن تلك العمليات مهاجمة مخيمين للاجئين شمال طرابلس في مطلع 1973، حيث قتل فيها عدد من الفلسطينيين وأصيب عدد من الجنود الإسرائيليين، مما أظهر إمكانية القيام بعملية في عمق أراضي العدو. ويكشف بيرغمان استنادا للوثائق التاريخية أن ضابط وحدة المظليين عامنوئيل شاكيد، قد امتدح لياقة الفدائيين الفلسطينيين في المخيمين المستهدفين، فلم يرق لغولدا مائير، التي أسكتته وطلبت منه تسميتهم بالعرب، معللة ذلك بأنه لأنه لا يوجد شعب فلسطيني، وحذرته قائلة: “في حال استمريت بما تقوله سأهتم بإبعادك من الجيش”.
أبو جهاد وأبو إياد
وبتوجيه من غولدا مائير، انطلقت عملية التخطيط لعملية في قلب بيروت، واحتار الجميع كيف سيتم الحصول على خريطة التقسيمات الداخلية للشقق السكنية للقيادات الفلسطينية المستهدفة داخل عاصمة عربية معادية؟ وبدأ عميل غير إسرائيلي في تشرين أول/أكتوبر 1972 بتوفير معلومات أولها عناوين بيوت أربعة قادة فلسطينيين وهم خليل الوزير والكمالان وأبو يوسف النجار. وراهنت إسرائيل وقتها على استهداف الشهيد صلاح خلف أبو إياد لقضائه وقتا طويلا في بيوت زملائه المذكورين في شارع فردان بزاوية خالد بن الوليد، فيما كانت شقة أبو جهاد في موقع آخر من بيروت. وعلاوة على عناوين القيادات تم الحصول على معطيات حول أهداف أخرى في لبنان، منها ورشات سلاح ومقرات ومكاتب. ومن أجل استكمال المعلومات الناقصة قرر الموساد إرسال عميلة لبيروت تدعى ياعيل باسمها المستعار نلسن وهي يهودية من كندا جاءت لكتابة سيناريو تلفزيوني بعدما نجحت بالحصول على اتفاق من شركة إنتاج بريطانية، فوصلت لبنان في 14 كانون ثاني/يناير 1973.
وبعد إقامة لعدة أيام في فندق بريستول في بيروت، استقرت في شقة مستأجرة مقابل الأبراج السكنية التي سكنها قادة المقاومة الفلسطينية المستهدفين وسرعان ما كسبت أصدقاء محليين لمساعدتها في مهمتها التلفزيونية.
توثيق بالكاميرا
وما لبثت عميلة الموساد أن أخذت تتجول في الحي مغطية عينيها بنظارة شمس وزي طويل كي لا تلفت الأنظار، مع كاميرا داخل حقيبتها تم تشغيلها بكبسة زر خارجي وبعض صورها نشرت في يديعوت أحرونوت للمرة الأولى وتم التقاطها بطلب من الموساد، ومن ضمنها صورة لحارس العمارة التي أقام بها الشهيد كمال عدوان. وسجلت عميلة الموساد كل ما شاهدته ورصدته وأحيانا من نافذة شقتها حتى التفاصيل الصغيرة كما حصل قبيل اغتيال أبو علي حسن سلامة بعد ست سنوات: “متى يشعل الضوء في الشقق السكنية ومتى يخبو والسيارات التي تدخل وتخرج من الحي”. واستجوبها حراسا في الحي وهي عائدة من دكان للخضراوات فأبلغتهم أنها تقيم في شقة قريبة وما لبثوا أن تركوها. وساهمت العميلة في توفير معلومات وصور خاصة فيما قام الموساد بوضع ألبوم صور خاصة لكل من القادة المستهدفين. كما جمعت معلومات عن محطة للشرطة اللبنانية في الحي، وعن شركات تأجير سيارات فخمة أمريكية الصنع في بيروت كان الموساد بحاجة لها لنقل عناصره من ساحل بيروت لشارع فردان.
ويوضح بيرغمان أن إيهود باراك قائد وحدة خاصة “وحدة القيادة العامة” ألغى خطة سابقة بموجبها يقوم 100 جندي باحتلال الحي وإخراج سكان الأبراج الثلاثة والتعرف على قادة فتح وقتلهم معتبراً إياها خطة خطيرة وغير عملية مقدما مقترحا بديلاً. وحسب الخطة الجديدة يتم نقل عدد قليل من العناصر بواسطة وحدة البحرية الخاصة “13” لساحل بيروت ومنه لفردان بمراكب مستأجرة ومفاجأة القادة المستهدفين، وقتلهم والانسحاب سريعا قبل وصول إمدادات.
العصافير داخل القفص
وفي السادس من نيسان/أبريل 1973 بدأت العملية بسفر ستة من عناصر الموساد لمطار بيروت الدولي بجوازات سفر مزورة، واستقروا في فندق سندس واستأجروا مراكب أمريكية ضخمة وفي اليوم التالي التقوا في فندق الانتركونتيننتال مع عميلة الموساد الكندية وسلمتهم ما بحوزتها من مواد. وبعد يومين أبلغتهم بلغة الشيفرة أن “العصافير في القفص” في إشارة لعودة القادة الفلسطينيين ليلا لمنازلهم. ونقل 19 زورقا مطاطيا الجنود الإسرائيليين من بوارج عسكرية رست في عرض بحر بيروت لساحلها، وهم 21 من جنود وحدة قيادة الأركان و34 من الكوماندوز البحري و20 جنديا مظليا. كانت هذه “رأس الحربة” فقط، فمن خلفهم شارك عدد كبير من الإسرائيليين في عملية اغتيال القادة الثلاثة في بيروت، وهي ربما تكون أكبر عملية اغتيال في القرن العشرين. قوات برية وبحرية وجوية انتظرت في حالة تأهب بلغ عدد الجنود فيها 3000 جندي وموظف أغلبيتهم لم يعرفوا تفاصيل العملية. وتتابع الصحيفة: “عندما وصلت الزوارق قريبا من الساحل حمل عناصر الوحدة 13 جنود وحدة هيئة الأركان على أياديهم كي لا يتبللوا ويفسد الغطاء النسائي الذي اختبأوا فيه ومن هناك أقلتهم سيارات مستأجرة أمريكية كانت تنتظرهم بجوار الفندق المذكور”.
إيهود باراك الذي كان ينتحل شخصية امرأة أمر القوات بالتحرك، وعن ذلك يقول مستذكراً: “جلست بجوار عنصر من الموساد كان يقود سيارة وهو يتصبب عرقاً ويرجف خوفاً واعتقدت أنه مريض ولما سألته تهرب لكنه ما لبث أن اعترف أنه يخاف لأن هذه أول مرة يشارك في عملية ستشهد تبادلاً للنار فقمت بطمأنته بأن ذلك لن يحصل رغم علمي أن معركة تنتظرنا”. و توقفت السيارات الأمريكية على بعد شارعين من الهدف، وبدأ الجنود الإسرائيليون يسيرون نحوه بأزواج عند الساعة 11 ليلا فيما كان باراك يمسك بذراع جندي وكأنهما زوجان يقومان بنزهة رومانسية فيما ما زال بعض المارة يتجولون في الشوارع. وكان الحارسان قبالة عمارتي المستهدفين يغطان بنومهما داخل سيارتيهما وأخذ الجنود يصعدون وهم يعدون درجات البناية وطوابقها كي يتثبتوا من مداهمتهم الشقة المستهدفة لا غيرها.
شهامة كمال ناصر
ويقول بيرغمان إن الجنود المهاجمين فجروا أبواب الشقق الثلاثة بلحظة واحدة مما تسبب بقتل سيدة تقيم في شقة مقابلة وعندئذ فهم أبو يوسف النجار ما جرى فانسحب لداخل البيت، لكن قتل وزوجته. فيما تمكن كمال عدوان من إطلاق النار على مهاجميه بمسدسه وأصاب أحدهم، أما كمال ناصر فخرج ببندقية من طراز كلاشنكوف وأشهرها، لكن الأمور اختلطت عليه وهو يرى رجلا ومعه سيدة فكانت لحظة التردد هذه قد سدد ثمنا باهظا بحياته حيث أطلق عليه رصاص من بندقية عوزي قصيرة من تحت ثياب الجندي المنتحل شخصية امرأة. ولاحقا ومع دوي الانفجارات والرصاص استيقظ الحارسان لكن إيهود باراك وعمرام لفين سارعا لقتلهما بمسدس كاتم صوت فيما أصابت رصاصة صافرة السيارة مما تسبب باستيقاظ أهل الحي واستدعوا الشرطة اللبنانية التي وصلت بعدة سيارات وما لبثت أن وقعت في كمين باراك وقواته داخل السيارات الأمريكية في الشارع قبالة الأبراج السكنية المستهدفة.
فرحة ما تمت
وقتلت القوات الإسرائيلية عددا من قوات الشرطة والدرك اللبنانية، قبل أن تفر بالسيارات الأمريكية من المكان، وفي الطريق كانوا ينثرون مسامير فولاذية لتخريب دواليب السيارات التي كانت تلحق بهم وهم هاربون نحو الساحل. أما القوة الإسرائيلية التي هاجمت مقرا للجبهة الشعبية في مكان آخر من بيروت فتعرضت لنيران حارس فلسطيني لم يكتشفه المهاجمون فأصاب أحدهم وقتل جنديين آخرين. وفي شهادته يقول قائد القوة، أمنون ليبكين شاحك، إن أحد عناصر الموساد هرب من المعركة مع عناصر الجبهة الشعبية ووجد لاحقا على الساحل ينتظر عودة زملائه وبين أصابعه المرتجفة سيجارة. كما نشر في السابق عدة مرات نقلت القوارب الجنود الإسرائيليين للبوارج في عرض البحر وانتهت العملية. ويقول ايهود باراك الذي انتخب في 1999 رئيساً للحكومة إنه عاد لبيته عند الفجر ووجد زوجته نائمة فوضع أغراضه ونام وعندما استيقظت في الصباح واستغربت وجود مساحيق نسائية في وجهه وأحمر الشفاه على شفتيه. ويقول بيرغمان إن إسرائيل امتلأت فخرا واعتزازا لنجاحها بعملية جريئة في قلب بيروت، لكنها “فرحة ما تمت” فصافرات الإنذار ملأت الفضاء بعد شهور منذرة بنشوب حرب 1973 التي سددت إسرائيل ثمنا باهظا جدا فيها. وعن ذلك يقول باراك: “يبدو أن الطبقة السياسية استنتجت استنتاجا خاطئا من تلك العملية، فامتلأت بثقة زائدة بالنفس لحد الغرور، وكأن الجيش قادر على كل شيء بعد نجاح عملية محددة ولم نعتقد أن العرب قادرون على مفاجأتنا ويسببوا لنا الهزة ذاتها”.
موضوع: رد: العمليات العسكريه الاسرائيليه ضد منظومة التحرير الفلسطينيه في ابريل 1973 ( عملية فردان ) السبت 11 مايو 2019 - 11:38
اقتباس :
وبتوجيه من غولدا مائير، انطلقت عملية التخطيط لعملية في قلب بيروت، واحتار الجميع كيف سيتم الحصول على خريطة التقسيمات الداخلية للشقق السكنية للقيادات الفلسطينية المستهدفة داخل عاصمة عربية معادية؟
مخططات شقق ابو يوسف وكمال ناصر كما رسمها الاسرائيليون