يعتبر Otto Skorzeny واحد من ابرز قادة وحدات الكوماندوس الالمانيه النازيه في الحرب العالميه الثانيه
واحده من اهم العمليات التي قام بها هو انقاذ وحدته للدكتاتور الايطالي الفاشي Benito Mussolini من سجنه
المهمه الاخرى الهامه هو ارساله لوحدات كوماندوس الماني متنكرين بزي الجنود الامريكان الى خلف خطوط قوات الحلفاء لاجراء عمليات تخريب في اثناء هجوم الاردين ( اخر هجوم الماني على الجبهه الغربيه في الحرب العالميه الثانيه )
الزعيم الالماني ادولف هتلر كان يفضل Otto Skorzeny على الرغم من انه كثير من زملائه كانوا يكرهونه رغم اعترافهم بأنه رجل شجاع
انتمى Otto Skorzeny الى الحزب النازي في بدايه عقد الثلاثينيات من القرن العشرين , كانت اهم هواياته هي المغامرات
وقد عاش مغامرا اثناء الحرب وحتى في فترة مابعد الحرب
في عام 1945 تسلم Otto Skorzeny اوامر من قيادته بتشكيل وحدات نازيه تسمى Werewolf والاستمرار بالحرب والقتال في جبال الالب جنوب المانيا والنمسا , لكنه ادرك بعد فترة قصيره ان هذا التوجيه سخيف وقرر الاستسلام للامريكان
اثناء احتجازه من قبل الامريكان كان يعطيهم المعلومات بمكر ودهاء ليجعل لنفسه قيمه كبيره لدى سجانيه الامريكان
لكن خطته لم تنجح وقرر الامريكان الاستمرار باحتجازه وقد قام المحققون الامريكان والبريطانيين باستجوابه مرارا وتكرارا , لكنه استمر باسلوبه الماكر
تم تبرأته في 9 سبتمبر 1947
وعلى الرغم من برائته فقد بقي Otto Skorzeny في السجن الامريكي بصفته احد رجال وحدات SS النازيه ( الذراع العسكري للحزب النازي الالماني )
وقد خضع لعمليه تطهير من النازيه denazification وهي عمليه لقياس مدى برائته من الفاشيه القوميه وتحضيره للاندماج بالمجتمع الالماني الديمقراطي الجديد
كان الامريكان يخشون ان يقوم السوفييت باختطافه واستخدامه لاغراض الدعايه خاصه ان اخيه Alfred كان مايزال يعيش في المنطقه السوفييتيه
كما خشي الامريكان ان يهرب Otto Skorzeny من ايديهم
اثناء احتفالات عيد الميلاد في ديسمبر 1947 سمحت سلطات الاحتلال ل Otto Skorzeny بان يزور عائلته , وبالفعل ذهب ليزور عائلته وقد تبعه بشكل سري عملاء من الاستخبارات الامريكيه , لكنه لم يهرب وعاد طوعا الى مركز احتجازه الامريكي
بعد 7 اشهر من هذه الحادثه قرر Otto Skorzeny تغيير رايه بالبقاء في مركز الاحتجاز , في 27 يوليو 1948 وصلت سيارة جيب عسكريه امريكيه الى معسكر الاحتجاز , وكان يستقل العربه 3 من الشرطه العسكريه الامريكيه , وقد طلبوا ان يتم اصحاب Skorzeny معهم حيث سيتم اصحابه الى نورمبرغ ( وقدموا اوراقا تثبت ذلك ) واصطحبوه بعربتهم خارج المعسكر واختفى اثره تماما لمدة سنه
لم يكن افراد الشرطه العسكريه الامريكان الا اعضاء سابقين من وحدات SS الالمانيه النازيه ( ادعىSkorzeny لاحقا ان الاستخبارات الامريكيه هي من قدمت البزات لرفاقه !! )
على مايبدو توصل الى تسويه مع الامريكان , لم يتم القبض عليه على الرغم من امكانيه تمييزه بحكم الطول والشكل والندبه التي في وجهه
ويبدو ان خبرته الطويله في وحدات الكوماندوس النازي جعلت الامريكان حريصين على الاستفاده من خبراته في الحرب ضد السوفييت
في عام 1951 , ظهر Skorzeny في مدريد ( عاصمة اسبانيا ) , تحولت اسبانيا الفاشيه في حقبة مابعد الحرب العالميه الثانيه الى ملجأ لالاف النازيين
حيث كانت الحكومه والطبقه الحاكمه تود النازيين
اثارت الحرب الكوريه المخاوف من اندلاع حرب ضد السوفييت الذين احتفظوا بجيشهم الضخم في الاماكن التي احتلوها في اوروبا ( اوروبا الشرقيه ) , في حين كانت اوروبا الغربيه تنفض عن نفسها غبار الحرب والدمار كانت عسكريا ضعيفه , وكان مايحمي اوروبا الغربيه من السوفييت هو امتلاك الامريكان للقنبله النوويه فقط
كان Skorzeny لايزال وطنيا متحمسا وقد وضع خطه لبناء جيش الماني جديد لمقارعه الاحتلال السوفييتي لبلاده
وكانت خطته تقوم على استغلال اللجئين الالمان في اسبانيا ( الكثير منهم متطوعين ) , وقد علمت المخابرات المركزيه الامريكيه بخطته لكنها لم تتدخل
كانت ال CIA لاتعطي Skorzeny احتراما كبيرا على عكس السوفييت
من الناحيه الظاهريه عمل Skorzeny كصحفي وكان ينشر قصصه ورواياته في مطبوعات تتبع للتيار اليميني في اسبانيا
كما التقى امرأه جديده تدعى Ilse Lüthje وطلق زوجته السابقه Emmi
كانت زوجته الجديده اصول ملكيه ومن عائله غنيه , لكن معظم ممتلكات هذه العائله في المنطقه السوفييتيه من المانيا
كانت Ilse ( الزوجه الجديده ) مصدر الهام له ومثلت القوه الذهنيه
ولكن كان الزوجين بحاجه الى مال , وعلى عكس الاشاعات التي اطلقت انذاك لم يمتلك Skorzeny اي ذهب نازي
بوجود الكثير من النازيين السابقين في اسبانيا حاول Skorzeny ان يجد وظيفه بينهم , فقد حاول العمل مع مصمم الطائرات Willi Messerschmitt وملك الفولاذ Otto Wolff لكن النتيجه كانت ضئيله
كان لايزال يتكلم عن خطته لبناء جيش الماني جديد لكل شخص مستعد للاستماع , وعلى الرغم من خبرته السابقه في العمليات الخاصه الا ان Skorzeny لم يكن قادرا على اغلاق فمه , كان يقول انه يخطط لتشكيل جيش قوامه 200 الف للدفاع عن المانيا من السوفييت وادعى ان الامريكان يساندونه في هذا المسعى
كانت المخابرات المركزيه الامريكيه تعرف خططه ولم تتدخل لكنها كانت تخشى اعاده احياء الرايخ الثالث فلم تدعمه
كما قال Skorzeny انه يمتلك دليل على وجود خليه شيوعيه تجسسيه في حكومه المانيا الغربيه وانه قام بتسليم هذه المعلومات لعدد من المخابرات الغربيه
التحقيقات كشفت وجود اعضاء صغار في حكومه المانيا الغربيه يعملون مع اعضاء سابقين في وحدات ال SS النازيه وليس السوفييت !!
طيلة عقد الخمسينيات من القرن العشرين استمر Skorzeny منخرطا في المنظمات اليمينيه في اسبانيا وعمل مع متطوعين في وحدات SS النازيه لكن سمعته كرأس هام في المجتمع النازي السري كان مبالغا بها
اتخذ لنفسه وضيفه كمدير استيراد وتصدير في اسبانيا وهذه مكنه من السفر الى دول عده حول العالم
من ضمن الدول التي زارها كانت مصر والارجنتين
علاقته مع الزعيمه السياسيه الارجنينيه Eva Peron كانت اشاعه فهي توفيت قبل وصوله الى الارجنتين بعامين
في مصر : حاول بشكل سري بيع اسلحه لمصر وان يصبح مستشارا عسكريا للزعيم المصري جمال عبد الناصر ولكن ايضا كانت النتائج ضئيله
وجوده في القاهره اثار قلق الاستخبارات البريطانيه التي شكت ان يكون Skorzeny يقوم بتدريب قوات المظليين المصريه من اجل الاستيلاء على قناة السويس
كان نجاحه الوحيد هو بيعه كميات من الكونكريت والفولاذ تقدر قيمته ب 260 الف دولار ( مايعادل 2 مليون دولار حاليا )
بحلول عقد الستينيات استمر Skorzeny بتجارة الاسلحه وازدادت ثروته , وقد تم تداول اسمه في اي مغامره كانت تجري , من ضمنها عمليه اختطاف اسرائيل ل Adolph Eichmann
وهنالك معلومات ان Skorzeny التقى بنفسه عملاء اسرائيليين في الستينيات , لكن لاتوجد تفاصيل اخرى
بعد كل هذه السنوات لم يبدو Skorzeny نادما , عاش فتره في ايرلندا , واثناء عشاء مع ضابط بريطاني سابق والذي سأل Skorzeny : لماذا لم يقم النازيين بعقد صداقه مع شعوب البلدان التي احتلوها ؟ هذا الامر سيجعل الاحتلال اسهل ؟
كانت اجابه Skorzeny : مستحيل ان تعقد صداقه معهم , انهم ادنى من مرتبة البشر !!
والى حد اخر يوم في حياته ظل Skorzeny نازيا حتى وفاته يوم 5 يوليو 1975
.