ما الذي تنفقه الدول الأعضاء في الناتو؟
ما يقرب من 70 في المئة من مجمل النفقات على الدفاع لدى حكومات الدول الأعضاء في حلف الناتو يعزى إلى الولايات المتحدة.
بيد أن الولايات المتحدة قوة عالمية كبرى، لها التزاماتها في مناطق العالم المختلفة التي تتعدى أوروبا.
وأنفقت الولايات المتحدة في عام 2019 ما يقدر عموما بنحو 3.4 في المئة من إجمالي ناتجها القومي على الدفاع، بحسب تقديرات حلف الناتو، في حين بلغ معدل ما أنفقته الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف وكندا 1.55 في المئة من إجمالي الناتج القومي لكل دولة منها.
وتغطى نفقات تشغيل حلف الناتو من ترتيبات تمويل تستند إلى الدخل القومي لكل دولة. ويشمل ذلك:
-كلف الإدارة والكادر المدني في قيادة الحلف.
-العمليات المشتركة، والقيادات الاستراتيجية، والرادارات ونظم الإنذار المبكر ، والتدريب والاتصالات.
-نظم الاتصالات الدفاعية والمطارات والموانئ وتجهيزات الوقود.
وبلغت ميزانيةالنفقات العسكرية والمدنية للحلف في عام 2019 نحو 1.67 مليار يورو (1.84 مليار دولار) بحسب إحصاءات الناتو.
وتدفع الولايات المتحدة حاليا أكتر من 22 في المئة فقط من هذه الميزانية بينما تساهم ألمانيا بـ 14.76 في المئة وكل من فرنسا وبريطانيا بأقل من نسبة 10.5 في المئة لكل واحدة منهما.
بيد أن هذه النسب ستتغير بناء على صيغة جديدة اُتفق عليها لتقليل مساهمة الولايات المتحدة بحسب ستولتنبرغ الذي قال: "الآن ستدفع الولايات المتحدة وألمانيا مبلغا متساويا، هو نحو 16 في المئة من ميزانية الناتو".
ما حجم إنفاق الدول الأخرى على الدفاع؟
في قمة الحلف العام الماضي، حض ترامب الدول الأعضاء الأخرى على الالتزام بإنفاق نسبة 4 في المئة من مجمل دخلها القومي على الدفاع، أي أقرب إلى النسبة الحالية للولايات المتحدة وهي 3.4 في المئة.
وفي الواقع، فأن الهدف الحالي هو الوصول إلى نسبة 2 في المئة في عام 2024.
وعندما زار ستولتنبرغ واشنطن في وقت سابق هذا العام، قال ترامب ثانية إنه يجب تجاوز نسبة الـ 2 في المئة "في مرحلة ما".
وأشار ترامب أيضا إلى أن الأمور بدأت في التحسن "منذ مجيئي للإدارة بسرعة صاروخية".
وفي الواقع، كان عام 2019 العام الخامس الذي يشهد زيادة في إنفاق أعضاء آخرين في الناتو غير الولايات المتحدة. وكانت الزيادة الكبرى في مساهمات دول شرق ووسط أوروبا وتركيا.
وتظهر تقديرات الحلف لعام 2019 أن ثمانية أعضاء، إلى جانب الولايات المتحدة، ينفقون الآن 2 في المئة أو أكثر من إجمالي الدخل القومي على الدفاع.
وهذه الدول هي اليونان وبريطانيا وأستونيا ورومانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وبلغاريا.
أما الدول الأوروبية الأخرى الأعضاء في الحلف فقدرت نسبة إنفاقها في عام 2019 بمابين 1 إلى 1.99 في المئة. ووصل إنفاق فرنسا إلى 1.84 في المئة وألمانيا إلى 1.36 في المئة.
وتعهد أعضاء الحلف أيضا بأن ما لا يقل عن 20 في المئة من إنفاقهم الدفاعي يجب أن يذهب للحصول على معدات وتطويرها.
واعتبارا من عام 2019، بات 15 عضوا في الناتو فضلا عن الولايات المتحدة على طريق الوصول إلى الهدف المطلوب، مع زيادات كبرى في إنفاق دول شرق أوروبا وتركيا منذ عام 2014.
بيد أن دولتين كبريين من الأعضاء في الحلف، هما ألمانيا وكندا، مازالتا تنفقان أقل من 20 في المئة على المعدات.
ووصف محلل للبرلمان البريطاني الإنفاق على المعدات بأنه مؤشر أكثر أهمية على القدرات الدفاعية لأن الفاعلية أو الكفاءة العسكرية تقل جراء عدم امتلاك المعدات الدفاعية المناسبة.
ما الأشياء التي تقدمها الولايات المتحدة للحلف؟
ما زالت الولايات المتحدة تمتلك عشرات الآلاف من عديد قواتها العسكرية الفاعلة في دول أوروبية وفي تركيا. وتضيّف ألمانيا حاليا أكبر عدد من القوات الأمريكية في أوروبا، تليها إيطاليا ثم بريطانيا وإسبانيا.
والجدير بالذكر هنا أن بعض عديد القوات الأمريكية في أوروبا يدعمون عمليات أخرى غير تابعة لحلف الناتو، كما أن عديد هذه القوات يتغير تبعا لنقل هذه القوات دوريا من أوروبا إلى خارجها وبالعكس.
بيد أن أكبر انتشار لقوات أمريكية خارجها ليس في الدول الأعضاء في الناتو، بل في اليابان وثمة أيضا عدد كبير من هذه القوات في كوريا الجنوبية.
كما أن للولايات المتحدة حضور مهم في الشرق الأوسط والخليج، على الرغم من أن الأرقام الدقيقة لعديد القوات في هذه الأماكن لا يكشف عنه دائما، ونشر بعض القوات فيها مؤقت.
وفي أفغانستان، تنشر الولايات المتحدة 13 ألفا من عديد قواتها ضمن عمليات مكافحة الإرهاب في مهمة يقودها حلف الناتو هناك، وبمشاركة من القوات الأمنية الأفغانية.
وأحد العناصر الأساسية في التزامات الولايات المتحدة في أوروبا هي نظام الدفاع الصاروخي الذي تديره الدول الأعضاء في الناتو . وصمم هذا النظام للمساعدة في الحماية من هجمات صواريخ باليستية بعيدة المدى من خارج القارة الأوروبية، ومن الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
ويحتوي النظام على معدات أمريكية وعسكريين لإدارة مواقع صواريخ على الأرض في رومانيا وأخرى في طور البناء في بولندا، فضلا عن نظام رادار تديره الولايات المتحدة في تركيا، وصواريخ اعتراضية تحملها سفن حربية أمريكية في البحر الأبيض المتوسط.
https://www.bbc.com/arabic/world-50661188