كشفت الأحداث الأخيرة على الحدود السودانية الإثيوبية وقيام مليشيات إثيوبية بالتعدي على أراضي المزارعين داخل السودان، عن الكثير من المشاكل التي تركها نظام البشير وتواجهها الآن الحكومة الانتقالية.. فهل ستتطور الأمور أم ستحل في إطار العلاقات الثنائية؟
مشكلة التعدي على الأراضي السودانية كما يقول مراقبون قديمة ويتجاوز عمرها نصف قرن، وكانت الأنظمة السياسية المتعاقبة تتغاضى عن الأمر بدوافع واعتبارات سياسية، بل وتقوم بالتستر على الأمر، أما الآن وبعد أن تغيرت الأمور فإن تصريحات البرهان والتي تعد الأولى فيما يتعلق بهذا الأمر، ما هي إلا تحذير وتنبيه للرأي العام الإقليمي والدولي بعد أن شعرت الخرطوم للمرة الأولى أن أديس أبابا قد خدعتها فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة.
عصابة الشفتا
قال الدكتور محمد مصطفى مدير المركز العربي الإفريقي لثقافة السلام والديمقراطية بالسودان، إن مشكلة الخلافات الحدودية بين السودان وإثيوبيا تمتد جذورها إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما كان يتسلل المزارعين الإثيوبيين إلى أراضي مزارعين سودانيين وينتزعونها تحت تهديد السلاح، بمعاونة عصابة إثيوبية تسمى الشفتا.
وقد تكررت الهجمات الإثيوبية على هذه المنطقة الواقعة شرقي ولاية القضارف على امتداد حدودي مع إثيوبيا تقدر بـ 168 كم، وبمساحة تقدر بـ 5700 كم مربع، مقسمة على ثلاث مناطق وهي الفشقة الكبرى، والفشقة الصغرى، والمنطقة الجنوبية.
تحذير سوداني
وأضاف رئيس المركز العربي لـ"سبوتنيك"، تعد هذه المنطقة من أخصب المناطق الزراعية، إلا أن الحكومة الإثيوبية ظلت تصف مجموعة الشفتا على أنها مجموعة خارجة على القانون، وقد تكررت طلبات ترسيم الحدود من الجانب السوداني وتعددت الاتفاقيات، إلا أنها لم تعالج الأزمة ولم توقف انتهاكات تلك العصابة كما لم تنصف المزارعين السودانيين، وفي العام الماضي تم الاتفاق على عمل مشاريع لتنمية الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى وتقنين وضع المزارعين الإثيوبيين بالمنطقة، وبناء عدد من الجسور على نهر عطبرة وفرعه نهر سيتيت، وبناء قرى نموذجية لاستقرار المزارعين والسكان الأصليين، لكن هذا الاتفاق لم ير النور.
وقد تصاعدت التوترات وأعاد الجيش السوداني انتشاره في المنطقة الحدودية شرقي ولاية القضارف، وقد زار رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان منطقة الفشقة بعد توغل الجيش الإثيوبي في منطقة شرق سندس في الفشقة الصغرى في مساحة تقدر بـ55 ألف فدان وحذر البرهان من محاولة التعدي على أراض سودانية.
تهاون سوداني
وتابع مصطفى، حسب تقديري هنالك عدم جدية من الإدارة الإثيوبية مع وجود تهاون وتراخ من الجانب السوداني، مما ينذر بكارثة حدودية متوقعة، لأن عصابة الشفتا لا يمكن أن تتحرك وتتزود بالسلاح والمؤن دون علم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الإثيوبية، فتلك الأراضي الحدودية السودانية ذات الخصوبة العالية مقابل فقر الأراضي الجبلية الإثيوبية قد جذبت أطماع الإثيوبيين وجعلتهم يتبعون بدائل استراتيجية خبيثة لضمها ولا بديل للمواجهة إلا المواجهة
كشفت الأحداث الأخيرة على الحدود السودانية الإثيوبية وقيام مليشيات إثيوبية بالتعدي على أراضي المزارعين داخل السودان، عن الكثير من المشاكل التي تركها نظام البشير وتواجهها الآن الحكومة الانتقالية.. فهل ستتطور الأمور أم ستحل في إطار العلاقات الثنائية؟
مشكلة التعدي على الأراضي السودانية كما يقول مراقبون قديمة ويتجاوز عمرها نصف قرن، وكانت الأنظمة السياسية المتعاقبة تتغاضى عن الأمر بدوافع واعتبارات سياسية، بل وتقوم بالتستر على الأمر، أما الآن وبعد أن تغيرت الأمور فإن تصريحات البرهان والتي تعد الأولى فيما يتعلق بهذا الأمر، ما هي إلا تحذير وتنبيه للرأي العام الإقليمي والدولي بعد أن شعرت الخرطوم للمرة الأولى أن أديس أبابا قد خدعتها فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة.
عصابة الشفتا
قال الدكتور محمد مصطفى مدير المركز العربي الإفريقي لثقافة السلام والديمقراطية بالسودان، إن مشكلة الخلافات الحدودية بين السودان وإثيوبيا تمتد جذورها إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما كان يتسلل المزارعين الإثيوبيين إلى أراضي مزارعين سودانيين وينتزعونها تحت تهديد السلاح، بمعاونة عصابة إثيوبية تسمى الشفتا.
وقد تكررت الهجمات الإثيوبية على هذه المنطقة الواقعة شرقي ولاية القضارف على امتداد حدودي مع إثيوبيا تقدر بـ 168 كم، وبمساحة تقدر بـ 5700 كم مربع، مقسمة على ثلاث مناطق وهي الفشقة الكبرى، والفشقة الصغرى، والمنطقة الجنوبية.
تحذير سوداني
وأضاف رئيس المركز العربي لـ"سبوتنيك"، تعد هذه المنطقة من أخصب المناطق الزراعية، إلا أن الحكومة الإثيوبية ظلت تصف مجموعة الشفتا على أنها مجموعة خارجة على القانون، وقد تكررت طلبات ترسيم الحدود من الجانب السوداني وتعددت الاتفاقيات، إلا أنها لم تعالج الأزمة ولم توقف انتهاكات تلك العصابة كما لم تنصف المزارعين السودانيين، وفي العام الماضي تم الاتفاق على عمل مشاريع لتنمية الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى وتقنين وضع المزارعين الإثيوبيين بالمنطقة، وبناء عدد من الجسور على نهر عطبرة وفرعه نهر سيتيت، وبناء قرى نموذجية لاستقرار المزارعين والسكان الأصليين، لكن هذا الاتفاق لم ير النور
وقد تصاعدت التوترات وأعاد الجيش السوداني انتشاره في المنطقة الحدودية شرقي ولاية القضارف، وقد زار رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان منطقة الفشقة بعد توغل الجيش الإثيوبي في منطقة شرق سندس في الفشقة الصغرى في مساحة تقدر بـ55 ألف فدان وحذر البرهان من محاولة التعدي على أراض سودانية.
تهاون سوداني
وتابع مصطفى، حسب تقديري هنالك عدم جدية من الإدارة الإثيوبية مع وجود تهاون وتراخ من الجانب السوداني، مما ينذر بكارثة حدودية متوقعة، لأن عصابة الشفتا لا يمكن أن تتحرك وتتزود بالسلاح والمؤن دون علم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الإثيوبية، فتلك الأراضي الحدودية السودانية ذات الخصوبة العالية مقابل فقر الأراضي الجبلية الإثيوبية قد جذبت أطماع الإثيوبيين وجعلتهم يتبعون بدائل استراتيجية خبيثة لضمها ولا بديل للمواجهة إلا المواجهة.
مشكلة قديمة
وقال الدكتور أحمد المفتي الخبير السوداني في الشأن الإفريقي، مشكلة الحدود السودانية مع إثيوبيا قديمة جدا، وظل السودان يصرف عنها النظر لاعتبارات سياسية، لكن المتغيرات السياسية التي حدثت في السودان مؤخرا قللت من قيمة تلك الاعتبارات السياسية، ولم تحسب إثيوبيا حساباتها، فواصلت اعتداءاتها على الحدود السودانية.
وتابع المحلل السياسي لـ"سبوتنيك": "نظرا للتغيرات السياسية التي حدثت مؤخرا، لم يكن مستبعدا حديث البرهان عن احتلال "ميليشيات" إثيوبية أراضي سودانية، وقيامه بنشر قوات سودانية إضافية على الحدود، وتفقده لتلك القوات، لامتصاص غضب الشارع السوداني، وفي ذات الوقت للفت انتباه إثيوبيا والرأي العام العالمي إلى المشكلة، بعد أن كانت حكومة السودان هي الأكثر حرصا على إخفاء الأمر، خاصة عن الشارع السوداني.
وأشار المفتي إلى أنه رغم التطورات الحدودية الأخيرة ما زالت حكومة السودان حريصة على علاقاتها مع إثيوبيا، وتحتفظ معها بشعرة معاوية، ومن ذلك، وصف البرهان للقوات الإثيوبية بـ "ميليشيات"، حتى يخفف الحرج عن الحكومة الإثيوبية.
خداع إثيوبي
أجرى السودان محادثات عسكرية مع إثيوبيا يوم 11 إبريل/نيسان الجاري بعد يومين من تصريحات رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، قال فيها إنه لن يسمح بالتعدي على الأراضي السودانية، مشددا على عدم التراجع عن حماية حدود السودان.
تصريحات البرهان جاءت خلال تفقده لقوات الفرقة الثانية مشاة المرابطة في حماية الحدود الشرقية للسوادن.
وبحسب صحيفة "السودان اليوم"، التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الوفد العسكري الإثيوبي، برئاسة رئيس هيئة الأركان الإثيوبي، آدم محمد، وحضره رئيس هيئة الأركان السوداني، محمد عثمان الحسين.
وكان البرهان، قد أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بحثا خلاله عددا من القضايا إلى جانب التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وتم التوصل لاتفاقيات شاملة لتعزيز العلاقات وتوسيع التعاون العسكري بين البلدين، بجانب الاتفاق على كيفية التعاون في مكافحة جائحة كورونا.
يذكر أن العديد من التقارير الإعلامية أشارت إلى انتشار حشود للجيش السوداني في عدد من المناطق الحدودية مع إثيوبيا، بهدف "حماية الحدود، وإيقاف أي تدخل أو تعد على الأراضي السودانية"، وفقا لما أكدته القوات المسلحة السودانية.
https://tinyurl.com/y7u83625