علجية عيش
عريـــف
الـبلد : التسجيل : 29/11/2016 عدد المساهمات : 91 معدل النشاط : 164 التقييم : 18 الدبـــابة : المروحية :
| موضوع: مع بي نظير بوتو.. الزّعيم الحقيقي هو صانع التّاريخ الجمعة 5 يونيو 2020 - 9:24 | | | [rtl] نحن بحاجة إلى زعيم يتبوأ دور مسؤوليات الزعيم[/rtl] الإيمان بالجماهير هو روح الديمقراطية هي واحدة من صفات القيادة أو الزعامة و بدون هذا الإيمان تبقى الأطر السياسية أو الدستورية مجرد كيانات شكلية خادعة أو كاذبة، تقول الزعيمة بي نظير بوتو: إن الزعيم الحقيقي ليس مجرد ممثل لأمّته، وإنما هو أيضا بانٍ لأمته وصانع التاريخ بطريقة أكثر عمقا مما قد يسمح به التعريف الضيق والمتعارف عليه للديمقراطية، فالأنظمة و كذلك الأحزاب السياسية التي لا تقيم صلات ديمقراطية مع الجماهير تتحوّل إلى أنظمة أو أحزاب تحكمها العصاباتما يحدث في العالم العربي اليوم يدل على أن السياسات التي تبنتها أنظمة هذه الدول لم تكن مدروسة بالشكل الجيد الذي يمكنها الحفاظ على وحدة أنظمتها وانسجام الجماهير معها وتنقلهم إلى مرحلة جديدة في البناء المتواصل وعدم فصلها عن جذورها التاريخية التي تبقى دوما في خدمة أهدافها، هذا في الجانب السياسي ، أما في الجانب الإقتصادي يؤكد خبراء اقتصاديون أن قسما هاما من ثروات الشعوب العربية ما يزال تحت قبضة الاستعمار، وأن هذه الثروات لو تمت استعادتها لأمكن من تحقيق التنمية والتصنيع وتحقيق الأمن الغذائي والازدهار لجماهير الشعوب، لا شك أن هذه الممارسات التي تمارسها الأنظمة العربية خلقت مجتمعا عنيفا تبنىّ ثقافة الانقلاب على الحكام، وهو كما يعتبره البعض موقف ثوري أخذت به الشعوب التي أعلنت ثورتها ونقمتها عليهم ، يصف البعض ما يحدث في البلدان العربية ب "الأحداث" وينفي عنها صفة "الثورية" وأن هؤلاء يحاولون النبش على قشرة الحياة السياسية . فالغضب الذي فجره الشعب الليبي مثلا لم يكن أحداثا، بل كان ثورة وتَحَرُّكٌ جريء في جوف المجتمع، و بالوقوف على وجه المقارنة بين الأحداث والثورة يجعل المتأمل أن يرجع بذاكرته إلى ما وقع في تونسومصر وقبلها في الجزائر ، و هي رسالة للذين يلغون صفة الثورية على الشعوب، إلا إذا اصطف جيش من العمال والفلاحين على رأي لينين الذي قال: "نحن مع التقدم والديمقراطية والاشتراكية" بينما في مكان آخر يصطف جيش ثان ويقول: "نحن مع الاستعمار والإقطاع والرأسمالية"، فالذين لا يصورون الثورة إلا وفق هذا المخطط يضيف لينين هم أصحاب خربشات بدائية يسمونها نظريات علمية، والذين يحاولون إلغاء الثورية يدركون جيدا أن الثورة انفجار يُخْرِجُ ماهو مكبوتٌ في صدور الحكام و المسؤولين ويكشف ما هو مستور و يزلزل كل ما هو قديم، والسؤال الذي ينبغي أن نطرحه هو: "من يتحمل مسؤولية تمرد شعبٍ مَا على نظامه السياسي أو العسكري؟ وهل يوجد طرف ثالث يصلح ذات البين؟ أو يملأ هذا الفراغ السياسي؟ وهل نحن في حاجة إلى زعيم من نوع خاص؟ زعيم يتبوأ دور مسؤوليات الزعيم. فهذا الغضب الشعبي الذي أصبح يرافقه شعور بالألم والأسى، والساحات العربية التي تسجل عشرات الموتى في اليوم يتطلب البحث عن رجل محل ثقة الجماهير، رجل يكون متحررًا من كل أشكال "التبعية"، رجل لا يقبل بالزواج السياسي ولا يمكن أن يرضخ للضغوطات ولا يعمل بالإملاءات، رجلٌ يحدد الخطوط العريضة للنهوض بالجماهير وتحقيق الوحدة الوطنية والوحدة العربية، تقول "بي نظير بوتو": " إن الزعيم الحقيقي ليس مجرد ممثل لأمته، وإنما هو أيضا بانٍ من البناء لأمته وصانع للتاريخ بطريقة أكثر عمقا مما قد يسمح به التعريف الضيق والمتعارف عليه للديمقراطية"، ويقف الكثير مع طرحها، لأن العالم تغير وهومستمر في التغيير، وسيتغير أكثر فأكثر من ذلك بكثير، هكذا كانت تردد هذه المرأة العملاقة التي قادت حكومة بأكملها، وجعلت الرجال يلتفون حولها، وقد آمنت بأنه من الحماقة العمل في هذه القرية العالمية ذات الاتصالات الفورية وخطوط الصدع الثقافية الحضارية السياسية قائمة وموضوعة، وربما تقصد هذه الزعيمة إلى دور الطبقة المثقفة أوكما يسمونها ب "النخبة" في تفعيل الجماهير وإحداث التغيير الإيجابي و بناء مجتمعا سليما و واعيا، كانت دعوة منها إلى إعادة النظر في المبادئ والتوصيات التي أخلت بها الدول العظمى، فإذا كان من المفارقات أن يتجمع العلمان ( الراية) الصيني والياباني ويرفرفان بجوار بعضهما البعض وهما اللذان كانا بالأمس القريب عدُوَّينِ شرسين، فإنه من المفارقة أن نجد الأعلام العربية متفرقة و ممزقة، والعرب يتفرقون ويتحولون إلى أعداءٍ ألداء، وينتشر الذعر بين النساء والأطفال والشيوخ، وكأن الذي كان يجمعهم ويوحد صفوفهم ذاب مع الثلج وغار مع عواصف الشتاء. و نتوقف هنا عند كلمات الرئيس الأمريكي"بيل كلينتون" الشهيرة عندما خاطب سكان ديترويت الأمريكية قال: "إن أمتنا تناضل منذ تلك اللحظة التي تأسست فيها من أجل فكرة أن للناس الحق في التحكم في حياتهم و في السعي إلى تحقيق أحلامهم"، فلو تركت الأنظمة شعوبها تقرر مصيرها بيدها ومنحتها حرية التفكير والاقتراح والقرار، لما كانت هناك ثورات أو أحداث كما فضل البعض تسميتها، أو بالأحرى تقزيمها، كان على الشعوب أن تعبر عن غضبها وتذمرها بتجاوز خطوط الأسلاك الشائكة التي وضعتها الأنظمة، فالخروج من الأزمة تستوجب على العرب جميعا عقد مؤتمرا عربيا جامعا، شبيها بمؤتمر"باندوغ"، عندما اجتمع العرب في شهر افريل من سنة 1955 لإعادة النظر في المبادئ والتوصيات التي أخلت بها الدول العظمى منها احترام سيادة جميع الأمم وسلامة أراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمختلف الدول.علجية عيش |
|