أنظمــــة التلقيــــم الآلــــي لدبابــــات المعركــــة الرئيســــة
الخيــــار الأفضــــل لزيــــادة وتيــــرة النيــــران
رغم أن الكثير من دبابات المعركة الرئيسة MBT لا تزال تتبع أسلوب التلقيم أو التعبئة اليدوية manual loading لحشو وشحن مدافعها الرئيسة بالذخيرة المناسبة، إلا أن العديد من الدبابات الأخرى فضلت نمط التلقيم الآلي auto-loading لرفع كفاءتها وقدرتها النارية. ويبدو ذلك جلياً وواضحاً في العديد من الدبابات الحديثة أمثال الفرنسية Leclerc واليابانية Type 10 والصينية Type 98 وغيرهما من الدبابات التي تستخدم هذا النوع من الأنظمة، بما في ذلك سلسلة الدبابات الروسية الأكثر شهرة T-90/T-80/T-64/T-72. ويؤكد مصممو هذه الأنظمة على مزاياها العديدة المتمثلة في المحافظة على وتيرة رمي مرتفعة ولفترة زمنية طويلة على مختلف التضاريس. فمن المعروف أن كتل قذائف الدبابات من العيار 120 ملم تتراوح ما بين 18 و20 كلغم، مما يعيق عملية النقل والتحميل السلس للقذيفة إلى مغلاق المدفع (التجارب العملياتية أظهرت بوضوح أن الملقم البشري سيتعرض للإنهاك واستنزاف كامل طاقته، وبالتالي الإخلال بواجباته، قبل فترة طويلة نسبياً من استهلاك كامل مخزون الذخيرة ammunition exhausted في الدبابة). وتستطيع منظومات التلقيم الآلي في هذا المجال تجاوز هذه المعضلة بجعل العملية ذاتية الحركة، بما ينصب في النهاية على تسريع وتيرة الرمي rate of fire. كما تساهم هذه الآلية في جعل الملقم البشري فائضاً عن الحاجة، وبالتالي تقليل عدد أفراد الطاقم (موقع شحن الذخيرة يتطلب عادة حيز شاغر بحجم 2 متر مكعب للوصول الآمن والسلس إلى عقب المدفع) مما يقلل معه بالضرورة من الحجم المتطلب حمايته بالدرع، وهذا بدوره يخفض من حجم البرج والوزن العام للدبابة.
مشاكل الزيادات المتدرجة والمتصاعدة progressive increases لذخيرة مدافع الدبابات تمت مواجهتها من قبل الأمريكان عند تطوير الدبابة الثقيلة M103 التي كانت مسلحة بمدفع من عيار 120 ملم. فذخيرة مدفع الدبابة من النوع الخارق للدروع كانت تزن نحو 50 كلغم، وكانت تتطلب فردين لتناولها ووضعها في مؤخرة عقب السلاح، مما زاد معه بالنتيجة من عدد أفراد الطاقم ليبلغوا خمسة أشخاص (قائد، مدفعي، سائق، ملقمان) وتعاظم بالتالي حجم البرج (معدل إطلاق النار الأقصى للمدفع من وضع الثبات بلغ خمس طلقات بالدقيقة، بسبب تصميم الذخيرة من مقطعين two-piece ammunition). الجيش الأحمر واجه مشكلة مماثلة عندما سلح الدبابة IS-2 بمدفع من عيار 122 ملم ولجأ بدوره للذخيرة ذات المقذوفات المنفصلة. هذا الإجراء سهل آلية حمل وتناول القذائف لكنه خفض في المقابل من سرعة التحميل لعقب المدفع وبالنتيجة كان هناك تباطأ وتناقص في معدل النيران. الجيش البريطاني اختار هو الآخر نمط الذخيرة المنفصلة عندما طورت الدبابة الثقيلة Conqueror وبعد ذلك Chieftain وChallenger، والتي معها جعل تناول الذخيرة أكثر سهولة مع الوزن الأخف لمقذوفات APDS أو APFSDS، في حين وضعت شحنات الدافع في أكياس حافظة بدلاً من الحاويات النحاسية التقليدية brass cases. في ألمانيا تولت شركة Rheinmetall تطوير ذخيرة من مقطع واحد بحاوية خراطيش قابلة للاحتراق combustible cartridge بدلا من الحاويات النحاسية الثقيلة التقليدية وذلك لصالح مدفعها من عيار 120 ملم. هذا الأمر خفض وزن القذيفة APFSDS عيار 120 لنحو 18-19 كلغم، والذخيرة شديدة الانفجار المضادة للدبابات متعددة الأغراض HEAT/MP لنحو 24 كلغم.
تقنية الملقم الآلي auto-loader طورت مع بداية الحرب العالمية الثانية، حين استخدمت الطائرة الألمانية Henschel Hs 129 (أطلق عليها لقب محطمة الدبابات tank-buster) مدفع من عيار 75 ملم لعمليات قتالية ومهاجمة الأهداف المدرعة للحلفاء. كما باشر الأمريكان في أواخر العام 1942 تطوير نظام تلقيم هيدروليكي مبسط لصالح الدبابة التجريبية المتوسطة T22El ومدفعها من عيار 75 ملم. هذا النظام طور من قبل شركة "كرايزلر" Chrysler واستكمل العمل عليه في شهر يونيو العام 1943، حيث اشتمل في بناءه العام على مخزنين أحدهما للقذائف شديدة الانفجار HE والآخر للقذائف الخارقة للدروع AP. ومع أن النظام وفر نظرياً معدل نيران مرتفع بلغ 20 قذيفة في الدقيقة، إلا أن مجمل تصميم العربة كان عديم الثقة بالإضافة لرغبة الجيش الأمريكي في استبدال المدفع عيار 75 ملم بواحد أكبر قطراً، مما تسبب في إلغاء كامل المشروع أواخر العام 1944.. بعد الحرب أظهر البريطانيون اهتماماً بهذه التقنية، خصوصاً في حقبتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لكن جميع الأفكار في ذلك الوقت تم رفضها.
الخطوة الرئيسة القادمة نحو استخدامهم في الدبابات اتخذت في فرنسا أولاً بتطوير الدبابة AMX-50 التي جهزت بنظام تحميل نصف آلي semi-automatic loading جرى تغذيته بواسطة مخازن ذخيرة اسطوانية في مؤخرة البرج، مما سمح بمعدل نيران مرتفع نسبياً. هذا النظام عمل بشكل مرضي حتى جرى استبدال مدفع الدبابة من عيار 100 ملم بآخر من عيار 120 ملم، حينها مشاكل في الثقة والاعتمادية جرى مواجهتها وذلك بسبب الوزن المتزايد للقذائف المستخدمة مما نتج عنه الاكتفاء بالنماذج التجريبية. نظام التحميل نصف الآلي في الدبابة AMX-50 جرى مواءمته من جديد مع الدبابة الخفيفة الفرنسية AMX-13 ومدفعها من عيار 75 ملم، حيث أستكمل النموذج الأول من الدبابة العام 1952. هكذا، السلاح الرئيس في الدبابة AMX-13 جرى تغذيته بواسطة مخزنين اسطوانيين مثبتين في مؤخرة البرج على جانبي عقب السلاح، يحمل كل منهما عدد ستة طلقات. وبمجرد استهلاك وتبديد هذه الذخيرة، الدبابة كان عليها التراجع والاحتماء بغطاء من أجل عملية إعادة تعبئة المخازن من خارج العربة. السويديون أدخلوا تقنية التلقيم الآلي على دباباتهم Strv 103 التي بنيت بالكامل العام 1961. هذه كانت أول دبابة مع نظام تلقيم بالكامل، وامتلكت معدل تلقيم يصل إلى 15-20 قذيفة في الدقيقة. هذا المعدل المرتفع للتلقيم كان نتيجة حتمية لتركيب المدفع في موضع ثابت ومتماسك، حيث أن الدبابة لا تحتوي على برج متحرك، مما جعل عملية التلقيم بسيطة ميكانيكياً.
نظام تحميل آلي أيضاً دمج في الدبابة المشتركة الأمريكية/الألمانية MBT-70 أواخر الستينات، لكن المشروع هذه الدبابة التي حملت مدفع من عيار 152 ملم توقف ولم تدخل الخدمة. أما السوفييت، فقد حرصوا منذ الستينات على تزويد جميع دباباتهم المشتقة من دبابة المعركة الرئيسة T-64 بمنظومات تلقيم آلية متكاملة (هذه المنظومات ابتكرت في "كاركوف" Kharkov أثناء تصميم الدبابة T-64) سمح لها بتخفيضات جوهرية في الوزن والحجم، وكانت هذه الدبابات ذات الأبراج المأهولة هي الأولى لدخول الخدمة بتقنية التحميل الآلي. هذه الأنظمة في الدبابات T-72 وT-80 وT-90 ومن قبلها T-64، كانت من النوع الذي يطلق عليه carousel أو الناقل الدائري وجرى تثبيتها لأسفل حلقة البرج. على النقيض من ذلك، أنظمة التحميل الآلية التي تم تبنيها في دول غربية كانت مصعدة في عنق البرج turret bustles. هم أولاً صعدوا في الدبابة اليابانية Type 90، ثم بعد ذلك من قبل الفرنسيين ودبابتهم Leclerc وبعد ذلك في الدبابة الكورية الجنوبية K-2 واليابانية Type 10.https://thumbs.gfycat.com/SingleDimwittedHoneycreeper-mobile.mp4
https://thumbs.gfycat.com/AdorableDarlingAmericancrayfish-mobile.mp4