توطيد العلاقات
يشير الكتاب إلى أنّ العلاقات بين إسرائيل والقصر الملكي لم تنته بعد عملية هجرة اليهود. على العكس من ذلك، بدأ بين الدولتين تعاون منقطع النظير. فعلى سبيل المثال، عندما طلب المغرب من الإسرائيليين المساعدة لإقامة وحدة حراسة الشخصيات، سافر يوسيف شاينر، الحارس الشخصي لبن غوريون، إلى المغرب، وقدّم دورة عسكرية للمغاربة.
ويضيف الكتاب، أنه في اواخر عام 1961 زودت فرنسا و اسرائيل المغرب باسلحة و عدة قتالية مع تدريب متفوق للضباط على هذه الاسلحة للدخول في حرب مع الجزائر. وبعدها في عام 1963، مع بداية حرب العودة الى الصحراء بين المغرب والجزائر كما تسميها المخرب حرب الرمال، وعندما وصلت إلى الجزائر وحدات عسكرية مصرية و سورية و كوبية ولعض الضباط الروس لمساعدت المقاتيلن الجزائريين، قرَّر عاميت أن يقترح على المغرب «مساعدة عسكرية». دخل عاميت بواسطة جواز سفر مزيف إلى المغرب، والتقى أيضاً بمحمد أوفكير. قال له الجنرال المغربي: «سمعت كثيراً عنك، أنا معجب بدولتكم، وأحترمكم لقوة قلبكم (اي يقصد اسرائيل)».
عقد اللقاء مع الملك بعد يوم واحد من وجود عاميت في المغرب، في مراكش، حيث تحدث الملك حسن الفرنسية. التقى الاثنان عشر مرات تقريباً، وكان التعاون «مفيداً للطرفين». واستفاد المغاربة من مرشدين إسرائيليين في سلاح الجو الإسرائيلي الذين قاموا بعدة غارات على الوحدات المصرية و السورية، و قاموا ايضا بتدريب طيارين مغاربة.
لقاء الحسن ـ رابين
يلفت سيغف في كتابه، إلى أنه في عام 1973، أبلغت الاستخبارات في هيئة الأركان المغربية، رجل الموساد رافي ميدان. نية الملك حسين، إرسال قوة رمزية إلى سوريا للتطلع على الخطط السورية و بوجه اخر لدعم الرئيس حافظ الأسد. عندها حذر الملك الحسن الثاني الإسرائيليّين. من أن مصر وسوريا متّجهتان نحو الحرب. لكن الإسرائيليين «لم يعالجوا المعلومة».
في عام 1975، بدا رئيس الحكومة إسحق رابين بالتفتيش عن «آفاق» لمبادرات في العالم العربي. واقترح رئيس الموساد، إسحق حوفي، لقاءً مع ملك المغرب. والتقى الحسن مع رابين في التاسع من تشرين الأول عام 1976، بمرافقة رئيس الموساد والسكرتير العسكري.
أجرى الرجلان محادثات، أعرب خلالها الحسن عن قلقه من «التطرّف الحاصل في العالم العربي»، ومن صعود «الإسلام المتطرف» في مصر، وإذا لم يحصل تقدّم ملموس للتوصل إلى تسوية بين مصر وإسرائيل، فمن شأن هذا أن يعيد الرئيس أنور السادات «إلى حضن الاتحاد السوفياتي»، ناصحاً رابين بالتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومشدّداً على أنه من دون حل للقضية الفلسطينية، لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط.
وقبِل رابين تحليل الملك، وأعطاه ورقة عليها سؤالان موجّهان إلى السادات: ماذا يطلب السادات في مقابل سلام شامل؟ وماذا يطلب في مقابل سلام جزئي؟ وخلال سنوات، عمل الموساد على تلقّي إجابة واضحة عن السؤالين، والتقى في عام 1977 مع الملك حسن ونائب رئيس الحكومة المصرية محمد حسن التهامي. وتقرر لقاء بين التهامي ووزير الخارجية الإسرائيلي في حينه موشيه دايان، وهو ما حصل حين سافر دايان إلى باريس في 16 أيلول من عام 1977، ومن هناك إلى الرباط، ليعقد اجتماعاً دام 4 ساعات مع الملك. وبعد شهرين من الاجتماع، أعلن السادات أنه سيزور القدس المحتلة.