بسبب الترابط الجيوبوليتيكي لتركيا في مناطق الشرق الأدنى,الشرق
الأوسط,آسيا الوسطى,القارة الأوروبية,ومناطق القوقاز,ونتيجة لديناميات
مراجعة شاملة,على المستوى السياسي والأقتصادي والأمني,لجهة الداخل التركي
والخارج التركي,ديناميات مراجعة وفق رؤية ذاتية أحسنت وتحسن قراءة
التطورات الدراماتيكية والأستراتيجية اقليميّاً وأمميّاً,د اخل أطر
ومؤسسات حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة,مع تنميط بحثها المؤسسي
داخل مؤسسات الدولة التركية بأطيافها السياسية المختلفة,بما فيها قوى
المعارضة في البرلمان التركي,وكذلك في اطار مجلس الأمن القومي التركي,مع
بحث مآلات اعادة انتاج جديدة لأدوار اقليمية تركية ذات محددات وقوالب
تكتيكية وآفاق استراتيجية, ينشط جهاز المخابرات التركي في مناطق مهمة
تعتبر ضمن الرؤية الأمنية الأستراتيجية للمخابرات التركية جزء من الأمن
القومي التركي,وبالتالي من المجال الحيوي التركي تاريخيّاً وطبيعيّاً,يصعب
على أنقرة اتخاذ مسافة بعيدة في الحياد أو التنحي جانباً.
ولمّا كان انخراط الدولة التركية في الكثير من التحالفات الأقليمية
والدولية, مع اهتمامات بالتعاون الأقتصادي الأقليمي والدولي,و مع مكامن
تركيز وفيرة لتحالفات واتفاقيات أنقرة الأممية,على أساس الأعتبارات
العسكرية والأمنية العابرة للحدود بين الدول,لم تعد العقيدة الأستخبارية
الأمنية التركية ترتبط بالسياسة الداخلية لأنقرة لجهة الداخل التركي,الاّ
في اطار محدد ومحدود,ويشي ذلك بأنّ السياسة الخارجية التركية دخلت في
تحالفات عسكرية وأمنية منذ عقود خلت,وهذا أدّى الى توسيع المجال
الجيوبوليتيكي الأستخباري الأقليمي والدولي,لنشاط جهاز المخابرات
التركي,فحدث تحول نوعي و وظيفي في عمل جهاز المخابرات التركي, ونتيجةً
للخبرة والمهنية العالية أصبح هذه الجهاز المخابراتي في تركيا,يعمل كفرع
خارجي للعديد من أجهزة الأمن والمخابرات الأقليمية والدولية,في مجتمعات
المخابرات الأممية.
وتتحدث تقارير استخبارية اقليمية وأممية,أنّ الأستخبارت التركية حددت أكثر
من أولوية في عملها مؤخراً,نتيجة توصيات نوعية لمجلس الأمن القومي التركي
بينها مثلاً:مناطق جنوب أوروبا,بسبب وجود الأقليات التركية, واضطرابات
منطقة البلقان,والصراع التركي – اليوناني حول بعض الجزر الموجودة في
المياه الأقليمية الواقعة بين اليونان وتركيا.
مناطق الشرق الأدنى ( أرمينيا , أذربيجان , ايران , آسيا الوسطى ) فهي
العمق الأستراتيجي للمجال الحيوي التركي,كما تركز المخابرات التركية في
بعض اهتماماتها الأستخبارية,في رصد سياسة روسيا في منطقتي القوقاز وآسيا
الوسطى,وتوريد الوقود من حوض بحر قزوين الى الأسواق العالمية,كما تركز
عندّ صياغة نشاطاتها على الأستخبارات الخارجية على, حل المهمات التي تؤثر
على مصير المجتمع الدولي,والمجتمعات الأقليمية ككل.
ونظراً لأهمية الفدرالية الروسية في الأستراتيجية الجديدة للمخابرات
التركية,كان لتزايد التفاهمات التركية – الروسية أثراً نوعيّاً,الى تزايد
اهتمام محور واشنطن – اسرائيل,لأجهاض أي احتمالات لتطور العلاقات التركية
– الروسية بما يتجاوز ما رسم له من حدود بشكل مسبق .
كما يهتم جهاز المخابرات التركي,في محاولات حركة طالبان في اعادة انتاج
نفسها,وآليات الأستنساخ الأصولي,والصراع على البحر الأسود, وفي الدور
الروسي في اعادة ترتيب المشهد القوقازي,كما يهتم مثلاً في الصراع على
هندوراس ولعبة الديمقراطية الأمريكية على الطريقة العسكرية,كذلك البحث في
تداعيات العلاقات الصينية – الروسية ,والأستراتيجية الأمريكية المستحدثة
باتجاه الصين,وفي الخارطة الدولية الجديدة في ظل تنامي قوّة منظمة تعاون
شنغهاي,وفي سيناريوهات الحرب الأمريكية القادمة في أفغانستان,مع الأهتمام
في خلفيات النوايا الأمريكية – الأسرائيلية باتجاه الحدود السورية –
العراقية,وفي تشريح الأزمة اللبنانية في مرحلة ما بعد تشكيل حكومة الحريري
سعد.