القوات الجوية اللبنانية تؤجّل موعد المزايدة العلنية لبيع طائراتها المتقادمة
قامت القوات الجوية اللبنانية بتأجيل المزايدة العلنية التي كان مزمع أن تجريها في 11 أيار/ مايو لبيع 5 طائرات Hawker Hunter و3 مروحيات Sikorsky في خطوة منها لإعادة هيطلة الأسطول الجوي وإدارة الأصول الموجودة.
وجرى هذا التأجيل تلبية لرغبة عدد كبير من الشركات لمزيد من الوقت لتأمين الأوراق القانونية اللازمة للمشاركة في المزايدة. ومن المتوقّع أن يتم تحديد موعد لاحق لإجراء المزايدة بعد شهرين تقريبا.
وكان قد لبنان دخل في مفاوضات مع مجموعة من المزوّدين والمصنّعين للطائرات العسكرية للحصول على طائرات تدريب أولي وعلى رأسها باكستان للحصول على طائرات Super Mushshak، إلا أن العقد لم يوقّع بعد بين البلدين.
والجدير بالذكر، أن لبنان يمتلك 7 مقاتلات من طراز Hawker Hunter كانت تقدمة كمساعدة عسكرية من بريطانيا، 5 منها متوقفة عن العمل منذ 1990، و2 أصبحت خارج الخدمة منذ عام 2011. ويحول دون إصلاح هذه الطائرات وإعادتها إلى الخدمة عراقيل عدة، منها فقدان قطع الغيار. كما وأن هذه الطائرات مزوّدة بأسلحة لم تعد عالية الدقة وقابلة للاستخدام في العمليات مقارنة مع الطائرات الموجودة في الخدمة لدى سلاح الجو اللبنانية حالياً، مثل طائرات الهجوم الخفيف التي زوّدها الجيش اللبناني بالذخائر الموجّهة بالليزر من طراز APKWS.
” انطلاقا من حسن الإدارة والاستثمار الأفضل للمعدات الموجودة، وضع سلاح الجو اللبناني خطة لاستبدال 5 طائرات Hawker Hunter مع قطع الغيار التابعة لها واستبدالها بطائرتي تدريب ابتدائي. هذه الخطوة أتت أيضا ضمن خطة متكاملة لاستبدال طائرات الBulldog، المخصصة للتدريب الابتدائي، والتي من المتوقع خروجها من الخدمة في السنوات الخمس المقبلة،” قال مصدر لموقع الأمن والدفاع العربي.
إلا أن الجيش اللبناني، سيبقي على طائرتي Hawker Hunter إحداهما مزودة بمقعدين والثانية مزودة بمقعد واحد مع بعض قطع الغيار، على أمل تصليحها للمشاركة في العروض الجوية المقبلة.
وقال قائد القوات الجوية الأسبق، العميد الركن المتقاعد، محمود مطر للأمن والدفاع العربي أن الإمكانات المادية الضئيلة للدولة اللبنانية هي السبب الرئيسي وراء بيع هذه الطائرات. معتبرا: ” إن الإمكانيات المادية المحدودة تمنع القوات الجوية اللبنانية من إعادة تأهيل وتشغيل مقاتلات Hawker Hunter ومروحيات Sikorsky. على الرغم من توفر الإمكانيات التقنية في إستبدال قطع الغيار وإعادة هذه الطائرات للخدمة وتحديدا للقيام بمهام الهجوم الأرضي.”
في عام 2009، حصل الجيش اللبناني على 3 مروحيات Sikorsky من طراز S-70 كهبة من مجموعة من الشركات والأفراد للقيام بمهام إطفاء الحرائق. وقد تراجعت قدراتها التشغيلية بسبب الافتقار إلى الصيانة وغياب قطع الغيار.
” إن إعادة ترميم مروحيات ال Sikorsky ستكلّف أكثر من 70% من سعرها الأساسي، وهو رقم مرتفع جدا من الناحية التقنية،” أوضح المصدر. ” إضافة إلى ذلك ارتفعت كلفة ساعة الطيران الواحدة إلى أكثر من 5000 دولار أميركي، وهي كلفة مرتفعة للقيام بمهام إطفاء الحرائق مقارنة مع مروحيات Huey-II التي تقوم بإطفاء الحرائق.”
وردا على سؤال الأمن والدفاع العربي إذا سيتخلى الجيش اللبناني عن مهام إطفاء الحرائق بعد بيع الSikorsky أجاب المصدر، ” القوات الجوية اللبنانية لن تتوقّف عن هذه المهام، بعد بيع الطائرات الخارجة عن الخدمة. تقوم القوات الجوية باستبدال مروحيات Huey بمروحيات Huey-II لهذا السبب، وقد قامت بإعادة ترميم وتجهيز مروحيات AB212 للقيام بهذه المهام.”
وتجدر الإشارة أن سلاح الجو اللبناني قام بإعادة تأهيل أول مروحية من طراز AB 212 كإثبات مفهوم على قدرتها لتأهيل هذا النوع من الطوافات المتوقّفة عن الخدمة منذ 1990، وتعمل اليوم على مشروع مدته 5 سنوات لإعادة أسطول من 5 مروحيات AB212 للخدمة.
ولحظ المصدر أن قرار بيع المقاتلات والمروحيات لا يتعلّق بالوضع الإقتصادي الحالي في لبنان، مؤكدا أن الجيش اللبناني يعمل على هذه الخطة منذ 2018.
ويشهد لبنان أزمة إقتصادية منذ أواخر عام 2019. وقد شهدت عدة مدن لبنانية تظاهرات منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ترافق مع تدهور حاد لقيمة العملة الوطنية وإرتفاع في أسعار السلع.
والجدير بالذكر أن الجيش اللبناني يعتمد بتجهيزه على المساعدات العسكرية للإبقاء على قدراته التشغيلية، وأكّد المصدر أن قرار البيع لن يؤثّر على المساعدات العسكرية.
وفي تغريدة على صفحة القيادة المركزية الأميركية، CENTCOM للجنرال فرانك ماكينزي أكد على دعم الجيش اللبناني، “أدعم أنا استمرار تمويل الجيش اللبناني لأنه … في القيادة المركزية الأميركية ، نحن نعيش في أرض الخيارات فيها أقل من كاملة، وأعتقد أنها توفر أفضل فرصة لتوفير الأمن والسيادة للبنان.”
sdarabia