عبر وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برينو لومير صراحة عن انزعاج وقلق بلاده من التقارب الجزائري التركي وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، وشدد على أن باريس لو فسحت المجال لمنافسين من شاكلة تركيا والصين، ستجد فرنسا نفسها في صعوبات ومشاكل كبيرة في الجزائر وأيضا المغرب، معترفا بوجود العلاقات الاقتصادية على الأقل بين البلدين في حالة موت سريري.
وذكر وزير الاقتصاد الفرنسي برينو لومير في جلسة استماع بالجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) ردا على مساءلة للنائب أمجيد الغراب مؤرخة في 28 جانفي الماضي، اطلعت “الشروق” على نصها، أنه فيما يتعلق بالوضع في الجزائر وعلى نطاق أوسع الوضع المغاربي، فقد تسببت الاضطرابات السياسية في صعوبات اقتصادية جمة، لأن الاستقرار السياسي باب لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
وأكد الوزير الفرنسي للاقتصاد والمالية برينو لومير، أن ما أسماه “الصعوبات السياسية في الجزائر (في إشارة للحراك الشعبي وسقوط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة)، منعت باريس من استغلال العلاقة الاقتصادية الفرنسية الجزائرية كما يتمنى (الوزير لومير)”.
وأضاف لومير أن وزير الخارجية جون إيف لودريان توجه قبل أيام إلى الجزائر وسنعقد معه لجنة اقتصادية فرنسية جزائرية مشتركة في الأسابيع المقبلة ستحتضنها الجزائر (دون إعطاء موعد محدد)، وقال “آمل حقا أن نتمكن من الاستفادة من هذه اللجنة لإحياء العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والجزائر والتي تعتبر حيوية للبلدين”، وهو شبه اعتراف رسمي فرنسي بوجود العلاقات الاقتصادية بين الطرفين في حالة موت سريري.
وعلق المتحدث بالقول “لدينا مصالح اقتصادية وإستراتيجية كبرى”، وخاطب الوزير الفرنسي للاقتصاد والمالية أعضاء الجمعية الوطنية والنائب أمجيد الغراب بالقول “لنكن واضحين أيضا… لدينا منافسين هجوميين بشكل غير عادي في هذين البلدين (الجزائر والمغرب)، هما الصين وتركيا”.
واللافت أن تدخل الوزير الفرنسي وتعبيره عن انزعاج وقلق باريس من تعاظم التواجد التركي والصيني في الجزائر، جاء برأي مراقبين، مباشرة بعد زيارة الدولة الرسمية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر قبل أيام، وخاصة أنها تعد الأولى من نوعها لرئيس دولة إلى الجزائر بعد انتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
ولمح الوزير الفرنسي إلى أن تواجد المنافسين الشرسين لفرنسا في الجزائر والمغرب بهذا الشكل ليس بدون دوافع سياسية خفية في بعض الأحيان، وهي إشارة واضحة للتواجد التركي خصوصا في المنطقة، موضحا “هذا من شأنه أن يتسبب لنا في مشاكل”.
وذهب المسؤول الحكومي الفرنسي أبعد حين قال “إذا فسحنا المجال لمثل هؤلاء المنافسين (تركيا والصين)، سنجد أنفسنا في صعوبات ومشاكل، على الرغم من أن لدينا كل شيء لبناء علاقة قوية مع الجزائر”.
من جهته، قال النائب بالجمعية الوطنية أمجيد الغراب (ممثل الفرنسيين في الخارج) أنه أنهى مهمة بالجزائر قبل أيام، حيث التقى مواطنين فرنسيين، كما عبر رؤساء شركات فرنسية عن قلقهم بسبب السنة الاقتصادية البيضاء (2019) التي لم تكلل بأي قرارات اقتصادية تذكر، وكان لها وقع على الإنتاج الصناعي. وطلب النائب توضيحات من وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي إن كان مصنع رونو للسيارات بوهران، قد تم تجميد نشاطه فعلا أم لا.
https://www.echoroukonline.com/%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d9%82%d9%84%d9%82%d8%a9-%d9%88%d9%85%d9%86%d8%b2%d8%b9%d8%ac%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6/?fbclid=IwAR0AfS9UYbwhXrV91OIus7rRZV4u4q8VXZZDHye_r8S5hX9uU6hJQxxPBWI