يعكف حلف شمال الأطلسي “الناتو” على إعداد مشروع خط أنابيب غاز من إسبانيا إلى فرنسا عبر جبال البيريني وصولا إلى ألمانيا، لنقل الغاز الجزائري إلى قلب القارة الأوربية، في خطوة تهدف للتقليل من التبعية للغاز الروسي، كانت قد حظيت بفيتو فرنسي معارض قبل 3 سنوات.في السياق، نقلت صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية عن مصدر حكومي في مدريد، أن مشروع الربط بخط لنقل الغاز بين شبه الجزيرة الإيبيرية وفرنسا يتواجد حاليا على طاولة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مشيرة إلى أن الهدف من وراء إعادة طرح المشروع على الساحة الأوربية هو جلب الغاز الجزائري من إسبانيا إلى ألمانيا مرورا بفرنسا، بشكل يجعل من إسبانيا مركزا أوروبيا للإمدادات الغازية انطلاقا من الحقول الجزائرية.
- اقتباس :
- فيتو من باريس أوقف المشروع عام 2019 وحلف الناتو يبعثه مجددا
ووفق المصدر، فإن المشروع يتمثل في مد خط أنابيب لنقل الغاز عبر إقليم كاتالونيا الإسباني وجبال البيريني، ويصل جنوب غرب فرنسا بتكلفة 400 مليون أورو، ثم يواصل مساره إلى الأراضي الألمانية، لنقل 7 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الجزائري إلى قلب أوروبا، ويمكن استعماله حتى لنقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر نحو قلب أوربا بالنظر لالتزام ألمانيا في مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة شمال إفريقيا.
وحسب المصدر الذي أورد الخبر، فإن المشروع يحظى بدعم حلف شمال الأطلسي بما في ذلك واشنطن وألمانيا بهدف التقليل من التبعية للغاز الروسي التي وصلت 50 بالمائة بالنسبة لألمانيا.
ومن المتوقع أن تنظر جمعية عامة لحلف شمال الأطلسي في المشروع شهر جوان المقبل في العاصمة الإسبانية مدريد، وفق المصدر ذاته.
وفي 17 جانفي 2019، كانت قد أعلنت سلطة ضبط الطاقة الفرنسية ونظيرتها الإسبانية، التخلي نهائيا عن مشروع ربط البلدين بأنبوب غاز عابر لجبال البيريني، وفهم القرار حينها بأنه “فيتو ” فرنسي لوقف تدفق الغاز الجزائري نحو أراضيها ومنها إلى قلب أوربا.
وبررت السلطات الفرنسية والإسبانية رفضها للمشروع عام 2019، بكونه لا يلبي احتياجات السوق ولم يصل بعد لمرحلة النضج الكافي، بالنظر لتكوينه وقدراته على النحو الذي قدمه مشغلو أنظمة نقل الغاز في البلدين.
وبرر الطرفان الفرنسي والإسباني رفضهما آنذاك بكون سوق الغاز لم يبد أي اهتمام تجاري لضخ قدرات جديدة من خلال الربط البيني، وهو ما تؤكده عمليات استشارة تم إنجازها في 2017 من أطراف مختلفة في البلدين، واعتبر الطرفان أن تكلفة المشروع أيضا مرتفعة مقارنة بالمعايير الأوربية، حيث قدر بـ442 مليون أورو، منها 290 على عاتق شركة تيريغا الفرنسية، و152 مليون أورو للشركة الإسبانية فرع سنام الإيطالية “إيناغاز”.
https://www.echoroukonline.com/%d9%86%d8%ad%d9%88-%d8%aa%d8%b1%d8%ae%d9%8a%d8%b5-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%b1-%d8%ba%d8%a7%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a5%d8%b3?fbclid=IwAR3MAEOA5TEroSWwdMzgZsnO0zWrITLUE5JvEPX4_bToLHZo0CRiYJywsOo
في السياق، أوضح مسؤول سام سابق بقطاع الطاقة لـ”الشروق” أن هذا المشروع توقف لأول مرة بسبب “فيتو” فرنسي عام 1984، ثم كان “فيتو ” فرنسي ضده عام 2019.
وذكر المسؤول “أن فرنسا رفضت دوما أن تكون بلد عبور للغاز الجزائري، بدليل رفض عمليات الربط مع إسبانيا منذ عقود، وروى الإطار السابق كيف أن ألمانيا تفاوضت مع الجزائر سنوات الثمانينات لتزويدها بالغاز الطبيعي المسال “جي.أن.أل”، يتم نقله إلى منشآت بشمال غرب فرنسا، وتحويله إلى غاز مجددا من حالته السائلة، ونقله عبر الأنابيب إلى ألمانيا، لكن السلطات الفرنسية رفضت ذلك.