تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، حول لعبة صينية ذكية للاستفادة من أزمة الغاز في أوروبا.
وجاء في المقال: كل شيء منطقي: أسعار الغاز ترتفع، فتعمل شركات الطاقة الصينية على زيادة مبيعاتها من الغاز الطبيعي المسال للمشترين الأوروبيين. يمكن أن يولّد ذلك انطباعا بأن موسكو وبكين اتفقتا على إجراءات مشتركة: تقلل روسيا إمدادات الغاز إلى السوق الأوروبية، التي أصبحت غير واعدة بسبب رغبة الأوروبيين في التخلي عن الغاز الروسي، وبالتالي ترفع أسعار الوقود "الأزرق"، فتبيع الصين، مستفيدة من ارتفاع الأسعار، لأوروبا فائض الغاز الطبيعي المسال الناتج عن التباطؤ في اقتصادها بسبب تفشي الوباء وأزمة الطاقة، وتجني من ذلك أموالا جيدة. في العام الماضي، كانت الصين أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، لكن طلب بكين هذا العام انخفض عمليا بنسبة 20٪.
يبدو المخطط منطقيا، لكنه مع ذلك خاطئ، لأن موسكو وبكين تعملان بشكل مستقل إحداهما عن الأخرى وتتصرفان بطريقة براغماتية.
نشأ وضع فريد من نوعه، يشعر فيه جميع المشاركين بالرضا بشكل عام: روسيا راضية، لأن الصين تعوضها إلى حد كبير عن السوق الأوروبية وتشتري مزيدا من الغاز؛ والصين راضية، لأن أوروبا تشتري منها الغاز بأسعار مرتفعة، والأخيرة يسعدها أي غاز مع اقتراب موسم التدفئة والشتاء. بالطبع، سيتغير الوضع بشكل كبير عندما تنحسر الموجة التالية من الوباء في الصين وتتسارع وتيرة نمو الاقتصاد الصيني. في هذه الحالة، ستكون أوروبا هي الخاسر مرة أخرى، لأن الصين ستتوقف عن بيع الغاز الطبيعي المسال لها، بل وسوف تزيد هي نفسها، إذا لزم الأمر، مشترياتها من الغاز من روسيا، وليس بأسعار السوق، إنما بخصم كبير.
https://ar.rtarabic.com/press/1388692-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9%81-%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%84-%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/?fbclid=IwAR3O7e2dd-OFzGf6pxCE3GoLCHAge8X0CcbnjeEw7bCghwqTSnPXFf3iDvk