الأقســـام العسكريـــة

ظهرت صورة على الإنترنت تظهر أفراد الجيش العربي السوري يحملون طائرة بدون طيار FLIR Systems Black Hornet 3 التي استولوا عليها في الركن الشمالي الشرقي من البلاد.

شهدت النسخ المتعددة من هذه الطائرة بدون طيار بحجم الجيب استخدامًا متزايدًا ، بما في ذلك داخل الجيش الأمريكي ، في السنوات الأخيرة ، كوسيلة لمنح الوحدات الصغيرة وعيًا إضافيًا مهمًا بالوضع الظرفي دون كشف موقعها بالضرورة أو تعريض الأفراد لخطر متزايد.

ظهرت هذه الصورة على الإنترنت لأول مرة في 19 يوليو 2020. زعمت حسابات اجتماعية مؤيدة للنظام أن القوات السورية استولت على ال Black Hornet 3 بالقرب من بلدة تل تمر في شمال شرق محافظة الحسكة ، التي تحد تركيا من الشمال والعراق من الجنوب.

دخلت القوات المتحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد ، جنباً إلى جنب مع القوات الروسية ، إلى هذه المنطقة في أكتوبر 2019 بعد أن دفع التدخل التركي من جانب واحد الأفراد الأمريكيين وشركائهم المحليين ، ومعظمهم من الأكراد ، إلى إخلاء قواعد العمليات المختلفة والانسحاب.

تعتبر Black Hornet 3 ، المعروفة أيضًا باسم نظام الاستطلاع الشخصي (PRS) ، الأحدث في سلسلة Black Hornet ، التي طرحتها Prox Dynamics لأول مرة في السوق في أوائل عام 2010.

قامت FLIR Systems لاحقًا بشراء Prox Dynamics في أواخر عام 2016.

أحدث نسخة من الطائرة بدون طيار التي تشبه المروحية الصغيرة ذات طول أقل من سبع بوصات وتزن أقل من عشر رطل.

يقوم فرد واحد بتشغيل Black Hornet باستخدام جهاز يعمل باللمس يشبه الكمبيوتر اللوحي ووحدة تحكم محمولة باليد.

يطير المستخدمون بالطائرة الصغيرة غير المأهولة في المقام الأول عبر رابط التحكم في خط الرؤية ، ولكن يمكنهم أيضًا إرسالها إلى مواقع محددة في أماكن أبعد باستخدام إمكانية التنقل خارج خط الرؤية التي تدعم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

في هذا الوضع ، يمكنها جمع الصور على طول مسار نقاط الطريق المعدة مسبقًا ثم العودة إلى نقطة الانطلاق تلقائيًا.

على الرغم من حجمها ، فإنها تحتوي على كاميرتي فيديو نهاريتين كاملتي الحركة ومصور حراري. أثناء التشغيل ليلاً ، يقوم النظام بدمج الخلاصات من جميع الكاميرات الثلاث لتوفير عرض واحد عالي الدقة ، مما يسهل على المشغلين تحديد التهديدات المحتملة والأشياء الأخرى ذات الاهتمام.

يمكن للمستخدم أيضًا التقاط صور ثابتة باستخدام هذه الكاميرات لمزيد من الفائدة بعد انتهاء العملية.
تتكون حزمة PRS النموذجية من طائرتين بدون طيار داخل حاوية تخزين تتضاعف كمحطة شحن لإعادة شحن الطائرات بدون طيار التي تعمل بالبطارية ، جنبًا إلى جنب مع الجهاز اللوحي وجهاز التحكم ، وكلها يمكن وضعها بسهولة داخل حقيبة ظهر فرد واحد.

طور نظام FLIR أيضًا قاعدة اطلاق لما يصل إلى ثمانية طائرات Black Hornet.

ليس من الواضح من كان يشغل الطائرة بدون طيار في سوريا قبل أن تستولي عليها القوات السورية ، ولكن في العام الماضي بدأ الجيش الأمريكي في استخدام إصدار Black Hornet 3 في وحدات مختلفة. كما تستخدم قوات العمليات الخاصة الأمريكية ، التي كانت نشطة جدًا في سوريا ، إلى جانب دعم العناصر التقليدية ، إصدارات الطائرات بدون طيار منذ عام 2015 على الأقل.

هناك العديد من الأعضاء الآخرين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتي تقاتل داعش والمعروف أن لديهم عناصر عمليات خاصة منتشرة في سوريا ، مثل فرنسا ، يقومون أيضًا بتشغيل أنواع مختلفة من هذه الطائرة بدون طيار ، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان أي منهم قد أرسل Black Hornet 3 ، على وجه التحديد ، للوحدات العاملة في سوريا . على سبيل المثال ، بدأ الجيش البريطاني لأول مرة في استخدام الجيل الأول من نسخة Prox Dynamics PD-100 في عام 2013 ، لكنه قال إنه سحب كل هؤلاء من الخدمة بين عامي 2016 و 2017 ، لصالح طائرات بدون طيار أكبر حجماً.

في عام 2019 ، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها تشتري 30 وحدة من "Black Hornet PRS" ، ولكن رسميًا لـ "البحث والتطوير في فجوة القدرات التي حددها مقر الجيش" ، بدلاً من الاستخدام التشغيلي.

بغض النظر عمن كان على وجه التحديد وراء تحليق هذه الطائرة بدون طيار ، مع أقصى مدى معلن أقل من ميلين ، فإن استعادة ال Black Hornet يسلط الضوء ببساطة على مدى قرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العمل مع الجيش السوري وشركائه ، وبشكل رئيسي روسيا ، بشكل يومي.

في الأشهر الستة الماضية ، كانت هناك العديد من الاحتكاكات بين القوات الأمريكية والروسية التي تنطوي على خطر التصعيد إلى مواجهة أكثر خطورة. يشمل هذا العديد من الحالات التي قامت فيها المركبات المدرعة الأمريكية بسد أو محاولة منع مرور القوافل الروسية إلى مناطق معينة ، حيث تتنافس المركبات بشكل خطير على موقعها على الطريق في بعض الأحيان.

مع أخذ كل هذا في الاعتبار ، ليس من المستغرب أن تستخدم عناصر التحالف بقيادة الولايات المتحدة ، وخاصة وحدات العمليات الخاصة ، طائرات Black Hornet في شمال شرق سوريا ، حيث الخطوط التي تفصل المناطق تحت سيطرة مجموعة واسعة من الاطراف ، والتي تشمل أيضًا القوات التركية وشركائها السوريين المحليين وجيوب إرهابيي داعش .

تعتبر الطائرات بدون طيار مثالية للاستكشاف على طول طريق الدورية أو لاستعادة المناطق الحضرية ، بالإضافة إلى مراقبة محيط القواعد الصغيرة ، حيث قد تكون قادرة على اكتشاف الهجمات الوشيكة والكمائن وجميع أنواع المخاطر الأخرى.

ظرًا لأن الصراع السوري أصبح دوليًا بشكل متزايد على مدى ما يقرب من عقد من الزمان ، فقد أصبح أيضًا أرضًا للعديد من انواع المعدات العسكرية ، وبعض هذه الأجهزة تم تطويرها بشكل فائق. على سبيل المثال ، خسارة إسرائيل لصاروخ أرض-جو من طراز Stunner ، الذي ربما يكون الأكثر تقدمًا في العالم ، والذي سقط داخل سوريا ، ونتيجة لذلك ، أفادت التقارير أنه اصبح بين ايدي روسية.

إنه أيضًا صراع حيث كانت الطائرات بدون طيار موجودة في كل مكان وخاصة الطائرات الصغيرة المستخدمة في الاستطلاع أو الضربات الدقيقة أو حتى الهجمات الجماعية المتزامنة. كما يؤكد استخدام Black Hornet ، فإن هذه الطائرات بدون طيار تصبح أصغر وأكثر قدرة .

إذا كان هناك أي شيء ، فإن الحرب في سوريا تشير إلى مستقبل حيث ستسيطر الطائرات بدون طيار الصغيرة على الصراعات بجميع أنواعها.