اولا اهلا و سهلا بيك في المنتدى

ثانيا اشكرك على السؤال المهم جدا و اللي هنحاول نضع له اجابة , و بشكل مبدأي و بديهي يجب ان نعرف تفاصيل اتخاذ قرار التعاقد مع الاف 16 و نحللها لعلنا نصل الى المراد.

تبدأ الحكاية بعد حرب اكتوبر حيث تدهورت العلاقات المصرية السوفيتية بدوافع شخصية من الرئيس السادات , طرد الخبراء الروس من مصر , انخفاض اعداد الطائرات المصرية نتيجة الخسائر في الحرب و عدم تعويضها من السوفيت (الذين شعروا من السادات بنية الغدر خصوصا بعد تصريحه الشهير 99% من اوراق العبة في يد امريكا) ثم بيع طائرات ميج 23 المصرية الى الصين (مقابل الطائرة جيه 7 نسخة صينية من الميج 21 مع بعض الذخائر و قطع الغيار) و امريكا , اهداء امريكا بضع و ثلاثين طائرة فانتوم مستعملة الي مصر , ثم محاولة مصر تصنيع الميراج الفرنسية التي توقف مشروعها نتيجة الازمة المالية في مصر و انسحاب دول عربية من تمويل النظام المصري عقب التقارب المصري الاسرائيلي بالاضافة الي ضغوط امريكية علي دول الخليج لمنع هذا التمويل (يرجي العودة الي كتاب مصر و المصريين في 150 عام للدكتور جلال امين) , ثم ظهرت صفقة اف 16 الامريكية الممولة من المعونة لتسدد الضربة القاضية للامال المصرية في الحصول على طائرة يمكن تأمين مستلزماتها محليا , بدأ تسليم الاف 16 بالنسخة القياسية وقتها ثم بدأ الحظر و المنع لبعض التحديثات و الذخائر و استمر التدهور في قدرات الاف 16 المصرية حتى وصلنا الى ما نحن عليه الان.

قرار مصر اقتناء الاف 16 كان انعكاس لقرارات سياسية بالاساس سواء كانت مصرية او غير مصرية , سواء كانت مقصودة او عشوائية , ثم امتزجت القرارات السياسية بظروف مالية و اقتصادية ساهمت فيما من الممكن تسميته ب(ورطة الاف 16 المصرية).

حل مثل هذه الورطة لا يمكن اختصاره بسهولة لان هناك مجموعة من الحلول السياسية و العسكرية , التكتيكية و الاستراتيجية , يجب ان تترابط معا في منظومة متكاملة لحل ورطة معقدة مثل الاف 16 المصرية.

ساكتفي بتلك المساهمة حاليا على امل العودة لكتابة الحلول في مساهمة لاحقة. 

اهلا و سهلا دكتورنا الغالي ,, 

كنت قد اشرت في مساهمتي السابقة الي ان سياسة السادات قد كانت احد اسباب ورطة الاف 16 لانه و ببساطة قرر ان السوفيت لا طائل من ورائهم و ان حلول الصراع العربي الاسرائيلي في يد امريكا و على اثر ذلك اتخذ السادات خطوات للابتعاد عن الروس و معها خطوات اخرى لكنها في اتجاه تقارب مع الامريكان معتبرا ان امريكا قوة عظمى قادرة على احلال السلام متجاهلا او متناسيا حقيقة انحيازها التام لمصلحة اليهود و طبيعة دورها في الصراع ,, في الحقيقة السادات لم يفهم طبيعة الصراع (الديني و التاريخي و الابدي) الاصلية رغم تشدقه ب (الرئيس المؤمن لدولة العلم و الايمان).

الصراع العربي الاسرائيلي معادلة صفرية ,, اما نحن و اما هم ,, نكون او لا نكون ,, هكذا هي طبيعة الصراع الاصلية ,, ليست الحكاية سيناء فقط , ليست مجرد اراضي خسرنها في معركة مهما كان غنى هذه الاراضي ,, بدليل ان الصراع لم يتوقف بعد معاهدة كامب ديفيد.

و ترتب على الجهل بطبيعة الصراع جهلا جديد و هو الجهل ب(العدو و الصديق) ,, فقد كانت الاسلحة الاسرائيلية التى تقتلنا بها امريكية , بل كانت امريكا ملتزمة بضمان امن اسرائيل و ضمان بقائها من الاساس و في سبيل ذلك دعتمها بكل اشكال الدعم ,, دعم مادي و عسكري و سياسي و تكنولوجي لتحقيق التفوق الاسرائيلي الكمي و النوعي ,, و للتوضيح كانت هناك عملية قذف نووي امريكية ضد القاهرة علي اثر اغراق مصري محتمل للسفينة ليبرتي الامريكية (كانت موجودة للتشويش على الرادارات المصرية) قبالة سواحل سيناء و طارت الطائرة بذخيرتها النووية تقصد القاهرة و في اخر اللحظات تم الغاء العملية بعد تأكد الامريكان ان اليهود هم من ضربوا السفينة كي لا تكشف المذابح الاسرائيلية للقوات المصرية المهزومة.

استمرت السذاجة السياسية للسادات كمنهج لخلفه مبارك  الذي صار في نفس الاتجاه (و ان لم يكن بنفس قوة السادات و اهميته بالنسبة للامريكان) و استمرت الى لحظة كتابة هذه السطور.

بوضوح ,,  رأى السادات امريكا ك (صديق) و اسرائيل ك (شريك) ,, في حين انهم اي الامريكان و اليهود يروا العرب ك (عدو) ,, كان هذا الخطأ السياسي ,, و هذه كانت البداية فقط لما هو اتي.

يتبع,,