أطلقت الصين ومصر بنجاح قمرا صناعيا تم تطويره وتجميعه بشكل مشترك من قبل البلدين، مما يمثل علامة فارقة جديدة في تعاونهما الفضائي.
تم إرسال القمر الصناعي، المسمى مصر سات-2، إلى المدار يوم الاثنين من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غرب الصين، باستخدام الصاروخ الحامل لونج مارش-2 سي. وهو أول قمر صناعي مصري الصنع، حيث تم تجميعه داخل مصر بدعم صيني في مركز اختبار ممول من الصين بالقاهرة.
وتم توقيع مشروع القمر الصناعي، الذي تبلغ تكلفته 72 مليون دولار، في عام 2019 بين وكالة الفضاء المصرية (EgSA) وإدارة الفضاء الوطنية الصينية. وتضمن التعاون بين العلماء والمهندسين الصينيين والمصريين في تصميم وتجميع واختبار القمر الصناعي. أصبحت مصر أول دولة أفريقية تمتلك قدرات تجميع واختبار الأقمار الصناعية من خلال هذا المشروع.
وكانت الحمولة الرئيسية للقمر الصناعي مصر سات-2 هي للاستشعار عن بعد . سيقدم القمر الصناعي صورًا بدقة 6.5 قدم (2 متر) لكل بكسل في الوضع البانكروماتي، أو الضوء المرئي، و26.2 قدم (8 أمتار) لكل بكسل للصور متعددة الأطياف، والتي ستركز على عدة نطاقات محددة.
مصر سات 2 هو قمر صناعي للاستشعار البصري عن بعد، مزود بكاميرا عالية الدقة يمكنها التقاط صور للتربة وموارد المياه في مصر. وسيتم استخدام القمر الصناعي لرصد التغيرات المناخية والتصحر وتدهور الأراضي، فضلاً عن دعم أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية في مختلف المجالات، مثل الزراعة والتعدين وإدارة المياه وحماية البيئة.
وقالت الهيئة في بيان لها، إن إطلاق مصرسات-2 يعكس التعاون المصري الصيني الناجح في مختلف المجالات، خاصة في مجال التكنولوجيا والفضاء. كما يمثل خطوة مهمة في توطين الصناعات المتقدمة، مثل صناعة الأقمار الصناعية، في مصر.
ويبلغ عمر القمر الصناعي في الفضاء خمس سنوات من إطلاقه، وتم تجميع واختبار مصر سات 2 في أول عملية تجريبية لـ AITC بمقر EGSA.
ويعد إطلاق القمر الصناعي أحدث علامة على العلاقات المتنامية بين مصر والصين، اللتين قامتا بتوسيع علاقاتهما التجارية والاستثمارية في السنوات الأخيرة.
وتعد الصين أحد أكبر الشركاء التجاريين والمستثمرين لمصر، حيث يوجد أكثر من 1500 شركة صينية مسجلة في مصر.
استقبلت مصر حوالي 28.5 مليار دولار من الاستثمارات الصينية في الفترة من 2018 إلى 2019، مما يجعلها أكبر وجهة للاستثمارات الصينية في العالم العربي.
وبلغ حجم التجارة بين البلدين 14.9 مليار دولار في عام 2022، بحسب البنك المركزي المصري.
كما وقعت الصين ومصر العديد من الاتفاقيات في العقد الماضي، تغطي قطاعات مختلفة، مثل البنية التحتية والطاقة والنقل والتعليم والثقافة. كما دعم البلدان بعضهما البعض في مكافحة جائحة كوفيد-19، وتبادلا الإمدادات والخبرات الطبية.
ومن المتوقع أن يؤدي إطلاق القمر الصناعي إلى تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين ومصر، فضلا عن تعزيز الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي لصالح البلدين والعالم.
وفقًا لـ EGSA، يعد مصر سات 2 مشروعًا قياسيًا للتعاون العملي في مجال الطيران بين الصين ومصر في إطار مبادرة الحزام والطريق السابقة.
تأسست EGSA عام 2018 لإنشاء ونقل وتوطين تطوير تكنولوجيا الفضاء وامتلاك القدرات اللازمة لبناء وإطلاق الأقمار الصناعية من الأراضي المصرية.
وفي عام 2019، أطلقت شركة الإطلاق الأوروبية Arianespace قمر الاتصالات طيبة-1 لمصر يوم الثلاثاء 26 2019، بهدف تحسين الاتصالات في مصر.
وتم توقيع صفقة القمر الصناعي في عام 2014 بين الرئيس المصري والرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا هولاند كجزء من اتفاقية أسلحة تبلغ قيمتها حوالي 1.2 مليار دولار.
military.africa