ماهي قصة منظومات FrankenSAM المهجنة السوفييتة-الامريكية ؟!
قالت السيدةلورا ك. كوبر، نائبة مساعد وزير الدفاع لسياسة روسيا وأوكرانيا وأوراسيا،في اكتوبر 2023 إن منظومات FrankenSAM "تساهم في سد الثغرات الحرجة في الدفاعات الجوية الأوكرانية، وهذا هو التحدي الأكثر أهمية الذي تواجهه أوكرانيا اليوم".
منذ بداية الحرب تقريباً، لجأت أوكرانيا إلى خلط الأسلحة الهجومية ــ مخزونها القديم الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية وتلك التي حصلت عليها من الغرب ــ بطرق غير متوقعة، ولكنها ناجحة في كثير من الحالات.
وتحدث المسؤولون العسكريون الأميركيون بإعجاب العام الماضي عن قدرة أوكرانيا على استخدام ترسانتها "ماكجيفر MacGyver"، في استعارة لبرنامج تلفزيوني من الثمانينيات يستخدم فيه الشخصية الرئيسية أدوات بدائية بسيطة ومرتجلة لإخراج نفسه من المواقف الصعبة.
ويحاول مشروع FrankenSAMs الآن أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة للدفاعات الجوية الأوكرانية.
FrankenSAMs هي مزيج من الاثنين معا. تعود أصول البرنامج إلى أواخر العام 2022، عندما طلب المسؤولون الأوكرانيون من الحلفاء مساعدتهم في العثور على صواريخ لنحو 60 قاذفة صواريخ Buk ورادارات تعود إلى الحقبة السوفييتية، وكانت موجودة في ترسانة كييف.
ومع العلم أنه سيكون من الصعب على الغرب الحصول على ذخائر روسية الصنع لتناسب أنظمة Buk، اقترح الأوكرانيون بدلاً من ذلك إعادة تجهيز منصات الإطلاق لاستخدام الصواريخ المضادة للطائرات من عيار الناتو التي تبرعت بها الولايات المتحدة.
وقالت أولكسندرا أوستينوفا، رئيسة لجنة في البرلمان الأوكراني تشرف على عمليات نقل الأسلحة من الغرب: "لقد أدركنا أننا بحاجة إلى التوصل إلى بعض الحلول". وقالت إن المسؤولين الأوكرانيين عرضوا تعديل الأسلحة بأنفسهم، لمصلحة الوقت، "لأننا في فترة الشتاء نحتاج بشدة إلى الدفاعات الجوية، وهذا هو ما سيتم استخدامه".
لكن المهندسين الأميركيين أصروا على إنجاز العمل، واحتاجوا إلى أكثر من سبعة أشهر لاختبار الدمج والموافقة عليه بعد أن وافق البنتاغون في كانون الثاني/يناير 2023 على توفير صواريخ Sea Sparrow للمشروع.
وقالت السيدة أوستينوفا إن الدفعة الأولى من قاذفات وصواريخ بوك المجددة وصلت إلى أوكرانيا في اواخر 2023 فقط
وقالت إن أوكرانيا مستعدة لإرسال 17 منصة إطلاق إضافية من طراز "Buk" إلى الولايات المتحدة لإعادة تجهيزها، لكن المهندسين الأمريكيين لم يتمكنوا من تجهيز سوى خمس منصات كل شهر.
تم الكشف عن ابتكار آخر - قاذفة أرضية مرتجلة تستخدم رادارات من الحقبة السوفيتية لإطلاق صواريخ أمريكية قديمة تستخدم عادة في الطائرات المقاتلة -
تستخدم هذه النسخة من منظومة FrankenSAM صواريخ AIM-9M Sidewinder الأسرع من الصوت أمريكية الصنع، والتي تم تطويرها في الخمسينيات من القرن الماضي وتستخدم في الطائرات المقاتلة من طراز F-16 وF-18. وهي الآن جزء من نظام إطلاق أرضي مرتجل، والذي استعرضته السيدة كوبر في بروكسل باعتباره «ابتكارًا حقيقيًا» قالت إنه سيساعد في تسريع الدفاعات الجوية إلى أوكرانيا، «بدلاً من أن تكون، كما تعلمون، سنوات وسنوات من التطوير».
---------------------
لا يزال مسؤولو الدفاع والمهندسون الأمريكيون يختبرون ما قد يكون أقوى نظام FrankenSAM حتى الآن: وهو صاروخ باتريوت ومحطة إطلاق تعمل بأنظمة الرادار الأقدم في أوكرانيا والمصنوعة محلياً.
وقال مسؤول في البنتاغون منتصف اكتوبر 2023 إنه تم تجريب النظام هذا الشهر، أجريت في منطقة وايت ساندز للصواريخ في نيو مكسيكو، أصابت بنجاح الطائرة بدون طيار التي استهدفتها. وقال المسؤول إنه من المقرر إرسال النظام إلى أوكرانيا هذا الشتاء (شتاء 2024)، مصحوبًا بصواريخ تم التبرع بها وأجزاء أخرى من طراز باتريوت من حلفاء متعددين.
وأشاد كان كاسابوغلو، محلل الدفاع في معهد هدسون في واشنطن، بفكرة دمج معدات الحقبة السوفيتية مع الصواريخ الغربية الأكثر تطورا كوسيلة لمساعدة أوكرانيا "في الحفاظ على ترسانتها للحرب الطويلة المقبلة".
وقال كاسابوغلو إنه "يوفر أيضًا فرصة لوضع الأسلحة التي يجمعها الغبار على رفوف عواصم الناتو، موضع الاستخدام العملي".
NYTimes